أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - هل حقاً سقط الأسد ..؟














المزيد.....

هل حقاً سقط الأسد ..؟


اكرم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8193 - 2024 / 12 / 16 - 18:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خضم التحولات العميقة التي شهدها العالم العربي بعد موجات الربيع التي اجتاحته ، وسقوط النظام الاسدي في دمشق ، أصبح سؤال "هل حقاً سقط الأسد ؟" يتردد ، ليس فقط في سياق النظام السوري ، بل أيضاً في سياق الأنظمة السياسية والاجتماعية التي تسكن عقولنا وسلوكياتنا. الأسد الحقيقي، في هذا السياق، ليس فقط ذلك الرمز الذي يسيطر على النظام السياسي، بل هو الدكتاتور الصغير الذي يسكن في داخل كل فرد، خاصة في الشخصيات المتنفذة ضمن القوى السياسية الكردية.
ففي المشهد الكردي السوري، نجد أنفسنا أمام قادة وسياسيين تجاوزتهم المرحلة . شخصيات انتهت صلاحيتها وأصبحت غير قادرة على مواكبة التغيرات المتسارعة على المستويين المحلي والعالمي. هؤلاء القادة باتوا يشكلون عبئاً على القضية الكردية بدلاً من أن يكونوا دافعا ًومحركاً لها. فهم لا زالوا يعيشون في قوقعة من الجمود الفكري والسياسي ، رافضين أي تغيير، ومتمسكين بمواقعهم ، وكأنها إرثٌ شخصي لا يمكن التنازل عنه.
إن العقلية التي تحكم بعض القوى السياسية الكردية اليوم تفتقر إلى المنطق الذي يتطلبه العصر. فهم خارج إطار التاريخ الذي يفرض التغيير والتجديد. هذه القيادات لا تدرك أن الزمن لا ينتظر أحداً ، وأن التاريخ لا يرحم أولئك الذين يقفون ضد حتمية التغيير، ولن يكون مصيرهم الا السقوط ..!
ما تحتاجه القوى السياسية الكردية اليوم هو ثورة داخلية ضد هذه "الديناصورات" السياسية. لأن استمرار هؤلاء الاشخاص في مواقعهم لا يخدم المصلحة العامة ، بل يعرقلها. ينبغي على الجيل الجديد، والكفاءات الصاعدة، أن ترفض هذا الواقع وان تطالب بإفساح المجال أمامها لتولي المسؤولية والقيادة .
لا يمكن أن يستمر الاعتماد على قيادات فقدت الرؤية والبوصلة . فالتغيير ليس خياراً بل ضرورة، وإذا لم يقم هؤلاء القادة بالتنحي طواعية، فيجب إسقاطهم عبر رفض وجودهم ، ومنع استمرارهم في احتكار القرار السياسي.
إن مستقبل القضية الكردية في سوريا يتطلب وجوهاً جديدة تمتلك الكفاءة والقدرة على التعامل مع تحديات المرحلة ، وهناك طاقات وإمكانات هائلة في الجيل الشاب، لكن هذه الطاقات مكبّلة بسبب احتكار القيادات القديمة للسلطة.
فتح المجال أمام الكفاءات الجديدة ليس ضرورة سياسية فقط ، بل هو أيضاً واجب أخلاقي تجاه الأجيال القادمة.
السؤال إذا ً ليس فقط في "هل سقط الأسد؟"، بل "هل نحن مستعدون لإسقاط الأسد الداخلي فينا ؟".
إن الثورة الحقيقية تبدأ من الداخل، بإسقاط الدكتاتوريات الصغيرة التي تعرقل مسيرتنا نحو مستقبل أفضل. لقد حان الوقت لنقول لهؤلاء الطواطم ، كفى. المستقبل لن ينتظر من لا يواكبه، وعلى المجتمع أن يتحرك لضمان أن القادة الذين يقودونه يعكسون تطلعاته ، لا أن يقيدوها بأسوار المنع المسيّجة وتابوات القداسة ...؟



#اكرم_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد سقوط الاسد؟
- يوم جديد ، ونهار جديد
- قراءة في المشهد السوري الراهن
- سوريا بين معركة التحرًر وبناء المستقبل ...؟
- زيادة الأسعار في مناطق - الادارة الذاتية -: يزيد الأعباء على ...
- عن -العلمانية-
- حول - المواطنة المتساوية- في سوريا
- حول المقاربات التركية الاخيرة
- انقسام الأحزاب الكردية في سوريا بين التحديات ، ومسؤولية القي ...
- من وحي ما يحصل في المنطقة...؟
- الأزمة السياسية في سوريا: صراعات متفاقمة وحلول ممكن
- صلاحية الكفاح المسلح في انتزاع الحقوق وبناء الدول..؟
- كيف يمكن الحدّ من الانشقاقات في الأحزاب الكردية في سوريا ؟
- الحوار والتفاوض: مفاهيم أساسية
- الأحزاب الكردية في سوريا : ازمة القيادة ، وتحديات التأثير .. ...
- الشعارات الرنانة وحق تقرير المصير: نظرة موضوعية
- شخصية الكردي السوري ...
- الفكر السياسي الكردي في سوريا تطوراته وتحدياته
- الأحزاب الكردية في سوريا ، أسباب التراجع ومعالم الواقع؟
- الهوية والمواطنة: مفاهيم مترابطة وتحديات محتملة...؟


المزيد.....




- نائبة رئيس الوزراء الأوكراني تكشف بنود اتفاق المعادن المبرم ...
- تونس.. إيداع -تيك توكر- معروف السجن بتهم -ذات صبغة إرهابية- ...
- الكتب أم الشاشات؟.. دراسة تكشف الفرق في نشاط دماغ الطفل بين ...
- خطر كامن في البلاستيك يفاقم أمراض القلب عالميا
- طبيب نفسي يحدد الأسباب الحقيقية للغيرة
- دراسة صادمة.. أطعمة شائعة الاستهلاك تهدد الحياة أكثر من أحد ...
- طبيب يكشف عن فوائد صحية غير متوقعة للنوم عاريا
- رغم فوائدها العديدة.. دراسة تكشف عن تأثير خطير للقرفة على ال ...
- غزة.. أعلى معدل لمبتوري الأطراف عالميا
- المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: إيران لن تتنازل عن حقها ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - هل حقاً سقط الأسد ..؟