قراءة نقدية في ندوة المسار والمصير: الفن، التصميم والحدث التي نظمها المعهد العالي للفنون والحرف بسيدي بوزيد

الأستاذة الدكتورة ألفة خليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 20:29
المحور: الادب والفن
    

تقديم المقال:
يعتبر الفن مرساة العلاقات البشرية والمعبّر بعمق صادق عن الروح الذاتية، التي تمثل الوعي الذي يصل إلى منارتها الأشدّ حساسيّة والأكثر إضاءة عبر تلك الرؤية والتجربة التي ميّزت ندوة "المسار والمصير الفن ، التصميم والحدث" التي نظمها المعهد العالي للفنون والحرف بسيدي بوزيد بمركز الفنون الدرامية و الركحية بمدينة سيدي بوزيد وذلك خلال يومي 24 و 25 من شهر أفريل 2025.
وقد أشرفت على إفتتاح هذه الندوة السيدة مديرة المعهد العالي للفنون والحرف الأساتذة السيدة سمية غرس الله الفالحي وذلك بحضور رئيس جامعة القيروان وثلة من الضيوف الكرام الذي أثثوا هذه الندوة. كما سهرت على تنظيم هذه الندوة السيدة مديرة المعهد العالي للفنون والحرف بسيدي بوزيد رفقة مجموعة من الأستاذة والباحثين والمساهمين في إنجاح هذه التظاهرة العلمية وذلك من خلال إنجاز وتنظيم يشهد به جميع الحضور والمشاركين ، فهذه الدورة جمعت العديد من الضيوف من تونس ومن خارجها وتميزت بتنوع مواضيعها الفنية والعلمية التي قدمتها السيدة مديرة المعهد العالي للفنون والحرف سمية غرس الله الفالحي يوم الإفتتاح فكان إفتتاحا ثريا وممتعا، نسقت له الأستاذة شيماء الزعفوري والأستاذ صالح عامري.
فقد جمعت هذه الندوة على مدى يومين العديد من الأساتذة والباحثين الذي يهتمون بالفن وتجلياته المعرفية و الإبداعية دفعت بالباحثين من أستاذة وفنانين للتعبير عن هذا الواقع بمعالجات فكرية وعلمية اتّسمت بديناميكيّة إبداعية تجمع بين الإبداعي والخيالي، وقد ضمن هذه الندوة العديد من الضيوف الذين تنوعت شرائحهم من مجتمع ثقافي و مدني وسياسي ، حيث أن هذه التظاهرة جعلت من الحلم والمخيّلة تلتقي لدى ذات الباحث والمصمم و الفنان بين أروقة المداخلات المتنوعة التي جمعت بين التشكيلي و الرقمي و السيميائي والفلسفي والخيالي والتصميمي ، ليبرز فيها التنوع و الإختلاف الذي أثرى الندوة ، و لعل هذا ما يتجلى عبر إشكاليات متعددة وبحوث مختلفة أثرت هذه الندوة ، عبر رؤية فنية متّسمة بملامح شاعرية تتنفّس تعبيريّة شّاملة و تتجلى في تحوّلاتها ضمن عوالم ترتبط بالبعد العلمي الذي يبعث على التأمّل والبحث في ذات الحين، و يجعل ذاته تنبثق مبدعة أفكاره الحرّة الفنية والتصميمية.
فمن خلال هذه المداخلات برزت جمالية خلابة، عبر رؤية إبداعية تكشف عن رموز تتداخل في ملامحها الذات والكون فتبرز الروح الفنية عبر الوسائط الإشارية...التي يستخدمها الإنسان في عملية خلق الثقافة وفي معرفة العالم الموضوعي وهو يمثل الشيء، ويعبّر عن المغزى المعمم،...إن الرموز الفنية تكشف للإنسان، عبر الشيء الحسي العياني وبفضل الخيال، الواقع الروحي، عالم القيم الجمالية." من خلال تشكيلها عبر بحوث فنية وعلمية تجلت في ندوة المسار والمصير التي جمعت بين الفن و التصميم والحدث بطرق إبداعية ظهرت في بحوث تغوص في العمل الفني عبر رؤية متنوعة و تقدم الإبداعات الفنية ضمن عنصر فني وعلمي يمثلان حيزا مهما من الأفكار و الرؤى للنهوض بالحياة الفنية و التصميمية والتشكيلية والثقافية بجهة سيدي بوزيد، لذلك كان دور التظاهرات الثقافية مهما في تأطير الأعمال التشكيلية عبر المعرض الذي تم تأثثيه في هذه الندوة و تجعل من الأثر الفني تمثلا فكريا و تشكيليا في الآن نفسه يسعى إلى الولوج إلى الواقع عبر كيان فكري له أسلوب خاص و لغة جوهرية، تتطلب من الباحث والفنان إدراك لغة التعامل مع الفن والتصميم دون قواعد ملزمة حتى تتمكن من الكشف عن تخاطبها مع اللامكتمل خاصة عبر ولادة الأثر الفني الذي يجعلنا فى مواجهة بعض تساؤلات التي تحمل إجابات تساهم في إثراء البحوث العلمية وتفتح باب النقاش فيها حتى بعد إنتهاء الندوة وهو ما يدعم بذلك خصوصية البحوث في هذه الندوة التي جمعت في كتاب جماعي للحفاظ عليها كمرجع علمي وبحثي في قادم السنين .
لقد مثلت هذه ندوة المسار والمصير التي جمعت بين الفن و التصميم والحدث فرصة لإثراء الساحة الثقافية والفنية بجهة سيدي بوزيد، سهر عليها الإطار التدريسي بالمعهد العالي للفنون والحرف وعلى رأسهم السيدة سمية غرس الله الفالحي مديرة المعهد العالي للفنون والحرف بسيدي بوزيد وكل الإطار من أستاذة وباحثين وطلب ، فكانت بذلك منارة تكشف عن ما يتميز به المعهد العالي للفنون والحرف بسيدي بوزيد كمنارة علمية تسعى دوما للإشعاع عبر الندوات والبحوث والمعارض وضمن خصوصية تسعى إلى إثراء الحياة الثقافية بالجهة .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات