أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - غالب المسعودي - العنف الهيكلي في بنية السرديات التاريخية















المزيد.....

العنف الهيكلي في بنية السرديات التاريخية


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8324 - 2025 / 4 / 26 - 20:48
المحور: قضايا ثقافية
    


الخطاب غير المكتمل لا يؤدي أي فعالية كما ان تطور أي خطاب هو خارج الكيان البشري ، فعاليته تعتمد على العلاقة الديناميكية والقيمة الادائية للسرديات التاريخية على المنظومات الفكرية للفرد والجماعة ،رغم ان الاستجابة غير موحدة لابد من ان يكون الخطاب متضمنا عناصر معينة قابلة للصياغة والتطبيق ،هذه النقطة يمكن أن تكون نقطة انطلاق لدراسة العلاقة بين السرديات التاريخية، العنف الهيكلي، وسلطة التأثير للخطاب السلطوي، حيث تتداخل جميعها بشكل معقد لتعكس التفاعلات بين المعرفة والسلطة، كما تسهم في تشكيل الهوية الثقافية والسياسية، وتؤثر على كيفية رؤية المجتمعات لنفسها وللآخرين ،اما الخطاب كي يؤكد فعاليته يجب ان يكون محتويا عنفا فكريا أو مفاهيميا بشكل بنيوي ليؤكد انتصاره في الصراع الذي يمكن أن ينشأ بين التطبيقات الفلسفية أو الأيديولوجية للخطاب السلطوي في مواجهة الخطاب النقدي مما يعزز من هيمنته على حساب أصوات نقدية اخرى. في الحقيقة الخطاب السلطوي ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أداة للسيطرة والتأثير، حيث يحدد ما يُعتبر صحيحًا أو خاطئًا في علاقته بالسرديات التاريخية ويستخدم لتبرير العنف الهيكلي، حيث يمكن أن تُستغل ايديولوجيات معينة لتأكيد سلطة خطاب منحاز، ان استخدام سرديات تاريخية محددة يمكن أن يؤدي الى تعزيز العنف الهيكلي من خلال إضفاء الشرعية على أفكار وتهميش أخرى، مما يعزز الحاجة إلى إعادة التفكير في السلطة التي يحملها الخطاب. تتفاعل هذه العناصر بشكل ديناميكي، وتثير تساؤلات حول فهمنا للعالم وإعادة تشكيله وكيفية تأثير هذه الديناميات على المجتمع والثقافة بشكل عام.
الخطاب السردي والفلسفة الاخلاقية
الخطاب السردي العنيف يعتمد على كل من السرديات التاريخية والفلسفة الأخلاقية، العلاقة بينهما معقدة ، السرديات التاريخية توفر الخلفية الثقافية والسياسية التي تشكل كيفية فهم المجتمعات للعنف. الأحداث التاريخية تُستخدم لتبرير العنف، مما يؤثر على كيفية تفاعل الأفراد مع القضايا المصيرية ويمكن ان تستخدم السرديات التاريخية لإعادة بناء الفهم الجماعي للعنف، مما يجعل من الممكن تجديد الروايات السائدة التي تؤسس للعنف، الفلسفة الأخلاقية تقدم المعايير التي تُستخدم لتقييم الأفعال، بما في ذلك العنف، الأسئلة حول ما هو "صحيح" أو "خطأ" وتلعب دورًا مهمًا في كيفية تفسير العنف وتبريره، تعزز الفلسفة الأخلاقية النقاش حول أسباب العنف وآثاره، مما يساعد في فهم الأبعاد الأخلاقية وراء الأفعال العنيفة . الروايات التي تُروى قد تؤثر على كيفية فهم الأفراد للأخلاق والعنف والخطاب السردي وتعتمد كليا على تفاعل السرديات التاريخية والفلسفة الأخلاقية. كل منهما يُشكل الآخر، ويؤثر فهم الناس للعنف وتبريره كما في الخطاب الديني في بداية تشكل افكاره ومواقفه تجاه العنف.
العنف وسلطة المعرفة
السلطة تُنتج معرفة معينة، ما يعني أن العنف يمكن أن يكون غير مرئي ويظهر في شكل سيطرة اجتماعية وثقافية من خلال مراقبة الأفراد وتوجيه سلوكهم، يتم تحقيق هذا النوع من العنف الذي يؤثر على الهوية الفردية ويشكل فهمنا للطرق التي يمكن أن يتجلى بها في الحياة اليومية، ليس فقط من خلال الأفعال الجسدية، بل أيضًا عبر الممارسات الاجتماعية والسياسية التي تشكل واقعنا والتي تشير إلى الأفعال الجسدية التي تتضمن إلحاق الأذى بالآخرين، مثل الحروب، الهجمات الإرهابية، أو القمع السياسي والفكري و يمكن أن يتم هذا النوع من العنف ويبرر من خلال أفكار فلسفية ، مثل الفلسفات التي تعزز من القوة أو الصراع كوسيلة للتغيير، كما يجب ان لا نغفل ان تشكيل وعي الأفراد والمجتمعات يتم من خلال الخطابات الفلسفية والدينية، وقد تتضمن التلاعب بالحقائق أو التأويلات المشوهة ويمكن أن تستخدم لتبرير أو تعزيز الأفكار التي تبرر العنف بأشكاله، نتيجة تعزيز الكراهية أو التمييز في كثير من الأحيان، رغم ان هناك تداخل بين العنف الجسدي والعنف الفكري لكن العلاقة تبادلية بينه وبين الأفكار الفلسفية اتجاه العنف ويمكن أن تساهم في خلق مناخ من العنف الجسدي حيث العنف الفكري يمكن أن يؤدي إلى ثقافة تؤيد العنف الجسدي، بينما العنف الجسدي يمكن أن يكون رد فعل على أفكار تعتبرها المجتمعات تهديدًا، العنف الفلسفي يتضمن كلا النوعين، ويعتمد فهمه على السياق التاريخي والاجتماعي.
العنف الهيكلي
ان استخدام نظرية العنف الهيكلي مع نظرية الهوية الاجتماعية لفهم كيف تؤدي الهياكل الاجتماعية إلى تعزيز الهويات الجماعية التي تبرر العنف في أوقات الأزمات، مثل الحروب أو الثورات، تتفاعل هذه النظريات لتطوير استراتيجيات جديدة لتعزيز فعل العنف والتعامل معه، مثل دمج افكار عنيفة مع استراتيجيات المقاومة . هناك شكل اخرى من العنف مستمد من تأثيرات العنف الخطابي في السرديات التاريخية له تأثير متنوع على الوعي الجمعي المعاصر ويؤثر بشكل عميق على الهياكل الاجتماعية والسياسية وهو العنف التكفيري. العنف الخطابي، سواء كان دينيًا أو سياسيًا، يمكن أن يؤدي إلى تعزيز الانقسامات بين الجماعات، مما يخلق بيئة من الكراهية وعدم الثقة ويستخدم لتشكيل هويات جماعية، حيث يمكن أن يؤدي إلى تعزيز المشاعر القومية، الطائفية أو الدينية، العنف الهيكلي يشير إلى الأنظمة والهياكل الاجتماعية التي تساهم في إنتاج عدم المساواة والتمييز، مثل العرق، والجنس، والطبقة الاجتماعية وكيف يؤدي إلى تهميش الجماعات وإضعاف قدرتها على التعبير عن نفسها أو المشاركة في البناء الحضاري كما يبين كيف تتداخل السرديات التاريخية مع العنف الهيكلي لتشكيل تجارب الأفراد والجماعات ،ان استخدام الأدوات الفلسفية لتحليل كيف يتم تشكيل السرديات التاريخية وكيف تؤثر على الهياكل الاجتماعية والدعوة لتطوير سرديات بديلة تعكس تنوع التجارب الإنسانية وتساعد في معالجة العنف الهيكلي، من خلال هذه المقاربة الفلسفية يمكن تقديم إطار فلسفي لفهم كيف يمكن للعنف في السرديات التاريخية أن يتفاعل مع العنف الهيكلي، مما يؤدي إلى إعادة التفكير في كيفية كتابة التاريخ وفهم الهويات الإنسانية.
النظريات النقدية والعنف الهيكلي
تلعب النظريات النقدية دوراً مهماً في فهم العنف الهيكلي في السرديات التاريخية، وتساعد في كشف كيف تعكس السرديات التاريخية أنماط الهيمنة والسلطة، وتسلط الضوء على التحيزات التي تؤدي إلى تهميش بعض الفئات وتقدم الأدوات اللازمة لتفكيك السرديات التاريخية التي تؤسس للعنف، مما يسمح بفهم كيف تُبنى الروايات وتُستبعد تجارب معينة كما تسلط النظريات النقدية الضوء على قضايا العدالة الاجتماعية وكيف يؤثر العنف الهيكلي على الفئات المختلفة، مما يساعد على فهمه بشكل أعمق ،و تدعو إلى إعادة التفكير في الهياكل الاجتماعية والسياسية، مما يمكن أن يعزز من النضال من أجل العدالة الاجتماعية. تساهم النظريات النقدية في الدعوة إلى سرديات تاريخية جديدة تعكس تجارب الفئات المهمشة، مما يساعد على تصحيح السرديات التي تعزز العنف الهيكلي وتساهم في فهم كيف تتشكل الذاكرة الجماعية للهويات الوطنية وكيف تؤثر على التفاعلات الاجتماعية كما تعزز النظريات النقدية من فهم الرموز الثقافية و تأثيرها على تشكيل الهياكل الاجتماعية، مما يسهم في تحليل العنف الهيكلي .ان دراسة كيف تؤثر السرديات الثقافية على التفاعلات الاجتماعية والسياسية من خلال تقديم نظريات نقدية تملك أدوات التمكين، يساعد المجتمعات على مواجهة العنف الهيكلي والتعبير عن تجاربها كما تسلط الضوء على استراتيجيات المقاومة التي يمكن أن تتبناها الفئات المتضررة لتغيير السرديات الهيكلية بشكل عام، النظريات النقدية تعزز من القدرة على معالجة قضايا العدالة والتغيير الاجتماعي.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السرديات التاريخية وأثرها في الوعي المعاصر
- السرديات التاريخية والتأويل الشعائري للعنف
- السرديات التاريخية وجغرافيا الاستبداد
- السرديات التاريخية ووعي الزمن المقدس
- السرديات التاريخية مغالطات* منطقية في التأويل
- المرجعية السردية بين الماضي والحاضر
- الزمكان في السرديات التاريخية المؤسسة
- التجلي الباطني في السرديات التاريخية الوهمية
- السرديات التاريخية الوهمية “بروباغندا- سياسية مقصودة
- سردية البطل المظلوم
- السرد التاريخي الشفهي قبل الكتابة
- السرديات الوهمية واقتصاد القوة
- المغالطات المنطقية والتعميم المتسرع في السرد التاريخي
- السرد البدئي وتاثيره في وعي اللاوعي
- الوعي العميق اغتراب في مجتمعات الحافة
- أساطير الماء والطين
- هل نحن بحاجة الى اساطير جديدة
- حضيرة اللاوعي وفقاعات المعلومات
- القلق الوجودي والهم الميتافيزيقي
- الاحتباس الثقافي ودور السياق


المزيد.....




- المكسيك تستعد للأسوأ: 30 مليون شخص يشاركون في تمرين وطني لمو ...
- أميركا وأوكرانيا توقعان اتفاقية المعادن
- محللون سياسيون: إسرائيل تستغل الدروز لتنفيذ مشروع توسعي بالم ...
- الأمن يستعيد السيطرة على أشرفية صحنايا بعد اشتباكات مسلحة
- سويسرا تحظر حركة حماس بدءا من 15 مايو
- الإعلان عن اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في صحنايا
- غارات إسرائيلية على أشرفية صحنايا وسط نزوح السكان
- أوكرانيا -مستعدة- لتوقيع اتفاقية المعادن مع أميركا الأربعاء ...
- اشتباكات صحنايا.. مفتي سوريا يحذر من -الفتنة-
- سلطات الهجرة الأميركية تطلق سراح طالب فلسطيني


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - غالب المسعودي - العنف الهيكلي في بنية السرديات التاريخية