أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -الوطنية- و-القومية- و-الوطن كونيه-؟















المزيد.....

-الوطنية- و-القومية- و-الوطن كونيه-؟


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8351 - 2025 / 5 / 23 - 15:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نموذج "الوطنيه"و"القومية" بصورة عامه، ومايتصل بها من اشكال كيانيه مجتمعية واهمها الامبراطورية، هي النموذج المطلق المعروف على مستوى المعمورة، فهو الواقع الحاصل والمدرك المعاش، على وجه التحديد ابان الطور اليدوي من التاريخ المجتمعي البشري، حيث التطابق بين النموذج الكياني والطور المعاش ومايرافقه ويكون موافقا لاشتراطاته من طاقة عقلية على الادراك مجتمعيا، ومعلوم ان النموذجيه لهذه الجهه شرق متوسطية نهرية حيت تبلورت المجتمعات ابتداء، بالذات في الموقع النيلي حيث التوافقية البيئية النهرية الانتاجية القصوى، وحضور النيل في خدمة العاملين في الارض فيضانا موافقا للدورة الزراعية، وحيث المكان مؤمن ضد الغزو شرقا وغربا وشمالا، من الصحاري شرقا وغربا، والبحر شمالا، ماقد افضى لقيام مجتمعية مجسده في الدولة الاحادية السكونية التكرارية، بلا مراحل او حقب ذاتيه، وهنا تتجسد الوطنيه الراسخه الفرعونية، تقابلها لاحقا من صنفها تعبيرية كيانية اخرى هي الواقعه على الطرف الاخر من المتوسط، دينامياتها الاعلى ضمن نوعها مصدرها الازدواج الطبقي الذي هو الاخر نتاج الوضع الانتاجي البيئي.
ومابين المصرية والاوربية، تذهب النموذجية مدار البحث الى الحد الاعلى الممكن من تكريس نوعها، بالاخص مع انبثاق الاله بصيغتها الاولى المصنعية على الضفة الاخرى المتوسطية، اذ تتحول القومية/ الوطنيه الى ايقونه كيانوية مجتمعية غامرة، مع انها كما مفترض، كان عليها ان تضطلع بمهمه البحث عما هو غير مدرك من احتماليات، لم تكن من حيث الابتداء التاريخي اقل حضورا واهمية استثنائية من تلك النهرية الاحادية النيليله، وهو ماقد وجد في الموضع النهري الثنائي للنهرين بدل النهر الواحد، بما يوحي وكان الابتداء المجتمعي مع تبلوره الاول قد دل على ثنائية نوعية، اولى كيانوية محلوية نيلية، وثانيه متعدية للكيانوية، كونية الطابع ابتداء، محكومة للفنائية وللادوار الانبعاثية والانقطاعات، تمر بدورة اولى سومرية بابلية ابراهيمه، وثانيه عباسية قرمطية انتظارية، وثالثة تحققية راهنه مستمرة من القرن السادس عشر، هي نموذجية "وطن كونية" مطروده من الادراك والوعي البشري اليدوي، وخارجه، تظل تستبعد من الحضور من قبل النموذجية الغالبة السائدة، ومايواكبها من مستوى ونوع ادراكية.
وحيثما كانت المجتمعية هي ( البيئة + الكائن البشري)، تتشكل ضمن تلك التفاعلية، فلقد كان من البديهي ان تلحظ التفارقية البيئية بين النيلية والرافدينيه، حيث تغرق الثانيه تحت وطاة وطائلة المجال الحياتي البيئي الطارد ابتداء، واساسا من النهرين المجافيين التدميريين المخالفين للدورة الزراعية، واجمالي الشروط المناخية، حيث الانتاجية اصطراع وانتزاع للقمة من فم الوحش الكاسر، ولايتوقف الامر عند هذا الحد، فارض التبلورية الاولى مفتوحة شمالا وشرقا وغربا على السيول البشرية النازلة نحو مامعروف بارض الخصب، من الجبال الجرداء والصحارى، بما يجعلها مصبا بشريا لايتوقف، به تكتمل اللاارضوية والنزوع غير المتوافق معها، بل الذاهب الى الاعلى نحو السماوات كمخرج من حالة العيش على حافة الفناء، خلال المرحلتين الاولى التبلورية النمطية المجتمعية بالاصطراع مع البيئة حيث تتشكل النمطية اللاارضوية، والثانيه الاصطراعية مع الانصبابات البشرية الارضوية، النازعه للهيمنه والغلبة المستحيله، والتي تعادل مساوية الفنائية النوعية في هذا المكان.
وليست البدئية الازدواجية المشار اليها بلا دلاله ولا غرضية مجتمعية وجودية، فاللاارضوية لاتوجد اعتباطا مثلما هي الحال بالنسبة للارضوية المحكومة لليدوية الحاجاتيه الجسدية، وهنا عند هذا المفصل الحاسم، تقبع اهم مسالة في الوجود الحي ومساره، تتعلق بالعقل ومساره التشكلي منذ ان ظهر بصيغته الابتدائية مع الانتصاب على قائمتين واستعمال اليدين والنطق، بعد عشرات ملايين السنين من الكمون، ومن الوقوع تحت طائلة وغلبة الجسد الحيواني المطلقة، بما يدل بصورة قاطعه بان عملية النشوء والارتقاء الحيوي، عقلية، الجسدية فيها ليست الغاية بقدر ماهي وسيلة، وان الجسدية لها نهاية تتوقف عندها ولاتعود قابلة للتطور، هي تلك التي ينتصب عندها الكائن الحي وينطق، فالعضو البشري يبلغ عندها قمه ومنتهى ممكنات تطوره، خلافا للعقل الذي يستمر تطورا وصولا للاستقلال والتحرر من وطاة الجسدية في غمرة التفاعل مع اخر صيغها واشكالها المجتمعية اليدوية الجسدية، ووطاتها الحائلة بين العقل وادراك الحقيقة المجتمعية، وعلى وجه التحديد منها، المجتمعية اللاارضوية موضع ومجال انتقال العقل من الغلبة الجسدية الحاجاتية، نحو ذاتيته وعالمه الخاص، الامر المشروط بمرور العقل بالطور المجتمعي الارضوي وغلبته ابان الطور اليدوي، وصولا الى الوثبة العقلية الثانيه، بعد تلك الانبثاقية الاولى الابتدائية، السابقة على الاستقلالية العقلية الضرورة.
ولا ترد التحققية المجتمعية المتعدية للكيانيه الارضوية التي لاتتحقق الاكونيا، على البال، وليس لها من حضور بما في ذلك الاحتمالي او المستقبلي، من نوع القول بان المجتمعات تتحقق في الابتداء" وطنيا/ قوميا" وصولا الى التحقق الكوني اللاارضوي، ذلك في الوقت الذي تكون فيه الصيغة اللاارضوية الكونية مجتمعيا، في حالة تكرارية"فنائية" غير تحققية، مثالها الرافديني يتراوح بين الدورات والانقطاعات، من دورة اولى سومرية بابلية ابراهيميه، الى الثانيه العباسية القرمطية الانتظارية، وانهيار بابل وبغداد، من دون اي انتباه لاحتمالية ان يكون هذا المسار متوافق مع طبيعه المجتمعية وما يحكمها، وانه مسار له انتهاء واحتمالية تحقق، مايجعل من الكيانوية المجتمعية "وطنيه / قومية" يدويا، و "وطن كونية" انتهاء، مع الانتقال من الانتاجوية اليدوية الى مابعدها، وهو مالايمكن تصوره مادامت المجتمعية المقصودة اصلا، غير موعاة نوعا ونمطا، بناء لاستمرار قصورية العقل بازاء الظاهرة المجتمعية الغالبة ابان الطور اليدوي.
وثمة لهذه الجهه حالة انكار قصورية فاضحه الجهالة، تضع العقل البشري في ادنى مستوى لجهة الادراكية المجتمعية واقعا ومآلا، تلك التي تنفي حضور اللاارضوية ضمن العملية التاريخيه، مصغرة اياها وطاردة لفعلها الهائل الجبار احيانا، مثل فعل اللاارضوية شرق متوسطيا بازاء الانصباببة المجتمعية المزدوجة، الغربية الشرقية، الرومانيه الفارسية واحتلالهما الطويل لهذا الموضع من المعمورة، وماانتهتا اليه من انكسار على يد اللاارضوية بصيغها العملية، المسيحية والاسلاميه، فلا يرد على بال احد على الاطلاق، كون الحدث الاختراقي الكبير المضاد المشار اليه، لم يحدث على يد القوى الارضوية الفرعونية او البابلية، علما بان المنطقة كانت ستزول وتمحى كينونة ووجودا، لولا ردة الفعل الاستثنائية الكبرى "المجتمعية" اللاارضوية في منطقة الازدواج المجتمعي الكونية نموذجا، تلك التي ادخلت اللاارضوية بين تضاعيف المجتمعات البشرية من الصين الى اوربا انطلاق من مجرد زاوية صحراوية معزولة، ومائتي الف مقاتل حاف.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرؤية الكونية العراقية مابعد الابراهيميه/ 4
- الرؤية الكونية العراقية مابعد الابراهيميه/3
- الرؤية الكونيه العراقية مابعد الابراهيمه/ 2
- الرؤية الكونيه العراقية مابعد الابراهيمه/1
- هل العراق موشك على الفناء؟/5
- هل العراق موشك على الفناء؟/4
- هل العراق موشك على الفناء؟/3
- هل العراق موشك على الفناء؟/2
- هل العراق موشك على الفناء؟/1
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه /9
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيمه/ 8
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيمه/ 7
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه / 6
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه/5
- اذا انهارت مصر؟*
- المنطقة وانتهاء الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيمه/4
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيمه/ 3
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيميه/2
- المنطقه ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه/1
- ضرورات تجاوز الرؤية الغربية للحداثة/ ملحق


المزيد.....




- كرات لهب ضخمة أضاءت ليل كييف.. شاهد لحظة شن روسيا هجومًا جوي ...
- طائرات تستخدم الهواء عوض الوقود.. هل هذا مستقبل الطيران الجو ...
- بعد 37 عاما.. العثور على تمثال جيم موريسون النصفي المسروق في ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير 3 بلدات جديدة في سومي ودنيتسك
- خبير: هذه فوائد السلام مع الأكراد على تركيا داخليا وخارجيا! ...
- لافروف: الغرب يتقبّل تعزيز التعددية القطبية بردود فعل متباين ...
- الضفة الغربية.. القوات الإسرائيلية تطلق النار على فلسطيني بد ...
- بيدرسون بحث مع الشيباني أمن واستقرار سوريا والعدالة الانتقال ...
- كيف نتخلص من حساسية حبوب اللقاح؟
- العلماء يكتشفون لدى مرض الكوليرا 3 أنظمة دفاع ضد العاثيات


المزيد.....

- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -الوطنية- و-القومية- و-الوطن كونيه-؟