أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - النظام الإيراني والاختبارات الصعبة؛ وماذا بعد؟














المزيد.....

النظام الإيراني والاختبارات الصعبة؛ وماذا بعد؟


سامي خاطر

الحوار المتمدن-العدد: 8127 - 2024 / 10 / 11 - 10:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


واجه النظام الإيراني في السنوات الأخيرة سلسلة من التحديات الداخلية والخارجية التي جعلت مستقبله موضع تساؤل، ولم تقتصر تلك التحديات على الأزمات الاقتصادية والسياسية فحسب بل شملت أيضاً تطورات اجتماعية وثقافية عميقة، بالإضافة إلى ضغوط دولية متزايدة، وقد مثلت هذه الأزمات اختباراً صعباً للنظام في طهران، وقد تدفعه نحو مفترق طرق حاسم بشأن استمراريته وشكله المستقبلي.
تعيش البلاد أزمة اقتصادية طاحنة نتيجة الاستبداد والفساد المستشري داخل مؤسسات الدولة، وعدم الشفافية في توزيع الثروات مما فاقم الأوضاع وأدى إلى تصاعد حالة الاستياء الشعبي، وظهور موجات من الاحتجاجات، كما يعاني القطاع المصرفي من أزمات سيولة حادة على الرغم من المدخولات المالية الهائلة للبلاد، وقد أدى كل ذلك إلى تآكل شرعية النظام لدى غالبية الشعب خاصة الطبقات المعدمة والفقيرة والمتوسطة التي أصبحت التي توقن أن النظام سبباً لمآسيها، على الصعيد الدولي يواجه النظام الإيراني رفضاً شديداً بسبب تورط النظام في صراعات إقليمية متعددة مثل سوريا واليمن الأمر الذي أدى إلى تزايد العزلة الدولية بشأنه، وأما أبرز التحديات التي يواجهها نظام الملالي اليوم هي التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية الكبيرة داخل المجتمع الإيراني حيث أن قرابة الـ 60% من سكان إيران ممن هم دون سن الثلاثين، وتعاني الغالبية العظمى من هذه الفئة من البطالة وقيود صارمة على الحريات الشخصية خاصة فيما يتعلق بالنساء، وتشهد البلاد في الوقت ذاته نهضة نسوية كبيرة حيث قادت النساء العديد من الاحتجاجات مقتديات بنساء منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية مطالبات بإنهاء القوانين التمييزية بحق النساء مثل الحجاب الإجباري والتمييز في سوق العمل وشؤون الأسرة.
ماذا بعد؟
أمام النظام الإيراني عدة خيارات جميعها صعبة ومعقدة، واستمراره على نهجه الحالي من القمع الداخلي والتوسع الإقليمي والتحدي الدولي قد يؤدي إلى المزيد من العزلة والمزيد من الاحتجاجات انتهاءً بانهيار النظام على المدى الطويل، من ناحية أخرى قد يحاول النظام تقديم تنازلات داخلية أو التفاوض مع قوى الاسترضاء والمهادنة العالمية لإيجاد مخرج من أزماته، وهذا أكبر دليل على ضعف النظام وهروبه من أزماته إلى الأمام بتقديم التنازلات التي دأب عليها مضحياً بحلفائه وجنوده وضارباً بشعاراته عرض الحائط.
ماذا وراء سياسة ومناورات وردود أفعال النظام الإيراني؟
دفع الغرب بملالي إيران منذ استيلائهم على ثورة عام 1979الوطنية ليكونوا لاعباً أساسياً في منطقة الشرق الأوسط، ولم يخلو هذا الدور من التوترات والاضطرابات على مختلف الأصعدة؛ فسياسة النظام الإيراني سواء الداخلية أو الخارجية منها تتسم بالعديد من التناقضات والمناورات التي تسعى إلى تعزيز مصالح النظام وضمان استمراريته، ولفهم خلفيات هذه السياسة وردود أفعال النظام يجب استعراض دوافعها وسياقاتها المختلفة التي تُشكل الإطار العام لحركة النظام الإيراني، وإحدى أهم أولويات النظام الإيراني هي الحفاظ على بقائه واستمراريته وحماية النظام السياسي الحالي، وتسيطر هذه العقيدة على تفكير قيادات نظام ولاية الفقيه وتحدد مسار السياسات الداخلية والخارجية، لذلك تُعتبر أي تحركات تهدد بقاء النظام بمثابة تهديد وجودي يستدعي ردود فعل حادة وصناعة أزماتٍ إقليمية وعالمية، ويأتي قمع الاحتجاجات الشعبية مثل تلك التي اندلعت عام 2009 عقب الانتخابات الرئاسية، أو انتفاضتي 2019 و2022 كانعكاس لهذه السياسة؛ فالنظام يرى في أي حركة شعبية مطالبة بالتغيير أو بالإصلاح تهديداً مباشراً لوجوده، ولذا يستخدم كل ما في جعبته من أدوات قمعية للسيطرة على الأوضاع، وهنا تتجلى مناورات النظام السياسية في محاولته تصوير أي احتجاجات أو انتقادات داخلية على أنها مؤامرات خارجية تهدف إلى تقويض الاستقرار سعيا منه إلى خلق مبررات لقمع أي حراك شعبي بالقوة.
على الصعيد الخارجي يسعى النظام الإيراني إلى توسيع نفوذه في المنطقة كوسيلة لضمان أمنه الداخلي، ويتدخل ملالي إيران في العراق، سوريا، اليمن، ولبنان وفلسطين من خلال دعمها لحلفائها المحليين مثل "حزب الله" أو "الحوثيين" ضمن توجهها ورغبتها في بناء "هلال شيعي" يضمن لها دوراً مهيمناً في الشرق الأوسط وتشكيل حواجز خارجية ضد أي تهديدات إقليمية.
استخدم النظام الإيراني ما أسماه بـ تصدير الثورة والطائفية كوسائل لتعزيز الولاءات الطائفية وتعبئة جنودها ما يمنحه قوة التأثير في الأحداث الإقليمية كلاعب إقليمي بدعم من الغرب باتجاه ترويض العرب لصالح الغرب، ويروق ذلك للملالي حتى ولو كلفهم رؤوس كافة قادة حزب الله اللبناني وحماس والحوثيين وقاسم سليماني وإبراهيم رئيسي، ويرى النظام أن انخراطه الإقليمي ضروري لحماية حدوده وأطماعه الاستراتيجية وإبعاد أي تهديد عسكري مباشر عنه، كما أن وجود ما يسمى بـ الحرس الثوري في قلب السلطة يمكّن النظام من فرض قبضته الحديدية على الشؤون الداخلية، وممارسة نفوذه في الخارج من خلال العمليات العسكرية والاستخباراتية، وعلى الرغم من ذلك كله يبقى النظام في أصعب خياراته حيث يفقد كبريائه وثقة أنصاره إقليمياً بعدما فقدها داخلياً.



#سامي_خاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تتوقف مسيرة كيلهم بألف مكيال بل تتطور.. هكذا هو الغرب مع ...
- الازدواجية والصفقات المشبوهة بين الملالي والغرب بعد حرب أوكر ...
- بزشكيان تخلى عن خدمة الشعب الإيراني قبل تعيينه رئيساً


المزيد.....




- بحضور ترامب... تستقبل كاتدرائية نوتردام ضيوفها بعد 5 سنوات م ...
- جزء من -تاريخ فرنسا-.. كيف استعاد أُرغن كاتدرائية نوتردام ال ...
- بعد 5 سنوات من الحريق... كاتدرائية نوتردام تستعيد رونقها وتف ...
- ترامب يشارك فى مراسم افتتاح كاتدرائية نوتردام بباريس بعد ترم ...
- بحضور أربعين رئيس دولة وحكومة... إعادة افتتاح كاتدرائية في ب ...
- ترامب وزيلينسكي في ضيافة ماكرون قبيل إعادة افتتاح كاتدرائية ...
- عراقجي: إجتماع بغداد رسالة لدعم سوريا في مكافحة الجماعات الت ...
- كاتدرائية نوتردام في مهب رياح التاريخ
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. عمق أدبي وفني يكاد يضاهي الأهمي ...
- عراقجي: اكدنا على دعم سوريا ضد الجماعات التكفيرية المدعومة م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - النظام الإيراني والاختبارات الصعبة؛ وماذا بعد؟