أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل القاسم - تحالف -صهيو- صفوي- مزعوم و-صهيو-عربي- معلوم















المزيد.....

تحالف -صهيو- صفوي- مزعوم و-صهيو-عربي- معلوم


فيصل القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1803 - 2007 / 1 / 22 - 11:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


برز في الآونة الأخيرة مصطلح إعلامي عربي جديد هو "التحالف الصهيو- صفوي"، ويروجه خصوم إيران في العالم العربي والمحذرون من تغلغلها في عموم المنطقة، بعد أن أحكمت قبضتها على العراق، على الأقل مؤقتاً، وقويت شوكتها في لبنان وفلسطين ومناطق أخرى، وأصبحت تمتلك قوة نووية. وكي لا يعتقد البعض أننا نؤيد الأطماع الفارسية والصفوية في بلادنا، إن وجدت، لنسلــّم مع المحذرين جدلاً بأن هناك خطراً إيرانياً محدقاً بالمنطقة، كما يجادل بعض العرب، وخاصة العراقيين منهم. لكن ألا تعتقدون أن الحديث عن حلف "صفوي-أمريكي" أو "صهيو- مجوسي" يبعث على الضحك والسخرية أكثر من أي شيء آخر، ليس لأنه غير خطير، فهو قد يكون في غاية الخطورة، إن وجد، بل لأن العرب، لا الإيرانيين، هم أكبر المتهافتين على التحالف مع الأمريكيين والصهاينة، إن لم نقل على الارتماء في أحضانهم "عمـّـال على بطـّـال" من أجل فتات لا يسمن ولا يغني من جوع.؟

إن الذين يحذرون من مخاطر التآمر الإيراني-الإسرائيلي أو الإيراني-الأمريكي المشترك على العالم العربي يعطوننا الانطباع كما لو أن الأنظمة العربية الحاكمة لا هم لها إلا مقارعة الأمريكان والصهاينة ليل نهار، وإنها تمضي جل وقتها في مناهضة مخططاتهم ومشاريعهم الاستعمارية، وإن أكثر ما يقلقها ويعكر صفوها هو الهيمنة الأمريكية- الإسرائيلية على المنطقة وضرورة التصدي لها بكل الوسائل. بينما معظم حكوماتنا في الحقيقة تستقتل في التحالف مع الأمريكيين والإسرائيليين حتى على حساب مصالحها، لا بل تتنافس على كسب ودهم ورضاهم.

وإذا كان هناك تحالف صهيو- فارسي من تحت الطاولة فإن التحالف الصهيو-عربي معلن ومفضوح على رؤوس الأشهاد، فالأعلام الإسرائيلية ترفرف في سماء عواصم عربية عدة "على عينك يا تاجر" بكل اعتزاز وافتخار، ناهيك عن المعاهدات والاتفاقيات التجارية والاقتصادية الاستراتيجية بين الدولة العبرية وبعض الدول العربية.

وحدث ولا حرج عن التعامل المخفي بين إسرائيل وبلدان عربية عديدة قد يصل أحياناً إلى درجة التحالف غير المباشر، بالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية معها. وقد رأينا أثناء العدوان الإسرائيلي الأخيرعلى لبنان كيف أن بعض الدول العربية وقفت جهاراً نهاراً مع الهمجية الصهيونية ضد المقاومة الوطنية اللبنانية دون أن يرمش لها جفن، مما جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي يثني على "أولئك القادة العرب الحكماء" الذين باركوا فاشيته بحق الشعب اللبناني.

فلو أن العرب الذين يحذرون من مخاطر التواطؤ الإيراني الإسرائيلي أو الأمريكي كانوا مقاومين يتصدون للهيمنة الصهيونية على المنطقة، لصدّقنا هواجسهم ومخاوفهم مما يسمونه بالحلف "الصهيو-صفوي" المتآمر على العرب والعروبة،أما وأنهم يرون القشة في عين الإيرانيين ولا يرون الخشبة في أعينهم، فوالله إنهم منافقون أفاقون كالطبيب الذي يداوي الناس وهو عليل. كيف لنا أن نقلق من ذلك التحالف الحقيقي أو المزعوم إذا كان الكثير من العربان المتخوفين من الخطر "الشعوبي-الصهيوني" يتكالبون على التنسيق مع إسرائيل والسير على خطاها.

إن الفرس، فيما لو كانوا متحالفين مع الصهاينة على تقاسم النفوذ في الشرق الأوسط، قد يكونون محقين، من منطلق أنهم قوة عظمى إقليمية ناشئة لا تسمح لإسرائيل بالاستفراد بالنفوذ، وبالتالي تريد جزءاً من الكعكة الإقليمية، بينما لايمكن، بأي حال من الأحوال، تبرير التحالف "الصهيو-عربي"، لا سيما وأن إسرائيل تحتل أراضي عربية، وتنكــّل يومياً بالشعبين الفلسطيني واللبناني، وتحرق الشجر والبشر والحجر، وتتآمر على أبعد نقطة في الخارطة العربية ألا وهو السودان، مما يحتم على العرب مقاومتها بالغالي والرخيص بدلاً من عقد تحالفات ومعاهدات معها. بعبارة أخرى فإن التحالف "الصهيو- صفوي"، إن وُجد، يأتي من موقع قوة، بينما لا يمكن وصف التواطؤ الصهيو-عربي إلا بالاستسلام والتخاذل والتبعية.

ليس هناك أدنى شك بأن الصفويين الجدد تحالفوا مع الأمريكيين، بشكل غير مباشر ومباشر أحياناً، في غزوهم للعراق، وذلك من خلال أزلامهم وعملائهم فيما يسمى بـ"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" وغيره من الأحزاب العراقية التي صنعتها وربتها المخابرات الإيرانية كحزب الدعوة وغيره، وأطلقتها لتقتل العراقيين على الهوية من خلال "فيالق الغدر" و"فرق الموت" و"جيش المهدي الصدري الفاشي"، على حد وصف بعض العراقيين.

وصحيح أيضاً أن الغزو الأمريكي لبلاد الرافدين لم يكن له ليتم من دون المباركة الإيرانية، كما اعترف نائب الرئيس الإيراني السابق محمد علي أبطحي، لكن يجب أن نعترف أيضاً بأن إيران لم تسمح لجندي أمريكي واحد بالعبور إلى العراق عبر أراضيها، فيما وضع العديد من الدول العربية بره وبحره وجوه تحت تصرف القوات الأمريكية، وربما الإسرائيلية، كي تعيد العراق إلى العصر الحجري، كما توعد وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد وأوفى بوعيده. ناهيك عن أن مناورات "النجم الساطع" الأمريكية كانت قد جرت في صحراء عربية بمشاركة أكثر من خمسين ألف جندي أمريكي وعربي للتدرب على القتال في الأراضي العراقية والخليجية حتى قبل الغزو العراقي للكويت بوقت طويل، وذلك لأن القوات الأمريكية ليست معتادة على القتال في الصحاري والفيافي. أي أن مخطط التآمر الصهيو-أمريكي- عربي على العراق كان يُطبخ على نار هادئة قبل مغامرات صدام حسين في الكويت. أيهما أخطر في هذه الحالة على الأمة العربية، التحالف "الصفوي–الأمريكي" أم "العربي-الأمريكي"؟

وحتى لو تحالفت إيران مع إسرائيل والأمريكان ضد العراق، فقد يكون ذلك مبرراً إلى حد ما، على اعتبار أن الإيرانيين خاضوا حرباً ضروساً ضد العراق لمدة ثمان سنوات حصدت أرواح مئات الألوف من مواطنيهم وكلفتهم المليارات. أما العرب الذين تحالفوا مع أمريكا وإسرائيل ضد العراق وغيره ليس هناك ما يبرر لهم جريمتهم النكراء، خاصة وأن النظام العراقي السابق خاض مع "الفرس" نيابة عنهم حرباً مدمرة استنزفته مادياً وبشرياً دفاعاً عن البوابة الشرقية للوطن العربي، وذوداً عن العديد من البلدان العربية التي خشيت من وصول الخميني إلى السلطة عام 1979 وإمكانية تصدير ثورته إليهم. ومما يزيد في سخرية المراقبين أن العرب الذين يحذرون الآن من خطورة إيران على المنطقة هم الذين مكــّنوها من رقبة العراق كي تصول وتجول فيه وتستبيحه على هواها، لا بل تبتلعه ليصبح عملياً جزءاً من بلاد فارس، تماماً كما توعد الخميني ذات مرة أمام الرئيس العراقي الحالي جلال الطالباني.

وقد يرى البعض في الدعم الإيراني لحزب الله في لبنان وحركات المقاومة الفلسطينية محاولة فارسية مكشوفة لخداع الشارع العربي، وكسب النفوذ في المنطقة العربية، والتغلغل فيها عبر وكلاء الفرس المحليين، لكن حتى في هذا، فإن العرب الذي يحذرون من الخطر الإيراني يخسرون في لعبة المقارنة. فالحركات التي تدعمها إيران أبلت بلاء حسناً ضد عدو العرب الأول إسرائيل، ومرّغت أنفها بالتراب، فيما لم يقدم خصوم إيران العرب لحركات المقاومة سوى المؤامرات من أجل عيون إسرائيل. فقد وصل الأمر ببعض الناطقين بالعربية إلى تحريض حكام تل أبيب والشد على أيديها لسحق المقاومين عن بكرة أبيهم، بينما كانت الأسلحة الإيرانية التي يستخدمها المقاومون تدمر البوارج الإسرائيلية في عرض البحر، وتضطر أكثر من نصف سكان إسرائيل للنزول إلى الملاجئ ليعيشوا هناك كالفئران المذعورة.

هل يحق للعرب بعد كل ذلك أن يعيـّروا الإيرانيين بتحالفاتهم مع أمريكا وإسرائيل، إذا وجدت؟ لماذا "التحالف الصهيو- صفوي" حرام والتحالف "الصهيو- عربي" حلال زلال؟ إن حكاية العرب المحذرين من التحالف "الصهيو- فارسي" يذكرونني بقصة ذلك اللص الذي كان يحاول سرقة خروف، فلم يعرف كيف يتغلب عليه ويحمله، فمر عابر سبيل بجانبه صدفة، وأرشده إلى كيفية حمل الخروف، فلما مشى الشخص، صاح اللص معيــّراً إياه:"آه يا حرامي الخـُرفان".



#فيصل_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف( صهيو- صفوي) مزعوم و(صهيو-عربي) معلوم
- ما كنت أحسبُ إيران بذاك الطيش
- من التجزئة القُطرية إلى التجزئة الطائفية
- احتضار المعارضات العربية
- أيها المغتربون استمتعوا حيث أنتم
- فضائيات أكثر ومشاهدة أقل
- ما أحوج لبنان والعراق إلى ديكتاتور
- خُرافة الحياد الإعلامي
- -التحالف الإيراني – الأمريكي-
- الإصلاح هو الاسم الكوديّ للتخريب والتفتيت
- غَورَبة الطفل العربي
- لماذا فشل الإعلام الأمريكي الموجه للعرب؟
- لماذا عادت أمريكا للاستثمار في الاستبداد والإرهاب؟
- الوصفة الإسرائيلية لإبادة البشرية
- هل رفيق الحريري أهم من لبنان؟
- كيف تنصرون دينكم إذا لم تنصروا أنفسكم؟
- اللهم نجّنا من نار الديمقراطية
- لا تلوموا بابا الفاتيكان
- الإرهاب الإعلامي
- اطلبوا الكرامة ولو في فنزويلا


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل القاسم - تحالف -صهيو- صفوي- مزعوم و-صهيو-عربي- معلوم