أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مصطفى شيخان - حسن النيفي المبدع والانسان















المزيد.....

حسن النيفي المبدع والانسان


مصطفى شيخان

الحوار المتمدن-العدد: 1778 - 2006 / 12 / 28 - 11:27
المحور: مقابلات و حوارات
    


حسن النيفي قامة شعرية فذة .. وصاحب موقف مشهود له .. حسن النيفي شاعر منبجي من سوريا معتقل سابق قضى زهرة شبابه في السجون السورية .. عانى ما عانى .. لكنه أبى إلا أن يكون حسن النيفي الإنسان والمبدع ..............
***أستاذ حسن حدثنا : متى بدأت كتابة الشعر ؟ وما أول مجموعاتك الشعرية ؟
- بدأت بواكيري الشعرية بالظهور مذ كنت طالبا في الإعدادية إذ كنت اكتب الكثير من القصائد منها ما كنت أقرؤها لزملائي, والبعض الأخر اعرضها على أساتذتي الذين اشعر تجاههم بحميمية بالغة , ومن القصائد ما كنت احتفظ بها لنفسي و لكن كل ماكتبته في تلك المرحلة لا يعني لي شيئا من الناحية الأدبية او الفنية لأنه بالمجمل لا يعدو كونه ممارسة طفولية في ميدان اللغة الموسيقى والألفاظ لكنه يعنى لي شيئا مهما جدا اكتشفته فيما بعد وهو أنني كنت أحس أن ثمة نداء صارخا في أعماقي يدعوني على الدوام إلى تجاوز تخوم الحياة بمعطياتها الواقعية ويحفزني بل يخصني على استبطان حقيقة الأمور والأشياء بدلا من ملامسة سطوحها الخارجية حتى أني أصبحت على يقين أن للحياة البشرية أفاقا بكرا لا يتمكن استشفافها إلا لمن حباه الله بصيرة وروحا مرهفا
*** تجربتك الشعرية مرت بمراحل حبذا لو تعطينا لمحة عنها ؟
- تجربتي الشعرية ميدان فسيح لمؤثرات عديدة ومتنوعة بل ومتناقضة في بعض الأحيان ولعل هذا نابع من قناعتي أو اعتقادي بان الثقافة – والشعر جزء منها- هي ذات طابع إنساني شمولي لا يمكن اختزالها بالزمان أو المكان أو الايدولوجيا لذلك قرأت التراث الشعري العربي بشغف شديد ثم قرأت الشعر العربي المعاصر بشغف لا يقل عنه بل أؤكد أنني اقرأ الآن من التجارب الشعرية الحديثة العهد ولشعراء هم من عداد طلابي وكل هذه القراءات قديمها وحديثها اتاثر بما هو نفيس منها ورفيع.
- بالنسبة لمراحل تجربتي الشعرية مرت بانعطافات ومحطات عدة ولكن يمكن اختزالها بمرحلتين أساسيتين ولكن قبل الحديث عنهما دعني أؤكد أن تجربتي الشعرية هي جزء لا ينفصل عن سيرورة الواقع العربي بكل تجلياته الفكرية والسياسية بل وحتى النفسية ل1لك ترى أن المرحلة الأولى من حياتي الأدبية والتي تمتد حتى نهاية الثمانينيات كانت تتغذى بل تستمد روحها وحيويتها من نسغ ذلك الحلم الذي كان يختلج بين ضلوعي كانسان عربي يحلم بالتحرير والحرية و الديمقراطية ويتطلع إلى المستقبل بمنظار أحلامه وطموحاته التي غالبا ما خذلها الواقع بشحوبه وضحالته ولعل الرؤية الرومانسية للواقع العربي والقومي هي امتداد- في جزء كبير منها- للخطاب القومي الموروث والذي كان مبعثه في غالب الأحيان الرغبة الفطرية والنزعة العاطفية أكثر من كونه مؤسسا على منهج علمي دقيق وعقلاني ولعل من يقرا مجموعتي الشعرية الأولي الصادرة عام 1986 سيجد بوضوح تام (( زهو الأنا – الرغبة في معانقة ماهو غير مرئي أو محسوس )) وربما يلحظ القارئ هذه الأمور بطريقة مباشرة أو ميسرة وذلك لأسباب كانت تفرضها طبيعة المرحلة إلا أن المتمعن الجيد سيقف عندما أشرت إليه بوضوح. ثم تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة مابعد الثمانينيات وهي مرحلة شهدت فيها منطقتنا وأعنى الشرق الأوسط أحداثا متلاحقة هائلة خلطت الأوراق وأظهرت المفاجآت وبالعموم كل الأحداث التاريخية في هذه المرحلة الحرب العراقية الإيرانية إلى اجتياح العراق من قبل الصليبين كل هذه الأحداث وبكل تجلياتها جعلت تجربتي الشعرية تتخذ مسارا يكاد يكون مباينا للمسار السابق ولعل من يقرا مجموعتي الأخيرة (( رماد السنين )) الصادرة في عام 2004 سيجد أن معظم القصائد هي تنويعات لهاجسين مركزيين الأول هو إعادة بناء الذات من خلال ترميم ما تصدع منها والحفاظ على القيم الكامنة فيها خشية أن يطاولها الخراب والدمار كما طال الواقع الخارجي أما الهاجس الثاني فهو محاولة البحث عن آفاق جديدة للذات العربية غير ملوثة بسموم العولمة و رياح الطغيان و ينبغي أن أشير إلى أن العديد ممن قرأ – رماد السنين- اخذ على الإغراق في السوداوية والحزن وهنا أود أن أقول إنني لست ميالا لجلد الذات ولا أدعو للتشاؤم ولكنى اكره التفاؤل الكاذب وأؤمن بان مواجهة الحقيقة ولو كانت مأساوية افصل بكثير من القفز فوقها والتعامي عنها.
***هل أنت راض عن تجربتك الشعرية وهل ثمة ما تصبو إليه ...؟
- لست راضيا عن تجربتي الشعرية لسببين لعل الأول هو أني لست مخلصا لتلك التجربة بسب الضغوط الحياتية وظروف العمل التي تفرضها الحياة والتي لا ترحم ولعلني لا أبالغ عن قلت إن الساعات التي اركن فيها للقراءة أو الكتابة اختلسها اختلاسا من الزمن , أما السبب الثاني فيكمن في عدم قناعتي بان ما كتبته من شعر قد حقق الطموح الفني أو الجمالي الذي أتطلع إليه بل إنني على الدوام اعد نفسي مجرد هاو لم يقترب من القصيدة التي يحاول القبض عليها.
