خالد حسين
كاتب وروائي مصري
(Khaled Hussein)
الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 23:45
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
الذكاء الاصطناعي في قبضة الرأسمالية: قراءة نقدية في كتاب
"الذكاء الاصطناعي الرأسمالي"
لرزكار عقراوي
♣︎♣︎ مقدمة: صرخة في وجه العاصفة الرقمية.
في عالم يتحول بسرعة مخيفة إلى ساحة معركة رقمية، حيث تقاتل الخوارزميات خلف الكواليس للسيطرة على عقولنا وبياناتنا وأرواحنا المهنية، يأتي كتاب "الذكاء الاصطناعي الرأسمالي" لرزكار عقراوي كصاعقة تفجّر الوعي الزائف الذي تغذيه شركات التكنولوجيا العملاقة. هذا ليس مجرد كتاب، بل هو نداء استغاثة من عالمنا الذي يتشكل حالياً بين فكي كماشة الرأسمالية الرقمية المتوحشة.
عقراوي، الخبير في تطوير الأنظمة والحوكمة الإلكترونية واليساري المستقل، لا يقدم لنا مجرد تحليل أكاديمي جاف، بل يضعنا أمام مرآة تكشف الوجه القبيح للتطور التكنولوجي في ظل الهيمنة الرأسمالية. الكتاب الذي نُشر إلكترونياً ووُزع بأسعار رمزية (أو مجاناً في بعض المنصات) يتحدى بجرأة نادرة السردية السائدة عن الحياد التكنولوجي، مظهراً كيف تحول الذكاء الاصطناعي من أداة تحرر إلى سلاح طبقي متطور.
♣︎♣︎ تلخيص الكتاب
الذكاء الاصطناعي في قبضة الرأسمالية: رحلة في دهاليز كتاب رزكار عقراوي.
♧ البداية: عالمٌ ينهار تحت أقدام الخوارزميات
في زمنٍ تتحكم فيه الخوارزميات بمصائرنا، من اختياراتنا اليومية إلى قراراتنا المصيرية، يأتي كتاب "الذكاء الاصطناعي الرأسمالي" لرزكار عقراوي كصيحة إنذار تُفجّر قنابل الحقائق المخفية. ليس هذا الكتاب مجرد تحليلٍ أكاديمي، بل هو خريطةٌ لمعركة وجودية بين البشرية وآلة الرأسمالية الرقمية التي تبتلع كل شيء في طريقها. عقراوي، المنظّر اليساري والخبير التكنولوجي، يجرّنا إلى عالمٍ حيث البيانات سلاحٌ والوعي ساحة حرب، ويكشف لنا كيف تحوّل الذكاء الاصطناعي من أملٍ للتحرر إلى أداةٍ للاستعباد.
♧ الاستغلال الجديد... عندما تصبح حياتك "مادة خام".
هل تعلم أن كل نقرَة على هاتفك، كل إعجاب، كل بحثٍ على غوغل، يُحوَّل إلى عملةٍ في جيوب الشركات العملاقة؟ هنا يبدأ عقراوي رحلته بكشف "فائض القيمة الرقمي"، ذلك الوحش الخفي الذي يستنزف حياتنا اليومية. بينما كان ماركس يحلل استغلال العمال في المصانع، يُظهر عقراوي أننا جميعاً صرنا عمالاً رقميين ننتج الثروة دون أن ندرك.
♧ الأمثلة مروعة:
فضيحة كامبريدج أناليتيكا: ليست مجرد سرقة بيانات، بل اختراقٌ للوعي الجماعي.
إمبراطورية فيسبوك: 117 مليار دولار أرباحاً سنوية من بيع إعلاناتٍ تعتمد على حياتك الخاصة.
لكن الأخطر هو ما يسميه الكاتب "الإقطاع الرقمي"، حيث تحتكر الشركات البنية التحتية للعالم الافتراضي كما احتكر الإقطاعيون الأرض. هل نعيش حقبة إقطاعية جديدة؟ الإجابة نعم، لكن بأدوات أكثر خبثاً.
♧ القمع الذكي... عندما تراقبك خوارزميةٌ قبل أن تولد.
الرقابة لم تعد بحاجة إلى شرطيٍ في الزاوية. عقراوي يشرح كيف حوّلت الأنظمة الذكية العالم إلى سجنٍ رقمي نراقب أنفسنا فيه طوعاً. مصطلح "المراقبة الذاتية الطوعية" يصبح هنا مفتاحاً لفهم لماذا نعدّل آراءنا قبل نشرها، ونختار كلماتنا بحذرٍ مبالغ.
♧ الأمثلة تُقشعر لها الأبدان:
أنظمة التعرف على الوجه: تُستخدم في الصين لقمع الأويغور، وفي إسرائيل لاستهداف الفلسطينيين.
الاغتيال الرقمي: حذف حسابات المعارضين ليس مجرد إزالة، بل إعدامٌ رمزي لهويتهم الافتراضية.
لكن الذروة تأتي مع كشف الكاتب عن تحالفٍ خفي بين الأنظمة الاستبدادية وشركات التكنولوجيا، حيث تُباع أدوات القمع كسلعٍ في السوق العالمية. هل نعيش عصر "الفاشية الرقمية"؟ عقراوي يقول نعم.
♧ الاغتراب الرقمي... عندما تصبح الآلة جزءاً من جسدك
هنا يتحول الكتاب إلى فيلم رعب وجودي. عقراوي يشرح كيف تخلق التكنولوجيا شكلاً جديداً من الاغتراب: لسنا غرباء عن منتجات عملنا فحسب، بل عن عقولنا ذاتها. "العبودية الرقمية الطوعية" تصبح واقعاً نعيشه كل يوم، حيث نختار بحرية أن نكون عبيداً للخوارزميات.
♧ المشاهد الأكثر إثارة:
الإدمان الرقمي: تصميم التطبيقات لتحفيز إفراز الدوبامين، تماماً كالمخدرات.
تمرد الآلة: سيناريوهات مستقبلية عن خروج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة، ليصبح سيداً للإنسان.
لكن الخطر الحقيقي ليس في تمرد الآلات، بل في خنوع البشر. "الإنسان الرقمي" الذي يصفه عقراوي هو كائنٌ مشوّه، يعتقد أنه حرٌ بينما هو سجين شبكةٍ لا مرئية.
♧ العالم الثالث... مستعمرة البيانات الجديدة
بينما تنعم الدول الغنية بثمار التكنولوجيا، يتحول الجنوب العالمي إلى مقلبٍ لفضلات الرأسمالية الرقمية. عقراوي يكشف كيف تستخرج الشركات البيانات من أفقر المجتمعات دون مقابل، بينما تُباع أدوات القمع الرقمي للأنظمة الدكتاتورية.
♧ الأمثلة الصادمة:
مشروع Internet.org: وهم "الإنترنت المجاني" الذي يحوّل المستخدمين إلى قطعانٍ رقمية.
المراقبة الدينية: في إيران، تُستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي لفرض الحجاب على النساء عبر تحليل الصور.
هنا يصبح الاستعمار الرقمي واقعاً: بياناتنا هي الذهب الجديد، وشعوب العالم الثالث عمال المناجم الجدد.
♧ البديل اليساري... بين الواقع واليوتوبيا
لكن الكتاب ليس مجرد سردٍ للكارثة. عقراوي يطرح رؤيةً جريئةً لإنقاذ التكنولوجيا من براثن الرأسمالية:
الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر: انتزاع التكنولوجيا من قبضة الشركات الاحتكارية.
الإضرابات الرقمية: تحويل البيانات إلى سلاحٍ طبقي.
الأممية الرقمية: جبهةٌ عالمية لمواجهة الاستعمار التكنولوجي.
التحدي الأكبر؟ كيف لليسار المتخلف تقنياً أن يخوض هذه المعركة؟ الإجابة تكمن في "محو الأمية الرقمية" كشرطٍ للبقاء، ودور الشباب كقادةٍ للثورة التكنولوجية الجديدة.
♣︎♣︎ النهاية: المعركة التي لم تُخسر بعد
يختتم عقراوي كتابه بتحذيرٍ مزلزل: "الذكاء الاصطناعي هو ساحة الصراع الطبقي الجديدة". لكنه يترك الباب مفتوحاً للأمل: التكنولوجيا ليست قدراً محتوماً، بل أداةٌ يمكن تحريرها. السؤال الذي يلاحق القارئ بعد الصفحة الأخيرة هو: هل سنكون ضحايا التاريخ، أم صنّاعه؟
الكتاب ليس مجرد عملٍ أكاديمي، بل هو صرخةٌ توقظنا من غفوة العصر الرقمي. إنه دعوةٌ لاستعادة التكنولوجيا كأداةٍ للتحرر، قبل أن تتحول إلى قيدٍ لا يُكسَر..
♣︎♣︎تحليل الكتاب.
♧ الذكاء الاصطناعي كأداة طبقية - إعادة إنتاج الاستغلال بأدوات متطورة
"كل تطور تكنولوجي في ظل الرأسمالية لا يؤدي إلى تحرير الإنسان، بل إلى إعادة إنتاج الهيمنة الطبقية بوسائل أكثر تطوراً". بهذه العبارة التي تذكرنا بماركس، يفتتح عقراوي تحليله اللاذع. لكنه لا يكتفي بإعادة صياغة الأفكار الماركسية الكلاسيكية، بل يقدم لنا تشريحاً دقيقاً لكيفية تحول الذكاء الاصطناعي إلى أداة لتعميق الاستغلال في القرن الحادي والعشرين.
التحليل الأكثر إثارة في هذا القسم يكشف كيف أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة إنتاج، بل أصبح آلية لإعادة تشكيل الوعي الجماهيري. عبر أمثلة مروعة من واقعنا المعاصر، يوضح الكاتب كيف تصوغ الخوارزميات "وعياً زائفاً" يكرس الرأسمالية كنظام أبدي لا بديل له. هذه العملية لا تتم عبر الإكراه، بل بأساليب "ناعمة وعلمية، غير مباشرة وغير محسوسة"، كما يصفها عقراوي، مما يجعلها أكثر خطورة.
♧ المثال الصادم الذي يقدمه الكتاب هو كيف استخدمت الرأسمالية الذكاء الاصطناعي لتجاوز أزماتها، مثل أزمة 2008 وجائحة كورونا، مع تحميل الطبقات العاملة تكلفة الخسائر. هنا يبرز عقراوي كمنظّر بارع، قادر على ربط النقاط بين التطورات التكنولوجية والتحولات الطبقية، مظهراً كيف تعيد الرأسمالية اختراع نفسها باستمرار.
♧ اقتصاد البيانات - الاستغلال الجديد الذي لا نراه.
إذا كان ماركس قد كشف عن فائض القيمة في المصانع، فإن عقراوي يكتشف لنا فائض القيمة الرقمي الذي ننتجه جميعاً دون أن ندري. هذا القسم من الكتاب يشبه كشفاً لغزاً بوليسياً، حيث نكتشف أننا جميعاً ضحايا لجريمة كاملة لا نعرف أننا نشارك في ارتكابها.
الكاتب يميز ببراعة بين نوعين من فائض القيمة: التقليدي الذي ينتزع من العمال في أماكن العمل، والرقمي الذي يستخرج من حياتنا اليومية عبر تفاعلاتنا الرقمية. الجدول التحليلي الذي يقدمه (ص 36) يعد من أكثر أجزاء الكتاب إثارة، حيث يكشف كيف تحولت حياتنا كلها إلى مصنع رقمي يعمل 24 ساعة.
الأمثلة الواقعية التي يسوقها عقراوي تصل إلى حد الإثارة: من فضيحة كامبريدج أناليتيكا إلى كيف تحقق فيسبوك 117 مليار دولار من إعلانات تستغل بياناتنا المجانية. الأكثر إثارة للقلق هو تحليله لما يسميه "الإقطاع الرقمي"، حيث تحتكر الشركات الكبرى البنية التحتية الرقمية كما كان الإقطاعيون يحتكرون الأرض.
♧ الذكاء الاصطناعي كأداة قمع - من الرقابة إلى "المراقبة الذاتية الطوعية"
هنا يتحول الكتاب إلى ما يشبه رواية ديستوفسكية عن القمع في العصر الرقمي. عقراوي لا يتحدث عن رقابة تقليدية، بل عن نظام مراقبة ذكي يحوّلنا إلى سجّاني أنفسنا. مصطلح "المراقبة الذاتية الطوعية" الذي يقدمه (ص 54) يعد إضافة نظرية مهمة لفهم كيف نعدل سلوكنا الرقمي خوفاً من العقاب.
التحليل الأكثر إثارة في هذا القسم هو كيف تكشف الخوارزميات عن المعارضين المحتملين قبل أن يتحركوا. عقراوي يقدم لنا مشاهد مرعبة من المستقبل القريب، حيث تصبح أنظمة التعرف على الوجه وتحليل الصوت أدوات قمع يومية.
لكن الذروة تأتي مع تحليله لما يسميه "الاعتقال والاغتيال الرقمي" (ص 53)، حيث تصبح المنصات الرقمية ساحات إعدام رمزية للحسابات المعارضة. الأمثلة التي يقدمها عن قمع المحتوى الفلسطيني تذكرنا بأشد أعمال جورج أورويل قتامة.
♧ اغتراب رقمي - عندما تصبح الآلات جزءاً منّا.
في هذا القسم، يتحول عقراوي إلى فيلسوف وجودي في العصر الرقمي. تحليله لـ"الاغتراب الرقمي" (ص 42) يذكرنا بتحليل ماركس للاغتراب في المصانع، لكنه يضيف بُعداً جديداً: اغترابنا عن عقولنا نفسها.
المقطع الأكثر إثارة هو وصفه لكيفية تحولنا إلى "إنسان رقمي" (ص 47)، حيث تصبح علاقاتنا الاجتماعية مجرد تفاعلات خاضعة للخوارزميات. تحذيره من "العبودية الرقمية الطوعية" (ص 44) يصل إلى حد النبوءة المروعة، حيث نختار بحرية أن نكون عبيداً.
لكن الذروة تأتي مع تحليله لـ"تمرد الآلة" (ص 44)، حيث يطرح سيناريوهات مستقبلية عن خروج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة. مقارنته بأفلام مثل "المدمر" و"ماتريكس" ليست درامية، بل تحذيرية، مظهراً كيف أن الخيال العلمي أصبح واقعاً.
♧ العالم الثالث - مستعمرة البيانات الجديدة.
هنا يتحول عقراوي إلى منظر ما بعد استعماري في العصر الرقمي. تحليله لكيفية تحول دول العالم الثالث إلى "مصادر بيانات خام" (ص 46) يكشف عن وجه جديد للاستعمار. مشروع "Internet.org" الذي تنتقده (ص 48) يظهر كشكل من "الاستعمار الرقمي" المخادع.
الأكثر إثارة هو كشفه عن تحالف الأنظمة الاستبدادية مع شركات التكنولوجيا (ص 49)، حيث تصبح أدوات القمع الرقمي سلعاً تباع في السوق العالمية. الأمثلة من إيران والخليج تظهر كيف تصبح التكنولوجيا أداة لقمع النساء تحت ذرائع دينية.
♧ البديل اليساري - حلم ممكن أم يوتوبيا؟
هنا يتحول الكتاب من التشخيص إلى العلاج، ومن النقد إلى البناء. عقراوي لا يكتفي بكشف المشكلة، بل يقدم رؤية بديلة جريئة. مفهوم "الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر" (ص 63) ليس مجرد شعار، بل خطة عملية لانتزاع التكنولوجيا من قبضة الرأسمالية.
التحليل الأكثر إثارة هو دعوته لبناء "أممية رقمية يسارية" (ص 76)، كجبهة عالمية لمواجهة الاحتكار التكنولوجي. فكرته عن "الإضرابات الرقمية" (ص 67) تفتح آفاقاً جديدة للنضال العمالي في العصر الرقمي.
لكن التحدي الأكبر الذي يطرحه عقراوي هو: كيف يمكن لليسار المتخلف رقمياً أن يخوض هذه المعركة؟ إجابته الصادمة تكمن في ضرورة "محو الأمية الرقمية" (ص 80) كشرط لبقاء اليسار. تحليله لدور الشباب (ص 82) يقدم رؤية مستقبلية قد تغير خريطة القوى اليسارية.
♣︎♣︎الخاتمة: معركة الوعي الأخيرة.
يختتم عقراوي كتابه بتحذير مروع: المعركة على الذكاء الاصطناعي هي معركة الوعي الأخيرة. إذا خسرها اليسار، فسيصبح مجرد نملة أمام فيل رأسمالي رقمي. لكنه يتركنا بأمل: التكنولوجيا ليست قدراً محتوماً، بل ساحة صراع يمكن الفوز فيها.
★★★ الكتاب ليس مجرد عمل أكاديمي، بل هو بيان ثوري لعصرنا الرقمي. ربما يكون أهم ما كتب عن التقنية والصراع الطبقي في القرن الحادي والعشرين. السؤال الذي يطرحه علينا عقراوي بكل قوة هو: هل سنكون ضحايا التكنولوجيا، أم سنسخرها لتحريرنا؟ الإجابة، كما يبدو، لا تزال بين أيدينا.
يمكن الحصول على الكتاب مجانا من خلال الرابط ادناه
https://rezgar.com/books/i.asp?bid=3
وهو متوفر ايضا بلغات عالمية عدة ومنها (الإنجليزية، الألمانية، الفرنسية، الإسبانية، البرتغالية، الايطالية، الدنماركية، السويدية، النرويجية) من خلال دار النشر العالمية أمازون، بأقل سعر ممكن.
والى روايات وكتب أخرى قريبا ان شاء الله
الكاتب والروائى خالد حســــــين
#خالد_حسين (هاشتاغ)
Khaled_Hussein#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