أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - وفاء سلطان - رسالة شكر وتقدير إلى موقع -الحوارالمتمدّن!















المزيد.....

رسالة شكر وتقدير إلى موقع -الحوارالمتمدّن!


وفاء سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 1804 - 2007 / 1 / 23 - 11:50
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


اعتاد وينستون تشرشيل أن يقضي بعضا من وقته في مرسمه بعيدا عن مشاكل السياسة، وكان يبدي تعلّقا كبيرا بلوحاته. سئل مرّة: لماذا ترسم؟!! فأجاب: لوحاتي هي فريق الإنقاذ الذي يشدّني إلى الوراء كلّما اقتربت بي السياسة من حافة الهاوية!
كل إنسان يحتاج الى مهرب بين الحين والآخر كي يخفف من عبأ مشاكله. وفاء سلطان، كما هو تشرشيل، تحتاج بين الحين والآخر الى من يخفف عنها وطأة التهديدات والشتائم التي يتسلّح بها الجبناء الذين أفلسوا فكريّا وأخلاقيّا!
لم أحلم خلال عمري كلّه بحياة أفضل ممّا أعيش في أمريكا. قررت أن أكون سعيدة عندما هاجرت وأنا الآن أعيش قراري. فالسعادة هي قرار تتخذه وليس ظرفا تعيشه. الفرق بين بلدي الأم والبلد الذي هاجرت اليه هو أن حياتي في بلدي لم تكن ملكا لقراري، وهي في أمريكا إنعكاس لذلك القرار.
السعادة التي أعيشها في مهجري لم تقف، ولن تقف يوما، حائلا أمام الإعتراف بمسؤولياتي تجاه بلدي الأم والإلتزام بتلك المسؤوليات!
على باب السفارة الأمريكية في دمشق، وفي يوم من أيام كانون الأول الشديدة البرد، قضيت ثلاثة أيام بلياليها ونهاراتها منتظرة دوري في زمن كان الحلم بالهجرة الى امريكا ضربا من الخيال. رفعت يديّ يومها إلى السماء وتضرّعت: امنحيني، أيتها السماء، دربا الى أمريكا وأنا أعاهدك أن أكون دربا لكلّ المظلومين في وطني كي يعبروا من الظلام الى النور.
وها أنا اليوم، كما كنت البارحة وكما سأكون حتى آخر يوم في عمري، جسرا لمن يريد أن يعبر!
سألني مرّة صديق لي: هل الكتابة، ياوفاء، سهلة؟ كيف تكتبين؟
ورددت: إنها في غاية السهولة! كلّ ما يجب عليّ فعله هو قص أحد أوردتي كي أبدأ النزيف!
في قلبي من القهر ما يكفيني ألف عام. لم أعش هذا القهر، بل عايشته وأنا بطبعي انسانة مرهفة الحس، أمتص كالإسفنجة حزني وحزن غيري!
ولدت وتربيت في عائلة غير متدينة، تحترم إلى حد كبير المرأة وتصرّ على ضرورة تعليمها.
أخي من أبي كان مسؤولا عني بعد أنا مات أبي وأنا في عزّ طفولتي. احترم أخي، الذي كان أقرب الى العلمانيّة منه إلى الإسلام، مواهبي وقدراتي وساعدني كي أصل الى غاياتي.
كان فخورا بتفوقي، واحتراما لرغبته في أكون طبيبة وليس لرغبتي، درست الطبّ وتخرجت من إحدى جامعات بلدي.
في السنة الأولى من حياتي الجامعية التقيت بفتى أحلامي، وهو الآن أب لأولادي الثلاثة.
كان، منذ اللحظة الأولى التي التقيت به ولم يزل، رفيق دربي ومسيرتي وشريكا في افراحي واتراحي.
لم يعاملني كمن ملكت يمينه، ولم اعامله قوامّا على عقلي وفكري. تربعت على عرش مملكته بلا منازع، فكبر بي كما كبرت به.
هاجرت لكي أكتب، وقبل أن أتّخذ قرارا بالكتابة سألته رأيه، فردّ: لتكن مشيئتك، ولكن هل أنت قادرة على سكاكينهم، فهم لا يحاورون إلاّ بالسكاكين؟!!
فقلت: إنّني استمد قدرتي من قدرتك!
قال: إذا ليكن لك ما تريدين!
................................................
ليست الكتابة سهلة، إنّها جرح في قلبي دائم الإستنزاف. زوجي هو بنك الدم الذي يتصل بوريدي، وكلّما احتجت الى جرعة جديدة يجود بالمزيد.
قراصنة الفكر في بلدي هم سادته، ولكي تستعيد ملكة الفكر من هؤلاء القراصنة تحتاج الى قدرة أكبر من قدرتك لوحدك.
لا أخفي سرا عندما أعترف بقدرة هؤلاء القراصنة على دفشي باتجاه حافة الهاوية بين الحين والآخر. لكن الرسائل التي تصلني من بعض القرّاء هي فريق الإنقاذ الذي يرفعني إلى الأعلى كلّما اقترب بي هؤلاء القراصنة من حافة الهاوية.
بدأت مؤخرا الكتابة على صفحات موقع "الحوار المتمدّن" وتفاجئت بحجم الرسائل التي أغرقت بريدي منذ اليوم الأول.
معظمها يفيض حبّا واحتراما، وقليل منها يجادلني بدرجة مقبولة من الأدب ، ويفائلني بأنّ زمن ردّة مرسيليها أقصر من رفة جفن!
تضمنت تلك الرسائل رسالة واحدة فقط من قارئ يدعى إيّاد سعيد يدافع بها عن رسوله وكتابه بوصفه لي بالـ "العاهرة والساقطة"، ولم يدعم رأيه بعبارة اخرى!
ما عدا تلك الرسالة، لم يصلني ولم ينشر بمستواها سوى ردود "فضيلة" الشيخ نهرو الطنطاوي رضي الله عنه!
لا يهمّ! فنقطة سمّ لا تستطيع أن تفسد بحرا من الحبّ، وإن كانت قادرة على تعكيره!
لقد فتح السيّد الطنطاوي على صومعته الصغيرة بابا لن يستطيع إغلاقه! كلّ العلوم التي تلقاها والتي بموجبها نال شهادة "المشيخة" لن تقف طويلا في وجه علومي.
قال أحد الغربيّين المستشرقين يوما: على العرب أن يتذكروا سيف عنترة لا أن يواجهوا الطائرة به!
فهل سيستطيع السيّد الطنطاوي وأمثاله أن يواجهوا العلوم الحديثة والمسؤولة، حتّى عن ورقة التوت التي يتسترون خلفها، بخرافاتهم وخزعبلات كتبهم؟!! لنرى!!
............................
مستوى رسائل قرّاء ومقالات كتّاب "الحوار المتمدن" تعطيني فكرة عن جهود العاملين فيه، ولا يسعني أمام سيل تلك الرسائل والمقالات إلاّ أن اتقدم من موقع "الحوار المتمدين" كمشرفين وكتّاب وقرّاء بأعمق آيات الشكر والإمتنان. وأمام حبّهم أنحني إجلالا وإكبارا، وأعدهم بأنني وإياهم على الدرب نفسه سائرون.
يقول وينستون تشرشيل ايضا، وفي ردّه على من يشتمه: أنا كالمطاط الهندي، من يضغط عليّ من طرف أخرج عليه من الطرف الآخر.
وكما أعاهد من يقف بجانبي بأنني سأمشي معهم، أعاهد هؤلاء الذي يحاولون أن يضغطوا عليّ ويخيفوني بنعوتهم واتهاماتهم بأنني لن أكون أقل قدرة من تشرشيل ، وسأخرج عليهم أقوى وأعلى من كلّ جانب. الأيام ستثبت من فينا قابل للإنضغاط ومن سيكون أسرع انهيارا، فلننتظر وإنّ غدا لناظره قريب!
.............................
من السيّد رزكاز عقراوي رئيس التحرير والسيّد الدكتور كامل النجّار والصديقة الشجاعة مليكة مزّان والزملاء الأساتذة محمّد خليل ومصطفى حقيّ ومثنّى حميد مجيد، ومن جميع كتاب وقرّاء "الحوار المتمدن" أتقدم بشكري العميق وتقديري لوقوفهم إلى جانبي ضدّ الغزوة الطنطاويّة. وأهدي الجميع سلسلة مقالات بعنوان " الشيخ محمّد وظاهرة اللسان الداشر"، سبق ونشرتها في أحد المواقع، لكنّها ليست موجودة الآن على أيّ موقع. قررت أن أنشرها تباعا على صفحات الحوار المتمدن ليقيني بأنّها لم ’تقرأ من قبل معظم قرّائه، وأرحب بكلّ رأي خلوق يصلني بخصوصها.
الزميل محمد خليل يقترح أن يطبع الكتاب العلمانيون كتيبات صغيرة بأسعار زهيدة كي تتمكن أغلبية شعوب العالم العربي من قراءة مقالاتهم، وأنا بدوري أضم صوتي إلى صوته وأقدم مقالاتي لمن يريد أن يطبعها ولا أريد أيّ ريع منها، بل على العكس سأساعد ماديّا من هو قادر على القيام بذلك.
أعرف، بما لا يدع مجالا للشك، بأن بعضا من قرّائي القدامى يقومون بتلك المهمة متبرعين بجهودهم الشخصيّة وبسريّة كاملة خوفا من سيوف "فضيلة" المشايخ و "جلالة" الحكام. والآن، شريحة عريضة من الناس في سوريّة والمغرب تعرفني، ليس من خلال المواقع الإلكترونية، بل من خلال كتيبات صغيرة قام بطبعها رجل في المغرب وآخر في سوريّة وأنا على اتصال مع الاثنين، فهل من مزيد؟!!





#وفاء_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويل لأمّة يتمشيخ طبيبها و -يتدكتر- شيخها !!!
- نهرو الطنطاوي: عنزة ولو...........باضت!!
- عالم فيزياء أم قارئ فنجان؟!
- هل يصلح الدهر ما أفسده الإسلام؟
- وفاء سلطان والاتجاه المعاكس
- من المسؤول عن جنون هذه الأمة؟!


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - وفاء سلطان - رسالة شكر وتقدير إلى موقع -الحوارالمتمدّن!