أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - دونالد هتلر - الجزء الثاني















المزيد.....

دونالد هتلر - الجزء الثاني


جيلاني الهمامي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8317 - 2025 / 4 / 19 - 07:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دونالد هتلر
(الجزء الثاني)

كنا في العدد الماضي توقفنا عند أوجه الشبه في الظروف العامة التي ظهر فيها كل من أدولف هتلر ودونالد ترامب رغم المسافة الزمنية الكبيرة التي تفصل بينهما. وبصرف النظر عن "صدف" التاريخ، إذا جاز اعتبارها مجرد صدفة، نحاول في هذا العدد التركيز على الخصائص المشتركة بين الرجلين والتي هي أبعد ما تكون "مجرد صدفة" بقدر ما هي تأكيد للجوهر المشترك بين الرجلين.

إن تشبيه ترامب بهتلر فكرة شائعة جدا في الكتابات السياسية المتداولة الآن ولدى طائفة واسعة من المحللين السياسيين والجامعيين والمؤرخين وعلماء الاقتصاد الذين يستدلون بكثير من المعطيات والقرارات والإجراءات التي اتخذها ترامب منذ يوم 20 جانفي الماضي. ويُعْتَمَدُ في ذلك على بعض تصريحاته التي مجّد فيها زعيم النازية هتلر. وكان مدير ديوانه السابق المتقاعد، جون كيللي John Kelly، كشف لوسائل الاعلام أن ترامب كثيرا ما عبّر عن إعجابه بهتلر واعتبر أنه "أنجز أشياء جيدة" و"بنى الاقتصاد الألماني". وهو ما أكّده أيضا جون بلطون J. Bolton مستشار الأمن القومي في إدارة بوش الابن. ويستند الكثير من المحللين إلى معطيات حديثة في مسيرة ترامب وأعضاء إدارته الحالية منها الزيارة التي أداها نائبه J. D. Vance لرئيسة الحزب النازي الجديد في ألمانيا دون سواها من الساسة الألمان على هامش مؤتمر الأمن العالمي (ميونيخ فيفري 2025)، ومنها أيضا استقباله هو شخصيا في المدة الأخيرة في منتجعه الخاص في مارالاقو Mar-a-Lago في فلوريد للفاشي المجري أوربان الذي قال عنه "إنه أفضل الزعماء وأكثرهم ذكاء" ومنها أيضا رفع كل من إيلون ماسك وستيف بانون Steve Bannon مستشار ترامب السابق شارة التحية الهتلرية المعروفة.

إن أوجه الشبه بين أدولف هتلر ودونالد ترامب كثيرة ومتنوعة وتؤكد كلها أنهما ينهلان من نفس المعين وما بعض أوجه الاختلاف بينهما إلا تفاصيل مرتبطة بفارق الزمن ومسارات تطور كل منهما وبالبيئة المحيطة بكل منهما ويمكن تبويب أوجه الشبه هذه في أربعة محاور أساسية سنأتي عليها تباعا في الفقرات الموالية.

"الديمقراطية الامريكية" في خطر
كيف وصل هتلر إلى سدة الحكم، وكيف تصرّف على المستوى السياسي وماذا كانت خياراته الاقتصادية والاجتماعية؟ وكيف تفاعلت بقية القوى المناهضة له مع خياراته؟ نفس هذه الأسئلة سيتعين علينا طرحها لرسم معالم الصورة كاملة بالنسبة لترامب. والإجابة عن هذه الأسئلة ستوفرّ لنا ما يسمح بمقارنة المثالين والخروج بالاستنتاجات اللازمة والجزم بأن ترامب يمثل حقا نسخة جديدة من النازي هتلر رغم كل الفوارق المرتبطة بالزمن والمكان وخصائص الأوضاع الجديدة التي تحف بنا اليوم؟

في تذكير سريع بتفصيل من تفاصيل التاريخ قبل أن نأتي إلى العناصر الأساسية في المقارنة، يجدر أن نذكّر أولا بأن كل من هتلر وترامب وصل إلى الحكم بـ"الديمقراطية" وعبر صناديق الاقتراع. ويشتركان في أن كل منهما حاول الانقلاب على "الديمقراطية" إما لاغتصاب الحكم بالنسبة لهتلر أو للبقاء في الحكم بالقوة بالنسبة لترامب. لقد قام هتلر بمحاولة انقلابية فاشلة سنة 1923 فحوكم بسببها بخمس سنوات سجن قضى منها سنة واحدة انكب خلالها على تأليف كتابه المعروف بعنوان "كفاحي" Mein campf. ومعلوم أن دونالد ترامب قام هو الآخر بمحاولة انقلابية فاشلة إذ رفض في نوفمبر 2020 الاعتراف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية الامريكية وتوجه بخطاب لأنصاره يوم 6 جانفي 2021 وحرّضهم على اقتحام مقر الكنغرس في قصر الكابيتول بواشنطن (1). وقد جرى تتبعه في عدة قضايا بعلاقة بمحاولته الانقلابية هذه وحكم على العديد من أنصاره بأحكام سجنية مختلفة. وما أن عاد إلى البيت الأبيض حتى أطلق سراحهم بعفو رئاسي خاص.

