أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - وليم نصار - كان عمري ثمان سنوات














المزيد.....

كان عمري ثمان سنوات


وليم نصار
مؤلف موسيقي ومغني سياسي

(William Nassar)


الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 04:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قبل الحرب ... وقبل اصابتنا بسرطان الطائفية والطوائف... وقبل ظهور الطائفي المعجزة شارل جبور ... والطائفيون الآخرون ... كان يوجد في طرابلس البعيدة ثلث ساعة عن البترون سوق اسمه سوق الخان على ما اذكر ...

كان في هذا السوق مكتبة اسمها مكتبة الدبوسي ... أمامها بائع عصير جزر ... وبلصق المكتبة كان يوجد دكان صغير ضيق لا يتسع لشخص لديه كرش ... في هذا الدكان كان يقف رجل كبير في السن نحيل القامة ... وكان صديقا لوالدي ... كان ايام أعياد المسلمين يصدح صوته القوي والعذب بالموشحات الدينية الإسلامية... وفي الأعياد المسيحية كان يصدح بالأغاني والتراتيل التي تمجد مريم وابنها يسوع...

كان الرجل يمتهن تأجير الكتب والقصص والروايات ... وكانت أجمل لحظاتنا تلك التي نستأجر مجلدات قصص لوزة وتختخ ... لنعود إلى البيت ونقرأها في ليلة واحدة ... كي يعود الوالد او الوالدة لأخذنا في اليوم التالي لاعادتها واستئجار غيرها.
هذا الرجل ... كان يبادلنا الفرحة عند رؤيته ... ويعبر عن ذلك بارتفاع صوته في الغناء ...

في احد المرات ... طلبت منه قصة بوليسية او عن الحروب ... قال: اشربوا كاسة عصير جزر من عند جاري بينما ابحث لك عن قصة جميلة... وبعد عشرة دقائق عاد وبيده كتاب عنوانه "الاقدام العارية" ... قال: هذا الكتاب بعد انتهائك من قراءته اريد ان اناقشك به... وغمز بعينه لوالدي.

قرأت الكتاب ولم أطلب من والدي ان نذهب لاعادته ... وبقيت اعيد قراءته لأسبوعين... وفي كل مرة أبكي وانا اقرأ ... إلى أن لاحظ الأهل انني بدأت أصاب بالنحول وعدم الإكثار في الكلام ... عندها قال والدي ... سوف نذهب غدا لمناقشة الكتاب كما وعدت الرجل ... واومأت بالقبول...

هذا الكتاب ... وهذا الرجل ... قبل العائلة ... وقبل الحزب ... كان لهما الأثر الأكبر في نمو روح الثورة في داخلي ... وفي اعتناقي وايماني بأن الفكر الشيوعي هو الحل الوحيد لمشكلة الفقر وانعدام العدالة الاجتماعية في بلدنا ... لكن لم أكن اعرف ان هذا الفكر سيقف عاجزا أمام مشكلة الطائفية والشعب الذي يعبد رواة القصص اكثر من عبادة الله.

هذا الرجل ... كان من الشيوعيين الأوائل... رغم انه كان ملتزم دينيا ... وقتل على يد الظلاميين التكفيريين في العام 1986...

نسيت اسم الرجل مثلما نسي الشيوعيون في لبنان والوطن العربي ماذا تعني شيوعية ... وكيف كان الشيوعيون يصطادون ... لكنه سيبقى دائما في العقل والقلب ...

(ملاحظة: نسيت ان اذكر ان الرجل كان من الطائفة السنية وكان يعلق في دكانه الصغير صورة للإمام خميني وصورة عبد الناصر وصورة معلمنا وشهيدنا الاوحد في الادغال ارنستو تشي غيفارا)



#وليم_نصار (هاشتاغ)       William_Nassar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بروليتاريا
- لبنانيتنا على حقيقتها
- ما يجب أن يُقال
- بوح بطعم الكورونا
- عصافير الجليل لن تغني بلغة غريبة
- فرنسا .. يا .. فرنسا
- أنا إسرائيل
- موقف سياسي
- حول فيلم الصدمة لزياد دويري
- رسالة إلى جِنّيّة
- 6 سنوات من عمر -الثورة السورية-
- بيان صحافي صادر عن المؤلف الموسيقي وليم نصار
- لو كنت أنا الله
- صور الحرب
- رسالة قصيرة إلى سامي الجميل
- محتار
- أنواع الجواسيس والعملاء
- مناضلون وأجهزة أمنية
- الفلسطيني باع أرضه
- عملية ضد السفارة الأمريكية في دمشق


المزيد.....




- -عملية الوحش الزائف-.. الشرطة البرازيلية تحبط مخططا لاستهداف ...
- إيران ترد على اتهامات نتنياهو بوقوفها خلف هجمات الحوثيين ضد ...
- وزير خارجية باكستان: لا نسعى للتصعيد مع الهند لكننا جاهزون ل ...
- البرتغال تُعلن عن طرد 18,000 مهاجر غير شرعي عشية الانتخابات ...
- الجيش الباكستاني يعلن عن إجراء تجربة صاروخية ثانية (فيديو)
- زعيمها مختبئ في الإمارات.. الأمن الروسي يعتقل مجموعة إجرامية ...
- حريق يلتهم منتجعا سياحيا شمال لبنان (فيديو)
- هل بإمكان ظاهرة جوية التسبب في انقطاع واسع النطاق للكهرباء ف ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي خلال حادث سيارة عملياتي في غ ...
- -بيلد- تكشف عن التشكيل الجديد للحكومة الألمانية


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - وليم نصار - كان عمري ثمان سنوات