الشهادة القصيرة الثالثة

فلاح ضياء الانصاري

الحوار المتمدن-العدد: 1781 - 2006 / 12 / 31 - 08:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

في اليوم التالي الذي اعقب قصف قريه سيوسينان بالسلاح الكيمياوي قامت قوات الجيش والجحوش بقصف القرىالاخرى وبالتعاقب.كانت الامسيه التاليه من حصه قريه تحت التكيه الواقعه بالتماس من سفح جبل قرداغ.
لقد شاهدت سقوط العشرات من القنابل الكيمياويه على هذه القريه، حيث اصابت عددا معينا من بيوتها وبعض الاهالي المتواجدين فيها انذاك.وبعد وقت وجيز هرع العديد من المصابين الى مستوصف قاطع السليمانيه وكركوك لحزبنا الشيوعي للتداوي والعلاج اللازم حيث كان الرفيق ابو العقب يقوم بمهمته الجليله علي قدم وساق، كما كان حاله باسعاف المصابين
من اهالي قريه سيوسينان. لقد هجس اهالي القرى اللاخرى بنوايا السلطه الغاشمه باجتياح كل قراهم وتدميرها وابادتهم بعدما جرى لقر يتي سيوسينان وتحت التكيه،وبعد معارك وطيسه غير متكافئه بين قوات البيشمركه بمختلف قواها الوطنيه وقوات السلطه في منطقه دربنخان حيث اعددننا انفسنا بالانسحاب الى قوبي قرداغ بعد ان يقنا بنوايا السلطه باكتساح المنطقه باكملها وتم ذالك وبسرعه قياسيه لتفويت الفرصه علي العدو،اضطررنا للانسحاب بعدها من هناك ،لمعلومات استخباراتيه مؤكده من ان السلطه ستقوم بقصف قوبي قرداغ بالسلاح الكمياوي، وكان اتجاهنا الان الى العمق العراقي وباتجاه منطقه كرميان الواسعه.حيث التقينا بالعديد من القرى والبيوت ا لمتراصه والمتناثره،نلتقي باهالي القرى،كانوا قلققين،مرتبكين يسالوننا عن كل شىء، كانت اعدادنا كبيره جدا وملفته للنظر كنا نشرح لهم مايجري وبهدوء ودون تطير،واخيرا كنا عند رفاقنا في مقر قاطع كركوك لم نبقى هناك الا ايام معدوده حتى بدئت السلطه هجومها البربري الكاسح على كل منطقه كرميان والتي اطلق عليها حمله الانفال السيئه الصيت،و قد تمت محاولات بطوليه لصد هجوم السلطه،ولكن كانت اقوى بجيشها وسلاحها.تم تراجعنا هذه المره من حيث ما اتينا باتجاه الوراء وباتجاه مناطق اخرى من كردستان كنا نجتاز طرقا وجبالا مرورا بقرى مهجوره تحتضن اثاث بيوتها والتموين والملابس، وبيوت مدمره وحيوانات وطيور بيتيه سائبه،قرى لم تخمد فيها النار بعد،قرى ينبعث منها دخان الحرائق دون انقطاع.كان كل شى هناك وعلى امتداد الطريق يقول ان السلطه الفاشيه تقتل الحياه هنا.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل