أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - هل العراق موشك على الفناء؟/4















المزيد.....

هل العراق موشك على الفناء؟/4


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8337 - 2025 / 5 / 9 - 14:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يستطيع او بمقدوره ان يصف لي العراق الحالي القائم من 2003 حتى الساعة، نوع سلطة، وطبقات، ونمطية حكم، واجتماع وآليات، او ان يحدد لي انتماء نوع الحالة وال"النظام" القائم، لاي من انماط الدول او الحكومات تاريخيا في المكان، وراهنا، او ان يؤكد لي ثقته بامكانيه استمرار الحال القائم من دون "الريعية النفطبة البرانيه"، حتى بالمقارنه بدول الابار الريعيه الخليجيه، مع دور الريع كمحرك محور لنوازع الطائفية والعشائرية والمناطقية، ثم يجيبتي عما اعتبر مع بداية القرن المنصرم بداية اكتمال تشكل "العراق الحديث"، ودولته كما قررها الانكليز، ووضع سرديتها الضابط الملحق بالحملة البريطانيه فليب ويرلند(4)، مكرسا الكذبه الاستعمارية الغربية الحداثوية بالضد من النطقية الغائبة المؤجله، العائدة الى التشكلية العراقية الحديثة الانبعاثية، المبتدئة من القرن السادس عشر، مع ظهور "اتحاد قبائل المنتفك" في ارض سومر الحديثه.
تاريخ من التصادمية بين النموذجية الغربية الحداثية التغلبية ومنظورها، والتشكلية العراقية ونمطيتها وكينونتها المجتمعية التاريخية، هذا هو تاريخ العراق الحديث خلال قرن من الزمن، نقف عند خلاصاته ونتائجه الان، وقد آن الاون للخروج من وطاة وطائلة الهيمنه النموذجية البرانيه الغربية وسرديتها، وعموم منهجيتها في النظر الى الوقائع والمعطيات والتاريخ، الامر الذي يستوجب ابتداء ولزوما تصفية الحساب مع المنظورات الاستعارية الايديلوجية الجاهزه، وماعرف ب "الوطنيه الحديثة الزائفة" باهم تياراتها: (الماركسية، والليبرالية، والقومية)، بمعنى بدء الدخول الى عالم "الوطنيه العراقية بصيغتها الوطن كونيه"، والى التشكلية الانبعاثية الازدواجية اللاارضوية مابين النهرينيه.
لنتصور لو ان الجادرجي وفهد (يوسف سلمان يوسف)، وفؤاد الركابي، قالوا بعد نهاية العشرينات " لا" هذا ليس العراق، والعراق لم يكتمل ولادة بعد، ورفضوا مقولة "العراق" الانكليزيه الويرلنديه، الامر الذي لايمكن تخيله او تصوره كامكان مستحيل، سواء من ناحية الوطاة العالمية للظاهرة الغربية وتوابعها النموذجية والتفكرية، او بما خص الاشتراطات التي نشات "الوطنيه الزائفة" في غمرتها، في عراق كان في حال انحدار انقطاعي بين دورتين مجتمعيتين، الراهنه الثالثة منهما ماتزال تعاني اشتراطات الاصطراع مع البرانيه اليدوية، وهي بحد ذاتها ماخوذه بالاشتراطات اليدوية ماتزال، هذا في الوقت الذي كانت قد غلبت فيه نزعه الالتحاق ب "العصر"، بجانب كون الذاتيه والهوية اللاارضوية العراقية كانت ماتزال، وكما كانت على مر تاريخ المكان، غائبة وممتنعه على العقل البشري ومستوى وحدود طاقته وقدرته على الاحاطة، وكل هذه اسباب لايمكن التقليل من اثرها غير العادي الفاصل على الاصوات "المؤسسة" للمنظور الحداثي الزائف، الذي يكرس المنظور البراني الالي الغربي، فكان هذا التيار عنصرا مضافا وجزءا اساسيا من عملية الفبركة الكيانيه الاستعمارية، ماتزال سارية حتى اللحظة، وان تكن اسبابها ومايمكن ان يبررها قد انطوى وانقلب منهارا عمليا بالتجربة الحيه،وماصار كحصيلة ونتيجه، هو المعاش.
ولنتصور الى اليوم واللحظة، ماكان يواجهه الايديلوجيون وقتها من استحالة مفهومية قياسا للحظة الحالية بعد قرن من التاريخ الثر الزاخر، الاحتدامي التصارعي الاقصى، بينما نحن نذهب اليوم الى وضع اللمسات الاولى لولادة العراق والحركة "الوطن كونيه العراقية"، وكم والى اي حد نتوقع ان تصل وجهة مثل هذه، من استقلال فوق استثنائي، خارج اي مقبول او من الممكن التوقف عنده لتبين حتى ملامحه.
والامر لهذه الجهه مفهوم تماما اذا ماعلمنا بان المطلوب راهنا في الحالة العراقية هو انقلاب مفهومي كوني مؤجل حلت ساعته وصار واجبا، لابالنسبه للعراق بالذات وحسب، ولا لمنطقة الشرق المتوسطي تحديدا، بل للعالم وللغرب نفسه، ولما قد عرفه العالم قبل حوالي الثلاثة قرون من انتقال من "اليدوية"، الى "الاليه"، ومارافقها وتولد عن انبثاقها من مروية واشكال متغيرات، ونظم مجتمعية، وعلى مستوى الدول واجمالي المفهوم الوجودي الحياتي، اعتبرت ساعتها هي مايطابق الانتقالة النوعية الاليه توهما.
وليس مانذهب اليه اقل من مجازفة كبرى مبررة وواجبه حياتيا ومجتمعيا، محورها واساسها القول بان الانقلاب الالي لم يحدث هو ايضا، ولم يكتمل بعد، وان اكتمال عناصره ومفعوله الذي وجد من اجله، منوطة بالافصاحية النطقية اللاارضوية المهياة كينونة من دون غيرها لتامين اسباب الانتقال "الفنائي التحولي"، مقابل الفناء ماقبل التحولي الذي ظل ساريا على هذا المكان خلال دورتين اثناء الطور اليدوي من التاريخ، وهذا يعني ان الاله توجد ابتداء بصيغتها المصنعية الاولى كمجرد عتبة اولى، تظل تتحور الى ان تصل الى التكنولوجيا العليا، وينتهي زمن اليدوية وقتها، لندخل عصر "الانتاجية العقلية"، الامر والنتيجه المتوافقه مع الحقيقة المجتمعية ومساراتها، والمالات التي هي موجودة كي تبلغها، اي الانتقال من المجتمعية اليدوية الجسدية الحاجاتيه، الى العقلية مافوق الارضوية، الامر غير المكتشف من قبل الكائن البشري حتى اللحظة، مثلما هي المجتمعية اللاارضوية الاولى المابين نهرينيه وطبيعتها، ومنطوياتها التي هي ذاهبة اليها، ودالة على حضورها النهائي .
كانت اللاارضوية خلال التاريخ اليدوي، وعبر دورتين تاريخيتين ازدواجيتين فانيتين، تصطرع عمليا وتتشكل في حماة الاصطراع مع الارضوية اليدوية، وهو ماقد استمر الى الدورة الحالية وبداياتها، وصولا الى نهاية العهد العثماني مع بدايات القرن المنصرم، لتبدا من حينه مرحلة الاصطراعية الالية حيث تتبدل المسارات والنهايات، مابين فنائية غير تحولية كانت هي الحاضرة في الطور اليدوي، وصولا الى اليوم، ومايمكن ومنتظر ان تسفر عنه الاصطراعية اللاارضوية مع المجتمعية الارضوية الاليه، التي هي اصلا منطوية على اداة الانتقال من الارضوية الى الطورالمقصود من التاريخ البشري، بانتظار العنصر الثاني الحاسم، "النطقية العظمى المؤجله"، ساعة تكتمل وقتها اسباب الانتقالية المجتمعية الكونيه المنتظرة على مر التاريخ.
ويعني ماذكر ان عملية الانتقال الى "الالة" ليست اوربيه، وان هي بدات في الموضع الاوربي الارضوي الاعلى ديناميات ضمن صنفه لازدواجيته الطبقية، بل ان الانتقال الانقلابي الالي هو لاارضوي، وهو بالاحرى لحظة توفر ماكان وماظل ينقص اللاارضوية التاريخيه حتى تنتقل الى العالم التي هي مهياة لفتح بوابته للمجتمعات البشرية. اي للانتقالية من "الفنائية ماقبل التحوليّة" الى "الفنائية التحوليّة" الراهنه الوشيكة، مايحيل بدايات الانقلاب الالي الى القرن السادس عشر، والى الانبعاثية اللاارضوية المنتفجية في ارض سومر، ارض اللاارضوية الاولى التاريخيه، بغض النظر عن ثقل ماقد ذهبت اوربا الى تكريسه كمرويه ارضوية عائدة لمتبقيات اليدوية، على حدث يتجاوزها، لم يكن وقتها قد اكتملت ملامحه مابعد الاليه.
ليس في العراق اليوم برغم ماهو عليه من ترد شامل وانحطاطية كليه، وفقدان للذاتيه وللوجود الحي، اية رؤية او ملامح منظور، لما بعد، او يوحي باية امكانيه للخروج من الوضع الراهن الى مابعده، ان كان هناك مابعد، وفي افضل الاحوال تظل متبقيات وخردة "الوطنية الزائفة"، ومن هم في عالمها، يلوكون الانتقادات للفساد والطائفية وغيرها من مناحي التردي الشامل الفاقع، بلا اي اقتراب من الجوهر، ومن الحال الغالب الطاغي الفاقع كمنتهى لاصطراعية انتقالية عظمى، محورها "اما الذاتيه المؤجله والنطقية المنتظرة على طول التاريخ، او الفناء،"اي وبكلمه " اما تبلور الحركة الوطن كونيه العراقية، او الخروج من الحياة والتاريخ".



