أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبد الله أوجلان - الشعب الكردي سيتخذ القرار بنفسه















المزيد.....


الشعب الكردي سيتخذ القرار بنفسه


عبد الله أوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1774 - 2006 / 12 / 24 - 10:19
المحور: القضية الكردية
    


لا تزال الحكة مستمرة في الجزء السفلي من رجليّ و كذلك المعاناة من مشكلة البلعوم مستمرة أيضاً. إذا لم اكن مخطأً أعتقد بأنها مرض الفرانتجيتر. هنالك تورمات صغيرة في رأسي. ما عدا الموجودة في جبتهي هنالك عدة تورمات أصغر في القسم العلوي من رأسي، ربما قد لا تكون خطيرة و قد تكون وراثية.

بدلاً من التعامل مع المسائل الرئيسية لتركيا، يتعامل مع المسائل الاصطناعية كمسألة قبرص. فقضية قبرص مسألة ثانوية. المسألة الرئيسية هي مسألة الديمقراطية. يجب هضم و نشر الوعي الديمقراطي. دون حل القضية الكردية عبر الطرق السلمية و الديمقراطية لن يكون ممكناً حل مسألة قبرص و مسائل تركيا الأخرى. فإن حلت هذه القضية فسيكون ممكناً حل المسائل الأخرى أيضاً. و سيتم توجيه مليارات الدولارات المخصصة للحرب سابقاً للأستثمار في الرفاه والتنمية الأقتصادية. حينها ستتدمقرط تركيا و تغدو كدولة نموذجية لكل شرق الأوسط. لقد أتضح بإن محاولات حل مسائل تركيا كمسألة قبرص و المسائل الأخرى عبر الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الأوروبي لم تأتي بنتيجة ما.

قد لا يتم اللقاء أسبوعياً. أستطيع الاستماع للمذياع، و إن كان ذو قناة واحدة فقط، إلا أنني استمع إلي قناة (TRT). و كذلك الأمر بالنسبة للجرائد، و إن كانوا يؤخرونها إلا أنهم يعطونها لي. فأقرأ فيها التقييمات المنشورة بحقي. كتب محمد علي قشللي في إحدى مقالاته مقارناً بيني و بين (برولو كوزمن) و مقترحاً تطبيق نموذج كوزمن عليّ. و يوضح بوجوب الاستفادة مني كما الحال مع كوزمن. تعرفون بأن علاقات محمد علي قشللي قوية مع الأوساط العسكرية. قاموا باستخدام كوزمن مقابل تقديم بعض التنازلات الصغيرة له و تحسين ظروفه، و يقول بأنه من الممكن تطبيق أسلوب كوزمن عليّ أيضا. على أساس أنه بتطبيق أسلوب كوزمن سيقومون باستخدامي. هذا غير ممكن. أنا لن أكون كـ كوزمن. ليمحوا مثل هذه الأمور من عقولهم. لا بأس، يمكنهم الاستفادة مني، و هذا ما أريد القيام به أيضا، لكن ليس بالاقتراب بهذا الشكل البسيط. و أدعو كل من يفكر بهذا الشكر إلى التحلي بالجدية. لا يجب تشبيه وضعي مع كوزمن. منذ خمسة عشر سنة، انطلاقا من روح المسؤولية اكدح لأجل حل المسألة سلمياً و ديمقراطياً. أ لا يرون ذلك؟ يظهر بأنه في الآونة الأخيرة (بالتوازي مع حل المسألة) هنالك تهجم عليّ. حاولوا استخدام أساليب أخرى لكن المسألة لم تحل، فتوجهوا إليّ من جديد.

منذ خمسة عشر سنة و أنا أعمل لحل المسألة سلمياً و ديمقراطياً. لديّ نهجي الواضح. نضالنا مستمر على هذا النهج لحل هذه المسألة. و ما زلتُ مصراً في هذه النقطة. لديّ مبادرتي و أستطيع استخدامها. عموماً كنت أتوجه من العام إلى الخاص أثناء محادثاتي إياكم، لكنني سأتوجه هذه المرة من الخاص إلى العام. أي أنني سأبدأ بالتحدث عن نفسي و من ثم سأقوم بتحليلاتي. لدياربكر مكانة و معنى خاص لديّ. و كنت قد عملتُ أثناء وظيفتي كموظف في دائرة المساحة في دياربكر. عملتُ في كايا بنار، أرسل بتحياتي إلى أهل كايا بنار. عشتُ بعضاً من مبادئي هنالك. مثلاً، تقابلتُ ولأول مرة مع قضية الرشوة. طبعاً هذه معاكسة تماماً لمبادئنا، بعد فترة قصيرة كانت هنالك اربعة آلاف ليرة في جيوبنا. لكن في النتيجة، كنا نأخذ الأراضي المعنية من الأغوات و نوزعها على القرويين الفقراء. فقد كان قد تم قبول أخذ تلك النقود بنية إعادة استثمارها مجدداً لأجلهم، لأجل الفقراء و لأجل الحركة بأي شكلٍ كان. و في النتيجة فقد تم صرفها في هذه الأمور، أي في النضال. دائماً أقدم هذا المثال، أن نضالي هذا، قد بدأ من عراكي مع أمي.

بعد ذلك، هنالك تجاربي الطلابية في اسطنبول و بعدها انتقلت إلى انقرة. هذه المراحل معروفة. في أنقرة ناضلنا قبل كل شيء جنباً لجنب مع الثوار الأتراك. لكن هذا لم يجلب نتيجة فاضطررنا إلى رسم طريقنا بأنفسنا. بالأخص بعد مرحلة قتل ماهر جايان و إعدام دنيز كزميش قمنا بتكثيف نضالنا كثيراً. حينها كان نهجنا الصارم هو نهج التحرر الوطني. قمنا و بالاستفادة من لينين و ماو و هوشي مين و تجاربهم النضالية في رسم نهجنا الخاص. نضال التحرر الوطني كان مبدأ صارماً من مبادئ مفهوم الاشتراكية، و نحنُ كنا نقوم بتطبيق ذلك تماماً. في الحقيقة أنني كنتُ شخصاً متديناً في 1969. و كنتُ قويماً في صلواتي. مع التعرف على الاشتراكية، فقد حلت الاشتراكية كدينٍ جديد بالنسبة إليّ. فعشتُ الاشتراكية كديانة. فكيفما للدين قواعد صارمة جداً، فكانت للاشتراكية أيضاً، حينها، بالنسبة إلينا قواعد صارمة و قطعية يجب تطبيقها كما الحال مع قواعد الدين. هذا الوضع أستمر حتى بداية عام 1990. ففي بداية 1990 جرت تغيرات سريعة جداً على الظروف العالمية و الإقليمية. هذه التغيرات أظهرت لنا بأننا لن نصل إلى حلاٍ نهائي بالتحررية الوطنية. في تلك الفترة دخلنا في حالة بحث للحل.

ما بين سنوات 1993 و 1999 كانت كمرحلة تخبط و تكرر. كانت هنالك حوارات لنا أثناء فترة أوزال. و كذلك هنالك الجهود التي جرت من خلال مساعي طالباني. لكن، في تلك الفترة جرت حادثة موت أو إماتة أوزال. على أثرها بدأت مرحلة الحرب القذرة و الهجمات المكثفة كنتيجة التأييد اليي تلقتها جيلر من مركز الولايات المتحدة و انكلترا. قالوا لهم: " نحنُ سنضيفهم إلى قائمة الأرهاب، و أنتم أهجموا عليهم و أنهوهم و بهذا الشكل سنصهرهم". تطورت الحرب بشكلٍ مخيف، و كذلك تم محاولة اغتيالي في سوريا و لكنها جميعاً لم تجلب أية نتيجة. تم محاولة القضاء على (pkk) في تلك الفترة بهذا الشكل و لكن لم تعطى أيى نتيجة، اليوم ايضاً قد يكون هنالك من يحاول القضاء على (pkk) بنفس الشكل القديم، أحذرهم، لن يكون من الممكن أخذ اية نتيجة، فالمشكلة لن تحل بهذا الشكل. في تلك المرحلة وصلتنا بعض الرسائل من الشخصيات العسكرية، و بعدها وصلتنا رسائل من أربكان، لكن هذه المرحلة ايضاً لم تدم.