لم ينتظر هتلر طويلا بعد أن وصل إلى الحكم كي ينطلق في إقامة نظامه الدكتاتوري. ففي شهر فيفري 1933، أي شهرا بعد وصوله للحكم، دبّر عملية حرق مقر البرلمان "الرايخستاغ" واتخذ من ذلك ذريعة لإجبار الرئيس الألماني آنذاك على إعلان حالة الطوارئ ردا على "محاولة الانقلاب الشيوعية" التي اختلقها وروّج لها. وبموجب حالة الطوارئ هذه منع الأحزاب وحرية الصحافة وحضر الأنشطة السياسية والنقابية وغيرها من مظاهر الحياة الديمقراطية في ألمانيا وبعث ميليشيات قوات العاصفة (SA) والغستابو (Geheime Staat Polizei) وأرسى "قانون الخدمة" العامة نظام "نازية القضاء والقضاة" (أفريل 1933) وتم تطهير الإدارة والشرطة والجيش (حمام الدم بتاريخ 30 جويلية 1934) من المعارضين والخصوم السياسيين وكل المشتبه فيهم. وقد تلا ذلك سلسلة الإجراءات القمعية والاجرامية التي اتبعها النظام النازي (وأشهرها ليلة الكريستال kristalnacht) والمذابح التي طالت اليهود الالمان لأسباب عرقية وعنصرية.

على غرار ذلك انطلق دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في اتخاذ سلسلة من الإجراءات المتدرجة للتضييق على الحريات. فقد اتخذ قرار بمنع وكالة Assiciated Press من الدخول إلى البيت الأبيض وحضور الندوات الصحفية وخوّل للملياردير Jeff Bezos صاحب الشركة الاحتكارية العظمى "أمازون" بالتدخل لمنع صدور بعض المقالات والتعاليق التي لا تتماشى مع توجهات الإدارة الامريكية الترامبية.


وبعد شهر من تسلمه الحكم أصدر تعليماته بطرد كل الموظفين الذين "لا حاجة للإدارة بهم" بناء على تقديرات وتقييمات أحادية من قبل أيلون ماسك وزير الـ"Doge" (صاحب الاحتكارات الضخمة تسلا وسبي سايكس وصاحب التحية النازية). وقد أصدر Russell Vought مدير مكتب التصرف والميزانية (Office of Management and Budget, OMB, ) منشورا يقضي بالتقليص من فروع كل المصالح الإدارية عدا الجيش والشرطة والبريد والوكالات التي تعنى بالهجرة وذلك في أجل أقصاه 13 مارس الماضي. كما نص المنشور على فصل كل الموظفين الذين لا زالوا في مدة التربص (200 ألف متربص مهددون بالطرد) وتشجيع المترسمين على الاستقالة مقابل خلاص أجورهم مدة ستة أشهر وقد قبل بذلك حتى آخر الاحصائيات 75 ألف موظف. وقد مرت إدارة ترامب إلى تنفيذ هذا البرنامج رغم الاحتجاجات وشكاوى النقابات التي رفضتها المحاكم في فيفري الماضي. وفي إطار إلغاء الوكالة الامريكية للمساعدات الانسانية USAID تم طرد 1600 من موظفيها وتجميد ما تبقى منهم (10 آلاف) وتم تجميد اعتماداتها.

من جانب آخر ومن أجل فرض سياساته في معالجة ملف الهجرة لا يتورع ترامب وفريقه وخاصة رجل الشرطة المتقاعد القديم طوم هومان Tom Homan الملقب بـ"قيصر الحدود" الذي أعيد تعيينه في منصب مدير "وكالة الحدود والهجرة الامريكية"، عن تهديد كل من يخالف هذه السياسات والقرارات من رؤساء الولايات والبلديات بالعزل. ففي تصريح بات معروفا لـ"قيصر الحدود" قال مؤخرا في تهديده لرئيس بلدية "دنفر" Denver الذي جعل من مدينته ملجأ للمهاجرين "أنا وعمدة دنفر نتفق على شيء واحد: إنه على استعداد للذهاب إلى السجن وأنا مستعد لإرساله إلى هناك».

وفي سياق التضييق على حرية التعبير الذي شرعت فيه الولايات الواقعة تحت حكم الحزب الجمهوري بقيادة ترامب منذ السنة الماضية تم حظر أكثر من 10 آلاف كتاب مدرسي تتناول قضايا ذات صلة بموضوع العنصرية والهجرة ومعاداة السامية والحقوق الجندرية وحقوق الأقليات الاثنية والجنسية. وتتصاعد حملة الحظر بعد عودة ترامب لتطال بعض الكتاب والانتاجات الفكرية والأدبية والفنية الجديدة منها مثلا رواية "عالم جديد شجاع" من تأليف ألدوس هكسلي، و The Bluest Eyeللحائز على جائزة نوبل للأدب توني موريسون.

ويتجه ترامب إلى التعويل أكثر فأكثر على الأجهزة الصلبة للدولة لفرض سياساته ومواجهة معارضيه ويقول في هذا الصدد المؤرخ بيتر هايز Peter Hayes " لقد عزز ترامب سيطرته على سلطات الشرطة (مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل) والجيش. ترامب مغرور وأناني، وطاغية لا ينشغل إلا بإظهار قوته. فعندما ستبدأ الأمور في التدهور وتصبح المعارضة ذات صوت مسموع فإنه سيلجأ هو وأنصاره غريزيا إلى العنف".

وينتشر في صفوف النخبة السياسية والفكرية الامريكية وعلى نطاق واسه اعتقاد بأن تظافر صعود موجات الفكر اليميني المتطرف الذي تسهر على تعزيزه الأوساط البرجوازية الكبيرة مع صعود الاوليغارشيا إلى الحكم هو بصدد دفع ترامب إلى تمتين أركان نظام حكمه الديكتاتوري. فما ينشره منظرو "الإمبراطورية المظلمة" من أمثال كورتيس يارفين، سيد السيليكون فالي Silicon Valley، وبيتر ثيل Peter Thiel المنظر الجديد للنظام من أن "التجربة الديمقراطية في القرنين الماضيين قد فشلت، وأن أمريكا باتت في حاجة إلى "أرستقراطية جديدة" لتحكمها وتحكم العالم، تتكون من رجال أعمال أصحاب المليارات ومهندسي التكنولوجيا" يمثل كله مناخا جديدا يزداد كل يوم "نضجا" وضمنه يقع تبرير ضرورة المرور إلى شكل جديد من الديكتاتورية بقيادة عمالقة التكنولوجيا، هذه الطغمة التي أثبتت تفوقها من خلال نجاحها في الأعمال التجارية والتكنولوجيا الرقمية والتي، نتيجة لذلك، سيكون لها شرعية للحكم دون الحاجة إلى الاقتراع العام".
هذه الطغمة تتجسد اليوم وبشكل مثالي في ثالوث الرئيس ترامب ونائبه فانس وايلون ماسك.

حيال هذا بدأت ترتفع الأصوات على غرار ما قالت الجامعية أن بارغ Anne Berg "إن الديمقراطية الامريكية في خطر". ولكن هل سيكون لهذه النداءات صدى؟






هوامش
1 – مقال أستاذ القانون الفرنسي Arnaud Coutant على الرابط التالي:
A. Coutant - Les excès de Donald Trump devant la justice américaine, la responsabilité du président et de l’individu - Confluence des droits_La revue



#جيلاني_الهمامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دونالد هتلر (الجزء الأول)
- حوار مع جريدة النهج الديمقراطي العمالي بالمغرب الشقيق
- العمال يدفعون فاتورة أزمة الاتحاد في ظل استشراس أعداء العمال
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ...
- حوار مع موقف -أفريكا براس- AFRICA press
- حتى تعود الأمور إلى نصابها (مقدمة كتاب الاتحاد العام التونسي ...
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحول (الجزء الثا ...
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل - الجزء ال ...
- ألمانيا تربط مع تاريخها النازي
- أزمة ... فهدنة وتبقى دار لقمان على حالها
- يا عمال العالم، اتحدوا شاخ البيان ولكنه ما زال راهنا وحيويا
- فشل سياسة -التهميش الاجتماعي- وعودة الحركة الاضرابية
- الخلافات الرئيسية داخل اليسار هي حول قيس سعيد
- إعادة كتابة الجغرافيا
- المتلازمة التونسية Le syndrome tunisien
- حكومة ترامب الجديدة حكومة أغنى أغنياء أمريكا
- في ذكرى تأسيس الاتحاد: مرّة أخرى في الأزمة النقابية وشروط تج ...
- الأزمة الراهنة للرأسمالية العالمية: صعود قوى اليمين المتطرّف ...
- الأزمة الراهنة للرأسمالية العالمية: صعود قوى اليمين المتطرّف ...
- ترامب على خطى أسلافه: جنون العظمة ونزعات الغطرسة والتوسّع وت ...


المزيد.....




- -عملية الوحش الزائف-.. الشرطة البرازيلية تحبط مخططا لاستهداف ...
- إيران ترد على اتهامات نتنياهو بوقوفها خلف هجمات الحوثيين ضد ...
- وزير خارجية باكستان: لا نسعى للتصعيد مع الهند لكننا جاهزون ل ...
- البرتغال تُعلن عن طرد 18,000 مهاجر غير شرعي عشية الانتخابات ...
- الجيش الباكستاني يعلن عن إجراء تجربة صاروخية ثانية (فيديو)
- زعيمها مختبئ في الإمارات.. الأمن الروسي يعتقل مجموعة إجرامية ...
- حريق يلتهم منتجعا سياحيا شمال لبنان (فيديو)
- هل بإمكان ظاهرة جوية التسبب في انقطاع واسع النطاق للكهرباء ف ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي خلال حادث سيارة عملياتي في غ ...
- -بيلد- تكشف عن التشكيل الجديد للحكومة الألمانية


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - دونالد هتلر - الجزء الثاني