أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - رنده محمد سليمان الرواشدة - منهج الوسطية والاعتدال في أردن المجد














المزيد.....

منهج الوسطية والاعتدال في أردن المجد


رنده محمد سليمان الرواشدة

الحوار المتمدن-العدد: 8253 - 2025 / 2 / 14 - 14:44
المحور: قضايا ثقافية
    


الاعتدال هو الاستقامة، والاستواء، والتزكية، والتوسط بين حالين، بين مجاوزة الحدّ الطلوب والقصور عنه، كما يعرف على أنّه الاقتصاد والتوسط في الأمور، وهو أفضل طريقة يتبعها المؤمن من أجل تأدية واجباته نحو ربّه، ونحو نفسه.
والاعتدال في التعامل مع الناس يعني ألا يتفاءل الإنسان بهم كثيراً، ولا يتشاءم منهم كثيراً، وبمعنى آخر ألا يعوّل عليهم بشكل مبالغ فيه، ولا ينفض يديه منهم أيضاً كالمصاب باليأس، بل هو ينظر لهذا الأمر باعتدال، ويقيسه على نفسه، فهو واحد من الناس، والعاقل خصيم نفسه كما يقال، يقيس المعدل العام للناس على نفسه، وهو يعلم - برضا - أن هناك من هو أفضل منه، ومن هو أسوأ منه.. والمعتدل في تعامله مع الناس لا يتوقع منهم الكثير، ولكنه لا يريد منهم هذا الكثير أيضاً، فهو واقعي، عقلاني، ولا يعني هذا أبداً أنه مجرد من العاطفة، بل له عاطفة جميلة، ولكنها هي الأخرى متوازنة قد أحاطها العقل بسياج من الهدوء والاعتدال.
والوسطية هي منهاج العدل والخيار، وهو أحسن منهاج للأمور وأفضلها وأنفعها للناس وأجملها، كما تعرّف على أنّها الاعتدال في كلّ أمور الحياة ومنهاجها وتصوراتها ومواقفها، فالوسطية ليست مجرد موقف بين الانحلال والتشديد، بل تعتبر موقفاً أخلاقياً وسلوكياً ومنهجاً فكرياً.
ومن مظاهر الوسطية والاعتدال صفة محبّة الخير للناس كافّة، حيث تعدّ هذه الصفة من أهمّ الصفات التي يجب أن يتحلّى بها الفرد، وهي أصل كلّ الأحكام والتشريعات، ومن تمام الإيمان أن يحبّ المرء لأخيه ما يحبّه لنفسه، وأن يحبّ الخير والمنفعة للناس كافّة، ويأمر بالمعروف لهم وينهاهم عن فعل المنكر والكبائر.
ولعل منطق الحياة وفلسفتها وطبيعتها، فرض أن يتعامل الأخيار بالوسطية والاعتدال وبالتوازن القائم بينهما، ليس في مجال محدد من مجالات الحياة، وإنما بكل تلك المجالات وسنامها المجال الإنساني، فالتطرف ينقض الاعتدال والانغلاق الفكري يهيء سبل الاعتداء على الآخرين وبالتالي مجافاة للحرية والانفتاح.
وفي أردن العزة كانت الوسطية منهج يحيث أنها سارت إلى جانب الاعتدال في التعاطي مع الجميع، فالحرية الفكرية وسياسة الحكم الرشيد هي من ثوابت المنهج الوسطي المعتدل الذي سار فيه أردن المجد منذ تأسيسه على يد الملك المؤسس رحمه الله ومشى في أثره بقية الأشراف في حكم البلاد والعباد.
إن حجم الأردن ومساحته المتواضعه جغرافياً لم تمنع تميزه الحضاري في الخارطة السياسية العالمية في ظل وجوده في هلال الأزمات وسط بؤرة الصراعات والتحالفات العربية والإقليمية والدولية، لذا بانت أهمية الأردن وصحة منهجه المعتدل في تعامله مع كل الأزمات التي شهدتها المنطقة ووسطية سياساته العقلامية والحكيمة وخاصة أمام المد الإسرائيلي في المنطقة العربية، فما كان للأردن إلا التمسك بالثوابت الوطنية والتوجهات القومية والتسامح الديني والتعاطي الإنساني مع موجات النزوح البشرية التي أوجدتها صراعات الاضداد واختلافات الأنداد، وهذا هو السبيل الأنجع للبقاء والاستمرار في حالة الاستقرار رغم التحديات الجسام التي غالباً ما تستهدف المنجزات الوطنية والاستقرار الأمني والاقتصادي.



#رنده_محمد_سليمان_الرواشدة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- البيت الأبيض يعلق على لقاء سفير أمريكا لدى إسرائيل بالجاسوس ...
- الشرع يبحث مع نائب رئيس الحكومة اللبنانية سبل تطوير العلاقات ...
- حريق ضخم يتسبب في إخلاء مكان انعقاد مؤتمر المناخ كوب30 في ال ...
- ترامب : هل يفلح في إحلال السلام في السودان ؟
- الإباحية والنساء: 38? من المشاهدات.. لماذا الصمت والشعور بال ...
- رئيس الأركان الفرنسي يثير الجدل بتصريح: -أن يقبل الفرنسيون ف ...
- بعد قرار الوكالة الذرية.. هذه أبرز السيناريوهات التي تنتظر ا ...
- أي رسائل إسرائيلية من وراء استئناف الغارات على غزة؟
- -شبكات- تتناول فوز حكيمي بجائزة الأفضل في أفريقيا والقهوة ال ...
- الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على شقيق قائد الدعم السريع بالس ...


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - رنده محمد سليمان الرواشدة - منهج الوسطية والاعتدال في أردن المجد