***برأيك أستاذ حسن من هو الشاعر و ماهي القصيدة ؟
- الشاعر هو مفكر بالضرورة ولكنه لايفكر بطريقة فلسفية بل بطريقة فنية بناء على ذلك فالقصيدة هي فكرة ولكن هذه الفكرة لا تكتسب أهميتها من طبيعتها الخام أي فكرة مجردة بل تكتسي أهميتها من تجلياتها الفنية والجمالية بالدرجة الأولى ولكي لا نبقى نراوح بين المقولتين المتضادتين ( الفن للفن) و الفن للايدولوجيا أقول : عن الفن – والإبداع الشعري جزء منه- مشروط بحيازته للقيم الإنسانية العليا والشاعر الحق هو الشاعر الذي يجسد ماهو إنساني جماليا وفنيا
*** ترى أستاذ حسن لماذا تكتب الشعر وماهي طقوس القصيدة لديك؟
-إذا كانت المقولة الديكارتية تقول ( أنا أفكر إذا أنا موجود) فانا أقول أنا اشعر إذا أنا موجود الشعر يهب كياني البعد الإنساني وبقدر ابتعادي عنه أحس بحالة من الاستلاب والضياع والقصيدة هي وحدها التي تملك أن تعيد لي الاعتبار والتوازن وعلى الرغم من ذلك فلا تبدو القصيدة لدي ضربا من الفسحة أو النزهة التي تعقبها راحة نفسية وجسدية بل هي بالتأكيد حالة من المكابدة والوجود و المعاناة هي مخاض أتهيبه وأخاف منه بل إن طقس القصيدة يجعل كل القوى الفاعلة في الشخصية العقل الوجدان الشعور في حالة استنفار تام بالتأكيد ليست القصيدة لدي إيهاما خالصا أو وحيا فالوحي للأنبياء وأنا من البشر.
لقد كتبت قصيدة مساءات بابل في نهاية الثمانينيات والذي يقرؤها الآن يظن أنها كتبت في اللحظات الراهنة بم تعلق على ذلك بعد مرور عقدين من الزمن؟
- ثمة من يقول أن الشعر الحقيقي هو الذي يواكب الحدث وثمة من يقول إن الشعر الناضج يأتي تاليا للحدث وأنا أقول و أضيف إلى ماسبق أن الشعر الحقيقي و الناضج هو الشعر الذي لديه القدرة على استشراف المستقبل و الحدث قبل وقوعه.
*** ما ريك بمستقبل الشعر ؟ وهل الشعر في أزمة كما يقال؟
- أؤكد بداية إن الشعر حامل للقيم ومواكب لها بآن معا يحيا ويزدهر بازدهارها و يأفل بأفولها ومما لا شك فيه أن العصر الذي نعيش فيه هو عصر الاستهلاك والعبودية والتكالب المادي فمن الطبيعي والحل هذه أن ينحى الشعر جانبا ولعل هذه المسالة عالمية الطابع أما فيما يتعلق بالشعر العربي فإن الأزمة تبدو متشعبة ومركبة لسب أساسي فحواه أن الشعر جزء من بنية الثقافة ومازالت الثقافة لدينا – كعرب- ينظر إليها كشئ نافل والمثقف الحقيقي – اعني غير الانتهازي- ( أو المثقف العضوي بتعبير غرا مشي) هو في أحسن حالاته يعيش على الهامش ولعلني لا أبالغ عن قلت إن مطربا من الدرجة العاشرة يحظى بالاهتمام والاحتفاء أكثر من اكبر أديب هنا.
***أستاذ حسن أنت تكتب قصيدة العمود وقصيدة التفعيلة ما رأيك بالحداثة الشعرية ؟
على الرغم من المؤثرات الأجنبية في قصيدة التفعيلة إلا أنها استطاعت إن تحافظ على هويتها العربية وذلك لسببين الأول : هو أن جيل الرواد كالسياب ونازك الملائكة وباكثير – ومن ثم الأجيال التالية كدرويش ونزار غيرهم – بالأساس شعراء موهوبون استطاعوا أن يوظفوا هذا الوافد الشعري بطريقة بدا فيها جزءا لا ينفصل من نسيج القصيدة العربية هؤلاء لم يكونوا مقلدين أو أشباه مثقفين بل على العكس كانوا يشعرون بالمسؤولية عن على الصعيد الفكري أو الأدبي تجاه مجتمعاتهم أما السبب الثاني : يعود الو طبيعة قصيدة التفعيلة حيث أنها لم تفارق بمكوناتها الفنية السمات العامة للقصيدة العمودية أي بالنسبة للموسيقى و التنويع في القافية
الحداثة : بكل أسف إن الحداثة كمصطلح مازال مضلل للكثيرين واعتقد جازما أن الحداثة هي حداثة في المنهج الفكري وحداثة في الرؤية وحداثة في طريقة تعاملنا مع الحقائق و الأشياء أي معنى انك حداثي يعني أن تفكر بطريقة حديثة لا أن تكون مستلبا ثقافيا وفكريا فقط وبناء على ذلك فإن معظم ما نطالعه من قصائد هي قصائد متخلفة ولا تنطوي على أي قيمة جوهرية.
*** أستاذ حسن ما رأيك بالغموض الذي يطغى على غالبية النتاج الشعري المعاصر ؟
- ثمة غموض فني موح خلاق هو جزء من جوهر العملية الإبداعية وهذا الأمر ليس وليد عصرنا الراهن ولعل الناقد الكبير عبد القاهر الجرجاني أكد على ذلك في كتابيه _ أسرار البلاغة و دلائل الإعجاز_ ولكن الطامة الكبرى هي في ذلك الركام الهائل من القصائد التي يطالعها القارئ ولا يحظى منها سوى بالتهويمات و دعني أقول الشقلبات اللغوية التي لا تنم غلا عن ضحالة في فكر صاحبها وشحوب في وجدانه وشعوره.
***أستاذ حسن أنت معتقل لا كثر من 15 عاما ما هو اثر تجربة الاعتقال على شعرك؟
- من الناحية الفنية بدلا من إن تغدو قصائدي أكثر نزقا نتيجة الإحساس بالقهر و الإقصاء وعدم مواكبة ما يجرى في العالم الخارجي بالطريقة المطلوبة أقول عكس ذلك تماما أخذت قصائدي تنحو منحى تأمليا جوانيا وربما يعود ذلك إلى الرغبة في إعادة إنتاج الذات فكريا ونفسيا..................
ختاما أرجو أن تسمعنا شيئا من قصائدك:
-تبارك كل النيازك أعراس بابل
فيطفح في افقها القرمزي
حكاية طفل
إذا جاع يرضع وهج القنابل
وعن عابد
هز سعف النخيل
بسائل عن زاده في الصباح
فخاطبه النخل: قاتل .. قاتل
فلن أدرأ الموت عن مقلتيك
ولن أسقط الرطب غضا عليك
و قاتل
فإنك لن تبلغ الله يوما
إذا لم يسامحك دمع الثواكل
مزيدا لنا من نعاس الضمير
لنشحذ أفواهنا بالدعاء
و نجمع في الأرض كل القنابل
وندعو
لعل بريقا يجوب السماء
ويتلو الوصية في عرس بابل

طبعا هذه من قصيدة مساءات بابل



#مصطفى_شيخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الكريم هداد ... دجلة .. الفرات...
- دقيقة عار لتمثال الفحم
- تحت سماء عدنان الصائغ دمت للشعر ولنا
- فراتنا الجميل
- ناي جديد من بلدي


المزيد.....




- رغم تصريحات بايدن.. مسؤول إسرائيلي: الموافقة على توسيع العمل ...
- -بيزنس إنسايدر-: قدرات ودقة هذه الأسلحة الأمريكية موضع تساؤل ...
- إيران والإمارات تعقدان اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة بعد ا ...
- السعودية.. السلطات توضح الآلية النظامية لتصريح الدخول لمكة ف ...
- هل يصلح قرار بايدن علاقاته مع الأميركيين العرب والمسلمين؟
- شاهد: أكثر من 90 مصابا بعد خروج قطار عن مساره واصطدامه بقطار ...
- تونس - مذكرة توقيف بحق إعلامية سخرت من وضع البلاد
- روسيا: عضوية فلسطين الكاملة تصحيح جزئي لظلم تاريخي وعواقب تص ...
- استهداف إسرائيل.. حقيقة انخراط العراق بالصراع
- محمود عباس تعليقا على قرار -العضوية الكاملة-: إجماع دولي على ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مصطفى شيخان - حسن النيفي المبدع والانسان