العامرية سعدالله
الحوار المتمدن-العدد: 8301 - 2025 / 4 / 3 - 18:47
المحور:
الادب والفن
لَمْ أخْتَر ْأنْ أمُوتَ
كُنْتُ بَذْرَةً فِي فَمِ ثَمْرَةٍ
قَطَعْتُ أشْواطًا حَتّى أصِلُ
مَوْجُ الْمُحِيطُ الشّاهِقُ قَذَفَنِي فِي كَفِّ عَجُوزٍ عَاقِرٍ
أحْرَاشُ جُوعِي ،
الْبَلَلُ الْمُترَاكِمُ حَوْلَ شِفاَهِي الْعَطْشَى
الْعَناقِيدُ الْحُبْلَى بالأمَاني
وزَّعَتْ أنْفَاسَها الْوَلْهَى عَلى ليْلي الشّاحِبِ
تاءُ التاّنيثِ المُتَشَابِكَةِ مَعَ تَاءِ الْمُضارعَة تَحْتَسِيانِ تَيْهي
و أنا أتَدَلّى على فَوهةِ بُركانٍ
- هل وصلتُ؟
- مازالت الطّريقُ طَويلَةً
نَحَتُّ ألفَ حَرفٍ عَلَى جِذْعِي الْمُصَابِ بالْهَشَاشَةِ
أضَأْتُ ألْفَ فَانُوسٍ فِي لَيلِ الْمَدِينَةِ الْقَاحِلِ
حَفَرْتُ ألفَ مَسْلَكٍ جَبَلِيٍّ
كَيْ تُزْهِرَ سَوْسَنَةٌ
أصَابَها الشّتَاءُ فِي الْمَفَاصِلِ
لَمْلَمْتُ سَنَوَاتي الذّاوِيات
قَدَّمْتُها قُرْباَنًا لِذَاكِرَةٍ مُثْقَلَةٍ باِلْحُزْنِ
- هَلْ وَصَلْتُ؟
- مَازاَلَتِ الطّريقُ طَويلَةً ؟
لمْ يَكُنْ مَنْقُوشًا عِلى إيوَانِ كِسْرَى
لمْ تُضّمِنْهُ بِلقِيسُ رَسَائِلَها لسُلَيْمانَ النّبيُّ
لَم ْيَصْدَعْ بِه ِيَعْقُوبُ فِي دَعَواتِهِ ولا نادَي بِهِ يونُسُ في بَطْنِ الْحُوتِ
ولمْ تَحْمِلْهُ غَيْمَةٌ تَائِهَةٌ
عَبَرَتْ سَمَاءَ الْمُحِيطِ
كانَ يَتَسَلّل مَعَ أنْفَاسِي الشّريدَةِ
ومِنْ مسَامِي الْمُنْفَتِحَاتٍ عَلَى بَرْزَخٍ مِنْ فَراغٍ
و كانَ يُمْلِي هَواجِسَهُ الْحَرّى
و يُموسق إيقاعيَ الدّاخِلِيّ عَلَى سُلَّمِ نُوتَتِه ِ
- هَلْ وَصَلْتُ؟
- لا تَثْريِب عَلَيْكِ الآنَ
حُطّي رِحَالَكِ
واُشْرُبِي بَقَايَاكِ
حَانَ القِطافُ
حَانَ الْقِطافُ
#العامرية_سعدالله (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