أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد السلام عبد النبي - متى نتصالح مع ذواتنا و نعترف بجميل من قدّموا الغالي(شهداء حرب الصحراء المغربية 1975 /1991) ؟














المزيد.....

متى نتصالح مع ذواتنا و نعترف بجميل من قدّموا الغالي(شهداء حرب الصحراء المغربية 1975 /1991) ؟


عبد السلام عبد النبي

الحوار المتمدن-العدد: 8351 - 2025 / 5 / 23 - 13:56
المحور: المجتمع المدني
    


متى نتصالح مع ذواتنا و نعترف بجميل من قدّموا الغالي(شهداء حرب الصحراء المغربية 1975 /1991) ؟بقلم عبد السلام عبد النبي ابن شهيد حرب الصحراء المغربية

و أنا أتصفح مقالًا نشر مؤخرا في إحدى الصحف الوطنية تطرق إلى مصير مئات سيارات الأجرة المهددة بالتوقف عن العمل بسبب ارتباطها بمأذونيات غير قانونية باسم أشخاص متوفين لا ورثة لهم وجدتني منساقًا للتأمل في وجع آخر أعمق و أشد قسوة ، وجع شريحة من أبناء هذا الوطن طواهم النسيان رغم أن آباءهم سطّروا بدمائهم صفحات من تاريخ هذا البلد حين هبّوا للدفاع عن وحدته الترابية يوم كانت الصحراء مسرحًا لحرب الوجود .

أتساءل ...!!! لماذا لا تتحول هذه المأذونيات التي أصبحت عبئا قانونيًا وا إداريًا إلى فرصة حقيقية لرد الاعتبار ؟
لماذا لا نرى فيها إمكانيات للإنصاف و الكرامة بدل أن تُركن في رفوف الملفات العالقة ؟
لماذا لا نمنحها لأبناء الشهداء الذين ضاقت بهم سبل الحياة و أُغلقت في وجوههم أبواب الرزق و هم الأَولى بنيل جزء من عرفان الوطن ؟

إن شباب أبناء الشهداء قد ضاقوا من مرارة الوجع حدّ الشبع كبيرُنا صار جدًّا ، و صغيرُنا صار أبًا ، و ما زال الحِمل الثقيل على أكتافهم منهم من أُنهك جسده بفعل المرض و منهم من يقاسي الإعاقة في صمت و منهم من يعيش يومه تحت وطأة البطالة و الإهمال و لا من يسأل أو يلتفت إليهم .
و من أراد أن يعرف فليسأل فقط عنهم و ليقترب من معاناتهم سيعرف حينها أنهم ما زالوا يعيشون صراعًا مريرًا من أجل البقاء لا من أجل الترف .

نحن هنا لا نبحث عن الصدقات بل عن الحد الأدنى من الاعتراف و العرفان ما نطلبه هو أن ينصف الوطن أبناءه ممن ضحّى آباؤهم في سبيله و إن كانت المأذونيات
– في ظاهرها – رخصة عمل فإنها في باطنها قد تحمل خلاصًا إنسانيًا و اجتماعيًا لأسر بأكملها لو وُضعت في موضعها الصحيح .

إن الوطن إن أراد قادر على أن يُحرّك محرك التشغيل فالوسائل موجودة و المداخل واضحة فقط نحتاج إلى تحرير العقل و تسخير الإدراك إلى أن يتسع الوعي فيفهم أن من حوله من أبناء هذا الوطن يمكن أن تُصان كرامتهم بلقمة عيشهم / لا بذل و لا بإذلال / بل بعز و كبرياء كما عاش آباؤهم و كما يستحقون .

لماذا نبقي العقل مغلقًا و العين مغمضة عن أبناء من كانوا وقود المعارك الكبرى؟
لماذا لا نوسّع مفهوم التصالح الوطني ليشمل هذه الفئة التي عانت بصمت دون صوت أو مطالبات صاخبة ؟ أليست هذه هي اللحظة التي نحتاج فيها إلى وقفة ضمير جماعية تُعيد ترتيب الأولويات و تُقرّ بأن العرفان ليس شعارًا يُرفع بل قرار يُنفَّذ ؟

إنّ التصالح الحقيقي مع ذواتنا يبدأ من هذه النقطة : من الاعتراف بأن هناك من أعطى دون أن يأخذ و أن هناك من يستحق أن يكون جزءًا من بناء المستقبل لا هامشًا فيه .
أبناء الشهداء ليسوا عبئًا على هذا الوطن بل هم امتداد لمجده و جزء لا يتجزأ من ذاكرته و روحه .

فهل آن الأوان أن نفتح أعيننا على هذه الحقيقة ؟
و هل سنمتلك شجاعة القرار ، لا فقط نُرفع الخطابات ؟

الوطن ليس جغرافيا فقط بل هو منظومة أخلاق و وفاء. و لن يستقيم له حال ما دامت فئات من أبنائه تعيش بين جدران التهميش ، تنتظر أن تُنصفها ذاكرة الزمان ، أو قرار مسؤول ليُعيد إليها بعضًا من كرامتها .


بقلم عبد السلام عبد النبي ابن شهيد حرب الصحراء المغربية 1975. 1991







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اليونيسف: الكوادر الطبية في غزة تعمل تحت ضغط شديد ونقص حاد ب ...
- الأونروا تطالب بتدخل دولي عاجل لمنع التهجير وحصر الفلسطينيين ...
- جنود الاحتلال يعترفون باستخدام المعتقلين الفلسطينيين كدروع ب ...
- -الأونروا- لسكاي نيوز عربية: مئات الآلاف في غزة يتضورون جوعا ...
- اعتقال الراقصة البرازيلية المدعية صلتها بنيمار وتوجيهها تهما ...
- مستوطنون يقتلعون أشجار زيتون في يطا واعتقالات في نابلس وجنين ...
- عاجل | أ. ب عن جنود إسرائيليين ومعتقلين: استخدام إسرائيل للد ...
- بلدة بروقين في سلفيت تواجه عقوبات جماعية واعتداءات مشتركة من ...
- الجوع يفتك باللاجئين السودانيين في معسكر -قاقا- 
- بيرو تفتح تحقيقا ضد جندي إسرائيلي بتهمة ارتكاب جرائم حرب في ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد السلام عبد النبي - متى نتصالح مع ذواتنا و نعترف بجميل من قدّموا الغالي(شهداء حرب الصحراء المغربية 1975 /1991) ؟