أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - للاإيمان الشباني - الاحاسيس














المزيد.....

الاحاسيس


للاإيمان الشباني

الحوار المتمدن-العدد: 8264 - 2025 / 2 / 25 - 23:57
المحور: الادب والفن
    


الأحاسيس



الأحاسيس هي نبض الروح وصوت القلب الخفي، تتسلل إلى كيان الإنسان دون استئذان، تفرض وجودها بقوة لا يمكن مقاومتها أو إنكارها. إنها ليست شيئًا نصنعه بأيدينا أو نخطط له بعقولنا، بل هي فيض داخلي يخرج من أعماقنا، يعبر عن حقيقة ما نمر به في لحظة من الزمن، سواء كانت فرحًا يغمر القلب، أو حزنًا يثقل الروح، أو خوفًا يتسلل في زوايا النفس، أو حبًا يسكن الوجدان. هذه الأحاسيس تأتي كهمسات خفيفة، أو عواصف هادرة، لكنها دائمًا صادقة في ترجمة ما نحمله في دواخلنا، حتى وإن حاولنا إخفاءها أو التظاهر بغيرها، فهي في النهاية تجد طريقها للظهور، عبر ملامح وجوهنا، أو نبرة أصواتنا، أو حتى في صمتنا الذي قد يكون أبلغ تعبير عن الألم أو الشوق أو الراحة، قد يظن البعض أن القوة تكمن في التحكم بالأحاسيس، لكن الحقيقة أن الإنسان لا يملك زمامها، فهي تتولد من تجاربه، وذكرياته، ومواقفه المختلفة. قد تتذكر لحظة فرح فتغمر السعادة قلبك دون سابق إنذار، أو تمر من مكان يعيدك إلى ماضٍ حزين فتغرق في موجة من الألم، وقد ترى شخصًا يوقظ فيك مشاعر لم تكن تعلم بوجودها. هذه التفاعلات العفوية تجعل الإنسان كائنًا حيًا نابضًا، متصلًا بذاته وبالآخرين من حوله. الأحاسيس تحمل في طياتها رسائل مهمة، فهي تحذرنا أحيانًا من خطر، وتدفعنا في أحيان أخرى نحو حب أو تعلق أو حلم. من خلالها نتعلم الكثير عن أنفسنا وعن الحياة، إذ كيف سنعرف قيمة السعادة دون أن نشعر بالحزن؟ وكيف سنحس بالدفء دون أن نتذوق برودة الوحدة؟
ما يجعل الأحاسيس أكثر عمقًا أنها لا تخضع للمنطق أو القوانين، فقد تحب من لا يجب أن تحب، أو تخاف من شيء لا يستدعي الخوف، أو تشتاق إلى لحظات مضت ولا سبيل لعودتها. هي عالم داخلي يعكس ثراء الإنسان وتعقيده، حيث تمتزج المشاعر وتتداخل، في لحظة قد تضحك والدموع في عينيك، أو تبتسم وأنت تحمل في قلبك غصة، أو تلوذ بالصمت هروبًا من ضجيج الأحاسيس المتدفقة. إن ترجمة الأحاسيس ليست دائمًا بالكلمات، فقد تبوح نظرة بما لا تستطيع آلاف الحروف قوله، وقد يحمل العناق بين الأصدقاء أو الأحبة دفئًا لا يمنحه الكلام. وفي أحيان كثيرة، تكون الصمت هو اللغة الأكثر صدقًا عندما تعجز الحروف عن مواكبة زخم المشاعر،
في خضم الحياة، قد نحاول أن نكبت أحاسيسنا خوفًا من الألم أو الضعف، لكن الأحاسيس المكبوتة لا تموت، بل تتراكم حتى تجد لها مخرجًا في لحظة ضعف أو في انفعال غير مبرر. لذلك، من الحكمة أن نصغي لقلوبنا، أن نفهم رسائل أحاسيسنا بدل أن نهرب منها. الأحاسيس هي التي تمنح للحياة معناها، وتجعل لكل لحظة قيمتها، فهي التي تلوّن أيامنا بمختلف الألوان...
الفرح، الحزن، الحب، الغضب، كلها ضرورية لتكتمل لوحة الحياة، ولا معنى للسعادة الدائمة دون فترات من الألم تذكّرنا بقيمة اللحظات الجميلة، فهي الأحاسيس دليل إنسانيتنا، ونحن كبشر خُلقنا لنشعر، لنتفاعل، لنتألم ونفرح، لنحب ونتعلق، لنعيش التجربة بكامل تفاصيلها، بأحزانها وأفراحها. إن الإنصات لأحاسيسنا وفهمها هو جزء من فهمنا لأنفسنا، وهو ما يجعلنا أكثر تعاطفًا مع الآخرين وأكثر وعيًا بإنسانيتنا المشتركة، فالأحاسيس هي لغة القلوب التي لا تحتاج إلى ترجمة، فقط تحتاج إلى قلب يصغي وروح تحتضن ذلك الشعور العابر أو المقيم.
استشارية



#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشك وآثاره الوخيمة
- حكمة الله في التعايش الأسري


المزيد.....




- فيلم -Eddington- المثير للجدل سياسيًا بأمريكا يُشعل مهرجان ك ...
- وزيرة الثقافة الروسية لم تتمكن من حضور حفل تنصيب البابا
- مخرج فلسطيني: الفن كشف جرائم إسرائيل فبات الفنانون أهدافا لج ...
- لوحة سعرها 13.2 مليون دولار تحطم الرقم القياسي لأغلى عمل لفن ...
- كفى!
- وداعًا أيها السلاح: لو عاد همنغواي حياً ماذا كان سيكتب؟
- -بوذا يقفز فوق الجدار-.. لهذا السبب ترجمة أسماء الأطعمة الصي ...
- مصر.. قرار قضائي بحق فنانة شهيرة في أزمة سب وقذف طليقها
- من هارلم إلى غزة.. مالكوم إكس حي في كلمات إبرام كيندي
- -دعوة من فضلكم-... محبون للسينما يطلبون الحصول على تذاكر مجا ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - للاإيمان الشباني - الاحاسيس