أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد محمود خدر - أزمه المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) الجزء الثاني















المزيد.....

أزمه المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) الجزء الثاني


خالد محمود خدر

الحوار المتمدن-العدد: 8222 - 2025 / 1 / 14 - 13:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأثير السياسة المائية لتركيا وإيران في أزمة المياه في عموم العراق :

منذ العصور الغابرة والى ما قبل قرابة العقود الأربعة الأخيرة ، كانت المياه العذبة تتدفق بشكل طبيعي منسابة من منابعها في جبال تركيا وإيران عبر نهري دجلة والفرات وروافدهما ، دون وجود أية حواجز او سدود وخزانات مقامة عليها . وهذا ما ساهم إلى حد كبير في جعل ما عرف تاريخيا ببلاد الرافدين او ما بين النهرين كمهد للحضارات التي أقيمت على ضفاف رافديها الرئيسيين ، لقد شكلت هذه الأنهار شريان الحياة الذي أتاح لتلك الحضارات الازدهار والتقدم. اذ ابتكرت شعوبها أنظمة ري متطورة رويا بها جنات سومر وبابل وآشور، وازدهرت الزراعة، مما مكنها من إنتاج فائض غذائي أسهم في بناء مدن عظيمة مثل سومر و بابل وآشور ، وساهم ذلك في تطوير مختلف الفنون والعلوم وغدا الرافدين مصدر الإلهام للعديد من الأساطير والقصص التي وثقت في ألواح الطين السومرية والبابلية او المنحوتات الحجرية الاشورية ، والتي أكدت على الدور الحيوي الذي لعبته هذه الروافد في تشكيل الهوية الثقافية والاقتصادية لتلك الحضارات.

مع ذلك و على امتداد هذه الفترات ، تعرض سكان بلاد الرافدين لمخاطر مئات الكوارث من جراء فيضانات هذه الأنهار والروافد ، اذ يجري نهر دجلة في داخل الأراضي العراقية مسافة 1300 كم ، لتبلغ مساحة حوضه في العراق 347000 كم2 ، التي تمثل 54٪ من إجمالي مساحة الحوض الكلية ، بينما تبلغ نسبة مساحة حوضه في المنطقة الممتدة إلى الدول المجاورة: 12٪ في تركيا ، 0.2٪ في سوريا ، 34٪ في إيران.
وفق الاتفاقيات والقوانين الدولية بخصوص الأنهار المشتركة او المتشاطئة ، فإن للعراق تاريخيا وجغرافيا حقه في مياه هذه الأنهار والروافد، بما يتوجب أن يراعى ذلك عند إنشاء سدود و خزانات واية مشاريع اروائية عليها ، ولكن هذا لم يتم أخذه بالاعتبار من قبل كلا من تركيا وإيران على امتداد عقود سابقة ولا يزال. لذلك عندما بدأت دول الجوار في بناء السدود والخزانات ومشاريع الري على نهري دجلة والفرات وروافدهما ، ظهرت أزمة المياه في العراق وبضمنه إقليم كردستان من خلال الانخفاض الكبير في كميات المياه المطلقة وتدهور نوعيتها مما أثر بشكل مباشر على قطاعات الزراعة، والبيئة، والاستخدامات الحياتية اليومية.
تؤكد الإحصاءات الرسمية الحديثه أن نسبة مياه نهر دجلة عند وصولها من تركيا ودخولها الأراضي العراقية ، لا تتجاوز 35% من متوسط الكمية التي تدفقت على العراق خلال 100 عام الماضية . وبالمناسبة فإن احتجاز المياه وانخفاض معدل تدفق مياه النهر يتسبب بضعف قدرته على حمل ما يحويه من الرواسب اي عدم قابليته على تصريفها باتجاه جريانه جنوبا ، بما يؤدي إلى ترسبها و تراكمها في قاع النهر ، وهذا ما يتسبب في حرمان اراضي السهل الرسوبي جنوبا من حموله النهر التي تزيد من خصوبتها.
نتيجة لتلك السياسات المائية فإن نهر دجلة بدأ من دخوله الأراضي العراقية في إقليم كردستان يصارع الزمن مع روافده المختلفه من أجل البقاء ، بسبب تراجع مستويات مياه النهر وروافده ، مع ما صاحب ذلك من تغيّر مناخي ساهم في زيادة نسبة التصحر وقلة المساحات الخضراء بما تسبب لاحقا في توالى العواصف الرملية عليه.
يمكن معرفة حجم الأضرار التي تلحق بالعراق وبضمنه إقليم كردستان بسبب السياسة المائية لتركيا وإيران من خلال الإشارة باختصار إلى جانب من المشاريع الرئيسية لهاتين الدولتين كنماذج مؤثرة مختارة :
أ- مشروع جنوب شرق الأناضول او ما يعرف بمشروع الكاب (GAP) في تركيا:

يعتبر ال (GAB) المشروع الاستراتيجي الواقع جنوب شرق تركيا ، و يشكل المصدر الرئيسي للمياه من نهري دجلة والفرات إلى غرب الأناضول التي تعاني من قلة سقوط الأمطار وندرة مياهها.

يتكون المشروع من 22 سدا و 19 محطة توليد طاقة كهرومائية ، اضافة لمشاريع متنوعة أخرى في قطاعات الزراعة والصناعة والنقل والري والاتصالات.
يمتلك مشروع الكاب أكبر مساحة في العالم ، ضمن ثماني محافظات تركية ، وباكتماله تصل مساحة الأراضي المروية إلى 8.5 مليون هكتار أي حوالي 19٪ من المساحة المروية في تركيا ، وتوفير حوالي 106مليون فرصة عمل جديدة في هذه المحافظات.

يتضمن مشروع ال GAP عدة سدود رئيسية وهي سد أتاتورك(1992) ، سد أورفة ، سد كيبان(1974 ، سد العيسوة ، سد الجزرة ، سد اليسو (2019) بالإضافة إلى هذه السدود الكبيرة ، هناك اكثر من 25 سدا أقل حجما مثل بريجيك ، كارا كايا ، غازي عنتاب وغيرها.

يبعد سد اليسو التركي عن الحدود العراقية 70 كلم تقريبًا، تم إكماله وتشغيله سنة 2019 ، و يتحكم بشكل مطلق بتدفق المياه إلى نهر دجلة ، إذ تبلغ سعته التخزينية 10,40 مليار متر ، و سيؤدي إلى خفض مياه النهر المطلقه الى ما يقرب من 50% ، اي سيخفض الوارد المائي بمقدار (11) مليار متر مكعب ،
بما سيحرم (696) الف هكتار من الاراضي العراقية من المياه،
إضافة لذلك سيكون له تأثيرات كبيرة على نهر دجلة من النواحي الهيدرولوجية والهيدروجيولوجية والمورفولوجية والبيئية.

يعتبر سد الجزرة ، الذي تمضي تركيا بتشييده مع المشاريع الملحقه معه ، رغم اعتراضات العراق المتواصلة عليه ، مكملاً لسد إليسو. يقع السد إلى جنوب إليسو بمسافة 35 كم وعلى مسافة 4 كم شمال مدينة الجزرة قرب الحدود العراقيه و السورية. ويبلغ حجم خزانه 1,2 مليون م3. الغرض من إقامة السد فهو إنتاج الطاقة الكهربائية وإرواء مشاريع اراضي ديمية تصل مساحتها 500 ألف دونم تحول إليها جميع مياه نهر دجلة ليتم بعدها ارجاع مياه الصرف الناتجه عنها إلى النهر ثانية ، بما سيؤدي إلى انعكاسات خطيرة على نوعيه مياهه وعلى بيئة العراق وحرمان الكثير من السكان القاطنين على ضفاف النهر حتى من إمدادات مياه الشرب. كما سيجعل من العراق مستورداً للمنتوجات الزراعية بكل أنواعها بعد أن كان مُصدراً.

تصبح تركيا بتنفيذها لمشروع الكاب كاملا دولة متحكمة بالأمن المائي والغذائي لدول المنطقة عموما ، فضلاً عن استخدامها المياه كثروة وطنية يمكن مبادلتها بالنفط، أو كسلاح لتحقيق مطالب أمنية.

ب- المشاريع والممارسات الإيرانية على الأنهار العراقية عموما:

تمثل الموارد المائية القادمة من إيران 18% من إجمالي الإيرادات السنوية في العراق وإقليم كردستان، إذ أن هناك 18 نهرا تتدفق من غرب إيران إلى الأراضي العراقية

منذ اربعينيات القرن الماضي بدأت إيران بتحويل مجارى بعض هذه الأنهار التي تتدفق إلى المناطق الشمالية والجنوبية من العراق ، من خلال تحويل مساراتها الى داخل أراضيها ، هذا التحويل، الذي ترافق مع بناء السدود والخزانات داخل إيران، أدى إلى خفض كمية ونوعية المياه التي تصل إلى العراق بنسبة تتراوح بين 60 و70٪، وهو تراجع حاد له تداعيات خطيرة على جميع جوانب الحياة.

في 2/12/2021 أعلنت وزارة الموارد المائية في اقليم كردستان عن قطع ايران لكامل إمدادات المياه عن الإقليم.

في سنة 2024 قطعت ايران مياه أربعة انهار عن العراق وحولتها الى داخل اراضيها بعد ان اقامت سدود ومشاريع مائية عليها ليكون معها ما يصل العراق من مياه قريبا من الصفر بعد أن كان يصل الى 7 مليار م3.

البروفيسور الدكتور خالد محمود خدر
استاذ جامعي



#خالد_محمود_خدر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمه المياه في إقليم كوردستان / العراق (الأسباب والحلول) / ا ...
- يبقى العالم المنشود هو العالم الذي تجمعه القيم والفضائل الإن ...
- فقدان الارادة بين الانتظار واتخاذ القرار يفقد الإنسان الكثير ...
- هكذا ينبغي ان تكون وتبنى النفوس ليرتقي الجميع بأنفسهم ومجتمع ...
- كن منشدا للسلام لتببني جسوراً من الفهم المتبادل لردم الخلافا ...
- محبتك للناس تبدأ بمحبتك لنفسك ليسهل انتدابها للأعمال الجليلة
- عش كل يوم من ايام حياتك كيوم جديد وسيكون هكذا
- قراءة لدروس الحياة في محطاتها
- الأخلاق في الميزان بين المنصب و العلم والمال
- وقفة تأمل مع الساعات الأخيرة التي تسبق حلول رأس السنة الميلا ...


المزيد.....




- تحطم مقاتلة أمريكية -إف- 35- في كاليفورنيا.. وهذا ما حدث للط ...
- وسط طلقات الرصاص والهروب من الموت.. إليك قصة 3 نساء يكافحن ل ...
- الفلسطينيون، بثلاثة مناصب رئاسية، وحكومة، وبلا دولة
- هآرتس: لا تمنحوا نتنياهو صكّ براءة حيال ما يفعله بغزة
- لماذا لم يتسبب زلزال روسيا الهائل بأضرار أكبر؟
- وزير إسرائيلي يلمح إلى ضم أجزاء من قطاع غزة
- سموتريتش يدعو لفتح ممر بين إسرائيل والسويداء
- -ضوء أخضر- من القضاء البريطاني لحركة -فلسطين أكشن- للطعن على ...
- الولايات المتحدة: ديمقراطيون يتحركون لإجبار ترامب على رفع ال ...
- لبنان: حزب الله يرى أن نزع سلاحه يخدم المشروع الإسرائيلي


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد محمود خدر - أزمه المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) الجزء الثاني