أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - للاإيمان الشباني - الفقيهة نفيسة: العلم والورع والنسب الشريف














المزيد.....

الفقيهة نفيسة: العلم والورع والنسب الشريف


للاإيمان الشباني

الحوار المتمدن-العدد: 8272 - 2025 / 3 / 5 - 08:20
المحور: الادب والفن
    


الفقيهة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، كانت علمًا من أعلام التقوى والعلم والورع في القرن الثاني الهجري. وُلِدت في المدينة المنورة عام 145هـ، ونشأت في بيت النبوة، فتشربت العلم والفقه منذ صغرها، حتى أصبحت مرجعًا دينيًا وعلميًا يفد إليه طلاب العلم من مختلف الأقطار. عُرفت بالسيدة نفيسة، وكانت لها مكانة عظيمة بين العلماء والفقهاء، حتى أن الإمام الشافعي كان يجلّها ويزور مجلسها العلمي.
نشأتها ونسبها الشريف
تعود أصول السيدة نفيسة إلى نسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فهي حفيدة الحسن بن علي رضي الله عنه، وكانت نشأتها في المدينة المنورة بين أهل العلم والفضل. نشأت في بيئة مشبعة بالعلم والتقوى، فتلقت العلوم الشرعية على يد كبار علماء المدينة، وكان والدها الحسن بن زيد من كبار أهل البيت علمًا وصلاحًا.
منذ صغرها، عُرفت بنبوغها في الفقه والتفسير والحديث، وكان لها مجلس علمي في بيتها حيث كانت تُلقي الدروس على النساء، وكان يحضر دروسها كبار العلماء والفقهاء.
رحلتها إلى مصر
في عام 193هـ، انتقلت السيدة نفيسة إلى مصر مع زوجها إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق، وكان انتقالها حدثًا هامًا في تاريخ العلم والدين في مصر، حيث اجتمع حولها العلماء وطلاب العلم، وأصبحت مجالسها عامرة بالفقه والتفسير وعلوم الحديث. أحبها أهل مصر حبًا كبيرًا، وكانوا يلجؤون إليها في الملمات والمصائب، حتى اعتبروها رمزًا للتقوى والبركة.
كانت السيدة نفيسة كثيرة العبادة، وكان لها حال مع الله، حتى أنها حفرت قبرها بيدها، وقرأت فيه القرآن أكثر من مائة مرة. وكانت تصوم أغلب أيامها، وتحيي لياليها بالصلاة والذكر
مكانتها العلمية وعلاقتها بالإمام الشافعي
كان الإمام الشافعي رحمه الله، رغم مكانته العلمية الكبيرة، يُكنّ احترامًا عظيمًا للسيدة نفيسة، وكان يزورها ويأخذ عنها العلم، وكان عندما يمرض يطلب الدعاء منها. وقيل إنه أوصى أن يُصلى عليه في بيتها، وبالفعل صُلِّي عليه هناك
كان لها تأثير كبير في نشر العلم في مصر، وكانت بمثابة مدرسة علمية وروحية للناس. لم يكن علمها نظريًا فقط، بل كان علمًا مشفوعًا بالعمل الصالح والزهد والخشوع.
كراماتها وزهدها
اشتهرت السيدة نفيسة بالزهد، فلم تكن تهتم بمتاع الدنيا، وكانت تُكثر من الصيام، حتى قيل إنها صامت يوم وفاتها، ولما طُلب منها أن تفطر قالت: "عجبت لمن يدركه الموت وهو صائم كيف يفطر؟". كانت كراماتها مشهورة بين الناس، فكان يُروى عنها أنها كانت تُفرّج الكربات بدعائها، وأن الله استجاب لها في مواقف كثيرة.

وفاتها ومرقدها
توفيت السيدة نفيسة في 15 رمضان سنة 208هـ، وحاول زوجها نقل جثمانها إلى المدينة، لكن أهل مصر تمسكوا ببقائها، فدُفنت في القاهرة، حيث يقع ضريحها اليوم في منطقة السيدة نفيسة، وأصبح مزارًا مباركًا يتوافد عليه الناس.
إنها الفقيهة نفيسة نموذجًا للمرأة المسلمة العالمة العابدة، التي جمعت بين العلم والعمل والزهد، وأثّرت في أجيال من العلماء والفقهاء. بقيت سيرتها خالدة، شاهدة على أن العلم والتقوى هما السبيل الحقيقي للخلود في ذاكرة الأمة.



#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء فوق العادة (نسيبة بنة كعب )
- القصيدة طامو
- فاطمة البويه
- المرأة المغربية
- نساء فوق العادة الملكة (ديهيا)
- رمضان وتجلي النور في القلب
- أنواع العلاقات المجتمعية
- الاحاسيس
- الشك وآثاره الوخيمة
- حكمة الله في التعايش الأسري


المزيد.....




- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - للاإيمان الشباني - الفقيهة نفيسة: العلم والورع والنسب الشريف