أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - مظهر محمد صالح - علم الانسان البغدادي او الانثروبولوجيا البغدادية.














المزيد.....

علم الانسان البغدادي او الانثروبولوجيا البغدادية.


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 8197 - 2024 / 12 / 20 - 00:13
المحور: قضايا ثقافية
    


وانت تقرأ كتاب (( شذرات بغدادية ))سترى من فورك انك تتبع ازقة وشوارع مدينة مفعمة بالحياة تختلط بين ثناياها الازمان المتعاقبة والامكنة والشواهد التاريخية وعمرها اكثر من عشرة قرون يوصفها كتّاب التاريخ ومازالوا ، بانها رمح الله في الارض ومرتكزه وجمجمة الحضارة وعقل الانسانية الناطق بالحكمة والمعرفة.
هنا يطالعنا الكاتب البغدادي الاصيل حميد خليل القيسي في كتابه :شذرات بغدادية ، متناولاً ازميلاً انثروبولوجياً اجتماعياً وهو يتحرى الاصول البغدادية بشواخصها وعراقة اهلها .
انها تجربة كتابية نادرة وتأصيلية عن السلوك البغدادي تجعلك تتحول في فصول الكتاب الاربعة من فصل الى اخر وكانك متجول نهم يتبع خريطة انسانية يختلط فيها الجد بالمتعة الفكرية والحكمة بالادب والازمان بالامكنة والحديث بالقديم وتناقضات جمة و احداث كبيرة طبعت بغداد عاصمة الدنيا طوال مئة عام في تطور مدنيتها .

فبالقدر الذي انصرف فيه الكاتب حميد القيسي في الفصل الثاني الذي سلط الضوء فيه على شخصيات نافذة ، فانه قد ذهب حقا في مجال السرد الكتابي الأنثروبولوجي المرتبط بالشخصيات نفسها ومواقفها ودورها في صناعة الحياة. وعد الفصل تحقيقاً اصيلاً في ممارسة أنواع من التعبير المختلفة التي تندرج تحت فئة الأسلوب وفي كيفية فهم هذه الشخصيات الاجتماعية النافذة التي شغلت في الوقت نفسه حيزاً اجتماعياً وثقافيا وسياسيًا وانسانياً مهماً على مدار مئة عام . كما انها ظلت مرتبطة بخصوصية تاريخية، وتحليل ثقافي، ونظرية اجتماعية ومؤسسية خصت بغداد نفسها او في تطور الرؤى لدى المجتمع البغدادي ، وهو امر يزيل اوهام الشك بين بغداد الواقعية وبغداد المتخيلة في روايات الازمنة الماضية .
وفي الفصلين الاخيرين من كتاب شذرات بغدادية ، ينقلك الكتاب من فوره من الفضاء البغدادي الانثروبولوجي الخاص الى الفضاءات الانسانية العامة. اذ جاء الفصل الثالث والذي خص الدين والحياة ليكون من أكثر فصول الكتاب تعبيرا عن خصوصية العلاقات الإنسانية داخل الفواعل المتراكمة بعواطف الانسان البغدادي ، وتجسيدا للعوالم الداخلية المصغرة للمدينة،اذ ضم الفصل نصوصا مختارة من الكتاب الكريم التي يمكن ان نتلمسها بمثابة مستودع روحي لا يقدر بثمن في الانسانية والايمان والتفاعلات الأسرية وطقوسها والقوة الانسانية الحصرية في عالم لم يخلو من فقراءه مثلما هم اغنيائه كما تتحسسه مدينتنا في عصور تاريخها، بعيدا عن الاحصاءات والنسب والارقام الباردة الوعي .
فالكاتب كان له
منهجه وميوله وأسلوبه ورؤيته الإنسانية، وتأثر تأثيراً واضحاً بالتراث البغدادي والعراقي الأصيل ونجح فى إبراز الحياة البغدادية في الكثير من اوجه تراث اهلها ولاسيما في الفصل الرابع الذي لامس سوانح الكلام الجامع ، حتى يمكن القول أن كتاب شذرات بغدادية يعد بلا شك نافذة على القرن الماضي في الكثير من تفاصيله وجزئياته وحرزا تاريخيا وثقافيا اصيلاً يلامس الحاضر والمستقبل كما لامس الماضي برجاله واحداثه واطلاله .
ختاماً : وبهذا فان كتاب الشذرات البغدادية والكتب الخمسة التي صدرت للكاتب العزيز حميد القيسي نفسه خلال السنوات العشر الماضية والتي اختصت جميعها في انثروبولوجيا بغداد او علم الانسان البغدادي كما يمكن لي تسميتها، ما سيتوافر على القاريء بلا شك ، ان خطابا جماليا بعراقته يجمع بين دفتيه أسماء رجال وشواهد مكانية وتاريخية لم يجمعها زمن واحد وإن كنا قد تنفسنا جميعاً على ارض مدينتنا الشامخة ،مدينة السلام نفسها.انها بغداد بوابة الدنيا وعاصمتها .



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذوبان الدولة-الامة في الدولة-العائلة..!! المسألة السورية
- تشغيل الخط النفطي العراقي السوري / سيناريو افتراضي
- انتظار يالطا الجديدة -حرب سوريا الراهنة واستراحة الكيان الإس ...
- الترامببية الجديدة :قانون نوبك وتوازن ناش Nash equilibrium
- الشخصية المستقلة ومطرقة التحيز السياسي : بين القبيلة والقومي ...
- مصالح البلاد العليا : دقة الذكاء بين الواقعية والأيديولوجية.
- البترودولار الاحمر :الصين و حروب العملة الناعمة
- السياسة الواقعية العراقية و الترامبية الجديدة
- الظاهرة المركزية في المنظومات الطرفية للراسمالية : غزة انموذ ...
- الكيان الأسرائيلي و حروب العولمة الموازية
- حرب اسرائيل وتعاقب الأجيال
- سوق الصرف غير النظامية في العراق: حصان( طروادة ) في الصراعات ...
- الثنائية القطبية (الموازية): اسرائيل وحلفاؤها القدامى والجدد ...
- الوصمة Stigma : بين الفرد و المجتمع والأيديولوجيا
- حوار الذاكرة القصيرة في حياة الشعوب.
- غياب الضمير والذهان السياسي الدكتاتوري.
- الأنتقائية بين الفردانية و المناهج الفكرية المدرسية
- الذكرى الثالثة والخمسين في معتقل شرق المتوسط-قصر النهاية
- نظرية المجال العام في حاضنة الأوليغارشية- القبلية
- المناظرات العامة : بين الحياد والتحيز الفكري


المزيد.....




- مهرجان الصورة عمّان..حكايا عن اللجوء والحروب والبحث عن الذكر ...
- المجلس الرئاسي الليبي يتسلم دعوة رسمية لحضور القمة العربية ف ...
- الخارجية الروسية تحذر من شبح النازية وتقدم تقييما لوضع العال ...
- إصابة 29 شخصا بزلزال شمال شرقي إيران
- وزير الداخلية الإسرائيلي: المشاهد القادمة من سوريا تشير إلى ...
- والتز يؤكد استمرار المباحثات بين موسكو وواشنطن
- -حماس- تعلق على قرار سويسرا حظر الحركة
- مادورو: رفع -راية النصر- على مبنى الرايخستاغ عام 1945 تحول إ ...
- بريطانيا تبحث استخدام أموال ليبيا المجمدة لتعويض ضحايا -إرها ...
- بريطانيا ترحب بتوقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - مظهر محمد صالح - علم الانسان البغدادي او الانثروبولوجيا البغدادية.