طوفان الأقصى527 – ترامب يبدأ حربًا جديدة في الشرق الأوسط

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8284 - 2025 / 3 / 17 - 02:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

ستانيسلاف تاراسوف
مؤرخ وباحث سياسي روسي
خبير في شؤون الشرق الاوسط والقوقاز
وكالة أنباء REX الروسية

16 مارس 2025

قامت الولايات المتحدة بضربات جوية على أهداف عسكرية تابعة لحركة "أنصار الله" في مدينة تعز التي يسيطر عليها الحوثيون، وهي المركز الإداري لمحافظة تحمل الاسم نفسه في جنوب غرب اليمن. وفقًا لقناة "العربية"، استهدفت الضربات الأحياء الشرقية من المدينة. وأفاد المتحدث باسم "وزارة الصحة" التابعة للحوثيين، أنيس الأصبحي، بأن ما لا يقل عن 31 مدنيًا قتلوا وأصيب أكثر من 100 آخرين نتيجة الضربات الأمريكية على العاصمة اليمنية صنعاء ومناطق أخرى في البلاد. من جهة أخرى، أفاد الموقع الإخباري الإسرائيلي "والا" نقلاً عن مسؤول إسرائيلي أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل مسبقًا عن الهجمات في اليمن، وأن الطائرات الإسرائيلية شاركت في الغارات على اليمن. كما أشارت وسائل إعلام عربية نقلاً عن وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن وزير الخارجية ماركو روبيو تحدث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف وأبلغه عن الضربات الأمريكية في اليمن.

ويشير الخبراء إلى أن الضربات الحالية الموجهة ضد الحوثيين تختلف عن السابقة، لأنها استهدفت منشآت عسكرية وربما قادة الجماعة بغرض تصفيتهم. وهناك أيضًا رأي مفاده أن الولايات المتحدة تعد اتفاقية جديدة في الشرق الأوسط. في الوقت نفسه، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن مسؤولين أمريكيين إلى أن دونالد ترامب لم يوافق بعد على تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد الحوثيين في اليمن، خوفًا من جر البلاد إلى صراع جديد في الشرق الأوسط. وفقًا للخطة التي أعدها مستشارو الأمن القومي، قد تستمر الضربات الجوية على ترسانات الحوثيين، التي تقع العديد منها تحت الأرض، لعدة أسابيع.

وجاءت الهجمات الأمريكية بعد أن أعلن الحوثيون أنهم سيعيدون استهداف السفن الإسرائيلية في الممرات البحرية للمنطقة ردًا على حصار المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، وبعد أن صنفت إدارة ترامب الحوثيين كـ"جماعة إرهابية". وفي الوقت نفسه، حذرت واشنطن طهران من أنه إذا هددت إيران الولايات المتحدة، فإن "أمريكا ستحمّلكم المسؤولية الكاملة ولن تكون متسامحة في هذا الشأن". من جانبه، قال أحد المسؤولين إن الضربات الأمريكية ضد الحوثيين "قد تستمر لأيام وربما أسابيع"، وهي "أكبر عملية عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ أن تولى ترامب منصبه في يناير"، ويمكن النظر إلى هذه الحرب في سياق "الضغوط العقابية التي تمارسها واشنطن على طهران لإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي".

من جهته، قال المتحدث باسم الحوثيين إن الغارات الأمريكية على اليمن هي "اعتداء على دولة مستقلة وتشجيع لإسرائيل على حصارها غير العادل لغزة"، وأن "تصريحات ترامب حول تهديد الملاحة الدولية في باب المندب تضلل الرأي العام الدولي". لكن وفقًا لوزارة الدفاع الأمريكية، قام الحوثيون ب174 هجمة على السفن الحربية الأمريكية، بينما هاجموا السفن التجارية 145 مرة منذ عام 2023. في هذا الصدد، هدد ترامب صنعاء بأنه إذا لم تتوقف عن مهاجمة السفن الأمريكية، فسيستخدم ضدها "قوة قاتلة ساحقة" حتى يتم تحقيق الهدف. كما اعترف بأن هجمات اليمنيين "كلفت الاقتصاد الأمريكي والعالمي مليارات الدولارات"، مشيرًا إلى أن "آخر سفينة حربية أمريكية عبرت البحر الأحمر قبل أربعة أشهر تعرضت لأكثر من 12 هجومًا من قبل الحوثيين".

لكن الضربات الجوية وحدها لن تهزم الحوثيين، ويتساءل الكثيرون عما إذا كان ينبغي توقع غزو بري أمريكي لليمن. وأكد لافروف في اتصال هاتفي مع روبيو على ضرورة وقف استخدام القوة ضد الحوثيين في اليمن فورًا، ودعا إلى أن "تدخل جميع الأطراف في حوار سياسي لإيجاد حل يمنع المزيد من إراقة الدماء".
سننتظر لنرى ما سيحدث لاحقًا.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل