محمد عبعوب
الحوار المتمدن-العدد: 8334 - 2025 / 5 / 6 - 08:10
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
يهلل و يكبر العديد من رواد الفضاء الافتراضي من العرب و المسلمين فرحين بالحرائق التي نشبت في غابات بأمريكا و دول أخرى ، معتبرين أن هذه الحرائق عقاب الاهي لدور هذه الدول في دعم الإبادة التي يرتكبها الأعداء الصهاينة في حق إخوتنا في غزة و فلسطين المحتلة واليمن، متجاهلين الأسباب العلمية لهذه الحرائق، وهي مسببات ليس لها علاقة بالمظالم السياسية بقدر ما تتعلق بظاهرة الاحترار التي تجتاح الغلاف الجوي لكوكب الأرض نتيجة الانبعاثات الغازية التي ينتجها الاستهلاك المفرط لمواد الوقود المختلفة على سطح الأرض، والتي تسهم الدول الصناعية من امريكا غربا الى الصين شرقا بجزء كبير في انبعاثها..
على سكان الأرض وخاصة الدول ذات الكثافة السكانية العالية والتي تفتقر لنظم الوقاية و مكافحة الحرائق، أن يستعدوا الى حرائق أضخم و اكبر و اخطر مما نشاهدها في أمريكا و دول أخرى، خاصة بلداننا العربية ذات الكثافة السكانية العالية التي تفتقر لنظم و وسائل قادرة على مواجهة حرائق غير معهودة و لا تضع لها حكوماتنا الاستعدادات اللازمة لانشغالها في صراعات سياسية عبثية، وعدم إدراك ساستها وشعوبها للمخاطر المقبلة مع ارتفاع حرارة الجو بدخول موسم الصيف المعروف بارتفاع درجات الحرارة..
ظاهرة الحرائق المفاجئة التي تشتعل في غابات امريكا و غيرها من دول العالم لا علاقة لها بالسياسات العدوانية تجاه الآخرين التي تنتهجها هذه الدول، بقدر ما هي نتاج ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن الاستهلاك المفرط لمواد الوقود المختلفة التي تسود العالم اليوم. وعلينا كدول و مؤسسات و أفراد ان نستعد لمواجهة حرائق مماثلة بل و اخطر مما نشاهده في أمريكا و أوروبا ونصفق له باعتباره عقابا الاهيا لهذه الدول لدعمها للعدو الصهيوني في جريمة الإبادة الجماعية ضد إخوتنا في فلسطين المحتلة، متجاهلين الأسباب الحقيقية لهذه الحرائق و المتعلقة بظاهرة الاحتباس الحراري.
اننا كمستهلكين بإفراط لمختلف انواع الوقود وعدم التزامنا بقوانين حماية البيئة نعد احد الأطراف المسببة لمثل هذه الحرائق والتي قد تجتاح غاباتنا و حتى مدننا بعد أيام قليلة نتيجة ارتفاع حرارة الجو بحلول فصل الصيف، خاصة أن تعاملنا كأفراد وحكومات مع النفايات يفتقر للمعايير الوقائية التي تحول دون اشتعال النيران في غاباتنا و في مراكز تجميع القمامة حول مدننا، وزد على ذلك افتقارنا لوسائل متطورة لمواجهة حرائق بمستوى ما نشاهده في غابات و مدن عديدة عبر العالم.. علينا الكف عن التوظيف السماوي لهذه الظاهرة المناخية، و الاستعداد لتفادي مصائبها، بدل التطبيل لها واعتبارها انتقاما إلاهيا من الدول المؤيدة لجرائم النازية الصهيونية في حق إخوتنا بفلسطين المحتلة وبلاد الشام .
#محمد_عبعوب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