أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد قيس كاظم - الفن التشكيلي في العراق: هوية ثقافية وإبداع متجدد














المزيد.....

الفن التشكيلي في العراق: هوية ثقافية وإبداع متجدد


محمد قيس كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 8119 - 2024 / 10 / 3 - 11:39
المحور: الادب والفن
    


يُعد الفن التشكيلي من أبرز التعبيرات الثقافية التي تعكس هُوية الشعوب وتاريخها، وفي العراق، يُعتبر الفن التشكيلي جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي والحضاري للبلاد. يمتد تاريخ الفن التشكيلي في العراق لآلاف السنين، بدءًا من الحضارات القديمة مثل السومرية والأكدية، وصولاً إلى العصر الحديث الذي شهد تطورًا ملحوظًا في هذا المجال.

ترجع جذور الفن التشكيلي في العراق إلى العصور القديمة، حيث كان للفنون البصرية دورٌ محوري في التعبير عن الحياة اليومية والدينية. استخدمت الحضارات القديمة مثل السومرية والأكدية الفنون في النقوش على الألواح الطينية والمعابد، مما يعكس ثقافة غنية ومتميزة. تمثلت هذه الفنون في التصوير والنحت والزخرفة، حيث كانت تُستخدم لتمجيد الآلهة ولتوثيق الأحداث التاريخية.

مع بداية القرن العشرين، شهد العراق تغييرات كبيرة في مجالات متعددة، بما في ذلك الفن التشكيلي. تأسست المدارس الفنية وتنوعت الاتجاهات الفنية، حيث بدأ الفنان العراقي في استلهام تراثه الثقافي مع الانفتاح على تيارات الفن الحديث. كانت هناك حركة نشطة للفنانين العراقيين في الأربعينيات والخمسينيات، حيث أقيمت معارض فنية ونُظمت فعاليات ثقافية أسهمت في تطوير الفن التشكيلي.

تجسد هذه الفترة تشكيلة متنوعة من الأساليب الفنية، بدءًا من التعبيرية والانطباعية، وصولًا إلى السريالية والتجريد. اشتهر العديد من الفنانين العراقيين في هذا الوقت، مثل فائق حسن وجواد سليم، حيث أضفوا لمسة عراقية فريدة على أعمالهم، ممزجين بين التراث والحداثة.

على الرغم من الأزمات السياسية والصراعات التي شهدها العراق في العقود الأخيرة، ظل الفن التشكيلي متجذرًا في الوعي الجمعي للعراقيين. عكست أعمال الفنانين العراقيين الواقع المرير الذي عاشته البلاد، حيث تجلت مشاعر الألم والأمل في لوحاتهم. استخدم الفن التشكيلي كوسيلة للتعبير عن المعاناة الإنسانية، بل وأصبح رمزًا للصمود والثبات.

مع ظهور جيل جديد من الفنانين، يُلاحظ تجدد الإبداع في الفن التشكيلي العراقي. يستخدم الفنانون الشباب التقنيات الحديثة مثل الرسم الرقمي والتصوير الفوتوغرافي، بالإضافة إلى المواد التقليدية. يجمعون بين التأثيرات العالمية والتراث الثقافي، مما يساهم في إنشاء لغة بصرية جديدة تعبر عن الهوية العراقية المعاصرة.

تُعتبر الفعاليات والمعارض الفنية المحلية والدولية منصة مهمة لعرض أعمال هؤلاء الفنانين، حيث تمكنهم من التفاعل مع جمهور أوسع والترويج لفنهم. تمثل هذه الفعاليات فرصة لإعادة إحياء الاهتمام بالفن التشكيلي وفتح آفاق جديدة للإبداع.

يلعب الفن التشكيلي دورًا هامًا في تعزيز الهوية الثقافية ورفع الوعي الاجتماعي في العراق. يُستخدم كوسيلة للتواصل الاجتماعي وتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة. تسهم المعارض الفنية وورش العمل في بناء مجتمع فني نشط، يشجع على الإبداع والتفاعل بين الفنانين والجمهور.


يظل الفن التشكيلي في العراق رمزًا للتراث الثقافي والهوية الوطنية، مع استمرار تطوره ومواجهة التحديات. يعكس تاريخ الفن التشكيلي مسيرة طويلة من الإبداع والعطاء، ويعد اليوم جزءًا من مشروع ثقافي يعكس الروح العراقية المعاصرة. بفضل جهود الفنانين والمجتمع، سيستمر الفن التشكيلي في العراق في الإبداع والتجديد، ليظل جسرًا يربط الماضي بالحاضر والمستقبل.



#محمد_قيس_كاظم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرف الصخر
- ويكيبيديا.. وفلسطين


المزيد.....




- -بطلة الإنسانية-.. -الجونة السينمائي- يحتفي بالنجمة كيت بلان ...
- اللورد فايزي: السعودية تُعلّم الغرب فنون الابتكار
- يُعرض في صالات السينما منذ 30 عاما.. فيلم هندي يكسر رقما قيا ...
- -لا تقدر بثمن-.. سرقة مجوهرات ملكية من متحف اللوفر في باريس ...
- رئيس البرلمان العربي يطالب بحشد دولي لإعمار غزة وترجمة الاعت ...
- عجائب القمر.. فيلم علمي مدهش وممتع من الجزيرة الوثائقية
- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟
- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية
- اللحظة التي تغير كل شيء


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد قيس كاظم - الفن التشكيلي في العراق: هوية ثقافية وإبداع متجدد