أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - المقاربات المتناقضة بين فتح وحماس














المزيد.....

المقاربات المتناقضة بين فتح وحماس


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8106 - 2024 / 9 / 20 - 11:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


من الطبيعي عندما تستعرض ما يصدر عن حركة فتح وعنوانها السلطة الفلسطينية وعن حركة حماس على لسان مسؤوليها، أن تكتشف بسهولة أن هناك فارقا كبيرا في منطق ومقاربات الجانبين من مفهوم الوحدة واليوم التالي للحرب على غزة.
ففيما تتجاهل الجهتين ما سبق أن اتفقتا عليه فيما سمي إعلان بكين عن الوحدة الوطنية لمواجهة محرقة غزة بتشكيل "حكومة وفاق وطني مؤقتة بتوافق الفصائل وبقرار من الرئيس الفلسطيني".
فإن المراقب يستطيع وبسهولة أن يخمن نوايا الطرفين، وهو أن كلا منهما له ليلاه التي يغني عليها, من ذلك ما أكده الرئيس محمود عباس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، عقب لقائهما في العاصمة مدريد عن عزم دولة فلسطين على استلام دولة فلسطين لولايتها في قطاع غزة إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية، وأنه سيتوجه إلى قطاع غزة مع القيادة الفلسطينية والأمين العام للأمم المتحدة ومن يرغب من ممثلي الدول والمنظمات الدولية،" ويؤكد أن أوبة السلطة هي "وقف العدوان على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة وإعادة الإعمار والذهاب لعملية سياسية تنهي الاحتلال وتحقق الأمن والاستقرار والسلام للجميع في المنطقة".
لكن الرئيس لم يذكر كيف يكون ذلك قبل الوصول إلى موقف فلسطيني موحد من كل ما يجري في غزة والضفة، فيما جيش الاحتلال ينتشر في غزة؟ في خين تعتبر بقايا سلطة حماس من جهتها أنها صاحبة الحق في ذلك وهو ما سماه خالد مشعل "الهيمنة"، كونها هي التي تقاتل العدو، وما يزال نفوذها حاضرا عبر أدواتها الأمنية الناشطة في القطاع رغم التذمر والنقد المتزايد من السكان لدور حماس، التي لا يهمها سوى مصالحها على حساب دماء الغزيين.
هذا الشعور من قبل سكان غزة الذي وصفهم خالد مشعل بأنهم أقلية موقف بعيد عن النزاهة بمعناها الفكري والأخلاقي، وكأن نكبة غزة أمر مرحب به ممن عاشوها، وهي التي طالت كل سكان غزة، دون أن يعني ذلك عدم وجود مؤيدين لحماس من أصحاب الولاء والبراء والمرتبطين ماليا بها كسلطة، وكذلك من القوى الأخرى التي التحقت بمشروع حماس من الفصائل.
وأي قراءة في خطاب حماس من جهة، وموقف الرئيس عباس في استعادة السلطة في غزة ، الذي يأتي وكأنه نوع من الفرض على حماس الذي لا يختلف اثنان أنها لن تفرط بسهولة في سلطتها المطلقة في غزة هكدا دون حصة ترضيها .. كونها الأحوج إلى غطاء وطني فلسطيني في ظل وسمها بالإرهاب.. وهي تستطيع أن تعرقل جهود السلطة في استعادة القطاع الذي هو بالمعني الوطني حق وواجب يعلو التقسيم الفصائلي.
وريما هذا يحتاج إلى تغيير في ذهنية البعض من مسألة الوحدة والوطن في كليته.. أي مغادرة مفهوم الاستحواذ ونفي الآخر والأسوأ، هو مفهوم الهيمنة عندنا يكون مكونا حاضرا بقوة في فكر طرف فلسطيني، لأن دلك يعني ببساطة، أنه إن لم يكن نفيا لبقية القوى فهو تهميش لها، لتكون تابعة له باعتباره المركز الذي تدور حوله كل قوى المشهد الفلسطيني..
هذا النزوع المفارق عبر عنه زعيم حماس في الخارج خالد مشعل في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" في الدوحة عندما قال من أنه واثق من أن الحركة ستلعب دورًا مهيمنًا في غزة بعد الحرب، والهيمنة تعني: سيطرة مجموعة على أخرى، التي غالباً ما تدعمها معايير وأفكار شرعية. وكثيرًا ما يستخدم مصطلح الهيمنة اليوم كاختصار لوصف المركز المهيمن نسبيًا لمجموعة معينة من الأفكار وما يرتبط بها من ميل إلى أن يصبح أمرًا شائعًا وبديهيًا، مما يَحول دون نشر الأفكار البديلة أو حتى التعبير عنها. ويستخدم مصطلح المهيمن لتحديد الفاعل أو الجماعة أو الطبقة أو الدولة التي تمارس قوة الهيمنة أو المسؤولة عن نشر أفكار الهيمنة.
وربما يعتبر البعض أن هذا النزوع نحو الهيمنة أمرا طبيعيا لقوى تمتلك معطيات ذلك بشكل موضوعي وليس من منطلق إرادوي، لكن ليس بوسائل القهر والغلبة سيما في الحالة الفلسطينية. وهو ما يجب أن يعيه الكل الفلسطيني وخاصة حركتي حماس وفتح، سيما أن حماس التي كانت هي أول من حاول تغيير الواقع في غزة ليس بالقوة الناعمة، ولكن بالعنف الدموي عندما استولت على السلطة في قطاع غزة عام 2007. ويبدو أن مشعل ما يزال يعكس هذا النزوع في فكر حماس.
وهو نزوع ربما يغذيه فهم حماس أن الكل بات يتعامل معها كمقرر في الواقع الفلسطيني فخالد مشعل يعتبر موقف بايدن من أنه لم يعد يتحدث عن القضاء على حماس وإنما في التفاوض معها؛ وإن بشكل غير مباشر، وأن الولايات المتحدة وهي تقول الآن: "نحن ننتظر رد حماس". فهو اعتراف "بحماس"، ربما في ذهن مشعل وغيره، أنها يمكن أن تكون عنوانا للحالة الفلسطينية في غزة وغيرها.
وكأني بحماس تريد القول.. إن هدف الطوفان كان أن يعترف الجميع، خاصة أمريكا بها كفاعل مقرر سياسي وأمني في قطاع غزة وفي المشهد الفلسطيني كله.. وهذا الفهم المشوه لموقف الأطراف المعادية، ربما يكون وصفة لجعل الوحدة الوطنية أمرا بعيد المنال..



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في هدف الطوفان لدى السنوار ومشعل
- وبعد.. إن النهاية قد حانت
- نتنياهو.. ينجح في جر حماس لمربعه
- الصهيونية المسيحية.. أمريكا هي -إسرائيل- و-إسرائيل- هي أمريك ...
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (الأخيرة)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (11)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (10)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (9)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (8)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (7)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (6)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (5)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (4)
- زيارة عباس.. نحو تطويق تعنت نتنياهو وفشل بايدن
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية.. (3)
- مفاوضات الفرصة الأخيرة..على وقع رفض حماس وقبول الكيان المقتر ...
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية ..(2)
- طوفان حماس.. مقاربة مختلفة
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (1)
- المقاومة محاولة للفهم بعيدا عن التصنيم


المزيد.....




- وسائل إعلام: حرائق الغابات تهدد 27 مليون نسمة في شمال شرقي ا ...
- اشتباكات بنابلس وقوات الاحتلال تقتحم عدة بلدات بالضفة
- مظاهرات بإسرائيل تطالب بصفقة تبادل ووقف الحرب
- القائد العام السابق للناتو في أوروبا: ترامب قد يجبر كييف على ...
- السودان يطلب مساعدة روسيا في مواجهة الضغوط الغربية
- ترامب يشكل اللجنة الخاصة بتنصيبه
- -400 يوم من الإبادة الجماعية-.. المكتب الحكومي بغزة ينشر إحص ...
- مصر.. إصابة 41 شخصا في حادث انقلاب أتوبيس برأس سدر بينهم روس ...
- ترامب: نيكي هيلي ومايك بومبيو لن يكونا ضمن إدارتي المقبلة
- وزير الخارجية الفرنسي: أوروبا مهددة بالانقسام والتبعية لواشن ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - المقاربات المتناقضة بين فتح وحماس