أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مؤيد الحسيني العابد - الإسخاتولوجيا 2















المزيد.....

الإسخاتولوجيا 2


مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)


الحوار المتمدن-العدد: 8329 - 2025 / 5 / 1 - 22:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لستُ معترضًا على مسمّى الإسخاتولوجيا ليدلّ على معنى علم الأخرويّات، كما يرد في العديد من المصادر، ولكن أريد أن أناكف قليلا (هكذا!): من قال أنّ التطرّق الى علم الأخرويّات يكون بالحديث عن نهاية لا رجعة فيها لعالم الوجود الحالي؟! فنحن نعرف أنّ الآخرة في كلّ المعاني تكون آخرة، أو أخرى، للحياة الحالية وربما تكون جزءًا من سلسلة من البداية والنهاية المتكررة وفق ما أرادها الخالق جلّ في علاه. في الكثير من المصادر الدينية والتأريخيّة، لا إشارة الى أخرويّة مطلقة واحدة، بل الى حياة أخرى فيها الإستقرار والهناء من شقاء الدنيا الحالية التي يطلق عليها بالحياة الدنيا، لدنوها او لضعف سموها او لأنّها دنيّة أو لأسباب أخرى. لكنّ المعلوم أنّ هناك نهاية لبداية حالية قد بدأت فيها الحياة كما أشرنا في الحلقة السابقة. وهذه البداية أوجدها المولى الكريم للعديد من الأسباب ومنها إختبار الموجودات في إمتحانها كما هي العادة الإنسانيّة بل والأحيائيّة في وجود خلق لا عبثيّة فيه.
تتطرّق أغلب النظريّات الفيزيائيّة والرياضيّة الى وجود مستقيم أو خط مستقيم الحياة الذي يبدأ ببداية وينتهي بنهايةٍ ما (إذا أخذنا الأمر بإعتباره مجرّدًا أو وفق الفيزياء الكلاسيكيّة، ونحتاط من التطرّق في هذا الجانب الى نظريّة المنحنيات أو ما تتطرّق له الفيزياء الحديثة التي تشير الى إنحناءات المجالات أو إنحناءات الفضاءات ولا وجود للمستقيم إلّا إذا أشرنا الى الجزئيات لتلك الفضاءات التي يمكن أن يكون المستقيم جزءًا من هذا الفضاء العام، وهناك الكثير من هذا). ففي نظريّة إنكماش الكون وضوح كامل لإنكماش الكون وإنقضائه، بطرق عديدة منها هذه الطريقة التي إبتدأ فيها بالخلق ليكون الإنكماش بالإتجاه المعاكس للحركة الأولى. وقد أشارت عدد من المصادر الدينية والفلسفية الى أنّ النهاية لن تكون بدون حركة قسريّة لهذا الوجود بأشكال متعددة وبصور مختلفة تختلف بإختلاف المصادر الناقلة. وبالنسبة لبحثي هنا لا يهمني كيف يكون الوضع القسريّ السابق للنهاية، بل الذي يهمني هو الضرورة لتلك النهاية والحساب الأخرويّ. وهذا الموضوع المتعلق بالنهاية لهذا الكون إنّما هو موضوع مهم وحيوي يتعلق بإيمان الإنسان من عدمه. وقد ورد العديد من العبارات في الكتاب المقدس، الإنجيل وفي الكتاب المقدس القرآن الكريم، وفي العديد من المصادر والكتب التي تحوي المقدّس من وجهات نظر متعدّدة. وقد أشار أهل المعرفة الى أنّ ذلك العالم هو عالم الكشف عن كلّ ما هو مكنون أو مخفي في العالم الدنيوي، فيصبح مكشوفًا على رؤوس الأشهاد. أي أنّه فعل مهم لكشف كلّ ما هو محجوب ومخفي في طيّات النفس البشريّة. وهنا ينبغي أن نشير الى عدم وجود إشارة الى العبثيّة في إستمرار الخَلْق في أيّ من الكتب المقدّسة، بل الإشارة الى دقّة الخَلْق وإختلاف العمل وتعدّد أشكال الخَلْق والمخلوقات كي يكون بينها التكافل لسدّ أي نقص يحصل من قبل الآخر. أي