من يسيء إلي من ؟

جورج المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1784 - 2007 / 1 / 3 - 10:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هكذا العرب يخلطون الصالح بالطالح ويقرنون موت ديكتاتور بالإسلام لإشعال نار الكراهية بين المسلمين و كل ما هو غير مسلم.

هل صدام حسين كان حاكم مسلم يحكم بالسنة و الشرع الإسلامي و أفعالة نابعة من تعاليم الإسلام ؟
هل صدام كان خارجا علي الشرع و التعاليم الإسلامية فيما تسبب فيه من قتل وذبح وتعدي علي شعبة و الشعوب المجاورة ؟
لابد أن يحدد العرب موقفهم وبوضوح لان عليهم الاختيار بين تأكيد أن صدام لا يمثل الإسلام وتعاليمه بشأن حكم الشعوب أو أن صدام يمثل الحاكم المسلم الحق ؟

لا تبكون علي الاثنان فكلاهما يختلف عن الأخر لا تبكون علي طاغية مسلم ولا تبكون علي الإسلام لان صدام ديكتاتور يقال عنه أنه مسلم و هناك كثيرون غيرة مازالوا أحياء.

لماذا تلومون أمريكا أو الغرب في هجومه علي صدام حسين وتصرون علي إلصاق تصرفات صدام حسين بالإسلام ؟ هل كان هجوم صدام حسين علي إيران هجوم ديني ؟ أم كان هجوم سياسي ؟ هل كان هجوم صدام حسين علي إيران هجوم السُنة علي الشيعة أم هجوم العراق كدولة علي إيران كدولة ؟ وبماذا تفسرون هجوم صدام علي الكويت هلي هو هجوم سُنة العراق علي سُنة الكويت أم هو هجوم ديكتاتور فاشي عراقي علي شعب الكويت ؟ بماذا تفسرون إلقاء صدام صواريخه علي السعودية هل هذا كان هجوم سياسي ام كان هجوم ديني ؟ هل كان هجومه تصارع علي السلطة الدينية للمسلمين السُنة و التحكم في ارض الحرمين الشريفين أم أنه كان هجوم موجهة ضد العائلة المالكة السعودية نابعا من الأحقاد بينهم و المؤامرات علي قتل بعضهم البعض ؟
كيف تعطون لأنفسكم الحق بكل جراءة وتبجح أن تلصقون ديكتاتورية صدام بالإسلام و الإسلام بأفعال صدام ؟ أنتم من تصرون علي إهانه عقيدتكم عندما تدافعون عن الضلال و عن القتل و التخريب و الكراهية وكأنه صادر من مسلم حقيقي ؟ هل لمجرد أنه مسلم تضعونه فوق مصلحة العقيدة الإسلامية لكسب سياسي غبي ليس له أي معني بل يزيد الهوة بين الحضارات ويعطي لكم الغفل ملفوف في سكر من الغباء.

يا سادة أن لم ترتفعوا بعقيدتكم فوق نقائص حكامكم وغبائهم السياسي ستجلبون العار عليها أكثر وأكثر بل أنتم اشد عداء لأنفسكم من هؤلاء الذين تعتقدون خطأ أنهم أعدائكم. صدقوني أن أراد الغرب أن يهدم الإسلام من جذوره لن يجد أفضل من حكام وعلماء المسلمين أنفسهم. فأنتم تقومون بهدم الإسلام من قلبه. وللأسف تهدمون العالم معكم في نفس الوقت.

#جورج_المصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات