أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الصحفي عقيل الفتلاوي - الرقابة على النصوص والأعمال الدرامية العراقية: بين المسؤولية والضوابط الأخلاقية














المزيد.....

الرقابة على النصوص والأعمال الدرامية العراقية: بين المسؤولية والضوابط الأخلاقية


الصحفي عقيل الفتلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8273 - 2025 / 3 / 6 - 03:06
المحور: الادب والفن
    


عقيل الفتلاوي/ النجف الأشرف
شهدت الدراما العراقية، في العقود الأخيرة، تغييرات كبيرة على مستوى المضمون والأسلوب، لا سيما مع انفتاح الفضاء الإعلامي وازدياد عدد القنوات الفضائية. وقد أدى هذا الانفتاح إلى إنتاج أعمال تتسم أحيانًا بالإسفاف والابتذال، متضمنة ألفاظًا نابية ومشاهد لا تتناسب مع القيم الاجتماعية، مما أثار تساؤلات حول دور الجهات المسؤولة عن الرقابة، سواء كانت هيئة الإعلام والاتصالات أم نقابة الفنانين العراقيين.
المسؤول عن الرقابة: الهيئة أم النقابة؟
1. هيئة الإعلام والاتصالات
تُعتبر هيئة الإعلام والاتصالات الجهة الرسمية المسؤولة عن تنظيم وضبط المحتوى الإعلامي في العراق، وفقًا للقوانين واللوائح التي تحكم عمل القنوات الفضائية. ومن الناحية القانونية، تمتلك الهيئة صلاحية فرض ضوابط ومعايير على ما يُعرض عبر الشاشات، ومنح التراخيص للبث أو سحبها في حال انتهاك القيم الأخلاقية أو إثارة الفتن أو نشر خطاب الكراهية.
ومع ذلك، يُلاحظ أن الهيئة نادراً ما تتخذ إجراءات صارمة ضد الأعمال الدرامية التي تحتوي على مشاهد وألفاظ غير لائقة، مما يثير تساؤلات حول مدى التزامها بفرض المعايير الأخلاقية المطلوبة.
2. نقابة الفنانين العراقيين
أما نقابة الفنانين العراقيين، فهي تمثل الفنانين والمبدعين، لكنها ليست جهة رقابية بالمعنى القانوني، بل تقتصر مهمتها على حماية حقوق الفنانين وتحسين بيئة العمل الفني. ومع ذلك، يمكن للنقابة أن تلعب دورًا استشاريًا وأخلاقيًا عبر تقديم توصيات لصناع الدراما، لكنها لا تمتلك سلطة رسمية لمنع أو تعديل أي محتوى يُعرض على القنوات الفضائية.
كيف نضمن عدم تأثر الأجيال الجديدة بالمحتوى المبتذل؟
مع انتشار الأعمال الدرامية التي تتسم بالإسفاف، أصبح من الضروري البحث عن حلول لحماية الأجيال الجديدة من التأثر بالمضامين السلبية. ويمكن تحقيق ذلك عبر:
1. تفعيل دور الرقابة الصارمة: يجب أن تضطلع هيئة الإعلام والاتصالات بمسؤوليتها في مراقبة المحتوى ومنع العروض التي تتعارض مع القيم المجتمعية، مع فرض غرامات أو إيقاف البرامج المخالفة.
2. إطلاق تصنيفات عمرية صارمة: كما هو الحال في الدول الأخرى، يجب تحديد الفئات العمرية المناسبة لكل عمل درامي، بحيث لا يُعرض المحتوى المخصص للبالغين في أوقات المشاهدة العائلية.
3. دعم الإنتاج الدرامي الهادف: يمكن تشجيع إنتاج دراما راقية من خلال تمويل الأعمال الهادفة التي تعكس القيم الثقافية والاجتماعية العراقية الأصيلة.
4. تعزيز وعي المشاهدين: يجب توعية الجمهور، خاصة العائلات، بأهمية اختيار البرامج المناسبة، وتشجيعهم على متابعة المحتوى الجيد والابتعاد عن الأعمال التي تروج للابتذال والإسفاف.
هل هجرتنا الدراما العراقية الراقية؟
شهدت الدراما العراقية في العقود الماضية أعمالًا راقية تركت بصمة خالدة في ذاكرة المشاهد، مثل "الذئب وعيون المدينة" و"النسر وعيون المدينة" و"أيام الإجازة"، التي حملت رسائل اجتماعية وإنسانية عميقة. لكن مع التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، تعرضت الدراما العراقية إلى تراجع ملحوظ، حيث أصبح التركيز على الأعمال التجارية التي تعتمد على الإثارة والإسفاف لجذب الجمهور.
ورغم ذلك، لا تزال هناك محاولات لإنتاج أعمال درامية جيدة، مثل بعض المسلسلات التي تناقش قضايا مجتمعية بعمق، لكن هذه الأعمال تبقى قليلة مقارنةً بالمحتوى الهابط الذي يسيطر على الشاشات اليوم.
الخاتمة
بيما تتحمل هيئة الإعلام والاتصالات المسؤولية القانونية عن الرقابة على المحتوى الإعلامي، يمكن لنقابة الفنانين أن تلعب دورًا في توجيه الإنتاج نحو دراما أكثر احترامًا للقيم المجتمعية. إن ضمان تقديم محتوى درامي راقٍ يتطلب تعاونًا بين الجهات المسؤولة، ودعمًا حكوميًا، ووعيًا مجتمعيًا يحفز المنتجين على العودة إلى الدراما الهادفة التي تعكس واقع المجتمع العراقي بصورة محترمة ومؤثرة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في النظرية الأدبية: جدل الجمال ونحو-لوجيا النص
- السينما مرآة القلق المعاصر.. لماذا تجذبنا أفلام الاضطرابات ا ...
- فنانون ومشاهير يسعون إلى حشد ضغط شعبي لاتخاذ مزيد من الإجراء ...
- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية... -سودان ياغالي- ابداع الشباب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الصحفي عقيل الفتلاوي - الرقابة على النصوص والأعمال الدرامية العراقية: بين المسؤولية والضوابط الأخلاقية