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل العراق موشك على الفناء؟/3
- هل العراق موشك على الفناء؟/2
- هل العراق موشك على الفناء؟/1
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه /9
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيمه/ 8
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيمه/ 7
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه / 6
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه/5
- اذا انهارت مصر؟*
- المنطقة وانتهاء الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيمه/4
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيمه/ 3
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيميه/2
- المنطقه ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه/1
- ضرورات تجاوز الرؤية الغربية للحداثة/ ملحق
- ضرورات تجاوز الرؤية الغربية للحداثة( 2/2)
- ضرورات تجاوزالرؤية الغربية للحداثة(1/2)
- الظاهره المجتمعية من التشكل الى التحلل( 2/2)
- الظاهرة المجتمعيه من التشكل الى التحلل( ½)
- التحدي الابراهيمي والانحطاط الشرق متوسطي(2/2)
- التحدي الابراهيمي والانحطاط الشرق متوسطي؟(1/2)


المزيد.....




- رئيس وزراء باكستان: قواتنا -صنعت تاريخًا عسكريًا- أمام الهند ...
- مسؤول إيراني لـCNN: المحادثات النووية -غير جادة- ونستعد لسين ...
- الهادي إدريس في بلا قيود: تدمير البنية التحتية في السودان سب ...
- -سرقة الرياح-: ما هي الظاهرة الغامضة التي تهدد مزارع الرياح ...
- انفجارات تهز كشمير.. مخاوف من انهيار الهدنة بين الهند وباكست ...
- ليلة وداع مولر - بايرن يحتفل بدرع الدوري بثنائية في شباك غلا ...
- الخارجية الأوكرانية: كييف وحلفاؤها مستعدون لوقف غير مشروط لإ ...
- ترامب: وقف للنار بين الهند وباكستان
- رام الله.. الروس يحتفلون بذكرى النصر
- باكستان والهند.. وقف لإطلاق النار


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - هل العراق موشك على الفناء؟/4