أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الأستاذة الدكتورة ألفة خليفي - المنحوتة بين الإهمال و الإحياء عبر إعادة التشكيل من خلال قراءة في معرض أبراخيليا للفنان التشكيلي أحمد نصري














المزيد.....

المنحوتة بين الإهمال و الإحياء عبر إعادة التشكيل من خلال قراءة في معرض أبراخيليا للفنان التشكيلي أحمد نصري


الأستاذة الدكتورة ألفة خليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 20:28
المحور: الادب والفن
    


تقديم المقال:
يعتبر الإبداع الفني وسيلة معبرة عن وجود تعبيري سواء بالنقد أو إعادة التشكيل. فلا تأتي رؤيته من فراغ بل تُزاوج ما بين الإدراك والأحداث عبر خصوصية جمالية وتقنية ، فتجمع الأبعاد الفنية بين الرؤية الوجودية والحياتية عبر هيكلة ملتزمة، تحتوي على إيتيقا إبداعية ومفاهيم تشكيلية تثبت وجودها لدى المتلقي ولعل هذا ما يتأكد خاصة في معرض أبراخيليا الذي إنطلق منذ 5 ماي ويتواصل حتى يوم 4 جوان 2025 وهذا المعرض من إنجاز الفنان التشكيلي والدكتور أحمد نصري برواق المعهد العالي للفنون والحرف الذي ضم فيه 18 منحوتة تفرد بتشكيلها من مواد الحديد المهملة وهي تحمل عناوين مختلفة منها نذكر خاصة عناوينها التي تأتي كالتالي منها سكاكين ملحومة ، متاهة حديدية ، وقوف متحرر ،مسلًة الغيب، إختزال مزور، أصداء التوازن ، ميتامور قوس،دوامة، إحتواء المهمل ، الأرض المفبركة ، رقصة من حديد ، خيل بدون جسد ، توهان الفولاذ ، تشتت بصري ، هئية متحررة ، ما بعد الموت ، نسيج مصفح و أخيلة ممتدة .جلها تحمل خصوصية فلسفية شأنها في ذلك شأن عنوان المعرض الذي يتميز بخصوصية فلسفية وجودية تحمل مفهوم الإحياء وإعادة التشكيل عبر مواد مهملة تشكلت بين يدي الفنان لتتيح الفرصة للعودة للحياة من جديد ضمن أعمدة الحديد المهملة فتكون بذلك المواد مساهمة في التشكيل عبر خصوصية تشكيلية تراوح بين الفكر والساعد في ذات الحين ، يتفاعل معها الفنان عبر أدواته وأفكاره بتوظيف بنية مختلفة عما عهدناه في الأشكال المهملة .
لتظهر بذلك علاقة تشكيلية تتنوع فيها القراءات عبر أفكار إبداعية تغوص في العمق وتؤصل كل مهلم لينحت عبر خصوصية فنية تكشف عن " الخاصية المميزة للفن في رؤيته للأشياء و النفاذ إلى باطنها, فالفن في رؤيته يكون أشبه بإشارات "لغة معبرة "تقدم لنا الأشياء في ذاتها " ، هكذا يكون الفن تعبيرا عن واقع الإنسان ضمن رؤية تشكيلية نحتية حاملة لفعل إبداعي يخلق في فضاء نحتي ولعل هذا ما يتجسد من خلال بعض المنحوتات المصاحبة وما تحمله من خصوصيات فنية وإبداعية خلقها الفنان التشكيلي أحمد نصري.


