أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درباس ابراهيم - تركيا و فوبيا القضية الكردية!














المزيد.....

تركيا و فوبيا القضية الكردية!


درباس ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 8196 - 2024 / 12 / 19 - 02:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العداء التركي ضد الأكراد سواء داخل تركيا أو خارجها تفاقم مع تأسيس الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك سنة 1923. تبنت الدولة التركية الحديثة سياسة "تركيا الموحدة" التي حاولت فرض الهوية القومية التركية على جميع المواطنين بغض النظر عن خلفياتهم العرقية. أدت هذه السياسة إلى تهميش الأكراد، الذين قوبلوا بالقمع عندما طالبوا بحقوقهم السياسية والثقافية والإنسانية. ونتيجة للاضطهاد والقمع والملاحقة والتمييز العنصري، نشأت عدة ثورات كردية في تركيا، مثل ثورة شيخ سعيد بيران وثورة درسيم.

إن الجمهورية التركية سعت، ولا تزال، لإحباط أي تحرك كردي، سواء في العراق أو تركيا أو إيران أو سوريا، إذ تراهم تهديدًا مستمرا. من هنا، فإن مشكلة تركيا الأساسية تتعلق بالقضية الكردية حصراً. لديها فوبيا من الوجود الكردي، ليس في سوريا فقط، بل حتى لو كانت القضية الكردية في المريخ، ستظل تحاربها. وبسبب سياساتها العنصرية، ارتكبت تركيا مذابح بشعة ضد الأكراد.

قبل أسابيع، وفي الوقت الذي كانت أنظار العالم تتجه صوب دمشق لمتابعة سقوط الأسد، كانت تركيا تستعد لتوجيه مليشياتها المتطرفة للهجوم على الأكراد، بحجة محاربة الإرهاب. مع ذلك، إذا أخذنا بالادعاء التركي الحالي حول خوفها من وجود الإرهاب على حدودها السورية، وغفلنا عن حقيقة أن تركيا كانت محطة عبور لتنظيم داعش إلى سوريا، وذهبنا مع وجهة نظرها التي تصنف حزب العمال الكردستاني كقوة إرهابية يجب التخلص منها، رغم أنها تحاول عقد صفقة مع زعيمه "عبدالله أوجلان" في الأشهر المقبلة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف لدولة تدعي الخوف من الإرهاب المتواجد في سوريا، وفي نفس الوقت ترسل وزير خارجيتها ومخابراتها إلى دمشق لمقابلة الجولاني، الذي ما زال على قائمة الإرهاب الدولية؟ والأبشع من ذلك هو أن تركيا زودته بعناصر متطرفة من الإيغور والتركستانيين والطاجيك والأوزبك، ناهيك عن التسليح. نعم، تركيا دعمت معظم الجماعات الإرهابية المتطرفة في سوريا سواء بشكل مباشر أو غير مباشر! من هنا ندرك ما هي معايير الإرهاب عند تركيا. فالكردي، الذي يطالب بحقوقه، بغض النظر عن انتمائه الحزبي، وموقعه الجغرافي، يُصنف كإرهابي عند تركيا، بينما عناصر تنظيم القاعدة والنصرة وبقية الجماعات المتطرفة يعتبرون أصدقاء لها، أو قوة "إنكشارية" يقودها السلطان التركي لتحقيق طموحاته وأحلامه. ولمن لا يعرف ما هي الإنكشارية، فهي قوة عسكرية تأسست في العهد العثماني، أفرادها من أسرى الحروب، من الأطفال اليتامى الذين يتم فصلهم عن أصولهم، ويتم تربيتهم تربية "إسلامية عثمانية"، على أن يكون السلطان والدهم الروحي، وأن تكون الحرب هي مهمتهم الوحيدة. يسيرون خلف السلطان، وينفذون أوامره دون تردد، تمامًا كما تفعل اليوم الفصائل التي تقاتل تحت الجناح التركي.

إن تركيا بارعة في استخدام سياسة "فرق تسد" بين العرب والأكراد، لا سيما في المناطق السورية المختلطة، وهي تلعب على هذا الوتر منذ سنوات، وتسعى جاهدة إلى إشعال حرب أهلية بينهما. في الحقيقة، لولا وجود التحالف الدولي في سوريا، لمسحت تركيا المدن والقرى الكردية من الوجود. لذلك، ينبغي على دول التحالف أن تضع حدا لسلوك تركيا المتطرف ضد الشعب الكردي، وألا تفرط في دماء الشباب (الكردي، والعربي) الذين استشهدوا في المعارك التي خاضوها جنبًا إلى جنب مع التحالف ضد تنظيم داعش الإرهابي، وأن تلتزم بمبادئها الإنسانية والإخلاقية تجاه الشعب الكردي، الذي يتعرض اليوم إلى تمييز عنصري من قبل تركيا.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -انتصارٌ للديمقراطية-.. شاهد ترامب من شرفة البيت الأبيض يُشي ...
- بين مطالب حماس وإسرائيل وأبرز العقبات.. إليكم ما نعرفه عن مق ...
- متعاقد أمني سابق في مؤسسة غزة الإنسانية: زملائي فتحوا النار ...
- عاشوراء: لماذا يحيي الشيعة ذكرى مقتل الحسين وكيف تُقام طقوسه ...
- في خان يونس.. -منظمة غزة الإنسانية- تؤكد إصابة موظفَين أميرك ...
- -ندعم وحدة أراضيها-.. أردوغان: لن نقبل بأي خطة لتشريع التنظي ...
- بيانات تكشف ما -أخفته- تل أبيب: خمس قواعد إسرائيلية تحت القص ...
- إسرائيل تتّبع سياسة تدمير جباليا بالكامل
- رئيس الغابون يطلق حزبا سياسيا جديدا تحضيرا للانتخابات البرلم ...
- شاهد.. نيفيز وكانسيلو ثنائي الهلال يبكيان جوتا ويشاركان في ت ...


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درباس ابراهيم - تركيا و فوبيا القضية الكردية!