بعدها كان الثامن والعشرون من شباط كإنقلاب غير ناضج. فلو نجح ذلك الإنقلاب أعتقد بأنهم كانوا سيتحاورون معنا. بعد 1999 فقد اتضحت فكرنا واستراتجيتنا تماماً. تزامنت فترة المؤامرة مع هذه الفترة. كانت التنظيمات الاستخباراتية تتوقف عليّ بشكلٍ مكثف جداً دائماً. شاركت كل من موساد و (cia) و تنظيم المخابرات الانكليزية و المخابرات التركية(mit) في حيثيات المؤامرة. تم محاولة إخراجي من الدائرة بهذا الشكل. وكانوا سيدفعون بالقيادات الموائمة لسياساتهم إلى الواجهة. حاولت الولايات المتحدة سنة 1990 و من خلال طالباني بسحبي إلى جانبها؛ لكنها عندما رأت بأنني لن اتنازل عن مبادئي أخرجتنا من حسابها. المراحل التي أعقبتها معروفة، و ها قد وصلنا إلى هذه المرحلة. و أخيراً تم فتح قناة للتواصل من خلال (DTP)، سوف ننتظر لنرى. من اللازم الانتظار لنرى ما سيحدث حتى انتخابات رئاسة الجمهورية. من الضروري جداً خطو الخطوات حتى الأسبوع الأول من أيار. عكس ذلك، سوف أنسحب، و سأقول: أنا غير موجود في هذا الأمر. الشعب الكردي سيتخذ القرار بنفسه. لا أصدر التعليمات، أقول ما سيحدث مسبقاً، أحذّر، إن حدث ذلك ستنشب حرب أبدية، ستتنامى العداوة التركية- الكردية و ستندلع حرب مخيفة جداً جراء العمليات الانتحارية. لا أقول أن يقوموا بذلك، و لا اريد حدوث ذلك أيضاً، و كما قلت دائماً أنني احذر. يجب معرفة دورنا هنا جيداً. و لأجل ذلك أقول بضرورة تحكمي و لو بشكلٍ قليل على التنظيم و كذلك الإبقاء على قنوات التواصل مفتوحة. لكن إذا ما تطورت حملات الإبادة، كما قلت بأن حتى كائن وحيد الخلية أيضاً له جهاز دفاع خاصة به، و من الطبيعي جداً أنهم أيضا سيدافعون عن أنفسهم.

للأتراك ماضٍ ممتد لألف سنة في هذه الأرض، لكن، ليكن بالعلم أن للأكراد ماضٍ ممتد لخمسة عشر ألف سنة في هذه الأرض. يجب إبداء الاحترام لثقافتهم و لغتهم و فتح المجال أمام تطويرهم. لن تحل هذه المسألة بتصفيتهم أو صهرهم. كنت قد عبرتُ مراراً بأنني لستُ ضد ثقافة الأتراك. معروفٌ لدى الجميع مدى استخدامي الكبير للغة التركية. حتى أنني اضطر للعيش وفق الثقافة التركية. ليست لنا أية مشكلة مع التركمان أو بالأحرى مع الكادحين الترك في الأناضول. لدينا العديد من الرفاق الأتراك ضمن الحركة. العديد من رفاقنا الأتراك قد ناضلوا ضمن حركتنا منذ انطلاقتها ألا ولى و حتى يومنا هذا. كان كل من الرفيق كمال بير و الرفيق حقي قارار كليهما تركيين، و كانا يفهمان و قريبان منا أكثر من العديد من الرفاق الآخرين. و قد انخرطت المئات من رفيقاتنا البنات من الأصل التركي للحركة. يجب إيضاح هذا الأمر بشكلٍ جيد جداً.

