أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نير باسليوس - رمز الام العظيمة: كيف بقي الحجر الاسود واختفت الالهة!














المزيد.....

رمز الام العظيمة: كيف بقي الحجر الاسود واختفت الالهة!


نير باسليوس

الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 23:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رمز الام العظيمة: كيف بقي الحجر الاسود واختفت الالهة !

في عام 204 قبل الميلاد، كانت جيوش هانيبال القرطاجي تدك ابواب إيطاليا، وتوشك على اجتياح العاصمة الرومانية. كان الرومان في اسوأ حالاتهم العسكرية، عاجزين عن صد الغازي الذي لا يقهر.

في مجلس الشيوخ، اقترح الجنرال سكيبيو الاكبر، وبتوصية من كهنة الدولة، استدعاء الأم العظيمة إلى روما . سيبلي، المعروفة لدى الرومان باسم Magna Mater : الام الكبرى لآلهة الإيديين، الهة الخصوبة والجبال والخلق.

تنص نبوءة قديمة على ان العدو لا يمكن طرده من إيطاليا الا اذا استحضرت الام الإيداية إلى قلب روما، مع رمزها المقدس: حجر نيزكي اسود، سقط من السماء، يمثل صلة الارض بالسماء، والخصب بالمطلق.

وبعد اسابيع، وصلت سيبلي إلى روما محمولة في طقوس مهيبة، واستقبلت كخلاص سماوي. اسست لها عبادة رسمية في معبد بالاتين، ونصب الحجر الأسود في قدس الاقداس. ومنذ ذلك الحين، صار هذا الرمز السماوي جزء من الطقوس الرومانية، والادب، والدولة نفسها.

لكن الرموز لا تبقى في مكان واحد.

رحلت عبادة الأم العظيمة من روما إلى الشرق، وتسربت تدريجيا إلى مجتمعات جديدة.
تشير نصوص توراتية متعددة إلى رفض قاطع لعبادات الإناث والأمهات والملكات السماويات، مثل عشتروت و”ملكة السماء” وهو رفض يمكن قراءته كصدام رمزي مع سيبلي واخواتها في المخيال الديني التوحيدي الناشئ.

لقد كانت الآلهة الانثى مصدر إزعاج كبير لإله ذكوري لا يقبل الشريك، ولا الام، ولا الخصب المقدس ( يمكن مراجعة نوال السعداوي: الوحه العاري للمراة العربية).

ومع صعود المسيحية ونبذ العبادات الامومية، انحدرت الفكرة إلى اطراف العالم القديم الصحراوي.

في شبه الجزيرة العربية، ورثت قبائل وثنية ما تخلى عنه الآخرون: بقايا طقوس وكتب ورموز، افرغت من معناها الأول واعيد طلاءها بصبغة جديدة.

احتضنت قريش الحجر الاسود ، كرمز امومي خصب، ورمز بدائي غامض، لا الهات من الاناث تحج اليها القبائل، وحجر يطاف حوله طلبا للخصب والحماية.

في لحظة ما، صار الحجر مركزا جديدا لرواية قديمة رواية تم فيها نسخ التوراة، وتعديل الاناجيل، واعادة إنتاج الاسطورة القديمة تحت اسم وحي إسلامي جديد.
لكن الرمز لم يتغير. فقط الرواية تغيرت.
وهكذا بقي الحجر. لا صوت له، لا رحم فيه، لكن يحج اليه.
اما الالهة الام فقد ماتت، صارت حراما.

ماتت الام، وبقي الرمز حجرها الاسود يطاف حوله الى اليوم في مكة في طقس تعبدي وثني.
يقبله الرجال دون ان يعرفوا انه كان في البدء انثى وامراة والهة.

انهم يطوفون حول ام منسية، دون أن يعرفوا ذلك.

انها مفارقة ما يعبدونه وثني ويعتقدونه سماوي، لم يعد فيه ام، لكن روحها تسكنه.
يعبدون فقط حجر وثني واسطورة قديمة.

انها الطقوس تنتقل عبر العبادات وتقدس بطرق مختلفة.



#نير_باسليوس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- زهران ممداني يتعهد بالتمسك بهويته الإسلامية
- جينيفر لورنس تُعيد تعريف أناقة السجادة الحمراء بكنزة صوفية ب ...
- قوات الاحتلال تعتقل ثلاثة شبان من دير بلوط غرب سلفيت
- أخر تحديث لـ تردد قناة طيور الجنة الجديد TOYOUR EL-JANAH KID ...
- TOYOUR EL-JANAH KIDES TV .. تردد قناة طيور الجنة الجديد للأط ...
- الرمان فاكهة الجنة ودرع المناعة في الشتاء
- مرشح عمدة نيويورك يثير مخاوف بشأن ديانة منافسه ممداني الإسلا ...
- دعوى ضد فرنسا بسبب مبنى لسفارتها في بغداد يعود ليهود
- لاري إليسون.. يهودي أميركي رسم ملامح الاقتصاد الرقمي العالمي ...
- عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى رغم القيود


المزيد.....

- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نير باسليوس - رمز الام العظيمة: كيف بقي الحجر الاسود واختفت الالهة!