أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي سيد محمد محمود - إسرائيل كأداة للهيمنة الأمريكية: قراءة في الأدوار والوظائف الإقليمية














المزيد.....

إسرائيل كأداة للهيمنة الأمريكية: قراءة في الأدوار والوظائف الإقليمية


حمدي سيد محمد محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8247 - 2025 / 2 / 8 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعد التحالف الأمريكي-الإسرائيلي واحدًا من أكثر التحالفات السياسية والعسكرية عمقًا واستمرارية في النظام الدولي الحديث، حيث تجاوز كونه مجرد علاقة استراتيجية ليصبح جزءًا من العقيدة السياسية للولايات المتحدة، بغض النظر عن هوية الرئيس أو الحزب الحاكم. منذ تأسيس الكيان الإسرائيلي عام 1948، التزمت الولايات المتحدة بدعمه على المستويات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، معتبرة إياه امتدادًا لمصالحها في الشرق الأوسط. هذه العلاقة لم تتأثر بتغير الإدارات الأمريكية، بل استمرت كسياسة ثابتة، قائمة على أسس أيديولوجية ومصالح استراتيجية مشتركة. ومع كل تصعيد في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يظهر بوضوح أن واشنطن ليست فقط راعيًا لهذا الكيان، بل شريكًا فعليًا في تثبيت وجوده وتوسع نفوذه على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.

التحالف العابر للرؤساء والأحزاب

لا يمكن تفسير الدعم الأمريكي لإسرائيل على أنه مجرد سياسة تتغير بتغير الرؤساء، بل هو التزام مؤسساتي متجذر في بنية صنع القرار الأمريكي. فمنذ عهد الرئيس هاري ترومان، الذي كان أول من اعترف بالكيان الإسرائيلي، وصولًا إلى الإدارات الحديثة، لم تتغير القاعدة الصلبة لهذا التحالف. سواء أكان الرئيس ديمقراطيًا مثل باراك أوباما وجو بايدن، أم جمهوريًا مثل دونالد ترامب وجورج بوش، فإن الدعم الأمريكي ظل حاضرًا بأشكال متعددة.

في عهد ترامب، نقلت الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، واعترفت بها عاصمة لإسرائيل، وباركت التوسع الاستيطاني، فيما عزز بايدن دعم إسرائيل عسكريًا وسياسيًا خلال عدوانها على غزة في معركة "طوفان الأقصى"، مؤكدًا أن أمن إسرائيل هو التزام مقدس. هذه الاستمرارية في الدعم تعكس عمق النفوذ الإسرائيلي داخل المؤسسات الأمريكية، حيث تلعب جماعات الضغط الصهيونية مثل "أيباك" دورًا محوريًا في توجيه السياسة الخارجية الأمريكية.

الأبعاد الاستراتيجية للدعم الأمريكي

تستند العلاقة الأمريكية-الإسرائيلية إلى أبعاد متعددة، أبرزها:

- البعد العسكري: تعد إسرائيل أحد أكبر المستفيدين من المساعدات العسكرية الأمريكية، حيث تحصل سنويًا على مليارات الدولارات من الأسلحة المتطورة، فضلًا عن دعم مشاريع الدفاع الصاروخي المشترك مثل "القبة الحديدية".

- البعد السياسي والدبلوماسي: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو عشرات المرات في مجلس الأمن لحماية إسرائيل من أي قرارات تدين انتهاكاتها ضد الفلسطينيين. كما تقود واشنطن الجهود الدولية لتطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية والإسلامية.

-البعد الاقتصادي والتكنولوجي: توفر الولايات المتحدة دعمًا اقتصاديًا سخيًا لإسرائيل، وتشجع الشركات الأمريكية الكبرى على الاستثمار هناك، فضلًا عن الشراكات التكنولوجية في مجالات الدفاع والذكاء الاصطناعي.

-البعد الأيديولوجي والثقافي: ينظر كثير من السياسيين الأمريكيين إلى إسرائيل على أنها امتداد للقيم الغربية في منطقة الشرق الأوسط، مما يجعل دعمها مسألة تتجاوز المصالح إلى العقيدة السياسية.

إسرائيل كأداة للهيمنة الأمريكية

لا يقتصر دور إسرائيل على كونها حليفًا للولايات المتحدة، بل تتجاوز ذلك لتكون أداة مباشرة في تنفيذ سياسات واشنطن الإقليمية. فقد استخدمت إسرائيل لتقويض أي قوى عربية أو إسلامية قد تهدد المصالح الأمريكية، سواء عبر التدخلات العسكرية غير المباشرة أو من خلال تحييد الأنظمة المعادية للولايات المتحدة. كما لعبت دورًا أساسيًا في عمليات التجسس والتخريب الإلكتروني التي استهدفت دولًا في المنطقة، بالإضافة إلى إشعال النزاعات الداخلية لإضعاف العالم العربي.

إن العلاقة الأمريكية-الإسرائيلية ليست مجرد تحالف سياسي عابر، بل هي تحالف استراتيجي عميق الجذور، يخدم مشروعًا استعماريًا متكاملًا في المنطقة. استمرار هذا الدعم، بغض النظر عن هوية الرئيس الأمريكي، يؤكد أن قضية فلسطين ليست مجرد صراع مع إسرائيل وحدها، بل هي صراع مع قوى الهيمنة العالمية التي تسعى إلى فرض واقع استعماري جديد. أمام هذا الواقع، لا بد من مقاربة عربية وإسلامية موحدة لمواجهة هذا النفوذ، من خلال استراتيجيات سياسية ودبلوماسية وإعلامية، تستند إلى الوعي بحقيقة هذا التحالف وآثاره على مستقبل القضية الفلسطينية.



#حمدي_سيد_محمد_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحروب الناعمة والعلاقات العامة: صناعة السرديات وإعادة تشكيل ...
- الأمن القومي العربي بين الواقعية السياسية والتحديات غير التق ...
- حق العودة الفلسطيني: جوهر القضية أم عقبة أمام التسويات السيا ...
- الوجود الإسلامي في أوربا: بين العزلة والاندماج
- الموت في الفكر الفلسفي: بين الوجود والعدم
- الدارك ويب: الوجه المظلم للإنترنت بين الحرية والجريمة
- الولايات المتحدة والسياسة الخارجية: من الهيمنة إلى التراجع؟ ...
- التغير المناخي: التحدي الأكبر في تاريخ البشرية وآفاق المواجه ...
- أحمد الشرع من ميادين القتال إلى ساحات الحكم: تحول استثنائي ف ...
- فلاسفة ما بعد الاستعمار: نقد الهيمنة ومسارات تحرير العقل وال ...
- تعزيز ثقافة المساءلة والشفافية في العالم العربي: تحديات الحا ...
- شركة الهند الشرقية: الوجه الخفي للاستعمار البريطاني في الهند
- نحو تعليم عالي تنافسي في مصر: خارطة طريق لجذب الطلاب الدوليي ...
- مدرسة بغداد الفلسفية بين التأصيل والتجديد: جدلية العقل والدي ...
- الفلسفة الأخلاقية في مواجهة الأزمات: من التغيرات البيئية إلى ...
- من التنوير إلى ما بعد الحداثة: أزمات الفكر الفلسفي الأوروبي ...
- لينين والثورة الروسية: نقطة التحول في مسار التاريخ الحديث
- الدعاية الإسرائيلية ضد حماس في معركة طوفان الأقصى: قراءة تحل ...
- أبعاد الخلافات السياسية بين المغرب والجزائر: التحديات والحلو ...
- بين إرادة الحياة ومعاناة الوجود قراءة في فلسفة شوبنهاور


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي سيد محمد محمود - إسرائيل كأداة للهيمنة الأمريكية: قراءة في الأدوار والوظائف الإقليمية