شرفات تطل علی متاهات - الشرفة الثانیة

نژاد عزیز سورمی

الحوار المتمدن-العدد: 8361 - 2025 / 6 / 2 - 18:35
المحور: الادب والفن
    

شرفات تطل علی متاهات

نـژاد عزیز سورمی



الشرفة الثانیة


(1)
أَفقْ يا وجع الأيام !
الروح لاتشيخ..
أَفقْ !!
فالعصفورة أصبحت الآن تفهمني ولاتفهمني..
الوطن مذبوح على الطريقة الصربية
ماجدوى ان تعصف بنا العاصفة
نحو الفردوس !!
أفقْ !
انها جاءت لتخترق فناءات روحي..
جاءت لتنكأ جراحاتي ،
المنكئة اصلاً بسكاكين الزمن الرديء !
زمن الصرب
وتجار المخدرات
وسارقي الأمل

أفق !!
لأعلن القبض على حلمي
فقد كتب علينا الصراخ بالصمت ،
ايتها الجزيرة الصاخبة بماتم الأعراس..
الصمت فقط..
فلنصرخ حتى نمتلىء بالصمت
لنصرخ يا وجع الأيام !
العصفورة أصبحت الآن
تفهمني ولاتفهمني ..


(2)
ان تملك زنبقةً
وجحراً وثياباً مرتقة..
وكأساً من الدرجة العاشرة ..
ومشاهد تراجيكوميدية ..
وحرية من النوع العسكري !
وتَرحْل ..
هذا ليس من الاصناف في شيء
ياعبدالرحمن !
ياصديقي..!
(ولكن ماذا أفعل بالبطون السبعة
ما كان أحد يخاف الوداع مثلي
أما البقاء فكان ضرباً من الجنون..)
ماذا أقول له؟
ومئات الأسئلة تندثر
في بحر اجابات مهلهلة
ومن بين أصابعي ..
ماذا أقول له؟
انها حافة الزمن بعينها..
تتلألأ في الجغرافية الملعونة
والتأريخ المغطى بالأقنعة..


(3)
و يتحدثون عن (حقوق الانسان)
يوماً واحداً في السنة..
ليخرقونها بقية الايام..
بهذا الشكل وبهذه الصورة ،
أدخلت (حقوق الانسان)
الكائن الخرافي ،
والكذبة الكبرى في عالمنا
هي الاخرى
عصر السيرك
الذي يستحيل الحزن فيه
ابتسامات باردة وميتة ..
انها لعمري لعبة التهامس
في وضح النهار
حول سفسطة الدجاجة والبيضة
أيهما من الأخرى
رباه !
من أين يأتون بكل هذه الاقنعة؟

(4)
مرحباً بنوافذ الحزن
ان كان الفرح عندنا أصم ، بلانوافذ ...
مرحباً بأزهار الخريف
وموجات الدموع
ان كان الربيع
والابتسامة
والضحكة
لن تأتي الا عبر البورصات السوداء ..

يا ألهي !
يا واحد ، الاحد ، القهار...
ماذا فعلنا؟
لتضعنا امام هذه الجيوش الجبارة
من الرؤوس الخاوية من كل شيء
الا من هوس التدمير..
ولاشيء غير التدمير..
*
مرحباً بالغروب.. السكينة !
فلا يبدو شيء متألق
غير أفق مطفىء
في سراب البورصات
ودكاكين التهريب..
انها ترنيمتنا ،
التى تتدحرج على المرائى والمسامع
عند حافات الضياع
فمرحباً بنوافذ الحزن
وأزهار الخريف
وموجات الدموع
طقساً
ونديماً
ونوراً ..

(5)
انه خيط ليس إلا
فلنحفظه من الانطفاء ..
الشاطيء يرجمنا
وفراق الصباح محتمل ...
لقد قرأت هذه البيانات ،
من أوراق الخريف
وخطوات الرياح
ومفاتيح الوهم..
ها إنني أصرخ صامتاً
عبر التواءات الانهيار:
كان الكل يبكي على ليلى
صار الكل يستعد لسحلها
من على الشوارع الكئيبة سحلاً..
ماذا أرى رباه ؟!
ماذا أرى؟
كل هذه الانياب الشرسة؟
مع أنه خيط ليس إلا.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل