أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاهد جمعة الخطيب - أحلامنا تشبه أمواج البحر؛ كلما كبرت تفرقت (1)














المزيد.....

أحلامنا تشبه أمواج البحر؛ كلما كبرت تفرقت (1)


عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع

(Ahed Jumah Khatib)


الحوار المتمدن-العدد: 8094 - 2024 / 9 / 8 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


أحلامنا تشبه أمواج البحر؛ كلما كبرت تفرقت وكشفت عن ملامحها، وكلما صغرت كدنا نلتقطها لنجدها تتلاشى. المثل الذي ذكرته يتعلق بطبيعة الأحلام وكيفية تجليها وتحقيقها. يمكن تفسيره فلسفياً بطرق عدة. يوحي هذا المثل بوجود علاقة معقدة بين حجم الأحلام وتحقيقها.

أولاً، من منظور فلسفي شامل، قد يشير المثل إلى أن تحقيق الأحلام الكبيرة والطموحة يمكن أن يكون أكثر تحديًا. عندما نسعى لتحقيق أحلامنا الكبيرة، قد نواجه العديد من الصعوبات والتحديات التي قد تفرق أحلامنا أو تعيد تعريفها. أثناء سعينا نحو أهدافنا الكبيرة، قد نكتشف أن الواقع يختلف عن الصورة المثالية التي كنا قد تخيلناها. يتماشى هذا مع مفهوم "المعاناة الضرورية"، حيث تُعتبر العقبات والتحديات جزءاً لا يتجزأ من الرحلة نحو تحقيق الأحلام الكبيرة.

ثانياً، يمكن أيضاً تفسير المثل من خلال منظور فلسفي شامل يُبرز أهمية الانتباه للتفاصيل الصغيرة واللحظات الحالية في حياتنا. عندما نحاول الإمساك بالأحلام الصغيرة وتحقيقها، قد نقلل من قيمتها أو نعتبرها أقل أهمية. لكن السعادة والرضا يمكن أن يكونا في تلك اللحظات الصغيرة والتفاصيل البسيطة. وهذا يتماشى مع مفهوم "الحضور الذهني" في الفلسفة الشاملة، الذي يركز على اللحظة الحالية واكتشاف الجمال والمعنى في كل تفصيل من تفاصيل الحياة.

باختصار، يعكس المثل التناقض الشائع بين حجم الأحلام وتحقيقها. يسمح لنا النظر إليه من خلال الفلسفة الشاملة بتفسير هذا التناقض بطرق متعددة، سواء من خلال تعزيز فهمنا للصراعات الضرورية في رحلة تحقيق الأحلام الكبيرة، أو بتشجيعنا على تقدير التفاصيل الصغيرة واللحظات الحالية في حياتنا.

بالإضافة إلى ذلك، يمكننا النظر إلى المثل من منظور فلسفي شامل آخر يتعلق بالطبيعة المتغيرة للرغبات والأهداف الشخصية. يعكس المثل فكرة أن الاهتمامات والطموحات قد تتغير مع مرور الزمن. قد تكون لدينا أحلام كبيرة في مرحلة معينة من حياتنا، ولكن مع النمو والتطور، قد يتغير تصورنا للسعادة والنجاح. لذلك، قد نطور اهتمامات وأهدافاً جديدة وأصغر.

هذا التفسير يعكس الفكرة بأن النمو الشخصي والتطور الروحي يمكن أن يؤدي إلى تحول في الأولويات والتركيزات في حياتنا. قد نكتشف أن السعادة والرضا يكمنان في الأشياء البسيطة والقريبة منا، بدلاً من السعي المستمر وراء الطموحات العالية. هذا الفهم الشامل يؤكد أهمية التوازن والقدرة على الاستمتاع بالرحلة نفسها بدلاً من التركيز الحصري على الوجهة النهائية.

لذا، يمكننا فهم المثل كتذكير بعيش كل لحظة والاستمتاع بها في الحاضر، بغض النظر عن حجم أحلامنا أو مدى تحقيقها. تحمل الحياة العديد من المفاجآت والجماليات الصغيرة، وقد تجلب لنا أشياء لم نكن نتوقعها. من المهم أن نكون مرنين ومستعدين للتغيير، مقدرين اللحظات الصغيرة التي تنير حياتنا وتضيف إليها الجمال.

في النهاية، يوفر المثل فهماً شاملاً للحياة والأحلام، ويحثنا على التأمل في الصعوبات والتحديات التي قد نواجهها في سعينا لتحقيق أحلامنا الكبيرة، وفي الوقت نفسه، يشجعنا على الانتباه إلى اللحظات الصغيرة والتفاصيل في حياتنا والاستمتاع بالرحلة نفسها بغض النظر عن حجم أحلامنا.



#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)       Ahed_Jumah_Khatib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (33)
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (32)
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (31)
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (30)
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (29)
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (28)
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (27)
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (26)
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (25
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (24)
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (23)
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (22)
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (21)
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (20)
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (19)
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (18)
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (17)
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (16)
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (15)
- الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني (14)


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاهد جمعة الخطيب - أحلامنا تشبه أمواج البحر؛ كلما كبرت تفرقت (1)