|
الانسحاب الامريكي من العراق.. يحتاج الى إرادة عراقية واحدة وموحدة وصلبة وثابتة على هذا الطريق
مزهر جبر الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 8100 - 2024 / 9 / 14 - 09:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(الانسحاب الامريكي من العراق.. يحتاج الى إرادة عراقية واحدة موحدة وصلبة وثابتة على هذا الطريق) واجه الاحتلال الامريكي للعراق؛ مقاومة شرسة، اجبرت امريكا في النهاية على توقيع اتفاق الانسحاب في عام 2011، والذي تضمن ايضا؛ التوقيع بين العراق وامريكا على اتفاقيتي الاطار الاستراتيجي، أو ان الانسحاب الامريكي من العراق كان بند من بنود اتفاقيتي الاطار الاستراتيجي. لكنها عادت مرة اخرى بقوات مقاتلة في عام 2014، وكما تقول امريكا من انها عادت بطلب من الحكومة العراقية في عهد العبادي؛ بعد سيطرة التنظيم الارهابي داعش على اربع محافظات في شمال وغرب العراق، والذي تشكك البعض من المصادر الصحفية والتحليلات السياسية؛ بان امريكا طرف في هذه السيطرة. أما من وجهة النظر الشخصية فان امريكا ليس لها علاقة مباشرة في هذه السيطرة وفي ذات الوقت لها علاقة تامة وكاملة في هذه السيطرة، إنما بطريقة غير مباشرة. فقد حالت دون تسليح الجيش العراقي، بكل صنوف التسليح بما فيها القوة الجوية( طائرات ال اف 16لم يتسلمها العراق الا قبل سنوات قليلة)، والسيطرة الجوية على اجواء العراق وارضه، مما ساهم مساهمة كبيرة في معاونة التنظيم الارهابي داعش من السيطرة على اربعة محافظات، اضافة الى الاسباب الاخرى المعروفة، ولا حاجة هنا لذكرها فهي معروفة لدى القارىء. قبل ايام تم الاعلان عن الاتفاق الامريكي العراقي على انسحاب القوات الامريكية من العراق في عام 2025على ان يتم الانسحاب كاملا في نهاية عام 2026؛ هذا الاعلان جاء على لسان رئيس الوزراء، السيد محمد شياع السوداني. لكن من الجانب الثاني المصادر الامريكية في الصحافة والتحليل السياسي، والمصادر الأخرى تؤكد ان امريكا لسوف تبقى في قاعدة الحرير في اربيل؛ لدعم وجودها في العراق ووجودها في سوريا. لكن من الجانب الثاني اكد المسؤولون الامريكيون بما فيهم الرئيس الامريكي من ان لا وجود لجدولة انسحاب القوات الامريكية من العراق. حسب المصادر الصحفية، وتصريحات المسؤولون الاكراد، والمسؤولون، او من يمثل السكان في غرب وشمال العراق؛ من انهم لا يؤيدون او لا يفضلون او يرفضون انسحاب القوات الامريكية من العراق؛ لأسباب ليست وطنية، بل لأسباب ومصالح عرقية ومذهبية. هناك اسئلة لابد من طرحها في هذه السطور المتواضعة وهي:- هل يتخلص العراق من النفوذ الامريكي على قراره السياسي؟ هل في قدرة العراق التخلص من السيطرة الامريكية على واردات العراق النفطية؛ اي التخلص من ايداعها في الفدرالي الامريكي؟ هل يشمل الانسحاب الامريكي؛ الانسحاب الامريكي من قاعدة حرير في اربيل؟ هل في قدرة العراق وفي هذه الظروف؛ ان يتم تسوية المواضيع المعلقة بين العراق والكويت بما فيها الحدود، والملفات الأخرى؟ ملف العلاقة بين العراق والكويت هي الاخطر والاهم؛ لأنها ترتبط بخروج العراق خروجا كاملا من البند السابع. ففي قرار مجلس الامن الدولي الذي قضى بخروج العراق من البند السابع؛ إنما تم وطبعا بإرادة امريكية اضافة نصا يقول ان بالإمكان اعادة العراق الى البند السابع حين يخفق في تسوية المواضيع المعلقة بينه وبين جيرانه. بكل تأكيد المقصود هنا؛ هي المواضيع المعلقة مع الكويت. هل يستطيع العراق من ان يقوم بتسليح الجيش تسليحا حديثا وفعالا؛ حتى يتمكن من حماية حدوده الجغرافية، وغير هذا الكثير مما يقع في خانة مهام الجيش.. هذه الملفات كلها تحتاج الى إرادة سياسية قوية وصلبة وثابتة في ايجاد المعالجات لهذه الملفات الخطيرة والشائكة والمعقدة في ظروف دولية واقليمية وداخلية هي الاكثر تعقيدا وتداخلا وتشابكا وتحولا. ثم من الواجب ان نفهم تماما ان امريكا لم تحتل العراق لترحل؛ الا بإرادة وطنية صلبة وثابتة، وصبر طويل النفس؛ يأخذ في الاعتبار الظرف الدولي والاقليمي والداخلي. امريكا وبعد اشهر من احتلالها للعراق قد بنت اكبر سفارة لها في قلب بغداد؛ هي الاكبر من كل سفاراتها في العالم بما فيها دول حلف شمال الاطلسي، كما ان لها قنصليتان في اربيل والبصرة. في المقابل ان للعراق بالإضافة الى السفارة العراقية في واشنطن؛ قنصليتان في ديترويت ولوس انجلس؛ ترعى مصالح اكثر من 500عراقي يعيشون في امريكا. عليه؛ فأن المطلوب هنا هو بناء علاقة امريكية عراقية متكافئة نصا وروحا شكلا ومضمونا نظريا وعمليا. هنا يظهر لنا السؤال التالي:- هل امريكا لجهة الواقع والحقيقة الموضوعية؛ هي في وارد بناء علاقة متكافئة؟ الإجابة نقرأها في التاريخ الامريكي؛ ففي تأريخ السياسة الامريكية حتى مع حلفائها من دول الناتو، وهي دول كبرى واخرى متوسطة القوة والقدرة؛ لم تكن علاقة متكافئة ابدا، بل هي املاءات امريكية تخدم الاهداف الامريكية، كمثال لا الحصر الحرب في اوكرانيا فهي تخدم اهداف امريكا وتضر بمصالح دول اوروبا.. عليه؛ كيف تكون علاقة متكافئة بين امريكا والعراق؟ بكل تأكيد لن تكون كذلك ابدا، ألا في حالة واحدة؛ ايجاد اجابات عملية؛ تعالج كل الملفات التي طرحتها في الذي سبق من هذه السطور المتواضعة؛ معالجة تمامة وكاملة وبإرادة عراقية تامة ايضا، وواحدة موحدة في الرأي حول المعالجة لهذه الملفات، بما ينتج عنه اجراءات عملية قابلة للتحقيق على ارض الواقع؛ بموقف عراقي صلب وثابت؛ وبمسار محدد بالمنهج والعمل الاجرائي الموضوعي الذي يأخذ في التخطيط والعمل والتنفيذ كل الوضع الداخلي والعربي والاقليمي والدولي، الذي يشهد تغييرات وتحولات دراماتيكية، معقدة ومتداخلة ومتشابكة، وسريعة الحركة في التغير والتحول. لو تم استثمارها استثمارا منتجا؛ وبإرادة عراقية وطنية صلبة بهدف تحرير العراق من السيطرة الامريكية، ليس العسكرية فقط، بل كل مداخل السيطرة. لكان لها ما سوف تسعى إليه، ولو بعد صراع قد لا يكون قصيرا. الأكيد لن يكون سهلا، بل صعبا جدا، لكنه قابل للتحقيق بإرادة كل العراقيين على طريق تضميد جروح السيادة، وتحرير القرار السياسي والاقتصادي من الهيمنة الامريكية في ظل وضع دولي؛ يشكل عوامل مساعدة، وعوامل مساندة من هذا الوضع الدولي المتحول الذي تبحث اقطابه عن مواقع عربية واقليمية ودولية؛ تعزز صراعها مع خصمها او خصومها. هنا اقصد المحور الصيني الروسي الذي يخوض صراعا مع امريكا والغرب في الذي يخص تغيير النظام العالمي الى نظام متعدد الاقطاب، الى نظام عادل.. كما تقولان روسيا والصين عنه
#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراق بين الاحتلالين البريطاني والامريكي..في زمنين وظرفين م
...
-
العراق بين الاحتلالين البريطاني والامريكي..في زمنين وظرفين م
...
-
فلسطين: المقاومة لسوف تستمر
-
لا ولم ولن يكون هناك استقرار وسلام وتعاون وتفاعل بين دول الم
...
-
المقاومة الفلسطينية.. سوف تنتصر وان طال عليها الزمن وتآمر عل
...
-
الانتظار المفتوح زمنا في الرد على جرائم اسرائيل.. يخدم اسرائ
...
-
قراءة في رواية احدب نوتر دام..سرديات التنوير
-
دولة الاحتلال الاسرائيلي تواصل اشعال الحرائق وتستمر بذبح الف
...
-
العراق: شعب واحد في وطن واحد
-
سياسة الاغتيالات الاسرائيلية لقادة المقاومة: تعكس العجز واله
...
-
قراءة في اللوبي الاسرائيلي في السياسة الخارجية الامريكية/3
-
امريكا شريكو لكل سياسة الاغتيالات الاسرائيلية
-
في ذكرى ثورة 14تموز المجيدة ولو متأخرا
-
خطاب نتنياهو امام مجلسي الكونجرس، النواب والشيوخ: اكاذيب واو
...
-
خطاب نتنياهو اماما الكونجرس الامريكي بمجلسيه النواب الشيوخ:
...
-
فلسطين- الاوطان العربية: هناك محوران مصارعان فيهما
-
مفاوضات وقف اطلاق النار في غزة: لعبة تكتيكية امريكية اسرائيل
...
-
قراءة في اللوبي الاسرائيلي والسياسة الخارجية الامريكية
-
انبوب البصرة- العقبة: مشروع امريكي؛ لن يكت حظا له، ابدا، من
...
-
العلاقات الامريكية الاسرائيلية السعودية.. متى بدأت والى اين
...
المزيد.....
-
حقائق سريعة عن منظومة -ثاد- الدفاعية التي تنشرها أمريكا في إ
...
-
الصين -تستعد للمعركة- بتدريبات عسكرية واسعة حول تايوان.. وتا
...
-
ماذا يجري في شمال غزة وما هي خطة الجنرالات؟
-
مراسلنا: عشرات القتلى والجرحى في غزة مع استمرار القصف الإسرا
...
-
بولندا بصدد زرع حقول للألغام على حدودها مع روسيا
-
ماذا حصد زيلينسكي في جولته الأوروبية؟
-
مشاهد لتدمير مروحية -التمساح- تجمّعا مدرّعا لقوات كييف على أ
...
-
الإعلام الإسرائيلي يحذر من اتخاذ مصر -قرارا دراماتيكيا- في ع
...
-
-كاساندرا- يتجه نحو موسكو
-
الحرب بين الدماء والاسترخاء.. حملة تجنيد -رومانسية- في أحضان
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|