أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حرشاش محمود - قراءة في مؤلف شرعية الاختلاف لعلي أومليل














المزيد.....

قراءة في مؤلف شرعية الاختلاف لعلي أومليل


حرشاش محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 02:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قراءة في مؤلف شرعية الاختلاف لعلي اومليل
حرشاش محمود _تخصص فلسفة



تعد مسألة وشرعية الاختلاف ، إحدى المسائل والمفاهيم التي شغلت واقع وتاريخ الحضارات الإنسانية، فنجد تقدم هذه الأخيرة وازدهارها ورقيها محكوم بمدى أحقية ومشروعية الاختلاف بين اهل المعرفة والفكر في وسطها ، لذلك اعتبرها المفكر المغربي علي اومليل إحدى المسائل المحورية والمركزية التي من خلالها يمكن التعبير عن وجود وتقدم الشعوب طارحا هذه الفكرة من الزاوية التاريخية وارتباطها بواقعنا الفكري والنهضوي العربي المعاصر ، متسائلا عن حقيقة ومشروعية الاختلاف في الحضارة الإسلامية قديما ومدى إمكانية الحديث عن وجوده في فكرنا وحياتنا العربية المعاصرة طارحا إشكالات مفادها كيف كانت مواقف مفكرينا من الأخر المختلف و المناقض لهم ؟.
وكيف كانت نظرتهم الفكرية تجاههم ؟.
وكيف كان الجدل قائما مع هذا الأخر ؟.
وهل لهذا الرصيد دور في إعطاء أحقية ومشروعية الاختلاف في واقعنا المعاصر وهل يمكن ترسيخ قواعده وتقاليده في وسطنا الفكري العربي ؟.
ينطلق المفكر المغربي علي اومليل من فكرة مركزية ومحورية في مشروعية الاختلاف ، أن الكتاب الإسلاميين قد اثبتوا أن الاختلاف حقيقة واقعة قد عرفها الاسلام منذ عهده الاول مميزا في ذالك بين نوعين من الاختلاف :
اختلاف داخل المعتقذ الواحد ويكون ذالك الاختلاف في مستوى التأويل في فهم النص الديني وهذا نجده واضحا بين المذاهب الفقهية والفرق الكلامية
والمستوى الثاني من الاختلاف هو ذلك الاختلاف الواقع بين مفكري الاسلام مع الاطراف المناقضة ، وقد اتضح ذلك بقوة في المناظرة التي جرت بين المعتزلة والمانوية ، وقيمة المناظرة تكمن في كونها مناظرة بين نخبتين عالمتين والهدف من اهمية هذه المناظرة هو اثره في تطوير الفكر الديني الاسلامي نفسه وهذا ما نلاحظه مما قدمه المعتزلي القاضي عبد الجبار الهمذاني في كتابه المغني في ابواب العدل والتوحيد ، فنحن نجد أنفسنا أمام متكلم يناقش نقاشا جدليا عاليا غير الاسلاميين وبالاخص المانويين دون ان يستهين بالمستوى الفكري لخصومه والقضيىة لديه ليس قضية دينية ، بل قضية كلامية قائمة على المنطق ألحجاجي.
كما بين المفكر علي اومليل ان الإعجاب القائم في عصر البيروني بالعلوم والمعارف الهندية لم يترك ويجعل البيروني ينتقد هذه العلوم نقدا ظاهريا او يركن الى أحكام مسبقة ، فقد تأملها البيروني ودرسها دراسة العالم العارف ليصل

إلى قوة ومخزون المعرفة الإسلامية التي في رأي البيروني هي أكثر قوة ووضوحا من المعارف الهندية.
هذا ما يبين قوة ومشروعية الاختلاف الذي أقامه المفكرون المسلمون القدامى مع غيرهم وهذا ما اتضح مع العهد الذي قطعه الشهرستاني على نفسه بان يلتزم الموضوعية فيما كان بصدده من بسط عقائد البشر ومذاهبهم وهو قد التزم بذالك الى حد بعيد.
فرغم السعي نحو تحقيق المشروعية والأحقية في فهم النص وتحقيق مفهوم الجماعة الواحدة إلا أن تعدد القراءة يحعل ينتصب على رأس كل قراءة إمام يتعلق حوله اتباع وهكذا تنشا المذاهب و تختلف.
لكن هذا الاختلاف الذي قام داخل الحقل المعرفي الاسلامي بين الفقهاء والمتكلمين وبين اهل الملل والنحل مع المسلمين لم يسلم من وجود رؤى في هذا الاختلاف قائمة على مصادرة الرأي واضطهاده ، باسم الدين محتكر للمعرفة مصادر للحقيقة ،مشرع للاستبداد رافضا المشاركة في العلم او السلطة وهذا واضح في امثال القاضي الاسماعيلي قديما وهو النعمان بن محمد العقائدي الاكبر لدولة الفاطميين .
فقد امر بتعطيل العقل والولاء الاعمى لولي الامر وطاعته المطلقة له ضمن فكرة واصل قائم لديه هو ان دين الله قد اكتمل علمه عند الامام المعصوم.
كما نجد هذا الاضطهاد وهذه المصادرة قد وقعت للمورسكيين الذين اضطهدوا من الحكم الاسباني الكاثوليكي الاستبدادي والذي كانت نظرته مناقضة تماما لما وقع من إصلاح ديني لأوروبا البروتستانتية والقائم على التسامح والحرية مع مختلف العقائد والعرقيات .
وهذا ما جعل المورسكيين يخترعون لانفسهم ادوات للدفاع على راسها لغة أعجمية لغة اسبانية مكتوبة بالعربية وابتكروا لانفسهم مخيالا يقوي عزائمهم ويزيد من صبرهم من خلال ماضيهم المشرق كما ازدادت معرفتهم اكبر بالثقافة المسيحية والاسبانية .
مما يعني ان حضور الاختلاف يقتضي حضور الفهم القوي والإحاطة بمختلف مفاهيم الأخر وواقعه الحضاري والمعرفي وليس القائم على المعرفة السطحية والجاهزة فاصبحت المفاهيم البروتستانتية سلاحا لابد منه في يد المورسكيين .


لقد وصل المفكر علي اومليل الى استنتاج تاريخي مفاده :
ان حقيقة الاختلاف كانت تمثل اوج الحضارة الاسلامية وسر تقدمها وازدهارها وهذا يتضح في وجود اهل الذمة داخل الحقل الحضاري الاسلامي وان تحقيق هذا المبدا هو ضروري واساسي لتحقيق النهضة العربية المنشودة المرتبطة بالديمقراطية كنظام لارادة التعدد وحقوق الانسان كشرط اساسي وشرعية اي نظام فشرعية الاختلاف اساس لتحقيق التعددية وهوفي نظر المفكر ليس عودة الى طائفية اوقبيلة بل هو نظام لمجتمع مدني متعدد العناصر والمصالح تتعاقد حوله مؤسسات بناء على وفاق عام متجدد بالوسائل الديمقراطية فهي نظام مؤسسي لادارة تعددية المجتمع المدني وقبول الحوار ينطلق من التسليم بواقع الاختلاف وبشرعيته .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- البابا لاوُن الـ14 يرتدي -خاتم الصياد- بمراسم تنصيبه.. ما هي ...
- الحوثيون يطلقون صاروخين باتجاه مطار بن غوريون وإسرائيل تعترض ...
- -أنصار الله- تعلن استهداف مطار بن غوريون بصاروخين باليستيين ...
- الجيش الروسي يدمر 22 طائرة مسيرة أوكرانية فوق مقاطعة بيلغورو ...
- مراسلنا: مقتل شقيق للسنوار مع 3 من أبنائه في قصف خيمتهم شمال ...
- مراسلتنا: إصابة جندي لبناني جراء استهداف مسيرة إسرائيلية لسي ...
- مصادر عسكرية: الطيران السوداني يضرب حشود الدعم السريع بالنهو ...
- مصرع مواطنة من كازاخستان بحادث في مطار شرم الشيخ
- استشهاد 5 صحفيين في قصف الاحتلال المتواصل على غزة
- هل فعلا انتصرت باكستان على الهند؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حرشاش محمود - قراءة في مؤلف شرعية الاختلاف لعلي أومليل