أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمار أسامة جبر - عام على المجزرة














المزيد.....

عام على المجزرة


عمار أسامة جبر
كاتب

(Ammar Jabr)


الحوار المتمدن-العدد: 8122 - 2024 / 10 / 6 - 16:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


ربما وددت أن أكتب في ظروف أفضل، ظروف نعيشها في ما يسمى الشرق الأوسط الذي وسم بالجديد بعدها، في إشارة إلى تغير قواعد اللعبة والخلط المستمر لأوراقها وموازين القوى فيها، التي ما زال مسرحها المفضل بلادنا العربية، المقسمة حدوديًا وسياسيًا وبل طائفيًا وعرقيًا، وينخر في أضلعها التحزب للدين والمذهب والعرق، في تناسي مطلق أننا أمة عربية يجمعها بمراحل متقدمة أكثر مما يفرقها، ولو حددنا تلك المشاكل وأصولها سنتفق أنها أساسها سايكس بيكو وقرارات عصبة الأمم بالموافقة على منح الدول المستعمرة حق الانتداب والوصاية، ووجدنا أن إعادة بعث المارد العربي، واستنفار قدراته ليكون جبهة اقتصادية أجزم أنها ستكون موازية لمنطقة اليورو التي تشاركها العديد من دولها حوض المتوسط الذي يتفجر بالثروات التي ما زال أغلبها غير مكتشف إلى الآن.


يمر عام على بداية المجزرة، حيث أطلق المحتل الصهيوني يد زبانيته ومجرميه ومرتزقته من أبناء جلدتنا وسخروا لهذه المجزرة كل امكانيات العدة والعتاد وماكنات إعلامية جعلت العالم يعتقد -ولو لوهلة- أن تاريخ الصراع الفلسطيني-الصهيوني لم يبدأ إلا في السابع من أكتوبر، وكاد أن يسجل في ذاكرة الجيل الجديد، لولا الموجة العارمة من المظاهرات التي غصت بها شوارع العواصم، ولولا السلاسل البشرية والمظاهرات الطلابية التي أنارت الدرب للكثير من المغيبين عن الحقيقة أن هذا الاحتلال جاثم على صدور الفلسطينيين منذ سبع وستين عامًا، ولم تكن مجزرة غزة بكل ما حملت من إجرام ووحشية إلا إحدى صورها القاتمة، التي لم تعد ترقى فقط لجرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، بل لربما يجب على محكمة العدل الدولية، صياغة مصطلحات جديدة تضاف إلى مصطلحات الحرب لوصف ما حدث وما زال يحدث، فالكلمات تعجز عن وصف المذبحة التي فاق عدد ضحاياها واحد وأربعين ألف شهيد، وهو رَقَم لا نستطيع إيقافه لأن العمليات الحربية لجيش الاحتلال ما زالت قائمة لتبيد المباد أصلًا وتهدم ما تبقى من الأنقاض وتحصد المزيد من الأرواح المحاصرة، عدد لا نستطيع فصله عن الضحايا المدنيين والأبرياء، التي طالتهم يد الاحتلال المجرم، في سوريَا ولبنان واليمن، فالدم الفلسطيني امتزج مرة أخرى بدماء عربية زكية، جريمتها الوحيدة أنها تناهض دولة الاحتلال.


وفي ظل اختلال ميزان القِوَى، ومواقف الدول التي تخرس كل الأصوات المعارضة لجرائم الاحتلال، نستطيع وبشكل لا لبس فيه، اكتشاف الهوة الواسعة في الضمير العالمي فهو ينظر إلى الأزمة الروسية-الأوكرانية، بعين العطف وتذليل العقبات وبحث سبل إنهاء ما يحدث، وفي النظير لا يرى الدَّم المراق على مدار عام كامل، وبل يطالب الضحية بالصبر على القتل والإبادة وإنهاء وجود عائلات بِرُمَّتها من السجل المدني، ونقص الغذاء والدواء وأبسط مقومات الحياة في منطقة جغرافية لا تتسع لعشرات الآلاف من البشر، تغص الان بما يقارب المليونين ونيف من المواطنين العزل، التي لا تقيهم خيم ألإغاثة أبسط الشظايا المتناثرة، فلا تدري بمن تستغيث وما هو المطلوب منا فلسطينيًا حتى يرانا العالم ونيقظ عين العدالة النائمة، عين سهرت قِوَى عظمى لتهديد ممثليها وإجبارهم على التراجع والعدول عن قولهم جزءًا من الحقيقة المرة، حقيقة أن الهولوكوست الفلسطيني ما زال مستعرًا منذ سبعةٍ وستين سنة، ولا سبيل لإخماده إلا بعودة الحق الفلسطيني المغتصب لأصحابه الشرعيين وإنهاء الاحتلال وتفكيك المستوطنات ونقل المستوطنين إلى بلدانهم الأصلية، وعودة اللاجئين إلى التراب الوطني الفلسطيني، وأن يملك العالم من الشجاعة على إنهاء هذا السرطان الذي تغلغل في فلسطين، واغتال الحياة بكل دَم بارد.



#عمار_أسامة_جبر (هاشتاغ)       Ammar_Jabr#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهولوكوست في فلسطين
- الجنيه الفلسطيني ماضٍ مُغيب
- النكبة حكاية العائدين
- الاصطفاف الدولي . فلسطين مثالاً
- غزة التي لا يغيب الموت عنها
- جمهورية الموز المُخدر
- غزة والقذيفة الأخيرة
- الانطلاقة 59
- الصهيونية
- ستنتهي الحرب
- الحرب
- أكتوبر ونيف
- بريكس BRICS
- ثلاثة مسامير في نعش الكيان
- جيوبوليتيك الدولة الفلسطينية
- النكبة .. جريمة مستمرة
- النكبة.. جريمة مستمرة
- الميليشيات الصهيونية، وجه الافعى الأخر
- أزمة كيان الاحتلال مع التعديلات القضائية
- الأوروبيون الجدد


المزيد.....




- وفاة الرئيس النيجيري السابق محمد بخاري عن عمر يناهز 82 عامًا ...
- تايلاند تحتفل بـ-مو دينغ-: أصغر فرس نهر قزم يشعل الأجواء في ...
- هل تقبل -قسد- باندماج كامل في الجيش السوري أم تخاطر بمواجهة ...
- السبب وراء تفجّر المواجهات المسلحة بين الدروز والبدو في السو ...
- ما وراء الخبر.. دمشق و-قسد- تباطؤ في تنفيذ اتفاق مارس
- الاحتلال ينقذ متعاونين بعد تفجير منزل جنوب القطاع
- تحقيق للشيوخ الأميركي: انهيار أمني وإخفاقات لا تغتفر وراء مح ...
- هل انتهى عهد رمز القوة البحرية الروسية -الأدميرال كوزنيتسوف- ...
- رفيق القائد الضيف يكشف تفاصيل جديدة عن حياته ومسيرته
- الاتحاد الأوروبي يطالب الصين بإجراءات مناخية أكثر طموحا


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمار أسامة جبر - عام على المجزرة