أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هند عباس الحمادي - زيارةُ اليومِ رسمية ٌ














المزيد.....

زيارةُ اليومِ رسمية ٌ


هند عباس الحمادي
أستاذة جامعية

(Hind Abbas Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8233 - 2025 / 1 / 25 - 13:12
المحور: الادب والفن
    


كانت الأبوابُ متتالية ٌأحدِها بعد الآخرِ.. كأنها مغارة ٌجرتْ فيها ألفُ حكايةٍ وحكاية ... طغى إحساسٌ غريبٌ امتلكني صوبَ تلك الأبوابِ وما يدورُ خَلفَها... لا أدري أ حقيقة ٌهي أم ضربٍ من الخيالِ؟!
بقيتُ مستمرةً من دونِ توقفٍ اسيرُ في دهاليزِ تلك البنايةِ.. رأيْتُها ذات مرةٍ، ولم تبقَ في ذاكرتي غيرَ خيالٍ غادرني فورَ مغادرةِ المكانِ أولَ مرةٍ ... ودليلي لم أتذكرْ أين الغرفة ُالمؤصدةُ؟ أين هي؟ سألتُ.. ثم دخلتُ صوبَ بابٍ بعد بابٍ ليقفَ أمامي الأسدُ في عرينِه شامخاً مرحاً أخاذاً بثقةٍ عاليةٍ، وأناقةٍ فاقةِ التصورِ، وبترحابٍ لم أدركْ روعَتَه، وبعيونٍ ترصدُ كل حركةٍ تصدرُ مني ... هنا ظلَّ احساسي الغريبُ يزدادُ في داخلي، حتى تفاقمَ ولم أكنْ أعي معنى ذلك!! .
أشار لي بالجلوسِ ... جلسْتُ لاكتشفَ ما كنتُ أريدُه من أولِ وهلةٍ.. إذ راودتني شكوكٌ كثيرةٌ طوالَ أشهرٍ عدةٍ.. فالغموضُ والهروبُ، والسكوتُ والغيابُ، وفنُ الرجوعِ سمةٌ امتازَ بها، مما يجعلني اكتبُ عنه ألفَ قصةٍ وقصة.
كان يُجيدُ الغيابَ والحضورَ... يتركُ خَلفَه أثراً جميلاً، ولكنه لا يقبلُ مني بالاقتراب.. لذلك كنتُ أشكُ إني لستُ الوحيدةَ.. ويُخفي عني ما لا يريدُ أن أعرفَه عنه، ولكني على يقينٍ أني موجودةٌ في عقلِه قبل قلبِه.
كررتُ جُملَي عليه مراراً.. وآثرْتُ الهروبَ والنسيانَ، والرحيلَ المبكرِ، والعودةَ لحياتي التي خلتْ دوماً من أن يشاطرَها أحدٌ، ويتقاسمُ معي ساعاتِها.
أعودُ لأكتبَ عن تلكما الساعتين اللتين جلسْتُ خلالهما أمامَه.. ليدورَ حوارٌ رسميٌ؛ ليكونَ هو المحاورُ الأولُ المتمكنُ فيه، والمالكُ لزمامِ الأمورِ لما صارَ وما كان، ولا يقبلُ بمجرياتٍ لا تتناسبُ مع أفكارِه ... يحزمُ بشدةٍ إن خالَفَته الرأي.. يفرضُ بسطوتِه إبداعَه الذي أعجبْتُ به، لم أستطعْ أن اتقلبَ بين الآراءِ، اعتدتُ السكوتَ حين أجدَهُ على صوابٍ؛ ليظهرَ أنه مالكُ لخبرةٍ، ولفكرةٍ ناضجةٍ أكثرَ مني ... كنتُ فخورةً جداً به ... بل أكادُ أطيرُ فرحا أنه استطاعَ أن يجرني إلى أفكارِهِ وحُسْنِ تدبيرِ براعِته.
وعلى الجانبِ الآخرِ.. وفي عوالمِ مجرياتِ الزيارةِ جرتْ أحداثُ خفيةٌ؛ لِتَكَشفَ من خلالها أن الأسدَ لديه ما لم يقلْه يوما .... وله عرينٌ لم يدخلْه أحدٌ.
ولكن حين جلسْتُ أمامَه كأن بابَ ألف ليلةٍ وليلةٍ الذي كنتُ أبحثُ عن مفتاحِه انفتح أمامي بمجردِ أن قلتُ في قلبي: افتح يا سمسم.
وهنا لم أصدقْ ما رأتْهُ عيني.. وما امتلكَه قلبي.. مَلأَ روحي شعوراً لا يوصفُ بين قلقٍ وخوفٍ واضطرابٍ مما سأعرفه!
كنتُ انتظرُ أياماً؛ لكي أدخلَ ذلك العرين.. والآن البابُ انفتح أمامي؛ لتظهر لي عوالَمه في مجرياتٍ كنتُ أحسبُها أنها لا تنجلي.
كانت أهم تلك المجرياتُ هو حادٌ في طبعِهِ، يملكُ قلباً طيباً، جَارتْ الدنيا عليه يوماً، ويمتلكُ من الحظِ أوسطَه، يُخفي خلفَ تلك القوةِ والسطوةِ مغامراً يعشقُ المغامرات، وتسلقِ جبالِ الدنيا ومن فيها.
ومن مجرياتِهِ... هو شهريارٌ يعشقُ مَنْ تكون له شهرزاد، لكن ليستْ أيٌّ شهرزادٍ، بل هو مَنْ يختارُها من بين أُلوفِ النساءِ حولَه.. يعشقُ تلك السمراءَ ذاتِ الملامحِ البابلية، تتعلقُ به أكثرَ من تعلقِهِ هو بها؛ ليمارسَ دورَه السيادي في الوَلهِ والولعِ، والحضورِ والغيابِ، والغموضِ والهروبِ، والسكوتِ والنسيانِ.
هذه ظنوني التي شاطرتُها أياماً.. ولكن ما إن جلسْتُ أمام َهذا العرين جاءت المجرياتُ أحداها بعد الأخرى.
وتبقى أجملُ مجرياتِهِ.... التي رأيْتُها فيه أنه طفلٌ لم يكبرْ، ولا يقبلَ أن يكبرَ، ولن يكبرَ.. طفلٌ مدللٌ يرى نفسَه أجملَ الأطفالِ وأذْكَاهِم، وأكثرَهم وسامةً بين اقرانِه يُجيد ممارسةَ اللعبةِ بإتقانٍ؛ ليكون الفائزَ الأولَ دوماً وأبداً.
وهنا... حان موعدُ المغادرةِ... وبعد فتحِ معالمِ تلك الأبوابِ كان الشعورُ الذي راودني ... أنه لا يَعلمُ عني أيَّ شيءٍ.. ولم أسكنْ قلبَه يوماً... لذا لا عودةَ للمكان ثانيةٍ... ولا مكانَ لي فيه ... ليبقى رفيقَ روحي لكن دون أن أراه مرةً أخرى، تحياتي.



#هند_عباس_الحمادي (هاشتاغ)       Hind_Abbas_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياةُ ةالجائحة
- الغَرْبَلَةُ
- زيارةٌ رسميةٌ
- جنرال بين ضفاف وتجليات
- الحياة والجائحة


المزيد.....




- إيقاعات “هاوس” وأماكن خفية.. مجتمع سريع النمو يعيد تعريف مشه ...
- “جميع التخصصات” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الد ...
- مواقع للتراث بالشرق الأوسط مهددة ويونسكو تنظر فيها
- “برقم الجلوس فقط” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ا ...
- مستشفى المجانين في نهاية الأرض.. تاريخ الجنون المظلم في القا ...
- بعد الرسامة الدنماركية.. فنان يتهم مها الصغير بسرقة لوحاته
-  إعلان نتيجة الدبلومات الفنية بجميع التخصصات 2025 في هذا الم ...
- now رابط نتائج الدبلومات الفنية جميع المحافظات 2025 بالإسم ف ...
- “نتيجة سريعة” رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 جميع التخصصات ...
- مايكل دوغلاس يعلن أنه لا يخطط للعودة إلى التمثيل


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هند عباس الحمادي - زيارةُ اليومِ رسمية ٌ