أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قرأت لكم رواية فرصة ثانية لصباح بشير - بهاء رحّال














المزيد.....

بهاء رحّال


قرأت لكم رواية فرصة ثانية لصباح بشير

الحوار المتمدن-العدد: 8360 - 2025 / 6 / 1 - 21:31
المحور: الادب والفن
    


تتدفّق الرواية بسيل من الأحداث المترابطة مع بعضها في نسق سردي مميز بسلاسته وبساطته وتكامله، ولغة بسيطة قريبة من القارئ ومناسبة للأحداث ومجريات العمل، الذي جاء منذ الصفحة الأولى صادمًا بحادثة موت وفجيعة فقدٍ مربكة، ألقت بظلالها وتركت أثرها الشديد على العائلة، وعلى حياة الصغير اليتيم يحيى، الذي منذ لحظة ولادته صار يتيمًا بلا أم ترعاه وتربيه، ويكبر بين يديها، وتهتم بتفاصيله، وترضعه، وتربي فيه الأمل حتى يبلغ أشدّه. فشاءت الأقدار أن يكبر على هذا المصير الذي صرخ في وجهه منذ اللحظة الأولى التي خرج بها إلى الحياة، تلك الحياة التي بينها وبين الموت مبضع جرَّاح، وإرادة الله التي لا راد لها.
تتحرك الأحداث في الرواية بسلاسة وواقعية، وبترابط تام في سياق متتابع، وهذا يجعل القارئ يمسك بالكتاب من دون رغبة في تركه، مشدودًا لأحداث من واقع الحياة، واقعنا، فلا فرق بين واقع الناس على اختلاف أقدارهم وأماكنهم، وفي التفاصيل ما يجعل الرواية واقعية، أو حتى يمكن القول: شديدة الواقعية في دقة الوصف والسرد والأحداث، ورسم الأمكنة والمسافات. ولأنها بنت الواقع، فشخصياتها تتشابه وترتسم بصورة قريبة من القارئ، فلا تشعر بغربة في فهم مجرياتها، ولا تحتاج جهدًا لتدخل إليها وتدخل إليك.
فرصة ثانية، رواية الكاتبة صباح بشير، الصادرة عن دار الشامل للنشر والتوزيع، تسلط الضوء على نوازع داخلية تسكن الإنسان بعد حوادث الفقد والموت، وتقلبات الشخص النفسية والاضطرابات التي تعصف بالشخص على المستوى النفسي والعائلي، والمحيط الاجتماعي. ضغوط الحياة، ومواجهة المصائر، ومكامن الحب والتردد. صراعات نفسية، وجلد الذات التي تنهرها الذكريات، والحنين إلى فصل الماضي، واضطرار القرارات الصعبة، وخطوات نحو المجهول القلق الذي يخشاه كل من يفكر بعمق في محاولة استشراف المستقبل، ومحاولة رسم غد آمن، هادئ، ومكتمل، وتجليات الاستحواذ على الحاضر بكل ما فيه من اضطراب وتردد. وما يرافق كل ذلك من أحداث كانت كخيط خفيف الظل، يمسك القارئ به من دون عناء، ويواصل قراءة الحكاية بفضول وتشويق، لمعرفة النهايات لأبطال يتحركون في مضمار واحد، مختلفين قليلًا في الصفات، متشابهين ربما في الاضطرابات والصدمات، ومحكومين بالأمل.
فرصة ثانية، محاولة لكشف اللثام عن بعض ظروف الواقع، عن النصف المجهول في حياة البعض، النصف الناقص الذي لا يراه الكثيرون، النصف الذي لا يحضر دائمًا، وهي تجريب لتفكيك عقد كثيرة في الحياة، وأمراض تنتقل وتتوارثها الأنفس من لوثة وثنيات المجتمعات التي تحبو على رصيف الاحتمالات والتردد، والفرضيات المجتزأة المبينة على الاعتقاد المتراكم من حكايات الوهم ومرويات الأولين.
فرصة ثانية تسلط الضوء على فكرة التضحية، وهي فكرة رائجة في العقود الماضية، إلا أنها في سنوات الحاضر باتت قليلة، وهنا الكاتبة لا تتخذها من جدلية الصح والخطأ والحكم عليها من زوايا النجاح والفشل، بل إلى مساحات أخرى، بدون أحكام مسبقة، لتتركها لواقع الأيام، ومصائرها في لعبة الأقدار، والقدرة دومًا على الانبعاث والتجديد، والفرص الأكثر ودًا ودفئًا وجمالًا.
بقي أن أقول لكم أن صباح بشير في روايتها فرصة ثانية حاورت النفس البشرية بهذا العمل في كل تجلياتها، وكشفت عنها أغطية الرجفة، ولامستها في كل حالاتها، ولم تتصنع أبطالها بل أخذتهم على طبيعتهم في صور حقيقية، فكانوا أبناء الواقع غير المتصنع، وقد سلطت الضوء على قضايا يعيشها المجتمع، من خلف الستائر، فكشفت اللثام عن بعض المسكوت عنه، وعمدت على استخدام أسلوب التنوير، الذي يمنح السرد الرؤيا والحكمة والعقلانية ويخدم مضمون العمل وتكامله.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- توماس مان.. الأديب الذي سكنته ألمانيا وقضايا شعبه حتى وهو في ...
- عمان.. -الأمل- يجمع الأردنيين والروس في مهرجان يحتفي باللغة ...
- جامعة -الدون- التقنية الروسية تعمل على إنشاء مركز للغة الروس ...
- الضفة الغربية: إسرائيل تمنع جولة وسائل إعلام دولية في قرية ا ...
- تاء تأنيث النقد الأدبي العراقي.. في أمسية ثقافية
- وفاة الممثل جوناثان جوس عن عمر يناهز 59 عامًا إثر إطلاق نار ...
- مصر.. قرار للنيابة في فضيحة قصر ثقافة الأقصر
- المبادرة المصرية تطالب بإخلاء سبيل المخرج -عبد الرحمن الأنصا ...
- رحيل الكاتب الفلسطيني علي بدوان أحد أبرز مؤرخي الشتات في سور ...
- مخطط متنزه إسرائيلي يطرد سكان سبسطية من قريتهم التاريخية


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قرأت لكم رواية فرصة ثانية لصباح بشير - بهاء رحّال