أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالباقي صالح اليوسف - سوريا: من يكتب الفصل الأخير في هذه المأساة؟














المزيد.....

سوريا: من يكتب الفصل الأخير في هذه المأساة؟


عبدالباقي صالح اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8181 - 2024 / 12 / 4 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشهد الساحة السورية تصعيدًا جديدًا في الصراع، حيث تتوسع رقعة المعارك وتتصاعد حدة التوتر بين الفصائل المختلفة. هذا التصعيد يعيد إلى الأذهان المخاوف من عودة سوريا إلى مربع الصفر، ويهدد بتعقيد المشهد الإقليمي والدولي بشكل كبير. في هذا السياق، تبرز العديد من الأسئلة حول الأسباب والدوافع وراء هذا التصعيد، وأبرز المستفيدين منه.
مع عودة المستنقع السوري إلى واجهة الاحداث في الشرق الاوسط مرة جديدة، بتحرك فصائل سورية عديدة تحت شعار" رد العدوان" وبقيادة هيئة تحرير الشام والمدرجة كمنظمة ارهابية من قبل مجلس الأمن الدولي بسيطرتها على حلب ثاني أكبر مدينة سورية مكتسحة مساحة واسعة بعد سيطرتها على كامل محافظة ادلب، ومعظم محافظة حلب، واجزاء من محافظة حماة وباتت على مشارف المدينة، في وقت تلقي فية مختلف القوى الفاعلة على الساحة السورية المسؤولية على الطرف الآخر.
يتهم النظام السوري كلًا من الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا بالمسؤولية عن التصعيد الحالي، بينما تلقي إيران، حليفة النظام، باللائمة على أمريكا وإسرائيل فقط، متجنبة توجيه الاتهامات المباشرة لتركيا بهدف الحفاظ على قنوات التواصل الدبلوماسي. وتبرر إيران ذلك بزعم أن تركيا وقعت في فخ نصبه لها الغرب. من جانبها، تنفي تركيا أي دور لها في هذا التصعيد، متهمة النظام السوري برفض الحوار والمساعي السلمية لحل الأزمة. أما الولايات المتحدة، فقد ردت على اتهامات النظام وإيران، مؤكدة أن النظام السوري هو المسؤول الأول عن الأزمة لرفضه تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، خاصة القرار 5422 .
وسط تبادل الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المعنية بالأزمة السورية، يصبح تحديد المسؤولية عن التصعيد الأخير أمرًا بالغ الصعوبة. فكل طرف يحمل الآخر المسؤولية، مما يخلق صورة معقدة ومتشابكة. ومع ذلك، فإن تعنت النظام السوري في قبول الحلول السياسية المقترحة، ورفضه تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، يجعله يحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية. لكن من غير المرجح أن يكون النظام وحلفاءه قد أرادوا تصعيد الأزمة في هذا التوقيت، بالنظر إلى انشغال روسيا بحربها في أوكرانيا، وإيران بصراعاتها المتعددة، والولايات المتحدة بانتقال السلطة والملفات الدولية الملحة.
تتركز الأنظار بشكل كبير على تركيا في ظل الأحداث الأخيرة بسوريا، وهذا ما ذهبت إلية صحيفة بوليتكو الأمريكية اليوم 4 ديسمبر. فبعد أن طلب الرئيس التركي مرارًا إصلاح العلاقات مع نظيره السوري، خاصة قبل الانتخابات البلدية والتي خسر فيها حزب آردوغان امام حزب الشعب التركي، اشترط الأسد انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية كشرط مسبق لأي تقارب، وهو الشرط الذي تدعمه روسيا. وفي آخر اجتماعات أستانا، حمل ممثل الرئيس الروسي تركيا مسؤولية استمرار الأزمة بسبب رفضها الانسحاب، مما يزيد الضغوط على أنقرة للرضوخ لمطالب النظام السوري.
عند تحليل الدوافع الكامنة وراء تحركات تركيا في سوريا، لا يمكن تجاهل الأبعاد الاستراتيجية. فبالإضافة إلى الدوافع الداخلية، تسعى تركيا إلى تحقيق أهداف استراتيجية في المنطقة، فلميثاق الملي التركي ما يزال يعتبر ولاية حلب وولاية الموصل أراضي تركية، وتقويض القضية الكوردية في العراق وسوريا، بذريعة تأمين حدودها الجنوبية، والحفاظ على نفوذها الإقليمي. وقد استغلت تركيا الأزمة السورية لتحقيق هذه الأهداف، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها.


تتجاوز أسباب تحرك تركيا في سوريا الأبعاد الظاهرة، إذ تسعى إلى تحقيق أهداف متعددة. فمع تولي ترامب الرئاسة الأمريكية، أرادت تركيا استغلال هذه الفرصة لتقوية علاقتها بالولايات المتحدة وإبرام صفقات تخدم مصالحها، لا سيما على حساب القضية الكردية. فقد سعت تركيا إلى القضاء على الإدارة الذاتية في شمال سوريا، وترك يد مرتزقتها للعبث في المنطقة الكردية لدفع الكورد للهجرة وتغير ديموغرافية المنطقة، بحجة مكافحة الإرهاب والتمدد الإيراني. وتقويض نفوذ خصومها الإقليميين، مثل إيران والأكراد. كما تحاول استرضاء إسرائيل، وتهدئة مخاوفها، التي تشعر بالقلق من التمدد الإيراني في المنطق، كما تسعى إلى تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل، للحصول على دعمهما في هذه الجهود.
إضافة إلى ذلك، يسعى الرئيس التركي إلى استغلال الصراع في المنطقة لإعادة إشعال الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة، وذلك بهدف استقطاب الدول العربية السنية لدعمه. كما يهدف إلى توسيع نفوذه التجاري في هذه الدول، والحصول على مساعدات مالية لإنعاش اقتصاده المتعثر. علاوة على ذلك، تسعى تركيا إلى إطالة أمد الصراع في سوريا، لا سيما في محافظة حلب، والتي تعتبرها جزءًا من مشروعها التاريخي، كما أكد ذلك مؤخرًا زعيم الحزب القومي التركي دولت باخجلي في خطابه الأخير.
تترك تداعيات الصراع في سوريا آثارًا عميقة على المنطقة والعالم. فتركيا، بصفتها لاعبًا رئيسيًا في هذا الصراع، تتحمل مسؤولية كبيرة عن الوضع الإنساني المتدهور، وتشريد الملايين من المدنيين. كما أن سياساتها العدوانية تهدد الاستقرار الإقليمي، وتزيد من حدة التوترات القومية، والطائفية. على الصعيد الدولي، تثير سياسات تركيا قلقًا متزايدًا، خاصة في ظل التطورات الأخيرة في العلاقات التركية الأوروبية والأمريكية. يبقى السؤال: هل ستتمكن تركيا من تحقيق التوازن بين مصالحها الوطنية ومصالح المجتمع الدولي.



#عبدالباقي_صالح_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد: ضحايا فوبيا صنعتها الأنظمة


المزيد.....




- اختفت منذ 82 عامًا.. اكتشاف سفينة حربية يابانية من الحرب الع ...
- نظرة على معاناة عائلة للحصول على طبق واحد فقط في غزة
- غزة: مقتل أكثر من 1000 فلسطيني لدى محاولتهم الحصول على مساعد ...
- إردام أوزان يكتب: وهم -الشرق الأوسط الجديد-.. إعادة صياغة ال ...
- جندي يؤدي تحية عسكرية للأنصار في سيطرة ألقوش
- 25 دولة غربية تدعو لإنهاء الحرب في غزة وإسرائيل تحمل حماس ال ...
- -إكس- و-ميتا- تروّجان لبيع الأسلحة في اليمن.. ونشطاء: لا يحذ ...
- عاجل | السيناتور الأميركي ساندرز: الجيش الإسرائيلي أطلق النا ...
- سلاح الهندسة بجيش الاحتلال يعاني أزمة غير مسبوقة في صفوفه
- السويداء وتحدي إسرائيل الوقح لسوريا


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالباقي صالح اليوسف - سوريا: من يكتب الفصل الأخير في هذه المأساة؟