أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود جاسم اسماعيل - نحو حزب قومي عربي جديد














المزيد.....

نحو حزب قومي عربي جديد


مسعود جاسم اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 8328 - 2025 / 4 / 30 - 16:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحو حزب قومي عربي جديد: نقد التجارب القديمة وتجاوز فخ الطائفية

نحو حزب قومي عربي جديد: نقد التجارب القديمة وتجاوز فخ الطائفية
في تاريخنا الحديث، حملت التجارب القومية العربية شعارات كبرى: الوحدة، التحرر، العدالة، الكرامة. جذبت هذه الأفكار الملايين، وألهمت ثورات وعي وصراع ضد الاستعمار والرجعية. غير أن الزخم الذي رافق هذه التجارب، وخاصة مع عبد الناصر في مصر، وحزب البعث في سوريا والعراق، ما لبث أن انكسر تحت وطأة الاستبداد، والقصور السياسي، وتحول القومية من مشروع تحرري إلى أداة تسلّط. ومع ذلك، فإن هذه الإخفاقات لا تعني موت القومية، بل تكشف الحاجة لتجديدها، بعقل أكثر نضجًا وقراءة أعمق للواقع.
التجربة الناصرية: زعيم بحجم أمة… ومأزق الفردية
كان جمال عبد الناصر تجسيدًا لطموحات ملايين العرب في النهوض والوحدة. قدم مشروعًا تنمويًا صناعيًا، دعم قضايا التحرر الوطني، وواجه الامبريالية العالمية. لكن هذا المشروع بقي مرتهنًا بشخص القائد، دون بناء مؤسسات تشاركية أو ديمقراطية فعلية. تم تهميش القوى السياسية الأخرى، واحتُكرت السلطة داخل دوائر مغلقة. أدى هذا القصور البنيوي إلى ضعف الدولة أمام الأزمات، وانتهى بنكسة عسكرية هزت المشروع كله.
البعث: من الوحدة إلى الانقسام والقبضة الأمنية
تجربة حزب البعث جاءت أكثر تنظيماً من الناحية النظرية، لكنها سرعان ما انقسمت بين جناحين متصارعين في سوريا والعراق، وفقدت مشروعها الوحدوي لصالح التمركز حول السلطة. تم تحويل القومية إلى خطاب فارغ يستخدم لتبرير القمع، فيما استُبعدت الشعوب من القرار السياسي، وغُيّبت الحريات، وجرى تفريغ الأحزاب من أي مضمون ديمقراطي.
القصور السياسي: غياب العقلية المؤسسية
القاسم المشترك بين هذه التجارب هو أن أغلب قادتها جاءوا من خلفيات عسكرية أو نضالية، لا سياسية. فكان التعامل مع الدولة بعقلية التنظيم السري أو الثكنة العسكرية. لم تُبْنَ مؤسسات مستقلة وقوية قادرة على الاستمرار، بل كانت السلطة ترتكز على شخص الزعيم، ومجموعة ضيقة من الحلفاء. هذا القصور أدى إلى انهيار المشروع بمجرد سقوط القائد أو اهتزاز سلطته.
فشل الأحزاب الدينية: الطائفية بوابة الهيمنة الأجنبية
في المقابل، ظهرت في العقود الأخيرة موجة الأحزاب الدينية، سواء السنية أو الشيعية، كمشاريع بديلة. لكنها سرعان ما كشفت عن طابعها الطائفي والانقسامي. فالأحزاب السنية باتت في كثير من الأحيان مرتبطة بالمشروع التركي، سياسيًا وفكريًا، وأصبحت أنقرة تتغلغل من خلالها في القرار العربي. أما الأحزاب الشيعية، ففتحت الأبواب لإيران، التي وظّفتها لبسط نفوذها الإقليمي تحت غطاء "المقاومة" أو "المظلومية". هكذا تحولت هذه الأحزاب إلى أدوات في يد قوى غير عربية، تستغل الانتماء المذهبي لتفتيت المجتمعات، لا لبنائها.
القومية العربية: المشروع الوحيد الخالص للعرب
على عكس الأحزاب الطائفية، لا تفتح الفكرة القومية العربية مجالًا للنفوذ الأجنبي، لأنها تنطلق من وحدة اللغة والثقافة والتاريخ والمصلحة. ليست مذهبية، ولا إقليمية، ولا تقوم على وصاية خارجية. لهذا السبب، فإن المشروع القومي العربي – حين يُعاد بناؤه على أسس ديمقراطية – يبقى الأقدر على توحيد الشعوب ومقاومة التبعية.
نحو حزب قومي عربي جديد: شروط النهوض
لم تعد الشعارات تكفي. ما نحتاجه اليوم هو حزب قومي جديد:
- يقوم على الفكر القومي العلمي، لا على التقديس الشخصي.
- يربط بين الحرية القومية والعدالة الاجتماعية، لا يفصل بينهما.
- يعتمد الشفافية والتداول السلمي للسلطة.
- يفتح المجال للمثقفين والمفكرين، لا فقط للعسكريين.
- يُراكم التجربة لا يُكررها، ويقرأ التاريخ كي لا يُعيد أخطاءه.
خاتمة: لا قومية بدون حرية ولا حرية بدون وعي
إن استعادة المشروع القومي لا تكون بالحنين، بل بالنقد والبناء. نحن بحاجة إلى حزب يحمل الفكرة القومية في قلبه، لكن بعقلية العصر، وعينٍ على المستقبل. مشروع وحدوي، مقاوم، تقدمي، مستقل القرار… مشروع لا تملكه تركيا ولا إيران، ولا تحكمه الطائفة أو الفرد، بل تحمله أمة تريد أن تكون سيدة نفسها.



#مسعود_جاسم_اسماعيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -إفريقيا قارة المستقبل- – إثيوبيا
- المبادرة المصرية تطالب وزارة الداخلية بتمكين محمد عادل من حق ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- مقاتلات هندية تنسحب من أجواء كشمير بعد تحرك باكستاني فوري
- -فضيحة تجسس- جديدة... برلين تتهم وبكين تنفي!
- الاتحاد الإفريقي يرفع العقوبات عن الغابون بعد انتهاء المرحلة ...
- شويغو: إقامة دولة فلسطينية هو السبيل الوحيد لإحلال سلام دائم ...
- بيسكوف يعلق على إمكانية الاتصال المباشر بين بوتين وترامب
- دبلوماسي أمريكي يرجح إعلان واشنطن عن اتفاق المعادن مع أوكران ...
- -رويترز-: الأردن نجح في الحفاظ على المساعدات الأمريكية


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود جاسم اسماعيل - نحو حزب قومي عربي جديد