أنّ الوجود مرتبط ببعضه البعض ولا يمكن الإستغناء عن أيّ جزء منه. لذلك إن إعوَجَّ المسار، فهناك رُسُلٌ سيصحّحون المسار بتعاليم مستمرّة كما في المخلّص في المسيحية والمخلص في اليهودية وفي الاسلام المنقذ أو المخلّص كذلك. حيث يكون المهدي هو إمام العالم الذي يلتقي مع رسل الله لإكمال الحجج على الخَلْق حين قدومه وقيادة العالم وكشف الحقيقة وإهداء الناس الى طريق الهداية التي يكون فيها آخر المطاف، قد إكتملت الصورة في إلقاء الحجج كاملة على البشرية، كي لا يشكّك في عدل الله تعالى في أن، أتمّ رسله كلّ الحجج لتصحيح المسار إلّا من أؤلئك الذين أضاعوا البوصلة معاندين مكابرين ليكون عددهم القلة القليلة التي يكون مصيرها الى الجحيم كعقاب لهم بعد أن يكون الكم الأكبر من الناس في الطريق الصحيح لا كما يصوّره بعضهم من أنّ المقصود بالآية (واكثرهم للحق كارهون) اي أنّهم معاندون يستحقون العذاب وهم الأكثريّة في يوم الحساب أو في ذلك العالم الذي نتحدّث عنه. بينما أرى أنّ ورود كلمة (كارهون) ليس بالضرورة أن تكون إنحرافًا. فأنتَ وأنا نكره بعض الأمور، وهي في صالحنا إلّا أنّها لا تنسجم مع غرائزنا فنسير عليها ونحن كارهون لها.
وقد لاحظتُ أنّ الأديان كلّها أو الشرائع كلّها لا تبتعد عن وجود الآخرة أو الحياة الآخرة، بإعتبار أنّ الحياة كلّها في تلك العقائد ما هي إلّا حياة مؤقتة محدودة. لا مجال للإبتعاد عن وجود حساب لهذا الإمتحان ككلّ الإمتحانات. وإنْ إختلفت الطرق في كيفيّة الحساب، وهذا الرأي المخالف لوجهة نظري هنا، لا يهمّني في بحثي هذا، رغم أنّه يهمّني في إيماني أنا شخصيًّا، لكن يبقى الحديث في العموم، لا في التفاصيل. لكن يمكن القول أهميّة وجود المكان الذي يثاب عليه الإنسان والمكان الذي يعاقب عليه المنحرف عن الصراط المستقيم. حيث وجود الجنّة والنار من الأهميّة يقول عنها العلّامة السيد كمال الحيدريّ في شروحه وردّه على الآراء الأخرى: (لا بدّ أن تعلم أنّ للجنّة والنار مظاهر في جميع العوالم لا شكّ أنّ لهما أعيانًا في الحضرة العلميّة، وقد أخبر الله تعالى عن إخراج آدم وحواء من الجنّة، فلها وجود في العالم الروحانيّ). وهنا ينبغي الإشارة الى أهميّة وجود هذه المفاهيم عن أيّ إنسان، كي يدخل في ذهنه، ما الغاية من وجودها وهو نفس الغاية التي يجب أن يؤمن بها المؤمن من أنّ هناك غيبًا تفصّله الشرائع، وجب على المؤمن الإيمان به بلا أيّ شكّ. وإن أراد أحد أن لا يدخل الى عالم النقاش في مسألة الغيب على أساس وجود التشكيك في الخالق أو التشكيك في وجود الحساب أو عدم وجود معاد في الآخرة فليتحمّل ما يملى عليه من ضيم من هذه الحياة المنقضية ومن مشاكل لا حصر لها من داخل النفس البشريّة التي لا يمكن أن تكون إلّا في إطارها الصحيح متى ما آمنت بوجود المعاد والحساب. وإنّ الجنّة والنار إن وجدتا في مكان ما أو مخلّقتان من قِبَل الخالق، تعالى إسمه، فهي ليس من شأني تفاصيلها إلّا ما يقتضيه الحديث هنا. فهما من مظاهر، لهما أعيان في الحضرة العلميّة كما يقول السيد الحيدريّ في البحث عن وحدة الوجود العرفانيّة. فيبحث في أنّ الأنبياء والمرسلين والأولياء هم مظاهر الحقيقة المحمديّة والتي تمثل قطب الأقطاب (كما يشير في بحثه). ولهذه المظاهر وجود في حياتنا أو في عالمنا.
ويشير في العديد من أبحاثه (وكذلك غيره في هذه الإشارة) الى أهميّة الإنسجام مع العالم العقليّ في البحث عن أشياء عديدة، ومنها هذا الجانب المتعلّق بالآخرة، وكذلك عالم المثال الذي لا يمكن أن يستغنى عنه في التعامل مع العديد من الطروحات. حيث يقول (الأنبياء, والمرسلون, الأولياء, كلهم مظاهر هذه الحقيقة, ثم في البرزخ (لها) مظاهرها, في الحشر الأكبر (لها) مظاهرها، يعني في قوس النزول وفي قوس الصعود), ويقول: (أما بيان أنّ في الجنّة والنار مظاهر في العوالم هذا كلام صحيح بإعتبار أنّ الجنّة والنار مرتبطة بالأسماء الجماليّة والجلاليّة للحقّ فلها مظاهر في قوس النزول ولها مظاهر في قوس الصعود وهذا ممّا لا شكّ فيه، ولكن ما هو علاقته بالفصل أنّ الحقيقة المحمديّة هي قطب الأقطاب). هنا ينبغي أن أشير الى أنّه من الناحية العقليّة لا يكون هذا الموضوع محصورًا فيما يتعلّق بالجانب العلميّ فهناك ما يمكن أن يعتبر علميًّا ولا يمكن أن يخضع الى العقل في بعض الجوانب، إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار موضوع العقل ومضمون ما يقصد به بالعامل العقليّ. حيث هناك الكثير من الأمور العلميّة لا يمكن أن يحصرها الإنسان، ويعتبر العقل مقياسًا فيها كي يحكم عليها. لكن أريد أن أقول أن العامل العقليّ هنا هو هذا النقاش المنضبط في الفلسفة وربطها بالواقع كي يمكن أن نضع لعدد من الجوانب مقياسًا أكثر تعدديّة وأكثر توحدًا أو توحيدًا في الحكم على نتائجها أو في النتيجة المطلقة لكلّ ما يتم تناوله. فمثلا يكون الحديث عن أشياء عديدة لا حكم علميّ فيها، لا لأنّها لا تخضع الى المقاييس العلميّة التقليديّة حتى النظريّة منها، بل لأنّها تخضع الى العقل الكامل الذي يمكن أن يحدد الكثير من معالمها وتفصيلاتها. فكيف يمكن الحديث عن العقل بهذه الصورة وهو معنى متأرجح بين المفاهيم وفق تصوّر المتصوّر؟ لا أريد أن أغوص في معان تخصّ العقل، ولكنّني أقول كما قال بعض الفقهاء فيه: (العقل أحد الأدلّة الأربعة في سلسلة علل الأحكام في المورد الذي يدرك العقل يستطيع الإنتقال الى المعلول. أمّا إذا كان السبب غير واضح ولا يمكن الركون اليه فهو حكم إستحساني والحكم الإستحساني غير العقل في التفسير ولا يكون من الأدلّة لبيان حكم قاطع). هنا يمكن أن أشير من خلال ذلك الى أنّ العقل الراجح هو بالصفات التي يقبلها المجتمع الناهض الى حدّ كبير ولا أقول ولا أتّفق كثيرًا، مع ما يسميه بعض أهل الفقه بالإجماع (كما في بعض المدارس الفقهيّة) لأنّ الإجماع ربما يكون إتفاقا على غير الصحيح ولكن حين الحيرة يؤخذ به للخروج من الإحراج! وبشروط منها وجود المطلقيّة أو الأخذ بالإعتبار أنّ هناك مطلقًا يمكن أن تقاس به ومعه الأمور، ولا أريد الغوص كما قلت في هذا الجانب، لأنّ هدفي ليس لمناقشة ما يمكن أن يكون فيه إختلاف بل فيما يكون فيه إتّفاق الى حدّ ما فيما يتعلق بعالم الأخرويات أو العالم الآخر. الآن: يمكن أن نقسّم بحثنا الى عدّة أجزاء منها مثلًا: ما يتعلق بوجود الآخرة، منها ما يتعلق بوجود الحساب الفعليّ، منها ما يتعلق بوجود فعلي للجنّة والنار أو الفردوس والجحيم، وكذلك ما يتعلق بوجود أو عدم وجود زمن مطلق أو غير محدد لهذا العالم. ثم الى ما يتعلق بهذا العالم وبعض من علاقةٍ مع الفيزياء أو العلوم الطبيعيّة يمكن أن نفهم هذا العالم من خلالها. في الفقرة الأولى أي فيما يتعلّق بوجود الحياة الأخرى أو الآخرة، يمكن أن نسحب هذا الموضوع الى عدّة جوانب، كلّها تتعلّق بهذا الوجود الذي يمكن أن أقول أنّه إفتراضيّ الى هنا قبل أن نثبت ما غير ذلك. ولكنني أؤمن بحقيقته المطلقة ومؤمن كلّ الإيمان به إلّا أنّني أقول إفتراضًا لكي أبدأ النقاش أو تسليط الضوء لغرض النقاش:
ما يتعلّق بوجود الآخرة:
هناك عدّة جوانب في التفاعل مع هذه الفقرة، منها ما يتعلق برأي الوجوديين، رأي الميتافيزيقيين، العقلانيين وكذلك ما يتعلق بالنظرة أو الرأي الدينيّ. فعند أهل الوجوديّة كما عند جان بول سارتر، يرون أنّ الحياة تنتهي بالموت ولا يوجد شيء بعده، وأنّ الإنسان يجب أن يخلق معنى لحياته في هذا العالم. هنا يجب أن أناقش هذا الرأي بهدوء: أوّلًا: ليس هناك ما يثبت أن بعد الموت لا شيء، أو لا شيء بعد الموت، وأنّ الحياة تنتهي بالموت ولا حياة بعدها. والإثبات من الوجوديّة ومن العقلانيّة، بل ومن العلميّة، أن يكون هناك ما يتعلق بالإثبات. وربما أحدهم يسأل: أنت تتكلم عن عالم غيبيّ لا دليل على وجوده. وأنا أجيب لا دليل عندك ولا دليل عندي من جانب العلميّة التي نؤمن بها كفرع من فروع المعرفة. والدليل هنا ليس بالضرورة أن يكون هو المعيار لك ولي. لكن إن دخلنا الى عالم الإتفاق في كلّ من الموجودات وكلّ من المخلوقات، كما هو مع الزمن وغيره والذي أشرت اليه في كتابي المعنون: أسرار اللازمن من الإنفجار العظيم الى كوسمولوجيا اليوم، سنرى الكثير من الأسرار، ولا يوجد أيّ دليل على وجود مضموناتها. وكثير من هذه المتعلقات أو المظنونات إنّما يكون وجودها إفتراضيًّا، ولكن بسبب تحليلات العلم ونظرياته بادر الكثير الى تأكيد وجودها! أو الظنّ بوجودها على أساس أنّ وجودها تحصيلٌ للحاصل. حتى رأي سارتر في هذا الجانب، نلاحظ تركيزه على الضرورة من عدم وجود الحياة بعد الموت وليس على الحياة هذه نفسها، حيث يرى أنّ الوعي بالموت يمنح الحياة معنى وقيمة على حدّ قوله. ويقول أنّ الإنسان هو المسؤول الوحيد عن إعطاء حياته معنى من خلال أفعاله وإختياراته. ويعتبر الموت الحقيقة النهائيّة التي تضع حدًّا للوجود مما يجعل الحياة أكثر أهميّة لأنّها محدودة. وواضح الرأي من أنّه لا يرفض وجود تلك الحياة إلّا من خلال إراحة الإنسان من التفكير في هذا المضمون بإعتباره المسؤول عن إعطاء الحياة معنى. ونسي أنّ الحياة عمومًا هي حياة إن تكن للموجودات المرئية أو لغير المرئيّة بإعتبار أن معنى الحياة من وجود الروح مجهولة المعنى، بالإضافة الى أن ليس كلّ الموجودات هي من المرئيّات بالطبع، وأنّ الإنسان ليس إلّا جزءًا من هذه الموجودات حيث يكون التطرّق اليه ليس هو ما ينبغي أن يكون لإستمرار الحياة إلّا للضرورة يكون وجود هذا الإنسان لنفسه لا الى الكون نفسه، إلّا من خلال نظريّة أنشتاين النسبيّة العامّة بإعتبار أنّ هذا الموجود وهو الإنسان إنّما هو مغيّر من متغيرات هذا الكون، إن تكون فيه (أي الإنسان) حياة أم لا. بمعنى أنّ الحياة ليس بالضرورة أن تكون حياة الموجودات المرئيّة، إنّما هي حياة الكون والضرورة لا تتعلّق فقط بالإنسان بل الضرورة تتعلق بهذا الكون كلّه. لذلك نلاحظ جان بول سارتر يقول (الموت يلعب دورًا حاسمًا في إعطاء الحياة معنى) كما ذكرنا. وقد ركّز على قيمة الحياة لغرض إستمراريّتها والدفع بالإنسان الى إحترام الحياة لأجل شيء أسمى منها، السعادة والقيمة وغير ذلك. وقد ذكر أهل علم النفس الإنسانيّ والعلوم المتعلقة بحياة الإنسان وعلاقته بالحياتين الدنيا والآخرة يجعل منها قيمة أعلى وأكبر ممّا لو كانت لواحدة منهما. فالتفكير بالموت لا ينهي الحياة ولا ينهي قيمتها بل بالعكس يجعل الإنسان يغتنم كل الفرص لإشباع رغباته مع وجود المسؤوليّة الأخلاقيّة الكاملة التي تجعله يفكر الف مرة قبل أن يخرق قوانين أخلاق هذه الدنيا لانّ هناك لقاء آخر تتمتع فيه النفوس والأرواح الطيبة في حياة أخرى. والحياة الدنيا ليست النهاية المطلقة وليست الفرصة الوحيدة للوجود، بل هي مجرّد مرحلة مؤقتة في وجود أبديّ، لا كما يقول سارتر. وقد ذكر الكثير من الفلاسفة وحتى أهل اللادين، إن الراحة في الإيمان بحياة بعد الموت وكذلك لها أعمق المعنى ممّا لو نفى الإنسان وجود الحياة الأخرى. وهنا ينبغي لي أن أقول صريحًا عن فلسفة سارتر فيما يتعلق بهذا الجانب. إنّ رأيه يضع عبئًا كبيرًا على الإنسان بإعتباره سيتحمّل كلّ الجهد والمسؤوليّة الكاملة عن إعطاء حياته ذلك المعنى الذي يقصده سارتر في غياب أيّ إرشاد أو هدف خارجيّ. وهذا لعمري من أهمّ العوامل، بل العامل الأهمّ والأخطر الذي يلعب الدور الأكبر في أن يؤدّي الى شعور الإنسان بالقلق أو العدميّة عند القسم الأكبر الحاسم من البشر، أؤلئك الذين يجدون صعوبة في تحديد معنى لحياتهم بأنفسهم. وإذا إستغرقنا في الحديث هذا سنجد بسهولة الخلل الكبير في قوله مستندًا (!) على عامل واحد وقد أهمل العوامل الإجتماعية والثقافية التي تؤثر على الأفراد وتوجّهاتهم. ولنا عودة إن شاء الله تعالى.
Moayad Al-Abed



#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)       Moayad_Alabed#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسخاتولوجيا
- (بوغواش) وتقليل المخاطر المرتبطة بالحروب النوويّة3
- (بوغواش) وتقليل المخاطر المرتبطة بالحروب النوويّة2
- (بوغواش) وتقليل المخاطر المرتبطة بالحروب النوويّة
- الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 11
- الفراغ العقلي في التصورات الجديدة
- الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 10
- الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 9
- لماذا السباق إلى الفضاء في السويد، في الوقت الحالي؟
- الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 8
- الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 7
- الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 6
- مع جائزة نوبل في الفيزياء سنة 2023
- الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 5
- الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 4
- الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 3
- الجّندر والجّندريّون وأصحاب الجّندر 2
- الجندر والجندريون وأصحاب الجندر
- هل هناك قوّة خامسة في الطبيعة؟
- تهتّك المفاهيم 13


المزيد.....




- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن
- السودان.. الدعم السريع تقصف العاصمة وسط تحذيرات أممية
- مفوض أممي: الرعب في السودان لا حدود له
- سلطات رومانيا ترحل مراسل RT إلى تركيا


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مؤيد الحسيني العابد - الإسخاتولوجيا 2