طوفان الأقصى 469 - نتنياهو ينقذ الحكومة والاتفاق مع حماس

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8226 - 2025 / 1 / 18 - 02:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

* اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*



ستانيسلاف تاراسوف
مؤرخ وباحث سياسي روسي
خبير في شؤون الشرق الاوسط والقوقاز
وكالة أنباء REX الروسية

17 يناير 2025


رفضت حركة حماس الفلسطينية في اللحظة الأخيرة قبول بعض التفاهمات في إطار الاتفاق مع إسرائيل. هذا ما أعلنه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
كما أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن اجتماع الحكومة الإسرائيلية الذي من المفترض أن يتم فيه الموافقة على الهدنة مع حماس لن يتم عقده بعد. ولن يتم اتخاذ قرار عقد اجتماع الوزراء "حتى يبلغ الوسطاء أن حماس أكدت كافة الموافقة على كل تفاصيل الاتفاق".

وفقا للاتفاق بين إسرائيل وحماس، من المفترض أن يبدأ وقف إطلاق النار في 19 يناير. وبحلول بداية مارس، سيتبادل الطرفان الرهائن والأسرى، وستنسحب القوات الإسرائيلية إلى حدود قطاع غزة. أكدت حماس موافقتها على الشروط. من ناحية أخرى، لوحظ أن مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي الموساد، ديفيد بارني، والوفد الإسرائيلي المفاوض لا يزال في الدوحة لمناقشة تفاصيل الاتفاق. في الوقت نفسه، هاجم الجيش الإسرائيلي وجهاز المخابرات الداخلية شين بيت (الشاباك) نحو 50 هدفًا في قطاع غزة بعد توقيع الوثيقة، مما أسفر عن مقتل 77 شخصًا وإصابة ما لا يقل عن 250.
أخيرًا، سحب مكتب نتنياهو بيانه بأن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من ممر فيلادلفيا في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، قائلاً إن هذا تم "عن طريق الخطأ".

تكمن المشكلة في وجود انقسامات داخل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الائتلافية بشأن الصفقة مع حماس، حيث أكد حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف بقيادة بتسلئيل سموتريتش أنه تلقى وعدًا من نتنياهو بالعودة إلى الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى من تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة. كما أعلن وزير الأمن الإسرائيلي وزعيم حزب القوة اليهودية، إيتمار بن غفير، أنه "سيستقيل من الحكومة إذا تم التصديق على وقف إطلاق النار في غزة". إن بن غفير وسموتريتش معا لديهما 14 مقعدا في الكنيست المكون من 120 مقعدا، وهو ما يكفي لإسقاط الحكومة، نظرا لأن بن غفير وحده لديه 6 مقاعد فقط. وفي ظل النظام السياسي الإسرائيلي، فإن الائتلاف الحاكم لديه 68 مقعدا في الكنيست، في حين أن الحكومة تحتاج فقط إلى 61 مقعدا للبقاء.

في الوقت نفسه، أظهر استطلاع للرأي أجرته القناة 13 الإسرائيلية أن 61.5% من الإسرائيليين يؤيدون وقف إطلاق النار في غزة، مقابل 23.9% يعارضونه. ويعتقد 59.8% أن المرحلة الثانية من الاتفاق يجب أن تُستكمل، وأن حرب إسرائيل في غزة يجب أن تتوقف. لذا، فإن نتنياهو، الذي يواجه معضلة سياسية متنامية في حكومته، يناور بين مواصلة الحرب وعقد صفقة مع حماس، محاولاً كسب الوقت للحفاظ على وحدة الحكومة، متجاهلاً دعوات عائلات الأسرى الإسرائيليين وحتى المسؤولين في حكومته للتصديق على الصفقة.

المشكلة هي أنه، كما يعتقد خبير سكاي نيوز "موفق حرب"، على الرغم من أن الاتفاق تم برعاية أمريكية، "قد يظل الوضع متوتراً بسبب التحديات التي ستواجهها الأطراف من أجل تحقيق مصالحها في اللحظات الأخيرة". والمشكلة الأكبر هي "كيف ستلتزم إسرائيل بالضمانات بعدم استئناف الحرب بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق". والفارق هنا هو أن المرحلة الثانية، التي من المقرر أن تستمر 42 يوما، تهدف إلى إعلان استعادة الهدوء المستدام، والذي يشمل وقفا دائما للعمليات العسكرية والأنشطة العدائية، فضلا عن استئناف المفاوضات بشأن تبادل المعتقلين والأسرى المتبقين بين الجانبين.

لذلك فإن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يرتبط بمشاكل خطيرة تتعلق بضمانات الامتثال، وخاصة في ظل الوضع السياسي الصعب في المنطقة. ولكن استمرار تنفيذ الاتفاق سيؤدي حتما إلى "تحول إقليمي قد يؤثر ليس فقط على مستقبل قطاع غزة".

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل