بيان اللجنة المركزية بشأن رسالة أوجلان

الحزب الشيوعي التركي

الحوار المتمدن-العدد: 8267 - 2025 / 2 / 28 - 17:36
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

إلى شعبنا،
 
يراقب الحزب الشيوعي التركي TKP عن كثب التطورات الأخيرة، والتي تسارعت بعد تصريحات زعيم حزب الحركة القومية (MHP) دولت بهجلي، التي اشتدت مع سيطرة جماعة (هيئة تحرير الشام) الجهادية بدعم من مختلف البلدان على دمشق في سوريا، ودخلت مرحلة جديدة مع البيان المكتوب من عبد الله أوجلان. تقوم اللجان المعتمدة لحزبنا بتقييم هذه العملية بجميع أبعادها. اليوم، نود أن نشارك بعض ملاحظاتنا:
 
1. إن وقف الصراعات - المشار إليه باسم "إسكات البنادق" - هو تطور لا يمكن معارضته. أدت هذه الصراعات إلى غربة المواطنين على أساس الأصول العرقية، وجرتهم إلى مواجهة دموية، وقسمت العمال، وأبعدتهم عن الحلول الحقيقية لمشاكل تركيا. ينظر TKP إلى دعوات السلام وأي اتفاقات ناتجة تم التوصل إليها أو سيتم التوصل إليها في هذا الصدد كخطوة إيجابية.
 
2. ومع ذلك، من الأهمية بمكان دراسة أهداف العملية الجارية وأساسها وأساليبها. إن بيانات ومواقف الأطراف المعنية، وكذلك ملاحظاتنا على أرض الواقع، لا تسمح لنا بمشاركة التفاؤل الذي أعربت عنه بعض الدوائر.
 
3. أولا وقبل كل شيء، الادعاء بأن هذه العملية مدفوعة من قبل الأتراك والأكراد غير دقيق. اللاعبون الرئيسيون هم السلطة السياسية أو تحالف الشعب (التحالف الحاكم بقيادة حزب العدالة الحاكم AKP)، وحزب العمال الكردستاني PKK و توابعه، و الذي دعا إلى إنهاء نفسه. لا يمكن أن تمثل العملية التي تشكلها توجهات طبقية وأيديولوجية وسياسية معينة جميع الشعب التركي والأكراد. في هذا السياق، فإن عبارة "الأخوة التركية الكردية"، التي تستخدمها بشكل خاص الدوائر الحكومية، لا تعكس الواقع.
 
4. إن فكرة أن لو ان "الأتراك والأكراد شكلوا تحالفا، فإن تركيا ستصبح أهم قوة في المنطقة" - وهي حجة طرحت قبل عقد من الزمان - يتم الترويج لها مرة أخرى من قبل المشاركين في العملية. ومع ذلك، لن يتم حل مشاكل تركيا عن طريق المناورة في صراعات القوى الإقليمية؛ على العكس من ذلك، فإن مثل هذه التحركات لن تخلق سوى مشاكل جديدة. يحذر حزب TKP من أن أي محاولة للدفع الى امام بطموحات تركيا الإقليمية من خلال منظور عثماني جديد، كما في الماضي، ستأتي بتكلفة كبيرة. إن الاستراتيجيات التوسعية والقائمة على الغزو التي تم الدعوة إليها علنا في وسائل الإعلام لعدة أشهر لن تؤدي إلا إلى كارثة لبلدنا وشعبنا. بدلا من تقديم مطالبات خارج حدودنا، يجب أن نبني دولة مستقلة وذات سيادة ومزدهرة داخل أراضينا - حيث يعيش جميع المواطنين في حرية ومساواة.
 
5. وبالمثل، فإن الجهود المبذولة لإقامة "الديمقراطية والأخوة" في تركيا على أساس الدين خطيرة للغاية. لا يمكن حل أي من القضايا في المجال العام من خلال المراجع الدينية. في الواقع، تنبع العديد من مشاكل تركيا الحالية من تآكل العلمانية وتأثير الطوائف الدينية، التي تتغذى على البلاد تماما كما تفعل الاحتكارات. في حين أن الحزب الشيوعي التركي TKP يدعم بقوة حرية المعتقد والعبادة كحق من حقوق الإنسان غير القابل للتصرف، فإننا نؤكد أيضا أن الدين يجب أن يظل منفصلا عن السياسة وشؤون الدولة.
 
6. لقد أدهشنا أيضا ادعاءات دوائر الحزب الحاكم بأن هذه العملية تمثل خطوة كبيرة إلى الأمام للديمقراطية في تركيا. الواقع اليوم مختلف تماما: يسود الفقر المدقع وعدم المساواة الاجتماعية العميقة، وقد تآكلت العدالة تماما، وأصبح الطغيان وعدم الشرعية هو القاعدة.
 
7. على عكس ما هو ضمني في بيان أوجلان وغالبا ما تؤكده الدوائر الموالية للحكومة، فإن حزب العمال الكردستاني PKK ليس منظمة ماركسية. في الوقت الذي يكون فيه الإنهاء الذاتي لهذه المنظمة القومية على جدول الأعمال، لن نظل غير مبالين بمحاولة الحكومة الماكرة لتحويل المسؤولية عن الماضي إلى الثوار والاشتراكية. لا تتوافق الماركسية في الاساس مع القومية المحشوة بالليبرالية أو مع وجود تحالفات مع الولايات المتحدة أو إسرائيل.
 
8. الحزب الشيوعي التركي مصمم على ضمان أخوة المضطهدين والطبقات الفقيرة والطبقة العاملة من خلال محاربة الإمبريالية والاستغلال والاحتكارات وحكم الطوائف الدينية. نسعى إلى توحيد الغالبية العظمى من الأتراك والأكراد وغيرهم - بغض النظر عن الأصل العرقي - الذين حرموا من ثروة هذا البلد، ليس بالاشارة إلى بطولات الماضي ولكن من خلال حقائق اليوم.
 
الحزب الشيوعي التركي
اللجنة المركزية

#الحزب_الشيوعي_التركي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل