وفد الحزب الشيوعي التركي برئاسة الأمين العام كمال أوكويان كان في لبنان

أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا

الحوار المتمدن-العدد: 8154 - 2024 / 11 / 7 - 16:48
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

 
زار وفد من الحزب الشيوعي التركي لبنان في الفترة من الرابع إلى السادس من نوفمبر/تشرين الثاني. وكانت الزيارة، التي جرت في الأيام التي كان لبنان يقاوم فيها الهجوم الإسرائيلي، قد تم تفصيلها في اجتماعات ممثلي الحزب الشيوعي اللبناني والحزب الشيوعي التركي في كلا البلدين في الأسابيع الماضية. وكانت الزيارة تهدف إلى زيادة التضامن بين القوى الثورية في البيئة السياسية التي تشهد تصاعد العنف في المنطقة.

ورافق الأمين العام لحزب TKP كمال أوكويان عضوي مجلس الحزب محمد إينام ويجيت غوناي. كما رافق الزيارة الصحفي موسى أوزوغورلو.

في يوم الاثنين 4 تشرين الثاني، التقى وفد الحزب الشيوعي التركي مع الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب ورفاقه من قيادة الحزب في مقر الحزب الشيوعي اللبناني في العاصمة بيروت. وخلال اللقاء الذي استمر قرابة الساعتين، ناقش أوكويان وغريب التطورات السياسية في تركيا ولبنان.

وبعد تحليل الوضع السياسي، ناقش الأمينان العامان للأحزاب الشيوعية في البلدين الخطوات التي يمكن اتخاذها معًا في تركيا ولبنان لتعزيز الدعم للمقاومة ضد إسرائيل. وقرر الطرفان العمل معًا لزيادة التعاون والتنسيق بين المنظمات الشيوعية والثورية في المنطقة وضمان تدفق المعلومات الدقيقة حول التطورات في فلسطين ولبنان.

في يوم الثلاثاء 5 تشرين الثاني، زار وفد TKP ملجئي النازحين التابعين للحزب الشيوعي اللبناني LCP في بلدتي برقة جنوب بيروت وصوفر شرق بيروت. يشهد لبنان أكبر حركة نزوح في تاريخه بعد الاعتداءات الإسرائيلية. خلال الفترة التي نزح فيها حوالي مليون و300 ألف شخص من منازلهم، أنشأت جمعية التضامن الشعبي بقيادة LCP ملاجئ في مراكزها الـ 22 في جميع أنحاء البلاد، للعائلات التي اضطرت إلى المغادرة، مثل تلك الموجودة في برقة وصوفر. تحدث وفد TKP مع العائلات من جنوب لبنان في المركزين، وقيم الوضع مع الموظفين الإداريين والصحيين العاملين في هذين المركزين وتبادلوا وجهات النظر حول الخطوات التي يمكن اتخاذها لزيادة التضامن.

وفي 5 نوفمبر/تشرين الثاني، نفذت إسرائيل غارة جوية على بلدة برشا مباشرة بعد مغادرة وفد الحزب الشيوعي التركي البلدة، ما أدى إلى مقتل 30 شخصاً.

وفي عصر اليوم ذاته، زار وفد TKP مخيم مار الياس الفلسطيني، وعقد الوفد لقاءات منفصلة مع ممثلي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وتم خلال اللقاءات تقييم الوضع السياسي والعسكري في فلسطين والمنطقة.

في مساء يوم 5 نوفمبر، عقد وفد TKP اجتماعًا مع إدارة جمعية النجدة الشعبية اللبنانية، واستمع الوفد إلى التفاصيل الفنية لعمل الجمعية وقيم الاحتياجات وقنوات التضامن الممكنة.

في يوم 6 نوفمبر، عقد الأمين العام للحزب الشيوعي التركي كمال أوكويان مؤتمرا صحفيا مشتركا مع الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب بعد أن حل ضيفا على إذاعة صوت الشعب التابعة للحزب الشيوعي اللبناني.

وأكد غريب أن زيارة الحزب الشيوعي التركي إلى لبنان في هذه الأيام من الحرب لها معنى وأهمية كبيرين بالنسبة لنضال الشعب اللبناني والحزب الشيوعي اللبناني. وأكد رئيس الحزب الشيوعي اللبناني أن الحزب الشيوعي التركي والحزب الشيوعي اللبناني يتفقان على أنه من الضروري أن توحد كل القوى التقدمية والثورية وأحزاب الطبقة العاملة في المنطقة قواها وقال: "إن تحمل المقاومة اليوم هو جوهر العمل. ليس فقط من أجل لبنان وفلسطين، بل من أجل مصير الشرق الأوسط بأكمله، فإن المقاومة التي نراها اليوم حيوية".

وأضاف غريب أن وفد الحزب الشيوعي التركي زار مراكز إيواء النازحين في بلدتي برجا وصوفر وشاهد الأوضاع على الأرض، وقال: "بعد أن أنهى رفاقنا زيارتهم لبرجا وغادروا البلدة، شنت إسرائيل غارة جوية على البلدة، وفقد العشرات من الناس أرواحهم. إن حقيقة أن رفاقنا من تركيا زاروا لبنان في هذه الظروف، مجازفين بكل المخاطر، لها أهمية كبيرة ويجب أن تكون مثالاً لكل القوى الثورية في العالم".

وأكد الزعيم الشيوعي اللبناني أن القرار بشأن فلسطين الذي تم تبنيه في المؤتمر الدولي الأخير للأحزاب الشيوعية والعمالية في إزمير العام الماضي كان أفضل نص سياسي تم تبنيه على الإطلاق في هذه الاجتماعات، وشدد على أهمية دور الحزب الشيوعي التركي في هذه القضية باعتباره الطرف المضيف.

وأضاف غريب أن الحزب الشيوعي اللبناني كان القوة الرئيسية التي نظمت المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي في العام 1982، وأن المقاومة ضد الاحتلال كانت جزءاً من تاريخ الحزب، وأنهم اليوم يقاتلون ضد الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل، وأن "هذه طريقتنا، هذه تقاليدنا، في الماضي انتصرنا وطردنا المحتلين، واليوم سيخسر نتنياهو هذه الحرب بطريقة أو بأخرى، من دون أدنى شك".

وأشار غريب إلى أن العديد من الجهات الفاعلة في الرأي العام العالمي عبرت عن مطالبتها بوقف إطلاق النار، وقال: "إن أولئك الذين يريدون وقف إطلاق النار في فلسطين اليوم، وأولئك الذين يريدون السلام، يجب أن يسلحوا الشعب اللبناني. فالشعبان الفلسطيني واللبناني لهما الحق في المقاومة. والجواب على المطالبة بوقف إطلاق النار هو تزويد الشعب اللبناني بالسلاح".

بدأ كمال أوكويان كلمته بتوجيه الشكر للحزب الشيوعي اللبناني وحيا أهالي الذين فقدوا أرواحهم في فلسطين ولبنان والذين ما زالوا يقاتلون.

وقال أوكويان "بالطبع نحن هنا من أجل التضامن. ولكن لا ينبغي لنا أن نغفل عن أمر واحد. فنحن جزء من نفس النضال في العالم. والوضع المحدد في فلسطين ولبنان اليوم هو أن الهجمات الإسرائيلية هي أعلى تجسيد للنظام البربري في العالم. إن النضال والمقاومة في فلسطين ولبنان ليسا منفصلين عن نضالنا، بل هما الخط الأمامي لنضالنا". 

وأكد أوكويان أن الحرب الدائرة ليست بين الأديان، وقال: "إن هذا الصراع هو في الأساس بين القوى التي تحكم العالم وبقية العالم، أي الفقراء. إنه بين الفقراء والأغنياء. لا توجد دولة واحدة في العالم تقف بصدق إلى جانب الشعبين اللبناني والفلسطيني. ولا أحد من هذه الدول، بما في ذلك الحكومة التركية التي تنتقد إسرائيل عندما يتعلق الأمر بالكلمات، يحرك إصبعه من أجل الشعبين الفلسطيني واللبناني. لماذا؟ لأن مصالحهم تصب في صالح إسرائيل. إنهم يفضلون المال. المال موجود في إسرائيل".

وأضاف الأمين العام للحزب الشيوعي التركي: "كما قال الرفيق حنا، فإن طريقنا الوحيد للخروج هو النضال المشترك"، مؤكداً أنه لن يقف ممثل واحد من رأس المال إلى جانب الشعبين الفلسطيني واللبناني، ولكن إذا رفعت الشعوب في جميع أنحاء العالم، في أوروبا والولايات المتحدة، أصواتها، فقد تضطر حكوماتها إلى التراجع عن دعمها لإسرائيل.

"ولكن النضال حتى الآن ليس كافيا. وهو ليس كافيا في تركيا أيضا. فأردوغان يهين نتنياهو باستمرار، ولكن علاقات تركيا مع إسرائيل مستمرة. ونحن الشيوعيون نقول دائما إننا لا ننظر إلى الكلمات، بل ننظر إلى الحقائق. وفي بلادنا، تحافظ الحكومة على علاقات اقتصادية مع إسرائيل بشكل أو بآخر، والأهم من ذلك أن النفط المرسل من أذربيجان إلى إسرائيل يمر عبر تركيا، ويتم تحميله وشحنه في الموانئ التركية. والطائرات الإسرائيلية التي قصفت غزة أو قصفت برجا أمس تحلق بوقود أذربيجاني من تركيا".

وأكد أوكويان أنه يجب محاربة هذا النفاق، وقال: "لهذا السبب لا ينبغي أن نشكر على زيارتنا، بل يجب أن نشكر الشعب اللبناني على نضاله ومقاومته".

وقال أوكويان إنه رغم أن زيارتهم اقتصرت على ثلاثة أيام، إلا أنهم شهدوا الكثير وتعلموا الكثير، وأضاف: "عندما نعود إلى بلادنا، سوف نعيد النظر في أفكارنا حول كيفية دعم النضال في لبنان وفلسطين".

"كما قلت في البداية، نحن نرى كل هذا باعتباره نضالنا الخاص. كل الأحزاب الشيوعية لديها وطنية الطبقة العاملة. لا يوجد حزب شيوعي واحد في التاريخ لم يشارك في المقاومة عندما وطأت قوة احتلال أجنبية قدمها بلدها. هذا هو خطنا الأحمر. تأسس حزبنا، TKP، في عام 1920 أثناء سنوات الاحتلال. فقد أول قادة وكوادر حزبنا حياتهم في هذا النضال. الشيوعيون اللبنانيون يحبون لبنان وطنهم. نحن نحب تركيا أيضًا وطننا. لكننا أمميون، ونهتم أيضًا بالشعوب الأخرى. نحلم بعالم وإنسانية بدون عدم المساواة والإمبريالية والاستغلال. لكن هذا هدف بعيد المدى. اليوم نواجه مهمة وقف هذا الهجوم البربري".

وقال أوكويان إنهم سيعززون علاقاتهم مع الحزب الشيوعي اللبناني وسيبذلون كل ما في وسعهم لدعم المقاومة في فلسطين ولبنان. "وأخيرًا، أود أن أشكر جميع رفاقنا على الأرض هنا واحدًا تلو الآخر. إن تنظيم زيارة وفد أجنبي في مثل هذه الأوقات الصعبة ليس بالمهمة السهلة. لقد قاموا بعمل ممتاز".

وفي نهاية المؤتمر الصحفي قدم أوكويان نيابة عن الحزب الشيوعي التركي صورة من مظاهرة في تركيا رفعت فيها أعلام تركيا ولبنان وفلسطين معا. 

ستناقش اللجنة المركزية لحزب TKP في الأيام المقبلة مسألة تنظيم حملة تضامن شاملة وقوية وطويلة الأمد في المجالات التي تم تحديدها بالتفصيل خلال الزيارة إلى لبنان، وخاصة احتياجات منظمة المساعدات الصحية والإنسانية التي تعمل بمبادرة من LCP منذ سنوات. سيتم مشاركة تفاصيل حملة التضامن مع الجمهور في الفترة التالية.

في مؤتمر الحزب الذي عقد في 7 و8 سبتمبر/أيلول من هذا العام، وافق الحزب الشيوعي التركي على تقرير شامل عن حرب إسرائيل في المنطقة وقرار بشأن زيادة التنسيق والتعاون بين القوى الثورية في الشرق الأوسط.

‏https://www.tkp.org.tr/en/agenda/tkp-delegation-headed-by-general-secretary-kemal-okuyan-was-in-lebanon/

#أحزاب_اليسار_و_الشيوعية_في_اوروبا (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل