أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - للاإيمان الشباني - القصيدة طامو














المزيد.....

القصيدة طامو


للاإيمان الشباني

الحوار المتمدن-العدد: 8271 - 2025 / 3 / 4 - 15:17
المحور: الادب والفن
    


القايدة طامو


القايدة طامو، تلك السيدة التي استحقت أن تُخلّد في صفحات التاريخ المغربي، كانت أكثر من مجرد امرأة في زمانها؛ كانت رمزًا للصلابة والقوة، وحكايةً ترويها الأجيال. تنحدر طامو من قبيلة أولاد الصغير عرب تريفة، من فرقة أولاد بن العادل، تلك العائلة التي تبوأت مكانة رفيعة في المجتمع المغربي، فأرضها كانت شاهدًا على عراقةٍ قديمة وسمعة تليق بالزعماء. زوجها، القائد امبارك الهبيل من تغاسروت ببني عتيق، كان رجلاً قويًا في قلب المجتمع، إلا أن في حياة طامو، ما وراء الرجال حكمة لا تُضاهى، وما وراء الأنوثة من شجاعة تلامس السماء.
بعد سنوات طويلة من الانتظار، حين طال انتظارها لإنجاب ذرية، قررت القايدة طامو زيارة ضريح سيدي علي البكاي، الذي ذاع صيته في البركة والقداسة. وبينما كانت تتنقل بين أضرحة الأولياء، شاءت مشيئة الله أن تمنحها ما ترجوه، لتلد الولد الوحيد الذي سمّته "البكاي" تيمناً بالقداسة التي أحيط بها هذا المزار. كان ذلك المولود، الذي سينشأ ليحمل اسمًا يذكره التاريخ، هو غاية ما كانت تأمل فيه.
لكن الحياة لا تقاس بالسنوات فقط، بل بمواقف يصنعها الزمان، وبقرارات تنبثق من صميم الروح. فحين فارق زوجها القائد امبارك الحياة، اختارت القايدة طامو أن تظل مستقلة، كما كانت، لا حاجة بها إلى زواج آخر. كانت ترتدي ثياب الرجال، لا تساير الحياة إلا على وتيرة القوة والعزّة، ممسكة بمسدسها الذي كان رفيقًا لروحها الحازمة. على ظهر الخيل، أو فوق البغال، كانت تترجل عن غيرها في الهيبة، وتسيطر على العالم من حولها كما تسيطر الرياح على البحر.
في محافلها، كانت لا تأكل مع النساء، بل كانت تعتز بابتسامتها الصامتة وتكتفي بحضورها المهيب. قد لا يكون في كلماتها ما يدهش، ولكن في صمتها كان عزفٌ يروي الحكاية. وإذا كان الشريف أو الفقيه في حضورها، تنزل عن ظهر ركوبها، تكريمًا لهؤلاء الأعلام، وتطلب الدعاء لها ولابنها البكاي. كانت تلك اللحظات، التي تجمع بين الهيبة والتواضع، تعكس جوهر شخصيتها المتفردة.
أما عائلتها، فلم تكن فقط مشهورة بكرمها، بل كانت رمزًا للرياسة وحب القيادة. كان الناس يلتفون حولها ويحترمونها، ليس بسبب مكانتها الاجتماعية فحسب، بل لأن عائلتها كانت تلهم الجميع بالولاء والشرف. في بني يزناسن، كان هناك مثل شعبي يقول: "من الرڭادة لبني موسي *** حكم لالة مكانش القاضي"، ليظل اسم القايدة طامو معلقًا بين الحقيقة والأسطورة.
هذه هي القايدة طامو، تلك المرأة التي خلّدت اسمها في سجل التاريخ، ليست فقط من خلال أفعالها، بل من خلال قوة حضورها، وعزيمتها التي لا تلين، وحبها لوطنها وابنها البكاي. هي امرأة، ولكن في معركة الحياة كانت دائمًا قائدًا، في زمن الرجال.



#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاطمة البويه
- المرأة المغربية
- نساء فوق العادة الملكة (ديهيا)
- رمضان وتجلي النور في القلب
- أنواع العلاقات المجتمعية
- الاحاسيس
- الشك وآثاره الوخيمة
- حكمة الله في التعايش الأسري


المزيد.....




- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...
- تنسيق كلية الهندسة 2025 لخريجي الدبلومات الفنية “توقعات”
- المجتمع المدني بغزة يفنّد تصريح الممثل الأوروبي عن المعابر و ...
- دنيا سمير غانم تعود من جديد في فيلم روكي الغلابة بجميع ادوار ...
- تنسيق الجامعات لطلاب الدبلومات الفنية في جميع التخصصات 2025 ...
- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - للاإيمان الشباني - القصيدة طامو