أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زانا ابراهيم - سوريا المستقبل: بين رفض الفيدرالية وتوسيع اللامركزية الإدارية














المزيد.....

سوريا المستقبل: بين رفض الفيدرالية وتوسيع اللامركزية الإدارية


زانا ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 8337 - 2025 / 5 / 9 - 07:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خضم الصراع السوري المستمر وتعقيداته السياسية والديمغرافية، تتصاعد التساؤلات حول الشكل النهائي للدولة السورية في مرحلة ما بعد التسوية. ورغم تعدد الرؤى والمشاريع المطروحة، فإن معالم "سوريا الجديدة" تبدو متجهة نحو نموذج خاص لا يشبه النماذج المتداولة من الدولة المركزية أو الفيدرالية أو اللامركزية السياسية الصريحة.

توقعي الشخصي، استناداً إلى مجريات الواقع ومواقف الأطراف المؤثرة، هو أن سوريا لن تتجه نحو الفيدرالية كما هو الحال في العراق، ولا حتى نحو اللامركزية السياسية بمعناها الحقيقي. كما أن العودة إلى المركزية المطلقة باتت مستبعدة عملياً. ما يرجَّح هو أن تتبنى البلاد نموذج "اللامركزية الإدارية الموسعة"، الذي يمنح بعض الصلاحيات للمناطق دون المساس بوحدة الدولة وسيادتها المركزية.

دستورياً وقانونياً: اعتراف محدود وخاضع للتعديل

في النص الدستوري، لن يكون هناك أي اعتراف بوجود كيانات "حكم ذاتي". من المرجح أن يكتفي الدستور بالإشارة إلى مبدأ اللامركزية الإدارية، وربما ينص على إمكانية تشكيل "وحدات إدارية خاصة" في بعض المناطق ذات الخصوصية السكانية والثقافية، لكن دون أي شكل من أشكال السيادة المحلية أو الاستقلال السياسي.

أما قانونياً، فقد يتم استخدام تسميات مثل "مناطق إدارية خاصة" أو "مناطق ذاتية الإدارة" في محافظة الحسكة، ومنطقة كوباني، وربما تل أبيض. هذه التسميات ستمنح نوعاً من الاعتراف المؤسسي، لكن تبقى محاطة بهشاشة قانونية، بحيث يمكن تعديل صلاحياتها أو حتى إلغاؤها في البرلمان متى ما اقتضت الحاجة السياسية أو الأمنية. وبدرجة أقل من الصلاحيات، قد يتم تطبيق نموذج مشابه في محافظة السويداء ومنطقة عفرين.

صلاحيات محلية دون نفوذ سيادي

في هذه المناطق، قد يكون هناك مجالس مدنية وتشريعية محلية، منتخبة من السكان، لكن بصلاحيات محصورة في مجالات مثل التعليم، الثقافة، البيئة، الإدارة المحلية، الضرائب المحلية، الأمن الداخلي، الصحة، والإعلام. أما السيادة بمعناها الكامل، بما فيها الدفاع والسياسة الخارجية، فستبقى من اختصاص الحكومة المركزية في دمشق.

اللغة والموارد: اعتراف محدود وتوزيع مشترك

اللغة الكردية، على الرغم من حضورها الثقافي والديموغرافي، لن تحظى باعتراف رسمي على مستوى الدولة، لكنها قد تُعتبر لغة رسمية في المناطق الإدارية الخاصة فقط إلى جانب العربية. وبالنسبة للموارد الطبيعية، سيتم تخصيص جزء من عائدات النفط والغاز في مناطق مثل الرميلان والسويدية لصالح هذه الإدارات المحلية، لكن تحت إشراف وتنسيق مشترك مع الحكومة المركزية. الأمر ذاته ينطبق على معابر مثل سيمالكا وقامشلو وتل كوجر، ومرافق حيوية مثل سد تشرين ومطار قامشلو الدولي.

نموذج خاص: ليس فدرالية ولا إدارة ذاتية

هذا النموذج المقترح، وإن تجاوز في بعض صلاحياته النموذج التركي للآمركزية الإدارية أو المركزي التقليدي، يبقى أقل بكثير من الفيدرالية أو حتى الإدارة الذاتية الراهنة. هو أقرب إلى تسوية واقعية تحفظ وحدة الدولة، دون الإذعان لمطالب الفيدرالية أو الحكم الذاتي.

وفي النهاية، حتى في حال توسيع الصلاحيات بشكل طفيف، فلن يتم على الارجح الاعتراف بأي "أقاليم" تحت مسميات مثل "روج آفا"، "كوردستان سوريا"، أو "شمال وشرق سوريا". ستبقى الدولة السورية موحدة من حيث الشكل الدستوري، مع هوامش حكم محلي مدروسة بعناية، ومحكومة باعتبارات سياسية وأمنية.


ربما يكون هذا الشكل من التسوية هو الخيار الممكن الوحيد ضمن التوازنات المحلية والإقليمية والدولية. فبين طموحات المكونات المختلفة ومخاوف الدولة المركزية لا سيما من قبل الكورد، قد تكون "اللامركزية الإدارية الموسعة" هي السبيل الوحيد لعبور المرحلة القادمة بأقل قدر من الصدام.



#زانا_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا المستقبل: بين رفض الفيدرالية وتوسيع اللامركزية الإداري ...


المزيد.....




- رئيس وزراء باكستان: قواتنا -صنعت تاريخًا عسكريًا- أمام الهند ...
- مسؤول إيراني لـCNN: المحادثات النووية -غير جادة- ونستعد لسين ...
- الهادي إدريس في بلا قيود: تدمير البنية التحتية في السودان سب ...
- -سرقة الرياح-: ما هي الظاهرة الغامضة التي تهدد مزارع الرياح ...
- انفجارات تهز كشمير.. مخاوف من انهيار الهدنة بين الهند وباكست ...
- ليلة وداع مولر - بايرن يحتفل بدرع الدوري بثنائية في شباك غلا ...
- الخارجية الأوكرانية: كييف وحلفاؤها مستعدون لوقف غير مشروط لإ ...
- ترامب: وقف للنار بين الهند وباكستان
- رام الله.. الروس يحتفلون بذكرى النصر
- باكستان والهند.. وقف لإطلاق النار


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زانا ابراهيم - سوريا المستقبل: بين رفض الفيدرالية وتوسيع اللامركزية الإدارية