بعض النماذج من منحوتات الفنان التشكيلي أحمد نصري من معرض أبراخيليا
أما من الناحية الفكرية فان العمل التشكيلي الذي نراه عبر هذه المنحوتات يكشف عن التعامل مع المعطي عبر العين المشاهدة له و المتقبلة لكل جزئياته سواء الحسية أو الإحالات المضمونية الفكرية التي تبرز من خلال حضورها عبر العمل الفني بإعتبارها تثير الناحية العقلية من خلال بعد تأملي فكري تأويلي حملته أعمال الفنان التشكيلي أحمد نصري، وذلك من أجل إنشاء صورة كاشفة للخصوصيات والممكنات القرائية عبر هذه المنحوتات التي تغوص في كل جزئياتها النحتية التي تحمل بين طياتها قيمه ومعانيه التي تنبع من مفاهيم فنية وفلسفية قابلة للقراءة و التأويل لتصبح كاشفة عن واقع الممارسة الفنية فهي بمثابة إعادة هيكلة للأحداث عبر مواد حديدية مهملة تحمل خصوصية تتقاطع فيها عديد المفاهيم وتتيح التحول في المادة الأمر الذي تؤكد أعمال الفنان التشكيلي أحمد نصري، بإعتبارها أسهمت في بلورة واقع جديد يستمد قيمه من مواد مهملة حيث أنها تصوغ إستطيقا جديدة، يطرح فيها الفنان قضايا حول إشكالية الفن التي تعبر عن هاجس البحث عن الإختلاف الذي يتولد من خلال الواقع ومواده المهملة التي تصبح وسيلة للإبداع والبناء عبر عالم من المفاهيم والجماليات في الخطابات التشكيلية النحتية التي قدمها الفنان أحمد نصري في منحوتاته بإعتبارها تمثل تحولا في بنية المادة لتخلق بذلك صورا لتتحول فيها المنحوتات من حدود حضورها العادي إلى المسرحة الفاعلة والدراما الموجهة التي تحمل بين طياتها إرتسامات لصور ذات معاني ومرامي متنوعة ومتعددة برزت من خلال حضورها في رواق المعهد العالي للفنون والحرف بسيدي بوزيد ، من خلال إعادة صياغة الأثر الفني عبر أسلوب تشكلت فيه جمالية إيتيقية و فنية، جمعت بين الواقع المعيش والمنشود المأمول كقوة في تشكيل العمل الفني المنحوت و كمنتج تعبيري ينسج من خلاله مشهد نحتي ثائر، يمثل رمز القوة، التي على تؤكد الصمود المتواصل للمادة ولقدرتها على إعادة الإحياء والتشكيل في منحوتات تحمل قوة تغيير فعلية نظرا لما تحتويه من تحولات شكلية جعلتنا نسافر عبر تشكيلاتها النحتية عبر رؤية مفهومية أصبحت تكتسح حياة الفنان وهو ما يتأكد خاصة في معرض أبراخيليا، حيث تأخذ دورا تفاعليا تأثيريا للمواد وهو ما يكشف عن عالم مفاهيمي تحدث عنها "جيل دولوز" في قوله "إن الهدف من استعمال المواد في الفن هو نقلها من المعنى إلى المعنى المفهومي للأشياء" ، التي تتمازج فيه المعطيات لتعطي لمحة فنية تكون فيها المضامين مستوفية لمبادىء تعبيرية تؤسس لعناصر تفاعلية ينتجها تفاعل المفهوم مع الموضوع و المواد و ذلك من خلال الكشف عن علاقتها بإنتاج عمل فني عبر رؤية منحتها سيرورة تظهر خاصة عند لقاء المتقبل مع العمل لغة بصرية، يتعامل معها كل البشر بمختلف ميولهم، و إتجاهاتهم عبر حضور الفكر والمواد التي تبين العلاقات الجمالية التي تكون حاضرة في العمل الفني الذي شكلنا له الفنان التشكيلي أحمد نصري .


المراجع :

- سعيد توفيق ، دراسة في فلسفة الجمال الظاهرتية ، الخبرة الجمالية .

Gille deleuse ,Félix Guattari :Quesque la philosophie , Édition de minuit , Paris.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على خطى الطريق... الإعتراف أصل و إستئناف طرق البُعد و البَعد ...


المزيد.....




- العراق ضيف الشرف.. ما أسباب تراجع المشاركة العربية في معرض ط ...
- العراق حاضر بقوة في مهرجان كان السينمائي
- رئيس الوزراء الإسباني يتهم -يوروفيجن- بـ-ازدواجية المعايير- ...
- بنزرت ترتدي عباءة التاريخ.. الفينيقيون يعودون من البحر
- نيكول كيدمان محبطة من ندرة المخرجات السينمائيات
- الأميرة للا حسناء تفتتح الدورة الـ28 لمهرجان فاس للموسيقى ال ...
- مهرجان كان: موجة الذكاء الاصطناعي في السينما -لا يمكن إيقافه ...
- عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب ...
- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الأستاذة الدكتورة ألفة خليفي - المنحوتة بين الإهمال و الإحياء عبر إعادة التشكيل من خلال قراءة في معرض أبراخيليا للفنان التشكيلي أحمد نصري