كنتُ قد تحدثتُ سابقاً عن مصطلح (أتراك الدولة). في الحقيقة أنه لا يوجد صلة بين أتراك الدولة و التركياتية الحقيقية. يمكننا إرجاع هذا الموضوع إلى أيام السلطان محمد الفاتح. التقليد و العرف الانكشاري مرتبطة مع هذا الموضوع. عندما فتح السلطان محمد الفاتح اسطنبول قام بإعدام وزيره التركماني جاندارلي خليل و نصب محله رومياً بيزنطي محله كصدر أعظم. بعدها قام وزراء من أصولٍ غير تركية كـ سكولو محمد باشا و كويوجو مراد باشا، و أذاقوا أتراك الأناضول الحقيقيين شديد العذاب و ارتكبوا المجازر بحقهم. قاموا بمحق الأتراك الحقيقيين بيد أتراك الدولة. أي أن ليس الأكراد قد عانوا من أتراك الدولة لوحدهم، و كذلك التركمان، أي كادحي الأناضول قد عانوا كثيراً منهم. يجب طرح هذه الحقائق بشكلٍ كثيف جداً في الإعلام. كذلك الأمر بالنسبة للاتحاديين الذين ساروا على نهج الذهنية نفسها و أودوا إلى تفسخ الدولة العثمانية. ممثلي هؤلاء في يومنا الراهن هم التفاح الحُمر(kızılelmaciler) الأمر الذي تسعى كل من (mhp) و (chp) إلى القيام به الآن، هو نفس الشيء الذي قام به الاتحاديين سابقاً. اليوم هنالك مخططات ضد الأكراد تشبه ما ارتكبه الاتحاديون بحق الأرمن من مجازر و تهجير فترة الحرب العالمية الأولى. هذا خطير جداً. حينها سيحدث ما تحدثت عنه قبل قليل عن اللوحة المخيفة. ستندلع الحرب بين الترك و الكرد. و الأكراد ليسوا لوحدهم حالياً. للأكراد أيضاً قوى يستندون إليها. في النتيجة للأكراد أيضاً دولة وطنية في الجنوب كي يحتموا بها. و كذلك قد يتنامى التحالف الكردي الشيعي. ستقدم دول أخرى الدعم للأكراد. سيتحد الكرد جميعاً، أربعون مليون كردي سيحاربون الأتراك. أحذّر، هذا خطير جداً. حينها ستتعرض ثقافة الأتراك التي يرتجف لها هؤلاء الترك الدولتيين، هؤلاء الاتحاديين الجدد و القوموجيين ستتعرض للخطر المحيق. هؤلاء الوطنيين يمارسون القوموية باسم محبة تركيا و لكن النتيجة لن تكون غير ما ذكرناه. تماماً مثلما فعله الاتحاديون بتجزئة الدولة العثمانية، سيقوم هؤلاء أيضاً بتجزئة تركيا. أ فلا يرون ذلك؟ وضع كل من إسرائيل و فلسطين في الوسط، وضع العراق و لبنان في الوسط. و اليوم لم يعد هنالك مصطفى كمال أيضا. مصطفى كمال لم يكن كذلك، فقد كان ضد الاتحاديين. و قد كافح ضد الاتحاديين حتى أنه قام بإعدام العديد منهم. أنا أتفهم قيامه بالحفاظ على الوحدة الوطنية بنسبة ما، و هذا ما قام به مصطفى كمال. حقيقةً أن مصطفى كمال لم يقم بالكثير من الأمور، ما فعله كان فقط لحماية الجمهورية، فقد سار على شعوره هذا. هو أيضاً كان قد قرأ كثيراً، خاصة حول العلوم الاجتماعية و السياسة و الفلسفة و تاريخ الحضارات. أعرف، بأنه كان يقرأ حتى في فترات المعارك. فإن كان الراهنون يحبون مصطفى كمال و يحبون تركيا فعليهم القراءة مثل مصطفى كمال، ليقرءوا نفس الكتب التي قرأها هو. أقول ذلك و أعرف بأنهم سيكيلون إليّ الحقارات. أقول بأنه لو كان مصطفى كمال حياً الآن، وانطلاقا من تحليل الظروف التي نعيشها و ما وصلت إليها علوم السياسة و الاجتماع من تقدم، لكان سيعتمد لحل مسائل تركيا نموذجاً لا يختلف عن نموذجنا للحل. لكن هؤلاء لا يفهمون هذا الأمر. من المفهوم بأن ما قام به مصطفى كمال يومها كانت حسب متطلبات ظروف تلك المرحلة. لكن محاولة القيام بما قام به في تلك الظروف الآن ستنتج عن الفاشية. فما يعمل هؤلاء اليوم على القيام به يعتبر فاشية. يمكن تفهم ما قام به بسمارك لتأمين وحدة المانيا حينها، لكن بعد ذلك محاولة هتلر للقيام بنفس الشيء أولد الفاشية. و هكذا فإن أهمية ما قام به نابليون لأجل فرنسا معلوم، لكن بعدها و على الرغم من تغير الأحوال و الظروف فإن قيام فيشي بتكرار ما قام به نابليون نتجت عنها الفاشية. و اليوم فإن نتيجة ما تسعى التفاح الحمر إلى القيام به في تركيا ستكون الفاشية.

أستمعتُ من المذياع؛ كان أردوغان قد بيّن كجواب على سؤال بأن " الحقوق التي يتمتع بها الاثنية الموجودة في غربي تركيا، هي نفسها الحقوق التي يتمتع بها الاثنية الموجودة في شرقها أيضاً. لا يوجد مشكلة في حقوق الكرد". أنا افهم كلماته هذه بهذا الشكل؛ أن الاثنية الكردية و الاثنية التركية و الاثنية الشركسية و باقي الاثنيات لها نفس الحقوق. إذا للأكراد الحق في التدريس بلغتهم الأم، و إنشاء المعاهد و دور النشر و ما إلى ذلك لأجل ممارسة حقوقه. فليس هنالك حتى الآن أي معهد(اكاديمية) في ديار بكر، و إن كانت هنالك بعض المحاولات إلا أنها غير كافية، يجب القيام بذلك في الأماكن الأخرى أيضاً. ما أريد قوله هو: حان الوقت بأن يمارس الكرد السياسة بشكلٍ جيد. فلماذا لا يمارسونها؟ أ و يخافون، لا يجب أن يخافوا. الجرأة ايضاً غير كافية، يجب معرفة هذا العمل، هذا يتطلب التحلي بالعقل و معرفة ما تصبو إليه. فإن كان اردوغان يقول ذلك فعلى الكرد الإسراع في الإجابة عليه بهذا الشكل. ألا يقولون ذلك؟ قوموا بالتدريس باللغة الكردية فوراً في الحارات. ألا ينشئون المدارس؟ ألا يتجمع عدة عائلات في الحارات لكي يدرسوا أطفالهم اللغة الكردية؟ ألا يحسنون ممارسة السياسية لهذه الدرجة؟ فالذين يتحدثون باسم الأكراد كـ (عثمان) بايدمير على سبيل المثال، فهو الآن في الواجهة و لكنه لا يقوم بما يقع على عاتقه من أدوار. بايدمير يصرّح كثيرا، يتكلم و يظن نفسه بأنه يعرف السياسة جيداً، و لكنه في الحقيقة لا يعرف. على (dtp) الإسراع في الدفاع عن حقوق الكرد انطلاقا من أقوال رئيس الوزراء، ليفعلوا ذلك رغماً عن الدولة. و أ لا ينتظروا عطاء من الدولة. يقول رئيس الوزراء بأن" الاكراد و الاتراك و الشركس و جميع الاثنيات الأخرى لهم نفس الحقوق المتساوية"؛ يجب القول بأن المساواة تكون من خلال تطبيق هذه الحقوق. السبب الذي يكمن وراء عدم ممارسة الكرد للسياسة جيداً و عدم ظهور ساسة جيدين عائد لسياسات الصهر القومي. دائماً كان الأكراد يبقون في العراء، فالشخصية الكردية لم تتطور تحت الضغوط و سياسات الصهر القومي. فلم يعترف للأكراد بحق حياة حرة كريمة. هذا مهم، فبالأحرى يتمكن الشريف و الكريم من أن يكون حراً، كما يجب أن يكون الحر واعياً مبدعاً.
حزب العدالة و التنمية عبارة عن تحالف الفصائل المحافظة و المتدينة. و كذلك الوطنيون و القومويين يقيمون تحالفات كتحالف التفاح الحمر. لماذا لا تقيم القوى اليسارية و الديمقراطية لتحالفاتهم في تركيا؟ جرى ذلك في ايطاليا. لماذا لا يستقصون هذه الأمثلة؟ على (dtp) تعميق فعالياته على هذا الصعيد، يجب القيام بأسرع وقتٍ ممكن بتأمين تحالفٍ لأجل الانتخابات. بالإمكان دخول كل الاحزاب اليسارية و الاشتراكية و الديمقراطية و منظمات المجتمع المدني و الجهات الداعمة للسلام و الديمقراطية ضمن هذا التحالف. فمعاملة الدولة تصب في منع الكرد من التحول الكادري؛ و لهذا السبب لا يظهر فنانين مؤثرين أو علماء أو قادة أو ساسة كبار من بين الاكراد. و بالنسبة للذين ظهروا فإنهم كانوا ناقصين و مرقّعين. علينا أن نطالب تركيا لأنفسنا بما تطالب به تركيا لأجل اتراك قبرص. ففي هذا المنحى يجب على ساستنا فعل ما يفعله كل من طلعت و سوير من سياسة و نضال لأجل حقوق اتراك قبرص. هنالك شبه وموازاة بين وضع أتراك قبرص و وضع الأكراد في تركيا. يجب على ساستنا استثمار هذه النقطة و الاستفادة منها جيداً. الاكراد في تركيا لا يتمتعون بأي حق من الحقوق التي يتم المطالبة بها لأجل الاتراك في قبرص.

