أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند شهيد شمخي - الأنانية وعدم الإدراك .. في مقال سلطان الرفاعي - هواجس مواطن سوري من ضيف عراقي















المزيد.....

الأنانية وعدم الإدراك .. في مقال سلطان الرفاعي - هواجس مواطن سوري من ضيف عراقي


مهند شهيد شمخي

الحوار المتمدن-العدد: 1794 - 2007 / 1 / 13 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فوجئت كثيرا" وأنا اقرأ مقال الأستاذ سلطان الرفاعي ( هواجس مواطن سوري من ضيف عراقي ) المنشور في الحوار المتمدن العدد / 1786 ، لما حمله من تضليل كبير للحقائق التي تتعلق بالجالية العراقية في سوريا ، حيث فضح المقال مشاعر كاتبه ، ولا علاقة له بمشاعر المواطنين السوريين ، رغم انه حرص على أن يخفف وطأة كلامه بين الحين والأخر ، مستعينا" بكلمات مثل ( الكرم والضيافة ) ...الخ ،.
لقد ابتدأ الرفاعي مقاله بسرد قصة عن عجوز فشل في الحصول على المازوت ( وقود التدفئة المستخدم في سوريا ) ، ولن يجد أي قارئ لهذا المقال صعوبة في معرفة إن الكاتب كان يوحي وكأن العراقيين هم السبب وراء الأزمة التي يشير إليها ، ولهذا أقول أولا" يا سيدي إن العراقيين اليوم في سوريا هم ما بين 4 ـ 8 % فأين هي المزاحمة من هذه النسبة ، ثانيا وهذا الأهم ، لم نرى أو نسمع عن هذه ( الأزمة ) التي تتحدث عنها أصلا" ، فكل محطات التعبئة تعمل ليلا" ونهارا" ولا وجود لطابور سيارات ينتظر فمن أين لك هذه الحكاية ؟! ، ثم يناقض الكاتب نفسه عندما يعترف ( حسب ادعائه ) عندما أشار إلى انه لا يحمل العراقيين هذه الأزمة ولكنهم كانوا سببا" لتفاقمها ، ولكن الغريب انه قصدهم بجملة استفهامية لم تكشف عمما يجول في خاطره ، عندما وصفهم ( بالزوار المستوطنون ) ليظهر بعدها ( أنانيته ) بعدما كان يتحدث عن العوائل العراقية والسورية لينهي مقطعه بجملة ( فمن غير المقبول ولا المعقول ولا الأخلاقي ولا الإنساني، أن تعيش آلاف العائلات السورية من غير تدفئة، في أشد أيام السنة برداً ) !! ، وكأنه يقول لتذهب العوائل العراقية إلى الجحيم !!! . فلا ادري إن كان الأستاذ الرفاعي يعتقد بان العراقيين ( زوار ) وبالاحرى (سياح ) لأنهم يعيشون عيشا" رغيدا" في وطنهم مما جعلهم يتطلعون للسياحة ، أو إنهم _( مستوطنون ) على غرار اليهود الذين استوطنوا في الأراضي العربية .
لقد قدم الكاتب وصفا" غريبا" لحقوق الضيافة ، عندما وضع كلمة ( لكن ) عند وصفه لضيافة العراقيين ، فمن وجهة نظره إن ضيافة الفلسطينيين هي أمر واقع بسبب سلب أراضيهم ، وان ضيافة اللبنانيين واجب لأنهم النصف الأخر للشعب السوري ( كما يقول ) ، لكن على العراقيين احترام حقوق المضيف !! ، وهنا أراد الكاتب أن يمهد لكلام من الوزن الثقيل ، ليكشف عن الكثير من الأمور الملفقة والتي لا تستند إلى حقيقة ، ولا اعرف ما هو مدى تمثيله للشعب السوري أو القيادة السورية عندما قال ما معناه ( إننا رحبنا بالعراقيين على أساس إنهم مستأجرين ) ، ولا اعرف ما يمتلكه من معلومات عن السلوك الاجتماعي أو الطابع العشائري العراقي ليطعنهم فيه ، ثم يعلن نفسه ناطقا" رسميا" باسم الشعب السوري المضياف ليدعي انه يشعر بـ ( ثقل الضيافة ) ، كذلك ادعى إن العراقيين يريدون سلب السوريين موارد رزقهم ومكان عيشهم .
وليس بوسعي إلا أن أقول اتق الله يا رجل ، فوالله ما تعلمت من فرنسا شيئا" ، بل انك أسير نزعة من حب الذات ، لا تشعر بالآخرين ، وانك غير مدرك لا لطبيعة عيش السوريين ، ولا لطبيعة عيش العراقيين في سوريا ، وكان الأولى بك أن تدعوا الآخرين ليضيفوا هذا الشعب المغلوب على أمره ، لا أن تطعن به وأنت في كل ذلك البعد عن آلامه وماسيه ، يا سيدي إن أكثر من ثمانين في المائة من الجالية العراقية في سوريا هم من الطبقة المتمكنة ماديا" لكي تستطيع مجاراة سبل العيش القاسية التي تفرضها الغربة ، وبالتالي فهي بالتأكيد لا تنتمي إلى طبيعة الصراع الموجود حاليا" في العراق ، وما هجرتهم بهذه الأعداد الكبيرة إلا رسالة إدانة واستنكار لذلك الوضع ، ومن الواضح تماما" انك لا تعرف شيئا" عن طبيعة القوانين والأنظمة في سوريا ، هل تعرف يا سيدي إن على العراقيين أن يدفعوا ضريبة اغتراب ما بين ( 40 ـ 50 ) % من قيمة عقد الإيجارات السكنية أو التجارية !! ، فما عليك إلا أن تتوقف لبرهة وفي عملية حسابية صغيرة ، لتكتشف مدى الارتفاع الحاصل الذي يسببه العراقيون في مستوى الدخل السوري والميزانية السورية ، ناهيك عن زيادة مستوى المبيعات في المحال والشركات والمصانع لتلبية متطلبات إضافية ، لذلك إن الغلاء في الأسعار هو نتيجة طبيعية لارتفاع مستوى الدخل ، والعراقي يدفع ثمنه أكثر من السوري ، لان معظم العوائل العراقية تقتات من مدخراتها ، أو من حوالاتها المصرفية التي تصلها من العراق أو غيره ، ومعظمهم من دون عمل ، ومن يعمل منهم فانه يعمل في مشاريع مؤسسة من قبل الأفراد العراقيين وبالتالي تعكس خدماتها للمواطنين السورين .
لم يكفي ذلك الرفاعي ، فيدعي إن العوائل العراقية عمدت إلى ( فرض طريقة وأسلوب حياتها ومعيشتها على بعض الأحياء في ضواحي دمشق ، أسماء المحلات ، نوعية الطعام ، اليد العاملة العراقية التي أخذت مكان اليد العاملة السورية ، فرض هذه العادات والتقاليد على هذه الأحياء الشعبية ) ، وهنا يكفيني أن أ سأل الأستاذ الكاتب هل قام العراقيون باحتلال هذه الأحياء تحت تهديد السلاح ، أم إنهم استأجروا من قبل المالكين السوريين ، وأي العادات هي التي تطفوا إلى السطح ؟ أليست عادات الأغلبية الذين يتواجدون في ذلك المكان ؟! هل تريد أن تسلب عادات العراقيين بعدما سلبها منهم المسلحون في العراق ؟! وتنفسوا الصعداء حين وطأت إقدامهم ارض سوريا الآمنة المطمئنة ، وأنت الآن في فرنسا ألا توجد لديكم أحياء عربية تتمتع بتقاليدنا الموروثة ؟!، والله لم نمتعض يوما" في العراق من وجود مناطق وحارات وشوارع كان يقطنها العرب والأجانب ، أبان ما كانت بغداد مرتعا" للعرب وغيرهم ، وصل عدد المصريين في تلك الفترة إلى ستة ملايين مصري ، أي ما نسبته 30 % من عدد الشعب العراقي آنذاك ، وكانت تلك الحارات والشوارع وكانت تظهر عاداتهم وتقاليدهم ، وكنا نرتاد مطاعمهم ونتذوق أكلاتهم ، ونتعامل معها على إنها مناطق سياحية ، تزين بغداد ، وتعكس أخلاق أهلها .
أما البدعة التي اختلقها الكاتب في مقاله ، والتي تصور العراقيين وكأنهم شعب همجي ، يحسد العائلة السورية لان نسائها هن اللواتي يشترن حاجاتهن بأنفسهن ، الأمر الذي يعرضهن لمضايقات الذكور العراقيين !!! ، فهنا مرة أخرى يظهر الكاتب عدم إدراكه لطبيعة العراقيين ، الذي نسى أو تناسى إن أول سيدة تمثل بلدها في الأمم المتحدة ( أبان عصبة الأمم ) كانت عراقية ، وأول وزيرة عربية كانت عراقية ، وأول قاضية عربية كانت عراقية ، والنساء العراقيات هن أول من جمعن بين العمل والدراسة ، وما عليك يا سيدي سوى إن تسأل أي صاحب بوتيك أو محل دمشقي إلا أن يجيبك ن النسوة العراقيات هن الأكثر بين زبائنه .
لا اعرف ما الذي دعا الرفاعي لذكر حوادث الجريمة ، ويستشهد بجريمتي اختطاف طفل وقتل باغية عراقية لشخص سعودي ، ويبدي مخاوفه على مجتمعه الذي لا يعرف مثل هذه الحالات ، وانأ أقول له إن الجريمة بكل أنواعها مرفوضة ، ولكن لا تترفع عن ما تعلم ، فلا توجد مدينة في العالم لا تشهد هكذا أنواع من الجرائم ويكفيك لو كنت اطلعت على صحيفة تشرين الصادرة في تشرين الأول وتتصدرها صورة أم تناشد وزير الداخلية السوري عن ابنتها التي خطفتها عصابة سورية من أمام منزلها ، فلماذا تحرض إذا" بمثل هذا الكلام ؟!! .
ياسيدي لا نطلب منك سوى أن تدعوا لنا بان يعم بلادنا السلام ، فحينها فقط سترتاح من تواجدنا على ارض سوريا ، وغيرها من البلدان ، فوالله ساعة واحدة على شاطئ دجلة أو الفرات ، قادرة على ان تمسح ما فعلت بنا قسوة الغربة وأهلها .



#مهند_شهيد_شمخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق .. بين مطرقة النضال والعمالة .. وسندان المقاومة والإر ...
- الحركة الشبابية العراقية الليبرالية .... سلاح التغيير الفعال ...
- انتكاسة الديمقراطية في العراق .. ويبقى الأمل الجزء الثاني
- انتكاسة الديمقراطية في العراق .... ويبقى الأمل


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند شهيد شمخي - الأنانية وعدم الإدراك .. في مقال سلطان الرفاعي - هواجس مواطن سوري من ضيف عراقي