أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - للاإيمان الشباني - الشك وآثاره الوخيمة














المزيد.....

الشك وآثاره الوخيمة


للاإيمان الشباني

الحوار المتمدن-العدد: 8264 - 2025 / 2 / 25 - 22:25
المحور: الادب والفن
    


الشك وأثاره الوخيمة
الشك في العلاقة الزوجية يُعد من أكثر المشكلات التي تهدد استقرار الأسرة وتماسكها، فهو بمثابة سم بطيء يسري في أوصال الحياة الزوجية، يعكر صفوها ويزرع القلق والريبة في النفوس. إن العلاقة بين الزوجين تقوم في جوهرها على الثقة والاحترام المتبادل، فإذا تسلل الشك إلى هذه العلاقة اختلت الموازين وبدأت الهوة بين الطرفين تتسع شيئًا فشيئًا. الشك لا يأتي من فراغ، فله أسبابه التي تختلف من حالة إلى أخرى، فقد ينشأ بسبب مواقف غامضة أو تصرفات غير مبررة من أحد الزوجين، أو ربما يعود إلى تجارب سابقة أو مشكلات نفسية يعاني منها الطرف الشاك. وفي بعض الأحيان، يكون التأثير الخارجي ككلام الأصدقاء أو تدخل الأهل محفزًا لتنامي هذا الشعور السلبي. ومهما كانت الأسباب، فإن التعامل مع الشك يحتاج إلى حكمة وتروٍّ قبل اتخاذ أي قرارات قد تكون عواقبها وخيمة.

تأثير الشك لا يقف عند حدود العلاقة بين الزوجين فحسب، بل يمتد ليضرب كيان الأسرة بأكملها، خاصة عندما يكون هناك أبناء. الأطفال أكثر تأثرًا بالأجواء المشحونة داخل البيت، فحين يشعرون بتوتر العلاقة بين الوالدين، يتولد لديهم شعور بعدم الأمان، وقد ينعكس ذلك على تحصيلهم الدراسي وسلوكهم الاجتماعي وحتى صحتهم النفسية. وفي كثير من الحالات، قد يحمل الأبناء عبء الخلافات على عاتقهم، معتقدين أنهم السبب فيها، مما يؤدي إلى تدمير ثقتهم بأنفسهم وشعورهم بالذنب. كما أن استمرار الأجواء المشحونة والمليئة بالشك قد يدفع بالأبناء إلى البحث عن الحنان والأمان خارج المنزل، وهو ما يعرضهم لمخاطر كثيرة.

من ناحية أخرى، فإن استمرار الشك دون مواجهة حقيقية قد يؤدي إلى تفكك الأسرة، فالزوج أو الزوجة اللذان يعيشان في دائرة مفرغة من الاتهامات والريبة سرعان ما يفقدان القدرة على الحوار البنّاء، ويصبح كل منهما في موقع الدفاع عن النفس بدل البحث عن حلول للمشكلة. وفي بعض الحالات، قد يلجأ أحد الطرفين إلى التجسس أو المراقبة المفرطة، وهو ما يزيد الطين بلة، فيتحول المنزل إلى سجن تغيب فيه الطمأنينة والراحة. كل هذه العوامل تؤدي إلى تعميق الجراح بين الزوجين وتجعل من الصعب استعادة الثقة المفقودة.

لكن رغم كل هذه التحديات، فإن علاج الشك ممكن إذا توافرت النية الصادقة من الطرفين للعمل على تجاوز الأزمة. الحوار الصريح والمباشر يعد الخطوة الأولى نحو بناء جسور الثقة من جديد، على أن يكون هذا الحوار خاليًا من الاتهامات الجارحة والتركيز على الاستماع أكثر من الكلام. كما أن التفاهم حول الأسباب الحقيقية للشك ومحاولة معالجتها بطرق عملية يساعد في تهدئة النفوس وإزالة الغموض. ولا مانع من اللجوء إلى مستشار أسري أو متخصص في العلاقات الزوجية عند تعذر الوصول إلى حلول ذاتية، فالتدخل الخارجي المحايد قد يساعد في كشف الزوايا المخفية للمشكلة وتقديم نصائح بناءة.

في النهاية، على الزوجين أن يدركا أن بناء علاقة متينة يتطلب جهداً متواصلاً، وأن الشك إذا ما تُرك ينمو دون علاج قد يتحول إلى نار تحرق كل جميل بينهما. الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، واستقرارها هو مفتاح لنجاح الأفراد فيها. ولأجل الأبناء ومستقبلهم، لا بد من تغليب صوت العقل على وساوس الشك، وزرع بذور الثقة والمحبة في كل تفاصيل الحياة الزوجية. فالطمأنينة التي يشعر بها الأبناء في بيت يسوده الوئام لا تُقدَّر بثمن، وهي الضمان الحقيقي لبناء جيل سوي قادر على مواجهة تحديات الحياة بقلب مطمئن وروح مفعمة بالحب.



#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكمة الله في التعايش الأسري


المزيد.....




- نزلت حالًا مترجمة على جميع القنوات “مسلسل المؤسس عثمان الحلق ...
- دميترييف: عصر الروايات الكاذبة انتهى
- عن قلوب الشعوب وأرواحها.. حديث في الثقافة واللغة وارتباطهما ...
- للجمهور المتعطش للخوف.. أفضل أفلام الرعب في النصف الأول من 2 ...
- ملتقى إعلامى بالجامعة العربية يبحث دور الاعلام في ترسيخ ثقاف ...
- تردد قناة زي ألوان على الأقمار الصناعية 2025 وكيفية ضبط لمتا ...
- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...
- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...
- -السياسة والحكم في النُّظم التسلطية- لسفوليك.. مقاربة لفهم آ ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - للاإيمان الشباني - الشك وآثاره الوخيمة