أ و يحسبوننا بسطاء لهذا الحد؟ أ و لا نعرف وضعنا؟ كنت قد تطرقتُ سابقاً إلى مكانة الكرد في تركياً. عبد القادر آكسو أيضاً واحد من خمسين مندوب آخر. ففي فترة وزارته تم تهجير ثلاث ملايين كردي من أماكنهم. مع العلم بأن عدد الأرمن الذين قام طلعت باشا بتهجيرهم فترة الحرب العالمية الأولى كان مليوناً. ليس هنالك اختلاف بين ما فعله آكسو و ما فعله طلعت باشا. أي أن هؤلاء يصنعون أكرادهم و يعملون على حل المسألة من خلالهم. كنت دائماً أتطرق إلى أنه هنالك عائلات كردية غنية عميلة. يعملون على ربط الكرد بالدولة من خلال نظام الاغوات الصادقين معهم. أقصد المندوبين المنتخبين لرئيس الوزراء. فأكثرية هؤلاء قادمون من العرف النقشبندي. يعملون على ربط الكرد بالدولة من خلال استغلال عواطفهم الدينية و كذلك يحاولون ربط الشعب الذي تم تربيته بتجويعه بالدولة من خلال القروض الصغيرة و ما شابه ذلك من سبل. يعملون على حل المشكلة على هذه الشاكلة. فمن خلال هؤلاء يعمل (akp) حسب مصالحه، بالاعتماد على الحقوق الفردية بتقدم حلٍ ما. أ فلا يعتبر تهجير ثلاث ملايين كردي من أماكنهم إبادة ثقافية، و إلا فما هي؟ يتركون تراثنا و ثقافتنا التاريخية تغرق تحت مياه السدود. فمسألة هذه السدود ليست إلا نوع من أنواع الإبادة الثقافية. الإبادة الثقافية أسوء بكثير من الإبادة (العضوية)الجسدية. مثال: تعرض اليهود للإبادة العضوية، إلا أنهم كونهم قد حافظوا على نواحيهم المعرفية و عملوا من خلالها فقد نجحوا في حماية ثقافتهم. كذلك هنالك تواجد عسكري كبير جداً في المنطقة، هذا نوع من الاستعمار العسكري. اليوم وضع الاكراد في تركيا بهذا الشكل. فهذا الوضع الذي يرون الكرد لائقين به ليس له أي مكان لا في الدين و لا تناسب أعراف الأخوة. فإن كنتُ ممنوعاً من التكلم بلغتي الأم و إن كان أطفالي محرومين من التعلم بلغتهم، حينها ما المعنى الذي يتبقى من حياتي؟ و لأجل ذلك فأنني بنسبة ما ضد العائلة و العلاقة الحالية ما بين الرجل و المرأة. أنا أكره، أكره، أكره هذه العلاقة. أتفهم نيتشه و وقوفه ضد المؤسسات التقليدية للمجتمع و أنعزاله عنها. استوعبت انجلترا عدم إمكانية صهر الاثنيات و نفس الشيء استوعبته الاتحاد الاوروبي. كنتُ قد قلتُ هذا الشيء فيما مضى. قرأت في مقال لـ طه آكيول، يقول فيها بأن ما يقوله أوجلان غير مفهوم. بالإمكان توضيحها له أيضاً بأن افكاري واضحة جداً. فهؤلاء، أصحاب المفهوم الليبرالي، إنطلاقاً من مفهومهم هذا يعتقدون بأنهم سيحلون المسألة عبر الحقوق الشخصية(الفردية). هذه مناورة. لا يمكن حل المسألة بهذا المفهوم الليبرالي و سيبقى ناقصاً.

من المعروف أنه هنالك الجهات المدافعة عن الفدرسيون. آلجي قام بإنشاء حزب، كذلك هنالك سرتاج، الذي اسند ظهره للدولة الالمانية، و هنالك آخرين في وضعٍ مشابه. أعرف جيداً منْ مِن أين و أية دولة يقبض معاشه. أخي أيضاً أسقط نفسه في هذا الوضع. فيما مضى أنضم أشباه شمدين أيضاً إلينا. لا يقولوا بأن آبو يهدد، أنني أبعد العنف، و السلام عندنا هو الأساس. لكن هذه قضية شعب عليهم احترام هذه القضية.

أعرف جيداً، ما يريدون إنشائه ليس حزباً جديداً. فهو كان السكرتير العام لهذا الحزب سنة 1968. كان هنالك درويش سعدو أيضاً في تلك الفترة. فما يريده هؤلاء هو الحل الفدرالي. فهؤلاء فدرسيونيون، و هذا يعني التوجه الفوري نحو الدولة الوطنية. أقول بأن هذا أيضاً لن يأتي بالحل. فاسلوب قيادتنا ديمقراطية. و حلنا ايضاً واضح جداً، أي الكومونالية الديمقراطية. كنتُ قد عبرتُ عن هذا بأسماء عدة. و جوهر كل هذه المصطلحات واحد. هذا الذاتية الديمقراطية، لها ركيزة الإدارة المحلية ايضاً و كذلك برلمانها المحلي. هذا ليس لأجل الاكراد فحسب، يمكن تطبيقها في تراقيا و أيجه أيضاً. كنتُ قد قمتُ بتقيماتي هذه سابقاً، لكن، بسبب ضيق الوقت و محدوديته لا أستطيع الإسهاب في شرحه. سأتطرق إلى تفاصيل هذا الموضوع مستقبلاً ضمن مرافعاتي. أرضيتها جاهزة عندي الآن. في هذا الشأن أقرأ دائماً نتاجات وأعمال علماء الاجتماع. لديّ أفكاري الخاصة بيّ و كذلك أستفيد من أفكار العديد من الفلاسفة الآخرين. على الأكراد أن يتنظموا على كافة الأصعدة. كما يجب إقامة الألوف من التجمعات ومؤسسات المجتمع المدني. فيما يتعلق بما قلته قبل قليل حول اللغة الأم عليهم إقامة مؤسساتهم و إنشاء معاهدهم.

يجب العمل على هئية كشف الحقائق و العدالة التي تحدثتُ عنها سابقاً. يجب إيصال هذا الموضوع إلى رئيس الوزراء و رئيس المجلس. رئيس الوزراء يلتقي بطوني بلير و كذلك و ضمن إطار وفاق المدنيات فأنه يلتقي برئيس الوزراء الاسباني زاباتيرو، فلماذا لا يستفيد هو ايضاً من تجاربهم؟ بلير بدا بنفسه مرحلة المفاوضات مع ايرا(İRA). و كان قد أنشأ حينها لجنة كي تلقي ايرا أسلحتها. و كذلك فأن زباتيرو يدير بنفسه أعمال حل مسألة ايتا و الكتالان في اسبانيا. هنالك لقاءات مع ايتا. يتم التفاوض و الحوار حول كيفية و شكل إلقاء ايتا للسلاح. و أنا كذلك أعبّر و بكل وضوح، أقترح إنشاء لجنة لبحث الحقائق و العدالة لأجل التخلي عن الأسلحة في تركيا. فالسيد اردوغان، علام لا يستفيد من تجارب بلير و زاباتيرو و يتحرك باتجاه الحل؟ كما كنتُ قد صرّحت سابقاً بأنه بالإمكان تشكيل هذه اللجنة من الوطنيين الأتراك فقط. حتى أنه بالإمكان ضم الذين تقترحهم الدولة لأجل هذه الهيئة. يجب خطو خطوات ملموسة على هذا الصعيد. السيد اردوغان يتعامل مع مسألة فلسطين، يتعامل مع مسألة العراق، يكدح لأجل وفاق(حوار) الحضارات، كل هذا فلماذا لا يصرف جهداً لحل المسألة الكردية في وطنه تركيا؟ ظهرت تصريحات لطلباني أيضاً. فقد أمسك الأمر جيداً، أقول شكراً جزيلاً يا طالباني. يقومون بعقد اجتماع للمجموعات السنية التي تمارس العنف في العراق. فمن جهة يقولون للعرب اتفقوا، و في الجهة الأخرى يقولون للأكراد تقاتلوا، لا يمكن القبول بهذا الأمر، فهذا كيل بمكيالين. و طالباني قد امسك بهذا الأمر جيداً. فعلى الذين يمارسون السياسة باسم الأكراد أن يقوموا بمثل هذه التقييمات و إبداء المواقف المؤثرة في وقته المناسب.

بالإضافة إلى انه لا يمكن جلب الحلول الشاملة بإصدار مجلة ما فقط، ولا يمكن ممارسة السياسة بهذا الشكل أيضاً. أنا لا أوجه انتقاداتي هذه لمجلة أماركي فحسب، بل أوجهها لكل من مجلة دونوشوم(التحول) و بيريكيم(التجربة) و من يحيط بهما.

ما قلته من مواضيع في لقاءاتنا هذه يمكن إعداد بلاغ منها و إرسالها إلى كونفرانس الغازيين. أحييّ كل هؤلاء الرفاق بكل الحب و الاحترام. لا يجب نسيان ما قدموه من المشاركات القيّمة جداً.

تركيا لا تميل لإعادة المحاكمة، لأجل ذلك، يجب رفع دعوة قضائية جديدة في محكمة حقوق الإنسان الاوروبية أو ديوان العدالة.

يمكن تنظيم أفكاري و تقديمها لكونفرانسات السلام المزمع عقدها في تركيا. أوجه بتحياتي إلى عوني اوزغورل، أرى أفكاره قيمة، فهو وطني تركي قيّم.

هنالك رسالتين، حقيقةً كنتُ أود الإجابة عليهما لكن لم يتبقى الوقت، كما كل مرة. يمكن إبلاغ هؤلاء الرفاق على أن رسائلهم قد وصلت إليّ، فإن سنحت لي الفرصة فسوف أتطرق إلى هذا الموضوع في الاسابيع القادمة.
و بصدد التحقيق الذي فتحوه معي، فقد أرسلتُ كتابتين إحداها صفحة و أخرى ثلاث صفحات إلى القاضي التنفيذي. افصحتُ عن آرائي حول آخر المستجدات في كلتا الكتابتين. يمكن أخذ كلتا الكتابتين.
كنتُ قد تحدثتُ عن كتاب في لقائنا السابق، أي كتاب (اختراع العادات) لـ أريك هوبسباوم، يمكنكم جلب هذا الكتاب و كتبٍ أخرى.
أبارك السنة الجديدة و العيد على الجميع.
تحيتي و محبتي
20-12-2006



#عبد_الله_أوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة بين الواقع وحقيقة الثامن من آذار


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبد الله أوجلان - الشعب الكردي سيتخذ القرار بنفسه