أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد قصي القرمزي - من العدم وإلى العدم موجز الرحلة














المزيد.....

من العدم وإلى العدم موجز الرحلة


محمد قصي القرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 18:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في رحله قصيره و صغيره تبدأ بالولادة وتنتهي بالوفاة نخط فيها أثارنا ونسعى إلى بقاء ذكرانا بين اقراننا ونسعى إلى نسيان ويصح أن نقول تناسي نهايتنا الحتمية حيث تتحلل أجسامنا وتناثر شلائنا و نسياننا من ذاكرة من كانوا يحيطون بنا وكأننا لم نكن في يوم ما أحياء لكي يموت بموتنا وكلّ ما يتعلق بنا.
لقد انبثقنا من العدم بفعل صدفه حمقاء وخرقاء ومن بين ألف الحيوانات المنوية شاءت مصادفة أن تخصب أحدها في البويضة ليكون جنينا من ثم يولد هذا المسكين ويرى الضوء الأول مرة ويبكي ولسانه حاله على ما اعتقد هو ساخط يقول من أتى بي إلى هذا الوجود المرعب أني كنت مستلقيا في أحضان العدم لا أشعر بشيء ولا أحس بأي شيء
من ذا الذي أتى بي إلى هنا؟ ولماذا؟
في تلك اللحظة سوف يحدد نفس ذلك الذي أتى به إلى هذا الوجود أسم هذا المسكين ومن ثم يحدد محيطه الاجتماعي كل صغيرة وكبيرة في سلوك هذا الطفل المسكين وهو يفعل كلّ ما يملي عليه محيطه الاجتماعي وهو لا يعرف ما يفعل ولا إرادة له على ذلك حتى عندما يفهم أن ما يفعله من هم حوله لا يعجبه لأي سبب كأن لا يستطيع أن يخافهم في أغلب الأحيان ولا يتجرأ على ذلك فهو في هذه الحالة تنطبق عليه (نظرية المسايرة الاجتماعي للعالم سلمون آش).
ومن ثم يكبر هذا الطفل على هذا النحو وتراه ما أن بلغ سن المراهقة تجده يأتي من هنا وهناك ويبدأ بمحاولة أن يثبت إلى محيطه والى أسرته أنه أصبح كبيراً ولم يعد ذلك الطفل الصغير فيبدأ بذلك عناء الحياة وهو لا يعلم أنه إذا أصبح كبيراً سوف يلاقي من المسؤوليات و المتاعب ما يجعله يتمنى لو أن بمقدوره أن يرجع طفلاً ولو ليوم واحد.
وبعد مدة من الزمن عندما يدخل في أواسط العشرينيات من العمر لعله سوف يتزوج وهنا تكمن مأساة جديد بيقاظ أحدهم من رخاء العدم.
وترا هذا المسكين يبحث ويسعى بكل الطرق والسبل من أجل أن يعيش حياة سعيدة وهادئة وفي أرجح الظن أنه لا يصبوا إليها فهو يركض من أجل أن يوفر حياة بما تستحقه عائلته ويحاول بكل الطرق توفير كل شيء لهم ويعتقد في هذه الأثناء أنه ينتهي من هذا العناء بالتقاعد وكبر سن الأطفال وهو حينها سوف يكون سعيداً بما أنجز
وهذا هو ما يعتقده لا اكثر من ذلك
وهو حين يدخل في سن الخمسينيات من العمر سوف يدرك بشكل نسبي ومحدود ويعرب عن أسفه لنفسه لأضاعت أيام شبابه بتفاهات ليست من بعدها تفاهات كمحاولة أثبت أني الأفضل واني كبير واني اعلم وانتم جاهلين وما قال فلان وفلان وإلى أخره من التفاهات التي لا حصر لها.
وفي عمر الستين سنة نجده نادم على الساعة التي ولد فيها ونراه مستغرباً ومعبراً عن مدى سرعة هذه الحياة أنها سريعة حتى هذه اللحظة لا يعتقد بأنه أمضى كل تلك السنين عمره وهو حي فقد مرت السنين عمره مستعجله حتى يكاد أن يقول إنه لم يفهم من سرعتها شيء.

أعتقد أن الصورة أصبحت واضحة المعالم لقد حاولت أن ألفت نظر القارئ إلى ما سوف يلاقيه في سنين عمره من جرّاءِ سرعتها وسخافة وجودنا

أني هنا لا أعني أن هذه الحياة لا تستحق السعي من أجلها أو من اجل نيل مراتب عليا فيها كنت اعني بكلامي أن رحلاتنا فيها في غاية القصر وهذا أمر خارج عن إرادتنا ما في إرادتنا أن نستمتع بها وأن نجعل المياه تجري في مجاريها ولا نتدخل في هذا ذاك وفي كل صغيرة وكبيرة ونضع وَسَط أنظارنا نهايتنا الحتمية ونسعى لخدمة أبناء جنسيا البشري بكل الطرق والسبل لكي تخلدنا وما أنجزنا في حياتنا إلى ما بعد مماتنا وان نسعى جاهدين قبل كل ذلك للاستمتاع بحياتنا
كما قال صموئيل بتلر :
(لم يتعلم معظم الناس أن الاستماع بالحياة هي أحد أهدافها الرئيسية)
وأنا هنأ لا أريد أن أدخل في غايه والوجود وأهدافه
كما قلت مراراً في هذا المقال فإن الحياة سريعة جداً وإذا كنت تعتقد بأنك عندما تكون في ظروف معينة سوف تكون سعيدا فأنت واهم كل الوهم فأنت إذا ما ملكت ما تريد سوف تكون فرحاً به ومسروراً والسؤال هنا كم من الوقت تحتاج لكي تشعر بالملل منه؟
كما قال عالم الاجتماع د.علي الوردي :
(يتوهم الإنسان أن الوظيفة سوف تجعله سعيداً ثم يتوهم أن الزواج سيجعله سعيداً ثم يتوهم أن الأطفال سيجعل منه سعيداً ويظل يتوهم ويتوهم حتى يموت)
أن هذه الحياة على الرغْم قسوتها وعدم عدالتها وصعوباتها ومشكلاتها التي لا تنتهي لكن لا بد من أن نتعايش مع كل ذلك ما دمنا أحياء







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الحياة عادلة ؟


المزيد.....




- أول تعليق من السعودية على وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان ...
- ماكرون يصف نشر قوات غربية كبيرة في أوكرانيا بالعديم المعنى
- السفير الأمريكي في إسرائيل: التقارير حول اعتراف ترامب بالدول ...
- السعودية.. -القتل تعزيرا- لمواطن ارتكب جرائم إرهابية
- كتائب القسام تنشر رسالة جديدة لأسير إسرائيلي
- -NBC-: ويتكوف سيقدم لبوتين قائمة مقترحات أعدتها واشنطن وكييف ...
- مستشار خامنئي يرد على أنباء عن نية ترامب اعتماد تسمية -الخلي ...
- بيسكوف: تصريحات القادة الأوروبيين تجاه روسيا تحمل طابعا تصاد ...
- ماكرون يتحدث عن إمكانية تمديد الهدنة المقترحة في أوكرانيا لا ...
- سكان كراتشي يرحّبون باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستا ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد قصي القرمزي - من العدم وإلى العدم موجز الرحلة