وإن زنى وإن سرق !

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

الحوار المتمدن-العدد: 8250 - 2025 / 2 / 11 - 18:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يقولون بأن الأديان جاءت لرفع القيم الأخلاقية والإنسانية إلى أعلى الدرجات …تعالوا نتصفح قليلاً في تراث كان ونقيضها ونبحث ونتساءل أين أصبحت تلك القيم الأخلاقية والإنسانية التي يتحدث عنها الدين !!عن أبي ذر رضي الله عنه,.قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فقال: ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة،قلت وإن زنى وإن سرق ! قال وإن زنى وإن سرق, قلت وإن زنى وإن سرق! قال وإن زنى وإن سرق، قلت وإن زنى وإن سرق! قال وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر
…….. يعني لو كان هناك مثلاً كافر عمره سبعين سنة ،هذا الكافر بالإضافة إلى كونه كافر بآيات الله العزيز الحكيم ،فهو أيضا مغتصب ،سارق ومجرم وهو كما ترون منحط أخلاقيا ،معروف لدى أقسام الشرطة بأنه رجل ذو سوابق، خطير على المجتمع …لو، هذا الرجل قبل وفاته مثلاً بيوم او يومين، قال وشهد بأن لا إله إلا الله ،فهل هذا الرجل يدخل الجنة ؟؟؟؟؟
بالتاكيد وحسب هذا الحديث الصحيح في البخاري ومسلم ،فإن هذا الرجل سيدخل الجنة المحمدية خالدا فيها فرحا مرحا في احضان حور العين والغلمان المخلدون…عجيب !في الدنيا يحاسب هذا الرجل على أعماله السيئة المشينة بينما الله الذين يقولون أن كله عدل والذي خلق الإنسان للعبادة، يترك هذا الإنسان يفعل أقذر الأعمال لسبعين سنة وهو لا يعبده ،لا يصلي لا يصوم طبعا ولأنه قال قبل موته بأيام " لا إله إلا الله" يدخله تلك الجنة التي وعد بها عباده الصالحين ؟ أهذا هو واحد من عباده الصالحين ؟ أيعقل ،أنه يوجد هكذا معادلة ؟؟؟؟؟؟
دعوني اركز قليلا لاني فقدت التركيز وانا احاول فهم هذا الحديث ،ربما بعض القهوة تساعدني على استعادة تركيزي………..حسنا ،لو كان هناك رجل آخر كافر بآيات الله كآية ٥٠ من سورة الأحزاب مثلاً ،لعدم اقتناعه لأي سبب كان،ولكن هذا الرجل قام بمساعدة وايواء لاجئين هو لا يعرفهم البتة ،هذا الرجل أيضا من المؤسسين لجمعية خيرية لمساعدة أطفال فلسطين،وهو بالإضافة لكونه مديرا عاما لإحدى الشركات ،معروف عنه أنه يساعد على تعيين المغتربين الذين يبحثون عن عمل يلائم وضعهم ولغتهم في بلدهم الجديد، وعندما سئلت عن هذا الرجل ،قالوا لي بأنه على خلق عظيم ،يقضي معظم أوقاته بعد الدوام في مساعدة الآخرين …هل هذا الرجل في رأيكم يستحق النار خالدا فيها بينما صاحبنا الاول تفتح له أبواب الجنة على مصراعيها خالدا فيها ؟؟؟؟
أهذا هو الدين الذي يدعي انه جاء ليرفع القيم الأخلاقية والإنسانية إلى أعلى الدرجات ؟
هل يوجد هنا أحد جرئ مثل صديقي ادريس الذي تحدثت عنه في مقالة سابقة ويقول ما في أعماقه بكل صدق وصراحة ؟ ام تجرد الدين من انسانيتكم بالكامل ؟؟؟؟
ودعوني أتساءل أيضاً ، ما فائدة الشهادتين،وهي على فكرة شهادة إشراك بالله ،وشهادة لا إله إلا الله كما في هذا الحديث وحدها تضمن الجنة ؟
والملاحظ أيضاً ،أن الذي يقرأ ويحلل هذا الحديث بين محمد وأبي ذر،يقف عند هذا الصحابي ولماذا ولثلاثة مرات يكرر الجملة وبصيغة التعجب " وإن زنى وإن سرق"!. وكأن أبي ذر مستغربا متعجباً من قول محمد يريد أن يقول له " أيعقل ؟
ولكن الذي يقرأ سيرة أبي ذر الغفاري سيفهم بالحال لماذا كان يكرر "وإن زنى وإن سرق" …هذه ساتركها لكم.
إذن الإسلام يقول بأن إذا أسلم الكافر ، فإنه يغفر له بإسلامه كل ما فعله من المعاصي قبل الإسلام، اي كما يقولون بأن الإسلام يهدم ما كان قبله، وكما في الآية قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ"..
ما احلى هذا الدين، أخذ راحتك.ازني واسرق واغتصب واحتال وأكذب واقتل واسطو واذبح ..كل هذا يغفر لك ما دمت رددت الجملة السحرية" لا إله إلا الله" التي تغسل كل هذه الذنوب وتضمن لك بطاقة دخول إلى الجنة المحمدية !!!!!!!!!!!
تخيل تلك الجنة وما فيها من أناس ومن دعارة ومن سفالة .أليس الأفضل لعقولنا أن ننزه الله من تلك الهلوسات البشرية التي ادعت أنها على اتصال معه، وضحكوا على عقول الأجداد بتلك الفكرة البدائية التي تسمى الدين ؟؟؟؟؟؟ أليس لدينا قلوب نفقه بها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اسف ،فقدت صوابي وكلماتي ..اقصد عقول نفقه بها.


تحياتي.
الأديان بشرية الصنع والاستيراد والتصدير.

#فارس_الكيخوه (هاشتاغ)       Fares_Al_Kehwa#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين